معركة الفراض وقعت في شهر ذي الحجة سنة 12 للهجرة، الموافق كانون الثاني (يناير) عام 634 للميلاد، بين جيش الخلفاء الراشدون بقيادة خالد بن الوليد والامبراطورية الفارسية وحلفاءها من العرب المسيحيين.
قصد خالد إلى الفراض تخوم الشام والعراق والجزيرة، فأفطر رمضان في تلك السفرة التي اتصلت فيها الغزوات، فلما اجتمع المسلمون بالفراض حميت الروم واغتاظت، واستعانوا بمن يليها من مسالح أهل فارس، واستمدوا « تغلب » و« اياد » و« النمر » ، فأمدوهم وناهضوا خالداً حتى إذا صار الفرات بينهم قالوا: « اما أن تعبروا الينا واما أن نعبر اليكم »، قال خالد: « بل اعبروا الينا، قالوا فتنحوا حتى نعبر »، فقال خالد : « لانفعل ولكن اعبروا أسفل منا »، فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض احتسبوا ملككم. هذا رجل يقاتل على دين. وله عقل وعلم والله لينصرن ولنخذلن. ثم لم ينتفعوا بذلك. فعبروا أسفل من خالد. فلما تتاموا قالت الروم: امتازوا حتى نعرف اليوم ما كان من حسن أو قبيح من أينا يجيء ففعلوا واقتتلوا قتالاً شديداً طويلاً. ثم ان الله عز وجل هزمهم، وقتل يوم الفراض في المعركة وفي الطلب 100،000 الف، كما رواه الطبري، وأقام خالد على الفراض بعد الوقعة عشراً، ثم أذن بالرجوع إلى الحيرة لخمس بقين من ذي القعدة.
رأي مستر موير
قال مستر موير في كتابه: « الخلافة » عند ذكر هذه الموقعة صفحة (61) طبعة سنة 1924 للميلاد، ان هذا العدد (100،000) خرافي ويريد بذلك أنه عدد عظيم غير معقول إلا أن المؤرخين لم يذكروا عدد جيش خالد ولا عدد جيش العدو، والذي نعلمه أن جيش العدو كان عظيماً، لأنه جيش متحد مؤلف من ثلاثة جيوش: « جيش الفرس » و « جيش الروم » و « جيش العرب » الذين انضموا اليهم، فاذا كانت الموقعة انتهت بانهزام هذه الجيوش انهزاماً تاماً فلا بد أن يكون عدد القتلى كبيراً، فان لم يكن مئة ألف بالضبط كما رواه الطبري فهو يقرب من ذلك.
قال القعقاع يصف موقعة الفراض:
لَقينا بالفِراض جموعَ رُومٍ وفُرس غَمّها طولُ الَسلام
أبَدْنا جَمعَهُم لَما التَقينا وبَيَتّنا بجمع بني رزام
فما فـتـئت جنودُ السلم حتى رأينا القوم كالغنم الَسّوام