منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. ثورة 14 تموز 1958 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. ثورة 14 تموز 1958 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عائلــ الاخلاق الصدق الصبر العدل العفو الرفق التعاون الحلم الامانة الاخوة العمل الامل المشورة التواضع ــة تابــلاط
 
الرئيسيةعائلة تابلاطأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثورة 14 تموز 1958

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فارس المنتدى

فارس المنتدى


ثورة 14 تموز 1958 Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
العـمـل : الحمد لله
هوايتي المفضلة : الانترنات و الرياضة
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

ثورة 14 تموز 1958 Empty
مُساهمةموضوع: ثورة 14 تموز 1958   ثورة 14 تموز 1958 Clockالسبت 16 يوليو 2011 - 13:00

ثورة 14 تموز 1958

أولاً: ممهدات ثورة 14 تموز 1958
لم تكن ثورة 14 تموز حدثاً آنياً على الإطلاق بل كانت في الحقيقة نتيجة تراكم كمي هائل من التناقضات بين الحاكمين والمحكومين عبر أربعة عقود من الزمن امتدت منذُ الاحتلال البريطاني للعراق ،إبان الحرب العالمية الأولى وحتى قيام ثورة 14 تموز 1958.

لقد خاض شعب العراق خلال هذه الحقبة الزمنية الطويلة صراعاً مريراً ضد الاحتلال البريطاني ، في بادئ الأمر ، وتجلى ذلك الصراع ،في ذروته ،بثورة العشرين ،عندما حمل الشعب العراقي السلاح بوجه المحتلين ،وأمتد لهيب الثورة ليشمل العراق كله ، من أقصاه الى أقصاه ،وكلفت تلك الثورة ،المحتلين ، خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات ،وأثقلت كاهل الاقتصاد البريطاني ،المتعب أصلاً، بسبب التكاليف الباهضة للحرب العالمية الأولى ،والتي كان لبريطانيا الدور الأساسي فيها .وفي نهاية المطاف اضطرت بريطانيا الى تغيير تكتيكاتها السياسية والعسكرية في العراق ولجأت الى تأليف حكومة محلية موالية لها وجاءت بالأمير فيصل ابن الحسين ملكاً على العراق، وجمعت حوله العديد من الضباط الشريفيين الذين خدموا في الجيش العثماني، كنوري السعيد وجعفر العسكري ، وعلي جودت الأيوبي ، ومولود مخلص ،وبكر صدقي ،والعديد من الضباط الآخرين .كما جمعت بريطانيا العديد من شيوخ العشائر حول النظام الجديد وملّكتهم مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ،ومنحتهم سلطة واسعة على الفلاحين وضمتهم إلى المجالس النيابية ومجالس الأعيان ،وبذلك خلقت بريطانيا طبقة حاكمة تعمل لخدمة مصالحها وتخوض الصراع مع الشعب نيابة عنها ،وكان باكورة تلك الخدمات التي قدمتها الطبقة الحاكمة الجديدة للإمبريالية البريطانية إقرار معاهدة عام 1922 ،والتي أعطت لبريطانيا الهيمنة الكاملة على مقدرات العراق العسكرية والسياسية والاقتصادية ،وجعلت من العراق واحة بريطانية .وهكذا انتقل الصراع المباشر بين الشعب العراقي والإمبريالية البريطانية إلى صراع مباشر مع السلطة الحاكمة السائرة بركاب الإمبريالية ،وخاض الشعب العراقي المعارك المتواصلة مع تلك السلطة ،ودفع ثمناً باهضاً من دماء أبنائه البررة من أجل تحقيق طموحه في الحرية والاستقلال ،ومن أجل حياة كريمة لأبنائه ،وتوجيه موارد البلاد لتحقيق مستوى معيشي لائق ،بدل توجيهها لخدمة المخططات الإمبريالية .

لقد تجلت تلك المعارك ،وذلك الصراع خلال أربعة عقود من الزمن في الأحداث التالية :

1 ـ المعارك التي خاضها الشعب ضد إقرار معاهدة 1922 :
أثار إقدام السلطة الحاكمة على إقرار بنود معاهدة عام 1922سخطاً شديداً لدى الرأي العام العراقي ،الذي بادر للتصدي للاحتلال البريطاني وللسلطة الحاكمة، وقد لجأت الحكومة الى استخدام الجيش لقمع التظاهرات الشعبية التي قامت استنكاراً لبنود المعاهدة ،حيث أصدر نوري السعيد ،بوصفه وزيرا ًللدفاع أمراً لقوات الجيش بإطلاق الرصاص على المتظاهرين .

وفي الوقت نفسه ،أنذر المندوب السامي بحل مجلس النواب إذا لم يقرّ المعاهدة ليلة الحادي عشر من حزيران 1924، ولجوء السلطة إلى جمع أعضاء مجلس النواب ، من قبل أفراد الشرطة وإجبارهم على حضور الجلسة وإقرار المعاهدة كما أرادتها بريطانيا ، وكانت تلك الأحداث الشرخ الأول ، الذي حدث بين الشعب وما سمي بالحكم الملكي .(1)

2 ـ تصدى الشعب العراقي لمعاهدة 1930:
تصدى الشعب العراقي لمعاهدة 1930 التي وقعها نوري السعيد ،والتي جاءت تكريساً لمعاهدة 1922، والتي ضمنت لبريطانيا،بعد إلغاء الانتداب على العراق السيطرة التامة مقدرات البلاد الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

لقد مهدت السلطة ،بزعامة نوري السعيد والبلاط الملكي ،السبيل لإبرام المعاهدة ، فاتخذت قراراً بحل المجلس النيابي ، أتبعته بإجراءات قمعية لادستورية ،حيث عطلت اكثر من عشرين صحيفة ،وأحالت العديد من الصحفيين الى المحاكم ، ومنعت الاجتماعات ، والتجمعات ، والمظاهرات ، وكمت أفواه الشعب ، وقامت بأجراء انتخابات مزورة ، أسفرت عن برلمان خاضع كلياً لإرادة السلطة والمندوب السامي

البريطاني ،واستطاع نوري السعيد إبرام المعاهدة المذكورة، على الرغم من رفض الشعب وقواه الوطنية لها، مما عمق التناقض بين الشعب وحاكميه.(2)

3 ـ الإضراب العام في العراق :
في 5 تموز 1931، حدث إضراب عام في البلاد ، احتجاجاً على قانون ضريبة البلديات، وقد عم الإضراب العام أنحاء العراق كافة، نظراً لتدهور الأوضاع المعشية للشعب. وتعطلت كافة المرافق الاقتصادية في البلاد، أقفلت كافة المحال التجارية والمطاعم والمخابز والصيدليات وأسواق الفواكه والخضر ووسائط النقل، وبذلك أصيبت البلاد بالشلل التام، وشكل الإضراب اكبر تحدي للحكومة، ولاسيما بعد أن قامت المظاهرات الصاخبة، وتصدي السلطة لها، ووقوع المصادمات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة، واضطرار السلطة ، بعد هزيمة الشرطة ،الى استدعاء الجيش لقمع المظاهرات الشعبية، وكسر الإضراب.

كما استنجدت الحكومة بالقوات البريطانية المتواجدة في ميناء البصرة وسفنها الحربية الراسية هناك لقمع الإضراب في المدينة.

4ـ اندلاع ثورة العشائر في الفرات الأوسط عام 1935:
اندلعت ثورة العشائر ضد الحكومة ،بسبب تردي الأحوال المعيشية ،وتلكؤ الحكومات المتعاقبة عن تنفيذ الإصلاحات التي كانت تعد بها ، وكانت ثورة الرميثة، وثورة سوق الشيوخ على درجة كبيرة من السعة جعلت الحكومة تلجأ الى استخدام الجيش لإخمادها ، حيث وقعت مصادمات عنيفة بين الثوار والجيش، ووقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، وانتهى الصِدام بسيطرة الجيش على الأوضاع من جديد، أصدرت الحكومة على الفور مرسوم الإدارة العرفية في 14 مايس 1935 ، واتبعته بمراسيم أخرى استهدفت إفراغ الدستور من الحقوق والحريات العامة التي نصَ عليها منها، مرسوم منع الدعايات المضرة، ومرسوم الطوارئ، ومرسوم مكافحة الأفكار الهدامة!ومرسوم انضباط الموظفين، وغيرها من المراسيم الأخرى.(3)

5 ـ وقوع انقلاب الفريق بكر صدقي :
في 29 تشرين الأول 1936 ، وقع انقلاب عسكري قاده الفريق بكر صدقي وأدى الى إسقاط وزارة ياسين الهاشمي، وفرض حكومة جديدة على الملك غازي، برئاسة حكمت سليمان، وضمت تلك الوزارة أغلبية من الإصلاحيين، كان من بينهم القائد الوطني البارز [جعفر أبو التمن ] و السيد [كامل الجادرجي] .لقد أدى الانقلاب الى مقتل [ جعفر العسكري ] وزير الدفاع وصهر نوري السعيد، وهروب السعيد وشلته الى خارج العراق، بعد لجوئه الى السفارة البريطانية، التي قامت بدورها بتهريبهم ، ولقي انقلاب بكر صدقي إسناداً ودعماً كبيرين من قبل الشعب وقواه الوطنية ، بما فيها الحزب الشيوعي ،لكن بكر صدقي ، الذي أراد أن يحكم البلاد من وراء الستار ،سرعان ما أصطدم مع رفاقه الإصلاحيين ،وأدى ذلك الى خروج الإصلاحيين من الوزارة وإصابة الشعب وقواه الوطنية بخيبة أمل كبيرة ،بسبب التغير الحاصل في توجهات بكر صدقي ،مما أدى الى انعزال حركته عن الشعب ،وسهل بالتالي عملية تصفيته في 9 آب 1937 ،وعودة نوري السعيد وأتباعه من جديد الى الحكم ،ليقوم بتصفية حساباته مع الانقلابيين ومن ساندهم ،والتنكيل بالقوى السياسية الوطنية.(4)

6ـ مقتل الملك غازي :
أثار مقتل الملك غازي في ظروف غامضة ،حالة من الهيجان ،والغضب الشديدين لدى أبناء الشعب والذي لم يصدق البيان الذي أصدرته الحكومة عن كون الحدث جاء قضاءً وقدراً ،وقد أشارت أصابع الاتهام الى نوري السعيد وعبد الإله بتدبير مقتله ،بتخطيط من قبل السفارة البريطانية آنذاك ،وقد أدى مقتل الملك إلى عاصفة من المظاهرات الصاخبة المنددة ببريطانيا وصنائعها ،وعلى رأسهم نوري السعيد وعبد الإله ،ووقعت أحداث دامية في بغداد والموصل والسليمانية وغيرها من المدن العراقية ،أدت الى مقتل القنصل البريطاني في الموصل ، وإعلان الأحكام العرفية وسوق العديد من المواطنين الى المجالس العرفية . (5)

7 ـ حركة رشيد عالي الكيلاني :
جاءت حركة رشيد عالي الكيلاني ،بالتعاون مع العقداء الأربعة [قادة الجيش]كرد فعل على سياسة الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمصالح الإمبريالية ، والتي خلقت استياءً عاماً لدى الشعب ، حيث تم إسقاط الوزارة ، وتولي رشيد عالي الكيلاني رئاسة الوزارة ، وهروب الوصي ، عبد الإله ، ومن ثم إقالته ،وتعين [الشريف شرف ]وصياً على العرش وتدخل القوات البريطانية ،واحتلالها للعراق بعد قتال غير متكافئ، وقد أثار هذا الاحتلال سخط الشعب واستنكاره ،وتصميمه على طرد المحتلين ،وخاصة بعد أن أعاد البريطانيون عبد الإله ونوري السعيد ورهطه من جديد ،وقيامهم بحملة تنكيل واسعة بكل العناصر التي ساعدت وساندت وأيدت حركة الكيلاني ،وإقدام الحكومة على إعدام العقداء الأربعة الشهداء صلاح الدين الصباغ ،وحكمت شبيب ،ومحمود سلمان وفهمي سعيد ،بالإضافة الى الشهيد يونس السبعاوي وزير الاقتصاد في حكومة الكيلاني .(6)

8 ـ وقوع مذبحة كاورباغي ضد عمال شركة النفط في كركوك :
وقعت المذبحة على أثر إضراب عمال شركة نفط كركوك في عهد وزارة أرشد العمري ، في 7 تموز 1947 ، مطالبين بتحقيق عدد من المطالب المتعلقة بأمورهم المعشية ،وتصدي قوات الشرطة للمضربين المتجمعين في حدائق كاور باغي ،وإطلاق الرصاص عليهم دون أي مبرر ،وقد أدت الى استشهاد 16عاملا، وجرح العشرات الآخرين ،واندلاع موجة عارمة من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد حكومة العمري ،وامتداد تلك التظاهرات الى بغداد .

لقد تبين من تقرير اللجنة التحقيقية التي أرسلتها وزارة العدل أن قوات الحكومة تعمدت إطلاق الرصاص على المضربين من الخلف ،دون أي مبرر ،فلم يكن في نية المضربين التصدي لقوات الشرطة ،وإنما أرادوا تحقيق العديد من المطالب الخاصة بأوضاعهم المعيشية المتردية . وهكذا جاءت هذه المجزرة لتضيف أسباباً جديدة لاشتداد التناقض بين الشعب وحاكميه . (7)

.9 ـ وثبة كانون الثاني المجيدة عام 1948
جاءت الوثبة كرد فعل على محاولة حكومة [صالح جبر ـ نوري السعيد ]فرض معاهدة بورتسموث ا لبريطانية، على العراق ،نظرا لقرب انتهاء أمد معاهدة 1930 ، واستباق بريطانيا الأمر لإقرار المعاهدة الجديدة تكريساً هيمنتها على العراق ، واستننزاف ثرواته النفطية .وفي حقيقة الأمر،وإن كان السبب المباشر الذي أشعل شرارة الوثبة هو محاولة فرض المعاهدة ،إلا أن تراكماً كمياً هائلا من السخط الشعبي العارم على السلطة ،وموقف الحكومة والعرش من القضية الفلسطينية ،والانغمار في المخططات الإمبريالية ، التي استهدفت شعب فلسطين وإقامة دولة إسرائيل ،كل ذلك جعل السخط الشعبي العارم على السلطة ينفجر بعنف شديد ،حيث اجتاحت المظاهرات الشعبية مدن العراق كافة ،وجرى التصدي لتلك المظاهرات من قبل الأجهزة القمعية للسلطة ،وسُفكت دماء طاهرة للمئات من أبناء الشعب الذي صمم على مواصلة الكفاح مهما كانت التضحيات ،واستطاع الشعب هزم قوات الحكومة، وإسقاط الوزارة ، وإلغاء المعاهدة التي وقعها صالح جبر ،ونوري السعيد بالأحرف الأولى في ميناء بورتسموث البريطاني ،وهرب صالح جبر ونوري السعيد للنجاة بجلدهما من غضب الشعب العارم ،واضطر الوصي عبد الإله الى تكليف الشيخ محمد الصدر ،رئيس مجلس الأعيان ،وأحد قادة ثورة العشرين ،ورجل الدين ،بتأليف الوزارة الجديدة .

وفي محاولة لتهدئة الأوضاع ، أقدم الصدر على إطلاق سراح المعتقلين ،وأعلن رفض الحكومة للمعاهدة ،كما أعلن عن النية في إجراء تحقيق مع المسؤولين عن إطلاق النار على أبناء الشعب ، وحل المجلس النيابي ،تمهيداً لإجراء انتخابات جديدة ،وأعلن عن احترام الحكومة للحريات الدستورية ،وفسح المجال لممارسة الأحزاب السياسية لنشاطها ،وإطلاق حرية الصحافة والعمل على تأمين الحاجات الضرورية للشعب ،والغذائية منها بشكل خاص .

لعب الحزب الشيوعي دوراً رئيسياً في تلك الوثبة الكبرى ،الى جانب الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال القومي ،لكن حزب الاستقلال سرعان ما تخلى عن ساحة النضال ،بعد أن وجد مدى تزايد تأثير الحزب الشيوعي في تلك الأحداث ،وطلب من العناصر القومية الكف عن التظاهر والانسحاب ،وأدى هذا الموقف إلى عدم تمكين الوثبة من تحقيق كامل أهدافها . وقد تبين أن هذه الحكومة إنما جاءت لتهدئة الأوضاع وإعادتها الى ما كانت عليه قبل الانتفاضة، وعودة نوري السعيد وأركان حكمه من جديد. (8)

10ـ حرب فلسطين عام 1948 وخيانة الحاكمين :
في 14 أيار 1948 أعلنت بريطانيا إكمال انسحابها من فلسطين ،ممهدة الطريق لإقامة دولة إسرائيل ،وقد قامت القوات البريطانية عند انسحابها بتسليم أسلحتها الى المنظمات الصهيونية التي بادرت على الفور الى الإعلان عن قيام دولة إسرائيل في نفس اليوم، 14أيار 948 وأعلنت الولايات المتحدة على الفور اعترافها بالدولة العبرية وتبعتها بريطانيا ، ثم فرنسا والاتحاد السوفيتي ،وبذلك وجهت الإمبريالية طعنة عميقة الى قلب الأمة العربية لم تندمل جراحها إلى يومنا هذا .

سارعت الدولة العبرية ،وبدعم من الإمبرياليين إلى شن حملة شنيعة لتهجير المواطنين الفلسطينيين من ديارهم ، وألقت بما يزيد على مليون مواطن فلسطيني إلى خارج فلسطين ليعيشوا في المخيمات في الدول العربية المجاورة ،انتظاراً لنصرة الحكام العرب !!! ،وقامت المنظمات الصهيونية أثناء عملية التهجير بمجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية ،.وأمام ضغط الشعوب العربية على حكامها ،أقدم أولئك الحكام على إرسال قطعات من جيوشهم إلى فلسطين، لكن تلك العملية لم تكن سوى مسرحية أراد بها الإمبرياليون تثبيت الأمر الواقع في قيام دولة إسرائيل ،ولم يكن الحكام العرب

جادون في تحرير فلسطين إطلاقاً ، فلا يعقل أن جيوش العديد من الدول العربية ،وفي المقدمة منها الجيش المصري والعراقي والسوري ،غير قادرة على مقارعة مجرد عصابات لمنظمات إرهابية وليدة !!!،رغم كل ما تملكه الدول العربية من قدرات عسكرية ؟

لقد كانت الخيانة بادية في أجلى مظاهرها ،وكان أبناء الشعب يرددون في العراق حكاية [ماكو أوامر ] حيث وضعت الحكومة العراقية الجيش تحت قيادة الجنرال [كلوب باشا ]،قائد الجيش الأردني !!،وبإمرة الملك عبد الله ،والذي كان على .

اتصال وثيق ويومي مع قادة المنظمات الصهيونية ،والذي عقد معهم صفقة ضم بموجبها القسم المتبقي من فلسطين الى مملكته. وهكذا خذلت الحكومات العربية ،ومنها حكومة العراق ،جيوشها وشعوبها ،وتخلت عن شعب فلسطين ،وعاد الجيش العراقي ،والأسى يملأ قلوب الجنود والضباط الوطنيين بسبب تلك الخيانة ،وكان من بين أولئك الضباط ، الزعيم عبد الكريم قاسم ،الذي صمم على إزاحة ذلك النظام المرتبط بعجلة الإمبريالية ،وقاد ثورة 14 تموز بنجاح.(9)

11ـ وثبة تشرين المجيدة عام 1952 :
لم يكن في نية حكومة الصدر إجراء أي تغيير جذري في أوضاع البلاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية ،بل كان جلّ همها تنفيذ طلب البلاط الملكي بتهدئة الأحوال ،بعد تلك الوثبة الكبرى ،التي أوشكت على الإطاحة بالنظام الملكي ،والعمل على تخدير الشعب بإجراءات ثانوية ،وفوقية ،تمهيدا لعودة تلك الوجوه القديمة ،التي هربت أمام غضبة الشعب .فرغم أن الصدر حلّ مجلس النواب ،وأصدر قانون الانتخاب المباشر ،إلا أنه أجرى الانتخابات النيابية تحت ظل الأحكام العرفية وفي ظل المضايقات المختلفة على مرشحي الشعب ،وتدخل البلاط في اختيار المرشحين ،مما أفقد الانتخابات جديتها . كما أن الأوضاع المعيشية للشعب استمرت في التدهور ،دون أن تقدم الحكومة أي علاج لها ،واستطاعت تلك الحكومة أن تمهد الأجواء لعودة نوري السعيد إلى قمة السلطة في 6 كانون الثاني 945 ،وليشن أشنع حملة على

الحزب الشيوعي ،الذي كان له أكبر دور في أحداث الوثبة ،وأقدم على إعادة .محاكمة قادته ،يوسف سلمان [فهد ]وحسين محمد الشبيبي [حازم] و زكي بسيم [صارم] ،والذين سبق أن حكم عليهم بالسجن المؤبد ،ليحكم عليهم بالإعدام ،وينفذ الحكم مباشرة في 14 و 15 شباط 1949 ،وعلى الرغم من الحملة العالمية لإنقاذ أرواحهم ، وجرى إعدامهم في ساحات بغداد ،وتركت جثثهم معلقة على المشانق طول النهار ،بغية إرهاب الشعب ،وكان ذلك قمة التحدي للشعب ،والاستهتار بالقوانين والحقوق والحريات العامة ،كما أعتقل نوري السعيد أكثر من 370 من كوادر وأعضاء الحزب ،وأحالهم الى المحاكم العرفية التي أصدرت بدورها بحقهم أحكاماً بالسجن لمدد طويلة ،بعد أن مارست أجهزته القمعية أشنع أنواع التعذيب في أقبية دائرة التحقيقات الجنائية [الأمن العامة ]. كما أصدر نوري السعيد العديد من المراسيم اللادستورية ،والهادفة إلى كم أفواه الشعب وقواه السياسية ،وقمع الحريات .

وهكذا بدأ التراكم الكمي للتناقض بين الشعب وحكامه يتصاعد بوتائر سريعة في ظل حكومة نوري السعيد والحكومة التي تلتها ،وأخذت المسافات تتباعد بين الطرفين.

لقد حاولت الأحزاب الوطنية تنبيه البلاط الى مخاطر السياسة التي تسير عليها هذه الحكومة ، وامتهانها لحقوق وحريات الشعب ،فقد قدم قادة الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال ،مذكرات عديدة للوصي تحذره من مغبة استمرار تلك الأوضاع ،لكن الوصي أصر على أن يصم آذانه عن سماع تلك النصائح ،بل تمادى في غيه ،ورد على تلك المذكرات بانفعال شديد ،وتطاول على السيد [طه الهاشمي] أحد رؤساء الوزارات السابقين في مؤتمر البلاط ،مما جعل الشعب يفقد أي أمل في إصلاح الأوضاع بشكل سلمي ،وغدت الأحوال تكتنفها المخاطر ،وتنبئ بحدوث انفجار جديد كان كل ما يتطلبه هو إشعال الشرارة .

وجاءت تلك الشرارة من كلية الصيدلة ،بسبب تعديل قانون الكلية ،فقد بادر الطلاب الى الإضراب عن الدراسة ، وتطور الإضراب إلى التظاهر ،بعد أن تصدت الحكومة لإضرابهم وأستخدمت القوة لكسره ،وتوسعت تلك التظاهرات بانضمام جماهير الشعب إليها ،وتحولت نحو مطالب شعبية ،ومعيشية ، واندفاع حكومة مصطفى للتصدي لتك التظاهرات واستخدام القوة ،وإطلاق الرصاص على المتظاهرين ،مما زاد في اندفاع الشعب وتحديه للسلطة ،وتوسع نطاق المظاهرات بحيث أصبحت قوات الشرطة عاجزة عن قمعها ،رغم كل الوسائل التي استخدمتها .

لقد اصبح الشعب سيد الشارع ،وانهزمت قوات الشرطة ،أضطر الوصي الى إنزال قوات الجيش الى الشوارع ،وسارعت حكومة العمري الى تقديم استقالتها ،وأسرع الوصي الى استدعاء رئيس أركان الجيش الفريق [نور الدين محمود ]،وكلفه بتأليف الوزارة الجديدة . وتم تأليفها على عجل ،وكان باكورة أعماله ،حل الأحزاب السياسية ،وإلغاء الصحف ،وإعلان الأحكام العرفية، في 23 تشرين الثاني 1952 .

ورغم ذلك استمرت التظاهرات الشعبية في تحديها للحكومة ،وجرى إطلاق النار على المتظاهرين ،حيث استشهد 8 مواطنين ،وجرح 84 آخرين ،وبلغ عدد المعتقلين أكثر من 3000 مواطن ،قُدموا جميعا للمحاكم العرفية التي أصدرت أحكاماً بإعدام أثنين منهم وحكم على 858 آخرين بالسجن لمدد مختلفة ،كما حُكم على 582 مواطناً بالغرامة ،وعلى 294 آخرين بالكفالة .(1)

وهكذا استطاعت السلطة القضاء على وثبة تشرين المجيدة ،لكنها لم تستطع إطفاء تلك الجذوة لدى أبناء الشعب .واستمر تراكم التناقض من جديد ، واستحالة حله بالوسائل السياسية ،نظراً لإصرار السلطة على سياستها المعادية للشعب . فقد أقدمت حكومة جميل المدفعي على ارتكاب جريمة بشعة بحق المعتقلين الشيوعيين في سجني بغداد والكوت ،وجرى إطلاق النار على السجناء العزل دون مبرر ،مما أدى الى سقوط 7 شهداء ،وجرح 23 آخرين في سجن بغداد ، و8 شهداء و96 جريحا في سجن الكوت ،وقد أثار ذلك العمل الإجرامي استياءً شديداً لدى أبناء الشعب ،وإصراراً على إزاحة السلطة الباغية عن الحكم .(10)

*********

12 ـ عقد حلف بغداد :
كان عقد حلف بغداد، قمة التصاعد في الأزمة بين الشعب والسلطة الحاكمة وقد تمثل في عودة نوري السعيد الى الحكم في 3 آب 1954 ،بناءً على توصية السفارة البريطانية ،لينفذ المخطط [البريطاني –الأمريكي] الهادف إلى ربط العراق بحلف السنتو الذي ضم تركيا وإيران والباكستان وبريطانيا ،واشتراك الولايات المتحدة في جانبه العسكري .

جاء نوري السعيد ليمهد الأجواء لانضمام العراق للحلف الذي دعي فيما بعد [حلف بغداد] وكان بديل المعاهدة 1930 العراقية البريطانية .ولأجل تنفيذ ذلك المخطط ،شن نوري السعيد حملة شعواء لم يسبق لها مثيل ضد الشعب وقواه السياسية الوطنية ، مبتدءاً بحل البرلمان الذي لم يجتمع سوى مرة واحدة ،لسماع خطاب العرش بسبب فوز 11 نائباً عن الجبهة الوطنية ،من مجموع 135 عضواً ،وأقدم على حل الأحزاب السياسية ، وإلغاء امتيازات الصحف ،ولجأ إلى حكم البلاد بموجب المراسيم الجائرة ،والمخالفة للدستور ،حيث أصدر مجموعة من المراسيم كان من بينها :

1 ـ مرسوم إسقاط الجنسية رقم 17 لسنة 1954 ،عن المتهمين و المدانين باعتناق الشيوعية من قبل المجالس العرفية .
2ـ مرسوم رقم 18 لسنة 1954 القاضي بغلق النقابات والجمعيات والنوادي .
3ـ مرسوم رقم 19 لسنة 1954 القاضي بحل الأحزاب السياسية .
4ـ مرسوم رقم 24 لسنة 1954 القاضي بإلغاء امتيازات الصحف .
5ـ مرسوم رقم 25 لسنة 1954 القاضي بمنع الاجتماعات العامة والتظاهرات .

كما أقدم نوري السعيد على قطع علاقات العراق بالاتحاد السوفيتي . وبعد أن تمّ له قمع حريات الشعب ،وسلب حقوقهم ، وحكم البلاد بالحديد والنار ،أقدم على إجراء انتخابات جديدة ،قاطعها الشعب وأحزابه الوطنية ، وجاء بمجلس دعاه الشعب [مجلس التزكية ]، حيث فاز فيه 123 نائبا بالتزكية،دون منافس ،فيما حصل حزب نوري السعيد على المقاعد التي جرت عليها الانتخابات بالتزوير والإرهاب،وبذلك ضمن نوري السعيد عدم دخول أي معارض الى المجلس الجديد،وهيمن عليه بالكامل،ممهدا السبيل لعقد {ميثاق بغداد} رغم احتجاجات الأحزاب الوطنية وجماهير الشعب التي تصدى لها نوري السعيد بقواته القمعية بقوة ،وتم ربط العراق بالمشاريع الإمبريالية من جديد . (11)

13 ـ العدوان الثلاثي على مصر،وموقف حكومة العراق الداعمة للإمبريالية :
حاول الإمبرياليون الضغط على مصر للدخول في المشاريع العدوانية ،كمشروع.
الدفاع عن الشرق الأوسط ، وحلف بغداد .ومن أجل ذلك استخدم الإمبرياليون الضغط السياسي والاقتصادي ،وكان من بين تلك الضغوط ،سحب البنك الدولي لعرضه بتمويل بناء السد العالي ،الذي يمثل مشروعا حيوياً لمصر ،وجاء رد الفعل المصري سريعاً وحازماً ،فقد أعلن الرئيس عبد الناصر خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 23 يوليو ،عن تأميم قناة السويس وتحويل مواردها لبناء السد .كما سارع الاتحاد السوفيتي الى الإعلان عن استعداده لبناء السد العالي على أن تسدد مصر كلفة بنائه من موارد القناة .

نزل قرار عبد الناصر بتأميم القناة كالصاعقة على الإمبرياليين البريطانيين والفرنسيين الذين سارعوا للأعداد للعدوان على مصر ،بالتعاون مع إسرائيل .

وهكذا وقع العدوان على مصر في 12 تشرين الأول 1956 ،حيث اجتاحت القوات الإسرائيلية صحراء سيناء باتجاه القناة ،فيما قامت الطائرات البريطانية والفرنسية بقصف مركّز على مدن القناة ،وخاصة مدينة بور سعيد ، ثم أُعقب ذلك بإنزال جوي وبحري على طول القناة.

أحدث ذلك العمل الوحشي العدواني هياجاً شديداً لدى الجماهير الشعبية في كافة أرجاء العالم العربي وهبت معلنة تضامنها مع الشعب والجيش المصري .

وسارت المظاهرات الصاخبة المعادية لبريطانيا وفرنسا وإسرائيل ،داعية لنصرة الشقيقة مصر ،وكان الشعب العراقي في مقدمة الشعوب العربية التي هبت في تظاهراتها الواسعة استنكاراً للهجوم الإمبريالي .غير أن السلطة الحاكمة في بغداد ، بقيادة نوري السعيد ، وقفت على الضد من مشاعر الشعب العراقي ،ومشاعر الاخوة العربية تماماً، وكانت إذاعة بغداد تذيع الأغاني الممجوجة التي كانت تعبر عن التشفي بعبد الناصر . ولم تكتفِ السلطة الحاكمة بذلك ، بل سارعت للتصدي للتظاهرات الشعبية المؤيدة لمصر ،مستخدمة كل وسائل القمع ضدها ،مما أدى الى استشهاد العديد من المواطنين وجرح أعداد أخرى ،واعتقال الكثيرين .(12)

كما قدم نوري السعيد الدعم الكامل للمعتدين ، حيث كانت القواعد الجوية البريطانية في العراق مركزاً لانطلاق الطائرات المعتدية،وكانت مستشفيات العراق قد.

أعدت لاستقبال جرحى قوات المعتدين ،فيما كان الحاكمون يجهزون المعتدين بالنفط لضمان استمرار ماكنتهم الحربية ضد مصر . وقد مثل ذلك الموقف أكبر استفزاز لمشاعر الشعب وقواه الوطنية وأثار لديهم العزم والتصميم على تخليص العراق من هذه الزمرة المعادية لمصالح العراق و الأمة العربية كما كان دافعاً محركاً للعناصر الوطنية في صفوف الجيش العراقي للتحرك بهذا الاتجاه وتوسع نشاط هولاء الضباط الوطنيين ،وتوسعت الخلايا التي شكلوها في صفوف الجيش ،واستطاعوا تجميع تلك الخلايا تحت ظل اللجنة العليا لحركة الضباط الأحرار التي قادت بنجاح ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958.

14 ـ قيام الوحدة بين مصر وسوريا
تكثفت محاولات الإمبرياليين ومؤامراتهم لقلب النظام في سوريا ،بسبب موقفها من الأحلاف العدوانية ،ولعب النظام العراقي ،بزعامة عبد الإله ونوري السعيد ،بالإضافة الى حلف بغداد دوراً كبيراً في تلك المؤامرات التي كان عبد الإله متحمساً لها ،بغية ضمان عرش له ،وحاول الاتصال بالعديد من العناصر السورية ،من سياسيين وعسكريين في محاولة للإطاحة بالحكومة وإعلان الوحدة مع العراق .كما أرسل العراق بعض القطعات العسكرية الى الأردن ،استعدادا للتدخل لصالح الانقلابيين .

أدرك الحاكمون في سوريا خطورة تصاعد المؤامرات الإمبريالية من جهة ،وتنامي النشاط الشيوعي في البلاد ،من جهة أخرى ،ووجدوا أن السبيل الوحيد لحماية حكمهم هو تحقيق الوحدة مع مصر بأسرع وقت ممكن ،وكانت الجماهير العربية متلهفة لأي مشروع وحدوي يجمع شمل الأمة العربية .

وهكذا توجه وفد رسمي سوري برئاسة رئيس الجمهورية ،شكري القوتلي ،الى القاهرة ،وضم الوفد العديد من كبار السياسيين والعسكريين ،وأجرى الوفد مباحثات متواصلة مع الرئيس عبد الناصر ،وأركان القيادة المصرية ،وأسفرت تلك المباحثات عن الإعلان عن قيام الوحدة بين البلدين في 1شباط 1958 .

أحدثت الوحدة السورية المصرية صدمة كبرى للإمبرياليين ،وللحكومة العراقية التي كانت تسعى لضم سوريا للعراق ،وأخذ الإمبرياليون يحسبون ألف حساب لهذه الوحدة التي شكلت خطراً على إسرائيل والنظام الهاشمي ،في العراق والأردن ،وأشاروا على حكام بغداد وعمان أن يسرعوا بإعلان قيام الاتحاد الهاشمي بين البلدين ،كرد على الوحدة السورية المصرية وحماية النظام الأردني من احتمال قيام انتفاضة شعبية .

أما على الجانب الشعبي فقد اجتاح العالم العربي موجة فرح عارمة لقيام الوحدة ،على الرغم من الطريقة المستعجلة في قيامها ،وأعتبر الشعب العربي هذه الوحدة لبنة أساسية لقيام الوحدة العربية الكبرى ،وتشكل دافعاً قويا ًللنضال من أجل خلاص الشعوب العربية من الهيمنة الإمبريالية ،والأنظمة الموالية لها ،وتحقيق حلم العرب الكبير في الوحدة .

كان الشعب العراقي في مقدمة الشعوب العربية في دعمها للوحدة الوليدة وتثبيت كيانها ،كما كانت دافعاً له للسير في هذا الطريق ،نحو إسقاط النظام الملكي المرتبط بعجلة الإمبريالية،واللحاق بحركة التحرر العربي والوحدة ،ومن أجل الديمقراطية .(13)

15ـ الثورة الشعبية في لبنان وسعي حكومة العراق لقمعها: (14)
بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للغالبية العظمى من الشعب اللبناني ،وهيمنة فئة صغيرة من الطائفيين على مقاليد الحكم ،وارتباطهم بالمخططات الإمبريالية ،وبسبب محاولة رئيس الجمهورية ،كميل شمعون ، تعديل الدستور ،والسعي للبقاء على كرسي الرئاسة ،وموقف السلطة العدائي من الوحدة السورية المصرية ،ومن العدوان الثلاثي على مصر ،كل ذلك دفع الشعب اللبناني للانتفاض على تلك السلطة ،ومنع كميل شمعون من محاولة التمسك بها ،فكانت ثورة عارمة أفقدت الحكومة اللبنانية توازنها ،وجعلتها في مهب الريح رغم كل المساعدات والدعم من قبل الإمبرياليين ،وحكام العراق ، من سلاح ومعدات وعسكريين ،وكان المد الشعبي كاسحاً بحيث تعذر على السلطة القائمة قمعه ،مما دفع بحكومة نوري السعيد الىالتفكير بإرسال قوات عسكرية الى الأردن وتجميعها هناك لغرض مهاجمة سوريا ،وفسخ الوحدة مع مصر ،والزحف على لبنان لقمع الانتفاضة الشعبية فيها.

واتخذت الحكومة العراقية قرارها ، بدفع من الإمبرياليين ، وأعدت العدة لإرسال القوات العراقية الى الأردن تمهيداً لتنفيذ المؤامرة المذكورة .

لكن نوري السعيد لم يكن يدري ما يخبئه القدر ،له وللنظام الملكي ،فقد قُدّر للزعيم عبد الكريم قاسم ،آمر اللواء التاسع عشر ،والعقيد عبد السلام عارف ،والعقيد عبد اللطيف الدراجي ،آمري الفوجين الثاني والثالث من اللواء العشرين ،وهم من قادة اللجنة العليا للضباط الأحرار ، أن تتحرك قواتهم من جلولاء ، ليلة 13/14 تموز 1958 نحو الأردن فكانت الفرصة الكبرى لتوجيه الضربة القاضية للنظام الملكي وللإمبريالية ،ولينهي ذلك النظام خلال الساعات الأولى من صبيحة الرابع عشر من تموز 1958،وسوف أتحدث عن ذلك في فصل قادم.

هذه هي أهم العوامل التي مهدت لقيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ،ولاشك أن هناك بعض العوامل المساعدة على قيام الثورة ،أذكر منها الانقلابات العسكرية المتتالية في سوريا ونجاحها ، وقيام ثورة 23يوليو في مصر ،التي شجعت الضباط الوطنيين على التفكير بتكوين المنظمات الثورية داخل القوات المسلحة لغرض قلب النظام .

كما كان للحرب الباردة بين المعسكرين آنذاك ،دوراً في دفع الشعب العراقي ،وقواته المسلحة للتصميم على إسقاط النظام الملكي المرتبط بعجلة الإمبريالية ،والذي جعل العراق مسرحا لنشاطاتها وخططها المعادية للمعسكر الاشتراكي آنذاك ،واتخاذ العديد من القواعد الجوية العراقية ،كقاعدة الشعيبة والحبانية ، وغيرها ،مسرحاً لذلك النشاط ،مما أخلّ بسيادة العراق واستقلاله ،وبشكل خاص ،بعد قيام حلف بغداد ،حيث أصبحت بغداد مركزاً لذلك الحلف ومركزاً للنشاط التأمري على سوريا ،وعلى حركة التحرر العربي التي كانت في حالة من النهوض الشامل والرغبة العارمة للتحرر من الهيمنة الإمبريالية ،ولاسيما ،وأن حركة التحرر الوطني في العالم الثالث كانت تحقق النجاح تلو النجاح في صراعها مع الإمبرياليين ،فكان ذلك النجاح مشجعاً للشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية والفصائل الوطنية في القوات المسلحة للعمل على تحرير العراق من الهيمنة البريطانية. لقد كان قيام جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 ،وقيام اللجنة العليا لحركة الضباط الأحرار ،في عام 1956 ، واللقاء الذي تم بين التنظيمين ،المدني والعسكري ،والتنسيق التام بينهما العامل الحاسم في انتصار ثورة الرابع عشر من تموز 1958 .

ثانياً : نشوء حركة الضباط الأحرار
كان لتمادي السلطة الحاكمة في العراق ،في سياستها المعادية لمصالح الشعب والوطن وانتهاكها للحقوق والحريات العامة ، وقمع الصحافة ، وتزوير الانتخابات النيابية ،واتخاذ الأحكام العرفية وسيلة لقمع الاحتجاجات الشعبية على تلك السياسة اللاوطنية ،والخنوع التام للسيطرة الإمبريالية وتآمر الحكام العرب ، ومن بينهم حكام العراق ،على القضية الفلسطينية من أهم العوامل التي شجعت الضباط الوطنيين على التفكير في تنظيم الخلايا الثورية في صفوف الجيش والعمل على إسقاط النظام الملكي ،المرتبط كلياً بالمصالح الإمبريالية .وجاءت ثورة 23 يوليو في مصر عام 1952 ،بقيادة جمال عبد الناصر، والتي أطاحت بالنظام الملكي ، أحد أعمدة التآمر على القضية الفلسطينية ،لتعطي دفعة أخرى أكثر قوة للعمل الجدي لإسقاط النظام العراقي ،فكانت تلك السنة بداية تشكيل أول تنظيم عسكري جدي بهدف الأعداد للثورة ،وكان على رأس ذلك التنظيم كلٌ من الرائد [رفعت الحاج سري ]،والمهندس [رجب عبد المجيد ] وقام الاثنان بمفاتحة العديد من الضباط ،وسعت لضمهم للتنظيم المذكور ،وبالفعل فقد تصاعد عدد الضباط من مختلف صنوف الجيش .لكن الحكومة اكتشفت أن هناك اجتماع لبعض الضباط في الكاظمية ضمّ الرائد رفعت الحاج سري والعقيد الركن عبد الوهاب الأمين ،والمقدم إسماعيل العارف ،والمقدم صالح عبد المجيد السامرائي فقامت الحكومة بإجراء تحقيق معهم ،إلا أنها لم تستطع إثبات أي تهمة ضدهم ،وبادرت إلى تفريقهم وإبعادهم الى وحدات غير فعالة ،وبذلك شتت السلطة ذلك التنظيم الى حين .(15)

غير أن وقوع الاعتداء الثلاثي على مصر عام 1956 ،ووقوف حكومة نوري السعيد موقف المتشفي من مصر وقيادتها ، وتحديها لمشاعر الشعب العراقي والأمة العربية، ووقوفها بجانب الإمبريالية، جعل السخط يتنامى على تلك السلطة، وتجددت المحاولات لتشكيل منظمات متعددة للضباط الأحرار،كان أبرزها أربع تنظيمات، كونت فيما بعد ثلاث منها لجنة عليا سُميت {اللجنة العليا لحركة الضباط الأحرار}، فيما بقي التنظيم الرابع محتفضاً لنفسه بتنظيمه الخاص، ولكنهُ أبدى استعداده لمساندة أي حركة تقوم بها اللجنة العليا لإسقاط النظام القائم.



ثالثاً: تنظيمات حركة الضباط الأحرار:

1 ـ تنظيم العقيد الركن محي الدين عبد الحميد:
وقد ضم هذا التنظيم العقيد الركن ناجي طالب، والعقيد الركن محسن حسين الحبيب والعقيد المهندس رجب عبد المجيد ،والمقدم الركن عبد الكريم فرحان ،والمقدم الركن صبيح علي غالب ،والمقدم وصفي طاهر ،والرائد الطيار محمد سبع ،وغيرهم من الضباط ذوي الرتب الصغيرة .

2ـ تنظيم الزعيم عبد الكريم قاسم :
وقد ضّم هذا التنظيم كل من :
العقيد الركن عبد السلام عارف ،وأخيه العقيد عبد الرحمن عارف ،والعقيد طاهر يحيى والزعيم الركن احمد صالح العبدي ،والعقيد الركن عبد الوهاب الأمين ،و العقيد فاضل عباس المهداوي

،والعقيد الركن إسماعيل العارف ،وعدد آخر من مختلف الرتب ،وقد دُعي هذا التنظيم [تنظيم المنصورية ]،وكان معظم ضباطه من اللواءين التاسع عشر والعشرين .

3 ـ تنظيم العقيد رفعت الحاج سري :
وقد ضم هذا التنظيم كل من :المقدم صالح عبد المجيد السامرائي، والعقيد الركن ناظم الطبقجلي ،والعقيد الركن عبد الوهاب الشواف ،والرائد الركن خالد مكي الهاشمي ،والرائد الركن عبد الستار عبد اللطيف إضافة الى عدد آخر من مختلف الرتب .

4 ـ التنظيم الشيوعي :
وقد ضمّ هذا التنظيم كل من : الزعيم الركن إبراهيم حسين الجبوري ،والرائد الركن فاضل البياتي ،والرائد موسى إبراهيم ،والرائد خزعل السعدي ،والرائد كاظم الموسوي ،والرائد خليل إبراهيم اللامي ،والرائد كاظم عبد الكريم ،والملازم إحسان مهدي ،والملازم حسن الوائلي ،والملازم منعم جاسم ،والملازم أول المتقاعد عطشان الازيرجاوي ،عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ،ومسؤول الخط العسكري ،وعدد آخر من صغار الضباط،وضباط الصف المنتسبين للحزب الشيوعي .

ويعتبر تنظيم العقيد الركن محي الدين عبد الحميد ،وتنظيم الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ،والتنظيم الشيوعي بقيادة الزعيم الركن إسماعيل الجبوري ،من أقوي تلك التنظيمات . وقد جرى توحيد تنظيم محي الدين عبد الحميد و تنظيم رفعت الحج سري ، و شُكلت لجنة عليا للتنظيم الموحد .

وفي كانون الثاني 1956 جرى لقاء مع تنظيم عبد الكريم قاسم ،وبعد مناقشات مستفيضة حول أهداف التنظيمات وتوجهاتها ، تم الاتفاق على دمج التنظيمين معاً مكونين تنظيماً واحداً دعي {اللجنة العليا لحركة الضباط الأحرار } .وقد تم اللقاء في مننزل الرائد الطيار المتقاعد محمد السبع حيث حضر قادة المجموعات جميعاً ،وجرى انتخاب الزعيم الركن عبد الكريم قاسم رئيسا للتنظيم وجرى أداء القسم من قبل الجميع وهذا نصه:{ أُقسم بالله العظيم ،وبشرفي العسكري ،أن أخدم وطني الى جانب إخواني الضباط المشتركين لتحريره من المستعمرين وعملائهم ،ومن الحكم الاستبدادي ، الذي يعاني منه الشعب وأعمل دون خوف أو تردد لمصلحة الشعب ،بناءاً على ما يقرره إخواني الضباط الأحرار وأن أكتم أسرارهم وأحميهم من أي أذى في جميع الظروف والأحوال} وبعد ذلك جرى انتخاب أعضاء اللجنة العليا وكانت على الوجه التالي :

1ـ الزعيم الركن عبد الكريم قاسم
2ـ الزعيم الركن محي الدين عبد الحميد
3ـ الزعيم الركن ناجي طالب
4ـ العقيد المهندس رجب عبد المجيد
5ـ العقيد الركن عبد الوهاب الأمين
8 ـ العقيد الركن عبد السلام عارف
9ـ العقيد الركن عبد الوهاب الشوف
10ـ العقيد عبد الرحمن عارف .
11ـ المقدم المتقاعد مدحت الحجاج سري .
12ـ المقدم الاحتياط وصفي طاهر .
13 ـ المقدم الركن المتقاعد محمد السبع .
14 ـ الرائد الركن صبيح علي غالب .
15ـ العقيد الركن محسن حسين الحبيب .

وقد تمّ انتخاب عبد الكريم قاسم، أكبرهم رتبة رئيسا للتنظيم، فيما انتخب محي الدين عبد الحميد، وناجي طالب نائبين للرئيس، وانتخب رجب عبد المجيد سكرتيراً. (16)

كما تمّ تشكيل لجنة للخطط ،وأخرى للدعاية والتنظيم ،وثالثة لجمع المعلومات ،ورابعة للمالية ،وتم الاتفاق على منع الكتابة بأي شكل من الأشكال ،حرصاً على سلامة التنظيم ولم يتم وضع ميثاق مكتوب يتضمن أسس العمل ،كما اتخذ قراراً بعدم جواز ضم أي ضابط جديد دون موافقة جميع أعضاء اللجنة العليا ،وأن يكون التنظيم على شكل خلايا لا يتجاوز عدد كل خلية عن خمسة أعضاء ،ولا يقل عن ثلاثة . كما أتفق على عدم إصدار أي نشرة باسم اللجنة حرصاً على سلامة التنظيم من الانكشاف أمام السلطة .كما جرى الاتفاق على أن الاتصال بالأحزاب السياسية الوطنية يجري من قبل عدد قليل من أعضاء اللجنة ،مع عدم الارتباط بأي حزب سياسي وتم الاتفاق كذلك على الاستفادة من حركة أي وحدة عسكرية تمّر في بغداد لتنفيذ الثورة .

كما جرى الاتفاق على عدم الاتصال بأي جهة أجنبية حفاظاً على سرية الحركة ، وجرى الاتفاق على أن يكون إذاعة البيان الأول للثورة من دار الإذاعة بمثابة ساعة الصفر لتحرك كافة تنظيمات حركة الضباط الأحرار ،ليقوم كلٍ بدوره . (17)

بلغ عدد الضباط المنتمين للحركة 203 ضابط ،من مختلف الوحدات العسكرية ،ومختلف الرتب من رتبة ملازم وحتى رتبة لواء ،هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الضباط الذين تربطهم علاقات وثيقة بأعضاء التنظيم ،والذين آثروا عدم الانضمام للتنظيم ،لكنهم ابدوا استعدادهم لمساندة أي تحرك في حينه .(18)

ومن الملاحظ أن أغلبية أعضاء التنظيم من الضباط تنتمي الى الطبقة الوسطى ،والبرجوازية الصغيرة ما عدى الزعيم عبد الكريم قاسم الذي ينحدر من أسرة فقيرة ،و خالد مكي الهاشمي الذي ينتمي إلى أسرة برجوازية .أما ما يخص التنظيم الشيوعي ،فقد بقي خارج اللجنة العليا ،ولكنه اتفق مع اللجنة العليا على أن يقوم بدعم فوري لتحرك اللجنة العليا وتنفيذ كل الواجبات التي يتطلبها نجاح الثورة دون تحفظ. (19) لقد كان حُسن التنظيم وسريته عاملان حاسمان في نجاح الثورة التي فاجأت ليس فحسب النظام العراقي و إنما المخابرات البريطانية والأمريكية على حد سواء ،ولم

يعرف أحد عنها إلا عند إذاعة البيان الأول من دار الإذاعة في بغداد ،في الساعة السادسة والنصف من صبيحة الرابع عشر من تموز 1958 .

رابعا ـ تحقيق اللقاء بين اللجنة العليا للضباط واللجنة العليا لجبهة الاتحاد الوطني:
بعد أن تمّ تشكيل اللجنة العليا لحركة الضباط الأحرار وقيادتها ،رأت القيادة ضرورة الاتصال باللجنة العليا لجبهة الاتحاد الوطني ،والتي تضم الأحزاب السياسية الوطنية المعارضة من أجل التنسيق معها في أي تحرك لقلب نظام الحكم الملكي ،فالإسناد الشعبي لأي حركة ثورية يلعب دوراً حاسماً في النجاح ،كما أن الحزب الشيوعي كان له تنظيم واسع في الجيش كما أسلفنا يقوده الزعيم الركن حسين الجبوري ،وبأشراف عضو اللجنة المركزية للحزب عطشان الأزيرجاوي ،وكان هذا التنظيم قد أبدى كامل استعداده لإسناد أي تحرك لحركة الضباط الأحرار بكل قوة .(1)

كما كان لحزب البعث العربي الاشتراكي تنظيم آخر يضم عدد من صغار الضباط ،وعلى ذلك فقد بادرت اللجنة العليا للضباط الأحرار ،عن طريق أمين السر [ رجب عبد المجيد ]،بالاتصال بحزب الاستقلال ،وحزب البعث ،فيما بادر الزعيم عبد الكريم قاسم بالإتصال بالحزب الشيوعي عن طريق صديقه [رشيد مُطلك] حيث تم الاتصال بالمكتب السياسي للحزب ،كما بادر عبد الكريم قاسم للاتصال بالسيد كامل الجادرجي ،زعيم الحزب الوطني الديمقراطي ،حيث كان الزعيم يعتز به كقائد وطني ومتأثراً بأفكار الأهالي ، صحيفة الحزب .

لقد جرى التنسيق بين اللجنتين ،استعداد لليوم الموعود ،كما جرى أيفاد [ حسين جميل ] إلى القاهرة للالتقاء بالرئيس عبد الناصر ،والتباحث معه حول ما يمكن أن يقدمه من دعم وإسناد للثورة وقد وعده عبد الناصر بتقديم كل دعم ممكن .(20)

كما تحدث الرئيس عبد الناصر مع السفير السوفيتي حول ما يمكن أن يقدمه الاتحاد السوفيتي من دعم لأي تحرك في العراق ،وجاء الرد السوفيتي بالإيجاب مبدياً استعداده لمنع أي اعتداء على العراق ،في حالة قيام الثورة . وفي اجتماع اللجنة العليا ،قبيل الثورة ، قدم الزعيم ناجي طالب اقتراحا يقضي بإعلان الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة فور وقوع أي عدوان أو تدخل ضد الثورة ،وتمّ قبول الاقتراح.

وهكذا أصبحت الحركة الثورية ناضجة ، وهي تنتظر اليوم المناسب لانطلاقها ، وجاء قرار الحكومة بإرسال قوات عسكرية إلى الأردن تتألف من اللواءيين التاسع عشر والعشرين للالتحاق برتل الهادي الموجود في الأردن من قبل ،فكانت الفرصة الذهبية لتنفيذ الثورة أثناء انتقالها من مقرها في جلولاء الى الأردن مرورا ببغداد ليلة 13/14تموز 1958 ،فكانت ثورة الشعب والجيش معاً ،واستطاعت إسقاط النظام الملكي خلال ساعات .

خامساً:ـ أهداف ثورة 14تموز 1958 :
تباينت الآراء حول الأهداف التي خططت لها اللجنة العليا لحركة الضباط الأحرار ،حيث لم يكن هناك أهداف مكتوبة ،ومحددة ،بسبب سرية الحركة وضرورة حماية التنظيم من وقوع أي وثيقة مكتوبة بأيدي السلطة وأجهزتها الأمنية ،غير أن معظم الضباط الذين يشكلون اللجنة العليا اتفقت أراءهم على ما يلي :
1ـ إلغاء النظام الملكي وإقامة النظام الجمهوري ،ولكن لم يحدد مصير الملك ،و إنما جرى الاتفاق على اعتقال عبد الإله ،ونوري السعيد ،وأزلامهم ،وإحالتهم إلى المحاكمة ،وإنزال العقاب الصارم بهم جراء الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب والوطن
2ـ الخروج من الاتحاد الهاشمي ، الذي لم يكن يمثل سوى العائلة المالكة، ومصالح الإمبريالية في المنطقة .
3ـ الخروج من منطقة الإسترليني ،وتحرير العملة العراقية من سيطرة بريطانيا ،والاعتماد على عدد من العملات لدعم العملة العراقية ،بدلا من الإسترليني .
4ـ نبذ سياسة الأحلاف ،والخروج من حلف بغداد ،وإتباع سياسة عدم الانحياز ،والحياد الإيجابي ،والعمل بمقررات [مؤتمر باندونك] ،وتصفية كافة القواعد العسكرية الأجنبية كقاعدة الشعيبة والحبانية البريطانيتين ،وإلغاء كافة الاتفاقيات العسكرية والسياسية المعقودة مع الولايات المتحدة .
5ـ إلغاء الإقطاع وتشريع قانون الإصلاح الزراعي ،وتحرير الفلاحين الذين يمثلون 75% من سكان العراق من ربقة الإقطاعيين ،وإلغاء قانون العشائر وإحداث تغيير واسع وعميق في المجتمع العراقي .
6ـ إقامة أفضل الروابط مع الدول العربية المتحررة ، وعلى رأسها الجمهورية العربية المتحدة في كافة المجالات السياسية ،والاقتصادية ،والثقافية ، وصولا إلى تحقيق افضل ارتباط مع الجمهورية العربية المتحدة .
7ـ العمل على تحرير فلسطين بكل الوسائل والسبل المتاحة بالتعاون مع جميع الدول العربية الأخرى والعمل على إعادة اللاجئين إلى ديارهم .
8ـ إقامة العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع جميع البلدان ، وخاصة بلدان المعسكر الاشتراكي ،على قدم المساواة والمنافع المتبادلة .
9ـ العمل على تأمين حقوق الشعب العراقي بثروته النفطية ، ومن أجل رفع الإنتاج ،وتأمين دخل اكبر لتنفيذ المشاريع الطموحة للثورة .
10ـ العمل على النهوض بالبلاد من حالة التخلف الذي لازمه في مختلف المجالات الاجتماعية ،والثقافية، والصحية ،ورفع مستوى معيشة الشعب .(21)

سادساً: الأعداد للثورة:
1 ـ عبد الكريم قاسم قائد الثورة
ولد عبد الكريم فاسم في 21 كانون الأول 1914 ،من عائلة فقيرة تسكن محلة المهدية ،وهو حي ٌفقير يقع في الجانب الأيسر من مدينة بغداد .

أبوه جاسم محمد البكر الزبيدي ـ جرى تغييره إلى قاسم ـ وأمه كيفية حسن اليعقوبي ،وله شقيقان هما ،حامد قاسم، شقيقه الأكبر ويعمل كاسباً في بيع الحبوب والأغنام ،وشقيقه الأصغر ، لطيف قاسم ، الذي كان نائب ضابط في الجيش العر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موتشا

موتشا


ثورة 14 تموز 1958 Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
العـمـل : موظف
هوايتي المفضلة : النت
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

ثورة 14 تموز 1958 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثورة 14 تموز 1958   ثورة 14 تموز 1958 Clockالسبت 16 يوليو 2011 - 15:33

موضوع جميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثورة 14 تموز 1958
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لازم تفهمو بلي .............الي الامام الي الامام .......ثورة ثورة مع المنتخب
» حدث في شهر جويلية-يوليو(تموز)- فلسطين
» اليوم العالمي للالتهاب الكبد /28 تموز/يوليو/جويلية
» المشروع الصحي 1958
» فريق جبهة التحربر الوطني 1958

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط :: الفئة التعليمية :: بحوث مدرسية-
انتقل الى:  
....................
اخر الاخبار الوطنية
جميع حقوق منتديات عائلة تابلاط محفوظة
 جميع الحقوق محفوظة لـ{منتديات عائلة تابلاط} ®
حقوق الطبع والنشر © 2010 - 2011

جميع ما يكتب في المنتدى يعبر عن وجهة نظر الكاتب شخصيا ولا يمثل رأي منتديات عائلة تابلاط ولا القائمين عليه أو اهدافهم أو توجهاتهم
الترحيـب و التواصل مع الاعضاء|التهانـي والتبريكات|الدعاء للمرضى و التعازي و المواساة|تابلاط للاخبار اليومية+مواقع للصحف الجزائرية |ملتـقـى عائلة تابلاط|كل ما يخص مدينة تابلاط|تاريخ و ثقافة الـجزائـر|شخصيات جزائرية هامة|خصوصيات ادم|خصوصيات حواء|الـطفـل و الـطــفولـة|مطبخ المنتدى|الاثات و الديكور|الاناقة والجمال|نصائح و تجارب منزلية|طبيب عائلة تابلاط|تطوير الذات|الحورات و النقاشات الهامة والجادة |العلوم و المعلومات العامة|فلسطين الحبيبة|البـيـئة والطبيعة و عالم الحيوانات| شخصيات عربية و عالمية |القصص و الرويات المتنوعة |حدث في مثل هذا اليوم| الأعياد والمناسبات|السيارات والشاحنات و الدرجات|الأمثال و الحكم و الأقوال|تابلاط الافـكار و المواهـب|أشعاري و خواطري|منتدى الشريعة و الحيـاة|خيمة شهر رمضان|دليلك في الحج و العمرة|التاريخ و الحضارة الاسلامية|تـابلاط الدردشة و الفرفشة|تابلاط نكت*نكت|المسابقـات و الالغـاز|السيـاحة بكل انواعها| صـور*صـور|كرة القدم الجزائرية|كرة القدم العالمية|رياضات متنوعة|بحوث مدرسية|المحاضرات و البحوث الجامعية|معلومات و اخبار|جامعية التعليم و الدراسة بالمراسلة|السنة الاولى ثانوي|السنة الثانية ثانوي|بكالوريــا2011|السنة الاولى متوسط|السنة الثانية متوسط|السنة الثالثة متوسط|السنة الرابعة متوسط (bem)|مواقـع مفيــدة و اخرى مسلية|بـرامج الهـاتف|برامج الكمبيوتر و الانترنات|الالعاب الالكترونية|استقبال القنوات +أنظمة التشفير التلفزيونية|التقنيات المتقدمة |قسم الاعلانات الادارية للاعضاء| معلومات موقع منتديات عائلة تابلاط|السيرة العطرة و قصص الانبياء|الاعجاز العلمي في القران و السنة|
وقف لله
تــنــويـة : أبـريء ذمتي أنا صـاحـب ومـؤسس منتديات عائلة تابلاط أمام الله ان حـصـل تعارف أو صداقات غير شرعية بين الأعضاء داخل المنتدى
منتديات عائلة تابلاط لا يهدف الى الربح أو التجارة بأي شكل من الاشكال
المنتدى وقف لله تعالى لي و لوالدي و لجميع الأعضاء والمسلمين و المسلمات الأحياء منهم والأموات
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلا مُتَقَبَّلا-