حرب كريت. صراع عسكري دار بين قوات كل من العثمانيين وجمهورية البندقية بين عامي 1669 و1645 للسبطرة على جزيرة كريت وقد حـَسمه العثمانيون لصالحهم.
بلغ الصراع ذروته بحملة الدردنيل البندقية، وبحصار كانديا الشهير الذي دام 22 عاماً بين عامي 1647 و1669 عند الاستسلام النهائي ولعله يكون أطول حصار في التاريخ.
الأسباب
في القرن السابع عشر بدأت كفة العثمانيين ترجح بشكل شبه حاسم في صراعهم الطويل والمضني مع البنادقة للسيطرة على شرق البحر المتوسط.
تضآلت أراضي البندقية الشاسعة خارج الأدرياتي تدريجياً جتى انحصرت بجزيرة كريت والجزر الأيونية، وكان العثمانيون يبحثون عن ذريعة للتخلص من هذه المعاقل الأخيرة لسلطة البندقية السابقة.
و قد وجدوا سبباً في عام 1644 بهجوم فرسان مالطا في 28 أيلول سبتمبر على قافلة عثمانية متجهة من الإسكندرية إلى إسطنبول قرب رودس، كانت تحمل فيه ثروة هائلة وبعض من حريم السلطان في عودتهم من الحج. استراحت الفرقة البحرية المالطية في ميناء كانديا عاصمة الجزيرة، للتزود قبل أن تقلع من جديد. فكان هذا العمل البسيط كافياً لنسف الجهود المضنية الرامية لإحلال السلام بين البندقية والعثمانيين.
الصراع
حشد الباب العالي قوة من 60.000 جندي تحت قيادة يوسف باشاً، كانت ظاهرياً بعثة تأديبية على مالطا، ولكن البنادقة أُخذوا على حين غرة بوصول الأسطول العثماني في 26 حزيران يونيو 1645. استولى العثمانيون على خانيا في 17 آب أغسطس بعد شهرين الحصار، ولكن لـّما عاد السلاحدار يوسف باشا عاد إلى القسطنطينية شتاءاً، وأخطأ في السلطان وأُعدم. رغم ذلك تقدم العثمانيون تقدماً لا بأس به بأخذهم ريثيمنو في أوائل 1646، وتناقصت تدريجياً معاقل البندقية في أنحاء الجزيرة. قبل عام 1648، كانت كل من كريت في أيدي العثمانيين، باستثناء كانديا وعدد قليل من المعاقل مثل غرامفوزا.