منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عائلــ الاخلاق الصدق الصبر العدل العفو الرفق التعاون الحلم الامانة الاخوة العمل الامل المشورة التواضع ــة تابــلاط
 
الرئيسيةعائلة تابلاطأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رمضان.. روحانية أم استهلاك؟

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فارس المنتدى

فارس المنتدى


رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
العـمـل : الحمد لله
هوايتي المفضلة : الانترنات و الرياضة
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ Empty
مُساهمةموضوع: رمضان.. روحانية أم استهلاك؟   رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ Clockالأحد 7 أغسطس 2011 - 20:09

رمضان.. بين الروحانية وهوس الاستهلاك تحقيق: هدي سيد يقول رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم-: "لو علمتم ما في رمضان من خير لتمنيتم أن تكون السنة كلها رمضان"؛ وذلك لما فيه من نفحات روحانية جليلة لو تعرَّض لها المسلم لغَدَا بعد رمضان إنسانًا جديدًا مقبلاً على الطاعة ومتلهِّفًا للعبادة ومتطلعًا دائمًا إلى مرضاة ربه سبحانه وتعالى. مع ذلك نشاهد الناس مع مقدم الشهر الكريم يحشدون له كل الإمكانيات،مخالفين بذلك الحكمة منه.

حيث يقومون بشراء السلع وخصوصاً تلك التي يسمونها بالسلع الرمضانية.. مع أن الشهر الكريم يأتي مع بدء الاستعدادات للعام الدراسي الجديد.. ناهيك ما يتبعه من مناسبات دينية كعيد الفطر المبارك، والقرب من عيد الأضحى،مما يدخل الأسرة في حلة من عدم التوازن.. كما أن الكثير من أصحاب الدخل المحدود يلجأون للاقتراض لتلبية هذه المتطلبات.

ورغم كل هذا فالكل يحرص على شراء مستلزمات رمضان قبل أن يبدأ وقد صار رمضان شهرًا استهلاكيا في كل شيء، فحتى الدول التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة تحرص الأسر على توفير احتياجات هذا الشهر.

ففي مصر أوضحت إحدى الدراسات أن المصريين تناولوا في العام قبل الماضي في الأسبوع الأول من شهر رمضان 2.7 مليار رغيف و10 آلاف طن فول و40 مليون دجاجة، وكان هناك ازدياد ملحوظ في معدلات الاستهلاك التي ارتفعت 200% للسمن والزبادي و50% للحوم والسكر.

ورغم زيادة الأسعار وضعف الدخول فقد أثبتت دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن المصريين ينفقون أكثر بمعدل 1.5% خلال الشهر الفضيل على المواد الغذائية، وفي مقدمة هذه المواد السكر والسمن والزبادي واللحوم البيضاء والأرز والمكرونة ثم الزيوت والخضروات والفواكه والدقيق لعمل كحك العيد.

أما في دول الخليج العربي فحسب تقديرات مختصين فإن إنفاق الأُسَر الخليجية على الطعام والولائم يتزايد في شهر رمضان بنسبة تتراوح بين 30% و60% عنه في بقية أشهر السنة، في الوقت الذي بلغ فيه العجز الغذائي في العالم العربي ما قيمته 13 مليار دولار في عام 2001 وفق دراسة الهيئة العربية للاستثمار والنماء الزراعي.

أما عن مظاهر الاستهلاك في السعودية فهي مبالَغٌ فيها إلى حدّ كبير، فلا يكتفي السعوديون بشراء كل مستلزمات هذا الشهر من الأسواق وتكديسها في المنزل، بل لا يكتفون أيضًا بشراء كسوة العيد فقط، بل يقومون بتغيير حتى أثاث البيت والديكور والدهانات وحتى الأجهزة الكهربائية وأدوات المطبخ واستبدال السجاد والموكيت بآخر جديد، وكثرة والولائم الرمضانية، وإعداد الخيام المكلفة أمام المنازل، وقد تتكلف الخيمة في الليلة الواحدة 1500 دولار بما تحتوي من طعام وشراب لا حصر له.

وهذا الاستهلاك المرتفع في المجتمع السعودي ودول الخليج الأخرى- حسب أقوال خبراء الاقتصاد- يؤدي إلى الإفلاس والدمار الاقتصادي بالتدريج، كما يعلن بعض السعوديون إفلاسهم بالفعل مع كثرة مصاريف شهر رمضان، فلماذا هذا الهوَس الاستهلاكي في شهر رمضان الكريم؟! وهل تستشعر القلوب وسط هذه الاهتمامات المادية روحانية ونفحات الشهر الجليل؟!

شهر الاقتصاد حول هذه القضية تقول د. زينب الأشوح- أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر- إن رمضان الكريم هو شهر الاقتصاد وليس الإسراف الذي اتبعه الكثير من الناس وصار بدعةً وضد تعاليم ديننا الحنيف الذي يأمرنا بعدم الإسراف ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِيْنَ﴾ [الأعراف: 31].

فإذا كان الإنسان يتناول في الأيام العادية ثلاث وجبات فإنه في هذا الشهر الكريم يتناول وجبتَي الإفطار والسحور فقط، حتى في تناوله إيَّاهما لا ينبغي أن يُكثر من الأكل والشرب فيهما حتى لا يطغي ذلك على ما ينبغي أن يُقبل عليه من طاعة وعبادة وهمَّة عالية في الإقبال على الله- عز وجل- حتى يغفر له ذنبه، ولا يكون كل همه أن يأكل ما لذَّ وطاب من أنواع المأكل والمشرب "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإذا أخذه الشره فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".

ومن ناحية أخرى فإن الإسلام لم يحبِّذ أن يأكل الإنسان كل ما يشتهيه؛ حتى لا يكون عبدًا لشهواته ومعدته وإلا يجعل رغباته المادية هي الغاية الأساسية التي يعيش من أجلها، فكثرة الطعام تجعل المعدة تتمدَّد، فتضغط على القلب والحجاب الحاجز، الذي من شأنه أن يضرَّ الإنسان صحيًّا ولا يفيده. حكمة اقتصادية وتضيف د. زينب نحن كمسلمين لا بد أن نسير على هدي وسنة نبينا المصطفى- صلى الله عليه وسلم- فقد كان يفطر على تمرة، فإن لم يجد فشربة ماء، وليس كما نجد الآن من تنوُّع المأكل والمشرب بين التمور والمكسرات وقمر الدين والكنافة والقطايف وأنواع العصائر والمشروبات.



وإن كان الجسد في حاجة بعد ساعات طويلة من الصيام إلى ما يعوِّضه عن ذلك فلا يكن بإسراف لا داعي له. وإذا نظرنا إلى حال أمتنا الآن فسوف نأسف للغاية بسبب الإقبال الشديد على الإسراف المادي طوال شهر رمضان الكريم حتى تكاد روحانيةُ هذا الشهر وفضائله الجليلة تتوارَى، ولا يشعر بها أحد من هؤلاء المتكدِّسين على أبواب المحالّ التجارية قبيل بداية الشهر الكريم لشراء كل ما تشتهيه أنفسهم وأيضًا ما لا يحتاجون إليه، وعلينا ألا ننسى الحكمة من الصوم، وهي التقوى والتقرب إلى الله عز وجل, وقد أثبتت الدراسات الأجنبية فوائد الصوم الإسلامي من كونه مطهرًا للجسم مرةً كل عام.

لا بد من التوازن في كل شيء حتى نشعر بخير الشهور عند الله بدلاً من ضياع الوقت فيه، سواءٌ بالتفكير في الأكل والشرب واللبس والإنفاق، أن نكثر من الصلاة، وختم القران، وزيادة الخيرات، وازدياد معدل الإنتاج، وتنظيم الوقت، وصلة الرحم، وحسن الخلق مع الناس جميعًا "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".

فعلينا أن نستغلَّ كل لحظة في هذا الشهر الكريم ونعود لمقاطعة كل ما لا يمتّ لتعاليم ديننا الحنيف بصلة.. فأين لنا التقوى والخشوع في العبادة في هذا الشهر الكريم إذا كان كل ما يشغل أذهاننا هو مظاهر مادية نعيشها ونضيّع بها روحانية الشهر الكريم. عادات متوارثة الداعية سمية رمضان وتعلق الداعية الإسلامية سمية رمضان على هذا الموضوع فتقول بالفعل انتشرت في مجتمعاتنا المسلمة هذه العادات المتوارثة، ونودّ هنا أن نبعث لإخوتنا في كل مكان رسالةً، ولا نقول لهم لا تأكلوا، ولكن كلوا واشربوا بدون إسراف، ويا حبذا لو غلَّفوا الطعام المتبقي ووزَّعوه على الفقراء.

فرغم أن شهر رمضان يجب التقليل فيه من طيبات الحياة الدنيا كي يشعر المرء بحلاوة الطاعة ويقدر على القيام بالعبادة كما شرعها الله عز وجل ولا يثقل جسده بالكثير من الطعام والشراب حتى لا يتكاسل عن الطاعة، ومن المهم والضروري أن نتبع سنة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان إذا أكل من طعام لا يثني، فليس من السنة أن نكثر من أصناف الطعام على الإفطار ونلقي ما تبقَّى منه في سلة المهملات. وقد قامت كثير من الأسر بهذه التجربة، حتى اعتاد الزوج والأولاد عليها وحتى الأهل والأقارب، فأصبح طعام الإفطار صنفًا واحدًا، وبعده الفاكهة، ومن ثم لا يضيع الوقت الثمين للشهر الكريم في إعداد الطعام والوقوف في المطبخ من بداية الشهر لآخره، ومن ثم لا تجد الزوجة وقتًا للطاعة والعبادة، وما أكثرها وأعظم أجرها!! خاصةً في هذه الأيام المباركة، فالإفطار لا يعني الإكثار من الطعام، بل يكفي أن نلتقي مع الأهل والأقارب والأصدقاء. فالمرأة التي تظل طوال العام تعمل أصبحت أشبه بالساقية التي تدور وعلى الأعين أربطة، ويأتي شهر رمضان ويزيد الدوران، ولكن عندما تتوقف هل يا تري ستجد الأرض سُقيت بالماء أم ما زالت جدباء!! فالمرأة التي تعطي وقتها وحياتها وصحتها وجهدها للبيت والزوج والأبناء آن الأوان أن تعطي لنفسها الحق في التقرب إلى الله عز وجل وتخطط لوقتها وعملها في هذا الشهر الكريم.

وتضيف أن على الأزواج أن يعينوا زوجاتهم على ذلك وألا يثقلن عليهن في طلبات المنزل وإعداد الطعام وولائم الإفطار حتى يجدن الوقت والجهد للطاعة والعبادة. وكذلك عليهم رفع شعار "لا للحلوى" التي تسبب أضرارًا صحية كثيرة، منها زيادة الوزن ووهن الصحة وزيادة المصاريف، وعلى ربة المنزل أن تعتاد على تبديل الحلوى بالفاكهة، فعلينا ألا نسرف في الطعام وغيرنا من المسلمين لا يجد كسرة خبز جافة يسدُّ بها جوعه، فشهر رمضان فرصة للإحساس بالفقراء والمحتاجين والمحاصرين، الذين لا يجدون القوت. فالاقتصاد وعدم الإسراف، بل وادخار مبلغ يساعد على نفقات المعيشة ومواجهة أي ظروف طارئة أمرٌ فيه استقرار للنفس، ويشع السكينة والطمأنينة على كل أفراد الأسرة، وأقول للزوجة بألا تخشى من النقد أو الغمز واللمز عليها إن لم تقدِّم سفرةً عامرةً بما لذَّ وطاب من المأكل والمشرب، ولكن عليها أن تكسب حب أهلها بتغيير العادات التي لا تمتّ للشرع بصلة، فكم من بيوت مليئة بالطعام والشراب ولكنها خاوية من الحب والمودة والألفة!! فعلينا أن نعيد التوازن في كل شيء في حياتنا ولا نقول كما قال الأولون: ﴿بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُوْنَ﴾ فعلينا أن نتخلص من إلف العادة التي تتعارض مع تعاليم الشرع، فلنفعل ذلك بلا حرج من أحد، حتى لا يصل البيت في النهاية إلى تراكم الديون واستنزاف الموارد في هذا الشهر الكريم فقط فيفقد بذلك روح الشهر الكريم وفضائله الجليلة.

لماذا تضيع قيم الاستهلاك في شهر رمضان؟


د. زيد محمد الرماني جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: الصوم مدرسة روحية عظيمة القدر، تتجلى فيه المشاركة التامة بين الغني والفقير. وفي الصوم فرصة لتربية ملكة الأمانة في شعور الصائم، وفريضة الصيام تربي في نفسية الصائم ملكة النظام. وبعبارة مختصرة، الصوم هو أحد دعائم الإسلام وأركانه الخمسة. جاء في الحديث القدسي "الصوم لي وأنا أجزي به".

ومن جهة أخرى، فإن من معاني الصوم أنه إمساك عن شهوة البطن. وبالمعنى الاقتصادي، تخفيض الإنفاق أي ترشيده بمعنى أدق. بيد أننا نرى، في حياتنا المعاصرة، علاقة طردية بين شهر رمضان والاستهلاك الشره.

والمرء يدهش من هذا النهم الاستهلاكي الذي يستشري لدى الناس عامة في هذا الشهر دون مبرر منطقي، فالجميع يركض نحو دائرة الاستهلاك المفرط.

والاستعداد للاستهلاك في شهر رمضان يبدأ مبكراً مصحوباً بحملات رهيبة من الدعاية والإعلان والمهرجانات التسويقية التي تحاصر الأسرة في كل مكان وزمان ومن خلال أكثر من وسيلة. فالزوجة تضغط باتجاه شراء المزيد من الحاجات، والأولاد يلحون في مطالبهم الاستهلاكية، والزوج نفسه لديه حالة شراهة لشراء أي شيء قابل للاستهلاك وبكميات أكثر من اللازم.

فعندما يأتي شهر رمضان نرى أغلبية المسلمين يرصدون ميزانية أكبر من ميزانية الأشهر العادية، وتبدأ مضاعفة الاستهلاك، ويكون النهار صوماً وكسلاً والليل طعاماً واستهلاكاً.

ونسي هؤلاء أو تناسوا أن اختصار وجبات الطعام اليومية من ثلاث وجبات إلى وجبتين اثنتين فرصة طيبة لخفض مستوى الاستهلاك، وهي فرصة مواتية لاقتصاداتنا خصوصاً ونحن أمة مستهلكة، جميع الإحصاءات تشير إلى أن الأقطار الإسلامية كافة تستهلك أكثر من إنتاجها وتستورد أكثر من تصديرها، وما هذا الاستهلاك الزائد دائماً والاستيراد الزائد غالباً إلا عاملان اقتصاديان خطيران تشقى بويلاتهما الموازنات العامة وموازين المدفوعات. وغير خافٍ، أن الإنفاق البذخي في شهر رمضان أمر لا يمكن أن يتسق مع وضعية مجتمعاتنا الإسلامية التي في أغلبها مجتمعات نامية في حاجة ماسة إلى المحافظة على كل جهد وكل إمكانية من الهدر، وما نصنعه في شهر رمضان هو بكل تأكيد هدر لإمكانات مادية وهدر لقيم سامية وهدر لسلوك منزلة القناعة. تبعية غذائية ومن المعلوم أن الاستهلاك المتزايد باستمرار معناه المزيد من الاعتماد على الخارج، وذلك لأننا لم نصل بعد إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي أو مستوى معقول لتوفير احتياجاتنا الاستهلاكية اعتماداً على مواردنا وجهودنا الذاتية، وهذا له بعد أخطر يتمثل في وجود حالة تبعية غذائية للآخر الذي يمتلك هذه الموارد ويستطيع أن يتحكم في نوعيتها وجودتها ووقت إرسالها إلينا.

ومن ثم، فإن لهذا الميل إلى الاستهلاك الشره أبعاداً خطيرة كثيرة تهدد حياتنا الاقتصادية وتهدد أيضاً أمننا الاقتصادي. فهل يكون شهر رمضان فرصة ومجالاً لامتلاك إرادة التصدي لحالة الاستهلاك الشرهة التي تنتابنا في هذا الشهر الكريم؟ صفة استهلاك المسلم إن صفة استهلاك المسلم هي الكفاية لا التبذير، وإن منفعته وإشباعه يتحقق ليس فقط بالإشباع المادي بل من خلال الإشباع الروحي بأداء الواجب نحو المسلمين من مال الله الذي رزقه إياه، وإن منفعة المسلم تتحقق حتى في قيامه بواجبه نحو المسلمين وقبل ذلك أهله وزوجته وولده. ولذا، يسعى المسلم إلى مرضاة الله تعالى، فيشكر الله على نعمه ويحمده كلما وُفق إلى استهلاك شيء من رزق ربه.

والمسلم ينفق ماله ليحقق منفعة بسد حاجته، وبلوغ متعته والكفاية عن الحرام، وتحقيق مرضاة الله ونيل ثوابه عز وجل. ترتيب سلم الأولويات إن شهر رمضان فرصة دورية للتعرف على قائمة النفقات الواجبة بالمفهوم الاقتصادي، وعلى قائمة الاستبعاد النفقي، ثم فرصة لترتيب سلم الأولويات، ثم فرصة كذلك للتعرف على مستوى الفائض الممكن. ثم، إن شهر رمضان فرصة لتحقيق ترشيد أفضل، ولتوسيع وعاء الفائض الممكن، ولكن شريطة أن يرتبط بالقاعدة القرآنية الإرشادية المعروفة؛ ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31].

هذه القاعدة، ولا شك هي ميدان الترشيد على المستوى الفردي والمستوى العام، لقد أكد الباحثون على حقيقة مهمة تنص على أن فوضى الاستهلاك تبرز بوضوح، حينما تبدأ الزوجة بعرض نفقاتها من السلع والمواد الغذائية التي تبتلع الدخل الشهري حتى آخر قرش فيه. وتنتقل عدوى التبذير إلى الأطفال فينمو معهم انعدام الحس بقيمة الأشياء فلا يحافظون بالتالي على ألعابهم أو كتبهم. وفي ظل ذلك، لا يعود التبذير والترف مسألة فردية بل مظهراً اجتماعياً، ولا يعود قضية وقتية حالية، بل مسألة تمتد إلى المستقبل ولا يعود التبذير والترف مقتصراً على الأسرة بل يمتد إلى الوطن كافة.

هل المرأة أكثر إسرافاً؟ الشائع بيننا أن المرأة أكثر إسرافاً من الرجل سواءً في ملبسها أو إنفاقها، ولكن هناك من الرجال من هم أكثر إسرافاً في أموالهم وسلوكهم ومقتنياتهم، فالأمر نسبي ويرتبط بحجم ما يتوفر لدى الفرد من مغريات نحو الإسراف. ويبقى السؤال المهم؛ أيهما أكثر إسرافاً الرجل أم المرأة أم الإثنان معاً؟ والحقيقة أن كلاً من الرجل والمرأة مسئول، وإن كان الإسراف والتبذير قد يكون أكثر في المجتمع النسوي نسبياً. ومن ثم فإن الزوجة التي تعد وتطبخ والزوج الذي يجلب وينفق كلاهما متهم في الشراهة الاستهلاكية التي تنتاب مجتمعنا في شهر رمضان وغير رمضان. وبلغة الإحصاءات والأرقام يذكر أنه في أحد الأعوام قدر نصيب شهر رمضان من جملة الاستهلاك السنوي في إحدى الدول العربية بما نسبته 20%، أي أن هذه الدولة تستهلك في شهر واحد وهو شهر رمضان خمس استهلاكها السنوي كله، بينما تستهلك في الأشهر المتبقية الأربعة أخماس (80%) الباقية. وقد كلف شهر رمضان في ذلك العام خزانة تلك الدولة حوالي 720 مليون دولار أمريكي.

في صناديق القمامة وتشير بعض الدراسات التي أجريت حديثاً إلى أن ما يلقى ويتلف من مواد غذائية ويوضع في صناديق القمامة كبير إلى الحد الذي قد يبلغ في بعض الحالات 45% من حجم القمامة.

لذا، يمكن القول، بصفة عامة، إن الإسراف في شهر رمضان وفي غيره، سمة من سمات منطقتنا العربية. فشهر رمضان، يجري تحويله عاماً بعد عام إلى مناسبة للترويج الكثيف لمختلف السلع، وتسهم في ذلك بقوة مختلف وسائل الإعلام وفنون الدعاية ووكالات الإعلانات.

وهكذا، يتزايد إخضاع المشاعر الدينية للاستغلال كوسيلة من وسائل توسيع السوق، بل وأحياناً لترويج أكثر السلع بعداً عن الدين. وعليه، فإننا نؤكد على أن مفتاح حل الأزمات الحقيقي إنما يكمن في التربية الاستهلاكية. إن شهر رمضان هو محاولة لصياغة نمط استهلاكي رشيد وعملية تدريب مكثف تستغرق شهراً واحداً يشعر فيها الإنسان أن بإمكانه أن يعيش بإلغاء استهلاك بعض الحاجات في حياته اليومية ولساعات طويلة كل يوم، إنه محاولة تربوية لكسر النهم الاستهلاكي الذي أجمع علماء الاجتماع وعلماء النفس على أنه حالة مرضية. وهنا نذكر بعض المعالجات التي يمكن من خلالها التصدي للشراهة الاستهلاكية أو التخفيف من حدتها فيما يلي: ينبغي التخلص من القيم الاستهلاكية السيئة حتى لا يتسبب الاستهلاك الترفي في الفقر، إذ باستمراره تضيع موارد الأسرة. كبح رغباتنا العاطفية المتعلقة بالشراء والاستهلاك على مستوى الأطفال والنساء والأسر.

الحذر من تقليد المجتمعات المترفة ذات النمط الاستهلاكي الشره المترف، حكمة اقتصادية ذات يوم أوقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ابنه عبدالله، رضي الله عنهما، وسأله؛ إلى أين أنت ذاهب؟ فقال عبدالله؛ للسوق، وبرر ذلك بقوله؛ لأشتري لحماً اشتهيته، فقال له الفاروق؛ أكلما اشتهيت شيئاً اشتريته. إنها حكمة اقتصادية خالدة وقاعدة استهلاكية رشيدة، خصوصاً ونحن نشهد في أيامنا هذه سباقاً محموماً يترافق معه أساليب تسويقية جديدة وأساليب إعلانية مثيرة ووسائل إعلامية جذابة. وأقول لأختي المرأة المسلمة، ينبغي عليك عندما تشعرين بأن حافز الإنفاق يدفعك إلى مزيد من الإسراف والتبذير والتسوق والشراء والشراهة الاستهلاكية، اتباع الخطوات التالية: تمهلي قليلاً قبل أن تخرجي نقودك واسألي نفسك إن كان هذا الشعور حقيقياً أم انفعالياً، احرصي على ألا تشتري محبة الآخرين بالهدايا أو تقليدهم ومحاكاتهم بالإنفاق المفرط. اسألي نفسك قبل الشراء إذا كان بالإمكان شراء ما هو أفضل من هذا الشيء إذا أتيحت فرصة عرض سعري أفضل. وختام القول؛ فإننا لو جمعنا كل ما ننفق على الأمور التافهة في صندوق، ثم وجهنا هذا المال للقضاء على أسباب المآسي من حياة الناس لصلحت الأرض وطاب العيش فيها.



الضوابط الشرعية للإنفاق في رمضان الدكتور: حسين شحاتة- الأستاذ بجامعة الأزهر لقد تضمنت الشريعة الإسلامية القواعد التي تضبط النفقات والاستهلاك بصفة عامة. وهي التي يجب أن يلتزم بها المسلم ولا يجب إن يحيد عنها سواء أكان ذلك في رمضان أم في غير رمضان. ولكن للأسف الشديد نجد أن معظم الناس في شهر رمضان يخالفون تلك القواعد الإسلامية في مجال الإنفاق والاستهلاك وهذا يسبب الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. فنجد انه في شهر رمضان يزداد الإسراف والتبذير ويتجه الإنفاق نحو الترف والمظهرية. ويوجه المال أحياناً إلي الإنفاق في معصية الله في الملاهي وتقليد الشرق والغرب وفي إحياء البدع والضلالات.

وهذا يقود إلي سلسلة من الاثار السيئة مما يسبب المشاكل الاجتماعية بين المرء وزوجه وأولاده وبين الراعي والرعية. يأمرنا الإسلام بالإنفاق في طاعة الله وفي مجال الطيبات دون إسراف أو تبذير أو ترف أو مخيلة. وان يكون الإنفاق معتدلا وسطا.

فيقول الله تبارك وتعالي في وصف عباد الرحمن: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾[الفرقان: 67]، ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة"؛ رواه ابن ماجه، وفي رواية أخري عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "كلوا واشربوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا ترف فإن الله يحب أن يري نعمته علي عبده" "رواه أحمد والنسائي".

ومن أهم الضوابط الشرعية للإنفاق والتي يجب ان يلتزم بها المسلم سواء في رمضان أو غيره ما يلي:

أولا: الإنفاق في طاعة الله يستشعر المسلم النقي الورع الصائم أن المال الذي بيده ملك لله سبحانه وتعالي وأن ملكية حيازته تنتهي بموته. ولقد ورد بالقرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد هذا المعني منها قول الله تبارك وتعالي: ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الحديد: 7] ﴿ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾ [النور: 33].

تؤكد هذه الآيات أن علي المسلم أن ينفق المال طبقا لأوامر شريعة مالكه الحقيقي. أي في طاعة الله سبحانه وتعالي. وعليه قبل أن يهم بإنفاق درهم أو دينار يجب أن يعرف هل ذلك في طاعة الله أم لا فإذا كان في طاعة الله فليسرع بالإنفاق وان كان في غير طاعة الله فليمتنع عن ذلك. وأساس ذلك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته. فإن كان خيرا فأمضه وإن كان غيا فانته عنه" "متفق عليه".

كما يجب علي المسلم أن يؤمن أن له وقفة مع الله سبحانه وتعالي يحاسبه عن هذا المال من أين اكتسبه وفيم أنفقه وأساس ذلك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع..." منها عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه "عن عبادة بن الصامت" وإن كان هذا هو الواجب أن يكون. فيجب أن تحرص عليه كل الحرص في شهر رمضان.



أما واقعنا في هذه الأيام متناقض لما يأمرنا الله به حيث يقوم بعض الناس بإنفاق جزء كبير من الأموال في السهرات والحفلات يشاهدون الأجسام العارية ويسمعون الأغاني الخليعة.. وكثيرا ما نقرأ في الجرائد والمجلات عن إعلانات لدور اللهو وتعلن عن قضاء سهرات رمضان في كازينو.. علي أنغام.. وموسيقي.. وتناول سحورك في ملهي.. علي أنغام.... ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الحديد: 16].

ألم يأن لحكوماتنا أن تمنع ذلك حتي يفوزوا برضاء الله سبحانه وتعالي جميعا.

ثانيا: الإنفاق في الطيبات: لقد أمرنا الله سبحانه وتعالي أن يكون الإنفاق في مجال الطيبات فقد قال الله عز وجل: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157]، وقال عز وجل: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الأعراف: 32].

فعلى المسلم ولا سيما في شهر رمضان أن ينفق ماله في شراء السلع والخدمات الطيبة والتي تعود عليه وعلي المجتمع الإسلامي بالنفع وأن يمتنع عن الإنفاق في مجال الخبائث حتى لا يضيع صيامه وصلاته وقيامه وقرآنه هباء منثورا. ومما نلاحظه في هذه الأيام في شهر البركات أن فريقا من الناس ينفقون أموالهم في شراء السلع الخبيثة مثل الدخان ومشتقاته والخمور ومشتقاتها وفي شراء شرائط الفيديو المنافية للقيم والمثل والأخلاق وفي شراء تذاكر السينما والمسارح لمشاهدة ما يغضب الله. أليس هذا هو واقعنا ويبرر هذا العمل المحرم بأن في ذلك تسلية للصيام!! وعلي مستوي الإنفاق الحكومي نجد أن الدولة تنفق من الأموال في شراء أو إنتاج المسلسلات التليفزيونية والتي تعد خصيصا لشهر رمضان لنشر الفساد وتزينها بزينة فوازير رمضان. بل هناك تخطيط لبثها في وقت الصلاة لمنع الشباب والفتيات عن صلاة العشاء والقيام!! ألم يأن لأولي أمر المسلمين ان يستشعروا ان الله سبحانه وتعالي سوف يحاسبهم علي أموال المسلمين وكيف انها تنفق في مجال الفساد والخبائث. ولا يعني ما سبق ان الإسلام يحرم السينما والمسرح والفيديو والتلفاز لا.

بل يجب أن يسخر هذا كله في نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة وتقوية العقيدة ونشر الفضيلة وتزكية الحماس وبين سير الأنبياء والصحابة ولا سيما في رمضان حتى نستطيع أن نحافظ علي الصيام ونبني جيل النصر المنشود لانقاذ الأمة الإسلامية من أزماتها.

ثالثا: الاعتدال في الإنفاق: من قواعد الإنفاق في الإسلام "الوسطية" دون إسراف أو تقتير - لان في الإسراف مفسدة للمال والنفس والمجتمع وكذلك الوضع في التقتير ففيه حبس وتجميد للمال وكلاهما يسبب خللا في النظام الاقتصادي وأصل هذه القاعدة من القرآن هو قول الله تبارك وتعالي في وصف عباده المؤمنين: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]، وقوله عز وجل كذلك: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29].



ويجب علي المسلم أن يلتزم بهذه القاعدة في شهر رمضان فلا يجب أن تجرفه السعة في الرزق إلي التقليد الأعمي للعادات السيئة في رمضان إلي الإسراف كما لا يجب ان يضيق علي أسرته أو أولاده إلي المدي الذي يبدل نعمة الله تقتيرا.

الخليج، رمضان أم سوبر ماركت؟

رضا حماد ينظر الخليجيون إلى البذخ في الاستهلاك الغذائي باعتباره نوعا من الكرم الذي يتسم به البدو؛ فالإنفاق المبالغ فيه على الغذاء والولائم عادة بدوية أصيلة تستوجب التمسك بها ضمن حزمة المفردات التراثية الواجب المحافظة عليها. هذه العادة تتجلى في أبهى صورها خلال شهر رمضان الكريم الذي يعرفه بعض المقيمين بالخليج من المنتجات في السوبر ماركت! فحسب تقديرات مختصين فإن إنفاق الأسر الخليجية على الطعام والولائم يتزايد خلال شهر رمضان بنسبة تتراوح بين 30 و60% عنه في بقية أشهر السنة. اللافت أن ارتفاع الاستهلاك في الخليج -وهو نفس حال بقية الدول العربية- يأتي في وقت بلغ فيه العجز الغذائي في العالم العربي ما قيمته 13 مليار دولار في عام 2001، وفق دراسة للهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي..فما بالكم بعد هذه السنين والأزمات الغذائية المتلاحقة. إغواء استهلاكي وتعمل المحلات التجارية في دول الخليج على جذب المستهلكين طوال شهر رمضان من خلال تقديم خصومات كبيرة على الكثير من بضائعها، كما تكثر المحلات التي تنادي المتسوقين بأساليب متباينة؛ منها: "اشتر واحدة واحصل على الثانية مجانا"، أو "اشتر 4 بثمن 3"، وغيرها من الأساليب التي تغري الزبائن بمزيد من الشراء. فزائر أي من "المولات" أو المحلات التجارية المنتشرة في المدن الخليجية تدهشه العروض الضخمة والكثيرة لكل ما يخص شهر رمضان؛ حيث تسارع غالبية المحلات إلى استيراد الكثير من البضائع الرمضانية من مختلف الدول الإسلامية لتوفر لجميع الأجناس كل المأكولات والمشروبات في الشهر الكريم أو تذكرهم بما اعتادوا عليه في أوطانهم.

"اللمة السبب" يوسف الحوسني -إماراتي- يؤكد أن استهلاك أسرته يتضاعف خلال شهر رمضان عن غيره من شهور السنة، ويرجع السبب في ذلك إلى أن رمضان هو شهر اللمة الذي تتزاور فيه العائلات، وبالتالي يستوجب ذلك على البيت أن يكون مستعدا لاستقبال أي من الضيوف في أي يوم أو ساعة.

وأوضح: "نحن شعوب مَنَّ الله عليها بالخير، والكرم من طباعنا، وليس أفضل من رمضان يظهر فيه المرء كرمه وجوده؛ لذلك فإننا ننفق كثيرا خلاله على الطعام والشراب".

وبينما يعترف بأن الكثير من طعام منزله يؤول إلى سلة المهملات يؤكد أن تلك عادة تحرص عليها كل الأسر الإماراتية من سنوات طويلة، ولن تتخلى عنها بين يوم وليلة. حتى المقيمون ولا يقتصر البذخ على الخليجين أصحاب البلد؛ بل إن المقيمين من مختلف الجنسيات أصابتهم حمى الاستهلاك أيضا؛ فتقول "هدى عارف" -ربة منزل مصرية بالإمارات-: إنها لا تشعر بقدوم رمضان إلا من السوبر ماركت، سواء من ازدحامه بالمتسوقين أو مختلف أصناف الطعام والشراب التي تلبي جميع الاختيارات.

وتضيف: "نقصد السوبر ماركت يوميا لشراء بعض المأكولات والمشروبات التي تذكرنا بالطقوس التي اعتدناها في بلادنا؛ فهذا هو الشيء الوحيد الذي يحيي الذكرى في نفوس المغتربين عن أوطانهم".

وتعترف بأنها تسرف كثيرا في الشراء خلال شهر رمضان، لكنها تُرجع ذلك إلى إحساسها بالغربة، لا سيما أن ما تشتريه يعيدها وأسرتها إلى ذكريات الشهر التي تعودتها في بلدها.

أما "عثمان كومارا" -مدير سوبر ماركت بأحد المراكز التجارية في أبو ظبي- فيقول: إن مبيعاته تتضاعف خلال شهر رمضان عن سواه من بقية أشهر السنة.

وأوضح: "نستعد لشهر رمضان قبل قدومه بفترة طويلة، ونحرص على توفير كافة أنواع البضائع الخاصة بالشهر الكريم لتلبية أذواق جميع الجنسيات، خاصة أنه يعيش في الإمارات عدد كبير من الجنسيات المسلمة، ولكل منها عاداته ومأكولاته التي اعتاد عليها خلال رمضان في وطنه".

تراث الخيام وتعد الخيام التي يقيمها ميسورو الحال من الخليجيين أمام منازلهم مظهرا آخر من مظاهر البذخ خلال رمضان، وإذا كان بعض هذه الخيام يستعد قبل موعد الإفطار لاستقبال ضيوف الرحمن من الفقراء والمحتاجين؛ فإن جميعها تظل مفتوحة أمام الأهل والأقارب والضيوف والأصدقاء حتى وقت متأخر من الليل، وتقدم فيها جميع أنواع المأكولات والمشروبات، وتقام فيها وليمتان:

الأولى للعشاء عند العاشرة مساء.

والثانية للسحور قبيل موعد الإمساك.

غالبية الخليجيين ينظرون إلى الخيام المنصوبة أمام بيوتهم طوال شهر رمضان بوصفها تراثا للأجداد يستعيده الأبناء متخلين عن حياة المدنية بتعقيداتها، وبحسب أحد المواطنين الإماراتيين فإن متوسط التكلفة اليومية للخيمة يزيد على 5 آلاف درهم (أي حوالي 1500 دولار) ذلك بخلاف تكاليف شراء الخيمة نفسها التي تتعدد أنواعها بحسب جودة وسعة كل خيمة. بذخ لا كرم متخصصون يؤكدون أن بين الكرم والبذخ فروقا شاسعة؛ فالكرم إذا كان عادة بدوية تستحق المحافظة عليها فما نشهده اليوم لدى غالبية الأسر الخليجية لا يرقى لهذا المفهوم؛ بل إنه نوع من البذخ والإفراط غير المبرر، ليس فقط في الغذاء بل في جميع مستلزمات الحياة الضرورية وغير الضرورية. وقال: إن الشعوب الخليجية لا تعير أي اهتمام لمفاهيم ترشيد الاستهلاك طوال شهور السنة، وتضرب بها عرض الحائط خلال شهر رمضان، مؤكدا أن إنفاق الأسر الخليجية على الطعام والشراب ومختلف الأغذية يتزايد بمعدل من 30 إلى 60% عن بقية أشهر السنة؛ حيث تشتري غالبية الأسر ما يزيد عن حاجة أفرادها، والمؤسف أن مصير هذا الغذاء يكون سلة المهملات.

وأوضح أن البذخ في الإنفاق لا يقتصر فقط على الغذاء؛ بل يتسع ليشمل الخدمات العامة الأخرى؛ فمثلا يبلغ استهلاك الفرد في الإمارات من المياه حوالي 100 جالون في اليوم، في حين المعدلات العالمية تشير إلى أن الاستهلاك الطبيعي يجب ألا يزيد على 60 جالونا، كما هو حاصل في غالبية دول العالم، أما عن الاستهلاك الغذائي فحدث ولا حرج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nani17

nani17


رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
العـمـل : الحمد لله
هوايتي المفضلة : الرياضة والإنترنت
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان.. روحانية أم استهلاك؟   رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ Clockالأحد 7 أغسطس 2011 - 21:33

دعاءاا دعاءاا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
chinwi dorigin

chinwi dorigin


رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
هوايتي المفضلة : كرة القدم
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان.. روحانية أم استهلاك؟   رمضان.. روحانية أم استهلاك؟ Clockالثلاثاء 9 أغسطس 2011 - 3:46

انتظار القادم موضوع جميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رمضان.. روحانية أم استهلاك؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عادات تجبر الأسرة على زيادة استهلاك وشراء المواد الغذائية في رمضان
» حدث في 3 رمضان
» حدث في 2 رمضان
» حدث في 16 رمضان
» حدث في 1 رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط :: فــئـة الاسلاميــــات ::  خيمة شهر رمضان-
انتقل الى:  
....................
اخر الاخبار الوطنية
جميع حقوق منتديات عائلة تابلاط محفوظة
 جميع الحقوق محفوظة لـ{منتديات عائلة تابلاط} ®
حقوق الطبع والنشر © 2010 - 2011

جميع ما يكتب في المنتدى يعبر عن وجهة نظر الكاتب شخصيا ولا يمثل رأي منتديات عائلة تابلاط ولا القائمين عليه أو اهدافهم أو توجهاتهم
الترحيـب و التواصل مع الاعضاء|التهانـي والتبريكات|الدعاء للمرضى و التعازي و المواساة|تابلاط للاخبار اليومية+مواقع للصحف الجزائرية |ملتـقـى عائلة تابلاط|كل ما يخص مدينة تابلاط|تاريخ و ثقافة الـجزائـر|شخصيات جزائرية هامة|خصوصيات ادم|خصوصيات حواء|الـطفـل و الـطــفولـة|مطبخ المنتدى|الاثات و الديكور|الاناقة والجمال|نصائح و تجارب منزلية|طبيب عائلة تابلاط|تطوير الذات|الحورات و النقاشات الهامة والجادة |العلوم و المعلومات العامة|فلسطين الحبيبة|البـيـئة والطبيعة و عالم الحيوانات| شخصيات عربية و عالمية |القصص و الرويات المتنوعة |حدث في مثل هذا اليوم| الأعياد والمناسبات|السيارات والشاحنات و الدرجات|الأمثال و الحكم و الأقوال|تابلاط الافـكار و المواهـب|أشعاري و خواطري|منتدى الشريعة و الحيـاة|خيمة شهر رمضان|دليلك في الحج و العمرة|التاريخ و الحضارة الاسلامية|تـابلاط الدردشة و الفرفشة|تابلاط نكت*نكت|المسابقـات و الالغـاز|السيـاحة بكل انواعها| صـور*صـور|كرة القدم الجزائرية|كرة القدم العالمية|رياضات متنوعة|بحوث مدرسية|المحاضرات و البحوث الجامعية|معلومات و اخبار|جامعية التعليم و الدراسة بالمراسلة|السنة الاولى ثانوي|السنة الثانية ثانوي|بكالوريــا2011|السنة الاولى متوسط|السنة الثانية متوسط|السنة الثالثة متوسط|السنة الرابعة متوسط (bem)|مواقـع مفيــدة و اخرى مسلية|بـرامج الهـاتف|برامج الكمبيوتر و الانترنات|الالعاب الالكترونية|استقبال القنوات +أنظمة التشفير التلفزيونية|التقنيات المتقدمة |قسم الاعلانات الادارية للاعضاء| معلومات موقع منتديات عائلة تابلاط|السيرة العطرة و قصص الانبياء|الاعجاز العلمي في القران و السنة|
وقف لله
تــنــويـة : أبـريء ذمتي أنا صـاحـب ومـؤسس منتديات عائلة تابلاط أمام الله ان حـصـل تعارف أو صداقات غير شرعية بين الأعضاء داخل المنتدى
منتديات عائلة تابلاط لا يهدف الى الربح أو التجارة بأي شكل من الاشكال
المنتدى وقف لله تعالى لي و لوالدي و لجميع الأعضاء والمسلمين و المسلمات الأحياء منهم والأموات
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلا مُتَقَبَّلا-