السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :
ان أول زاد يتزود به الداعية الى الله عز وجل أن يكون على علم مستمد من
كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، الصحيحة المقبولة،
وأما الدعوة بدون علم فانها دعوة على جهل، والدعوة على الجهل ضررها أكبر
من نفعها، لأن هذا الداعية قد نصب نفسه موجها ومرشدا فاذا كان جاهلا فانه
بذلك يكون ضالا مضلا والعياذ بالله، ويكون جهله هذا جهلا مركبا ، والجهل
المركب أشد من الجهل البسيط، فالجهل البسيط يمسك صاحبه ولا يتكلم، ويمكن
رفعه بالتعلم، ولكن المشكلة كل المشكلة في حال الجاهل المركب، ان هذا
الجاهل المركب لن يسكت بل سيتكلم ولو عن جهل وحينئذ يكون مدمرا أكثر
مما يكون منورا .
قول الله تعالى: {على بصيرة } أي انه على بصيرة في أمور :
الأول: على بصيرة فيما يدعو اليه، بأن يكون عالما بالحكم الشرعي فيما يدعو
اليه؛ لأنه قد يدعو الى شيء يظنه واجبا، وهو في شرع الله غير واجب فيلزم
عباد الله بما لم يلزمهم الله به، وقد يدعو الى ترك شيء يظنه محرما، وهو في
دين الله غير محرم فيحرم على عباد الله ما أحله الله لهم.
الثاني: على بصيرة في حال الدعوة .
الثالث: على بصيرة في كيفية الدعوة قال الله تعالى: {ادع الى سبيلِ ربك
بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }. (النحل: 125).
اصلاح النفس وتربيتها على الايمان والتقوى؛ فان الداعية يدعو بعمله قبل أن
يدعو بقوله، ولابد من تنقية النفس من الصفات المذمومة، كالعجلة والسفه
والطيش والجبن والبخل وأن يتعلم العلوم الشرعية التي يحتاجها، والعلم
الشرعي درجات ورتب متفاوتة، وكل يأخذ منه بحسب ما آتاه الله من حرص
وقدرة، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويتعلم المهارات الاجتماعية التي
تعينه على بناء علاقة جيدة مع الناس، وتجعله شخصية محبوبة.
و المهارات الدعوية، كمهارة الحوار، والاقناع، والتأثير، والاتصال...وغيرها.
و يتقن الوسائل الدعوية التي تعينها على ايصال رسالتها الدعوية للناس.
و المهارات الشخصية التي تعينه على تنظيم حياته ووقته بما تخدم دعوته،
كادارة الوقت، وادارة الاجتماعات...
ومن هذا المنطلق وحسب رأيي وما كتبته ليس كل من اطال لحيته او قصر
ثوبه وقال اني داعية هو داعية ولا يقتصر على الرجال حتى النساء كذلك
وأتمنى التوفيق والحفظ لكل دعاتنا وعلو كلمة الحق بعون العزيز القدير ان شاء
الله ...
هــمــ الحنين ــس