الحلال والحرام الصواب والخطأ المسموح والممنوع
تتطلب طبيعة الانسان الفطريه والفكريه السليمه التعامل مع الثلاثة مفاهيم ( اسس ) لغايات العيش البناء والتطور , حيث ان الواقع الفكري والفطري للإنسان السويّ ينسجم مع الشق الايجابي لأيّ منها , فحضور مع إعتماد وتفعيل الشق الايجابي لها يمنح اعلى درجات المقومات والكفاءه المؤهله للنجاح وتحقيق الاهداف . اما تهميش ايّ منها , يُخلّف نجاحاً ناقصاً ضعيفاً لا يخلو من الخلل
فمرجعية الحلال والصواب وتهميش المسموح مثلاً يزرع خللاً في الهدف المنشود نتيجه لعدم الالتزام بالمسموح بمخالفةالقوانين والانظمه
ومرجعية الحلال والمسموح وتهميش الصواب مثلاً يزرع خللاً في الهدف المنشود نتيجة لعدم الالتزام بالصواب بمخالفة العرف العادات والتقاليد
اما مرجعية الصواب والمسموح وتهميش الحلال مثلاً يزرع خللاً في سبل تحقيق الهدف المنشود وخللاً في الهدف عينه إن تم تحقيقه لا يعلمه ويقدّر قيمته إلا الله سبحانه وتعالى . فترويج الحلال هو من حقوق الخالق على خلقه يُنظّم ويدبّر نتائجه وفق قوانينه وانظمته
الحلال والحرام
وهي الأسس المعتمده لتقييم مجموعة الأفكار الجدّيه الأقوال المقصوده , الافعال الاعمال والسلوكيات ذات الجهود والمتابعه التي حُرّمت او حُلّلت وفق نصوص شرعيه او سنن نبويه , والتي تخضع لنظام محاسبه سماويه دنيويه وسماويه مؤجله الى يوم الدين
نصوص شرعيه واضحه وصريحه ورد ذكرها في الكتب السماويه وهي مكن المسلّمات اوجزها الحديث النبوي الشريف
" الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما امور مشتبهات فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام
الصواب والخطأ
وهي الاسس المعتمده في تقييم
1- الاقوال الاعمال الافعال والاسلوكيات التي تخضع جميعها لنظام تقييم بشري إجتماعي يستند على العُرف ( folkways ) العادات والتقاليد ( mores ) والتجارب
2- الاعمال والانجازات التي تخضع لتقييم بشري يستند على معايير انظمه وقوانين وضعيه تتعلق بالعلوم والتعليم والمعرفه
المسموح والممنوع
وهي الاسس المعتمده في تقييم الاعمال الانجازات والسلوكيات التي تخضع لتقييم بشري قيادي يستند على الدستور ومجموعة الانظمه والقوانين المتعلقه بالمجالات القياديه والنشاطات التي تتطلب الى قياديين
كقيادات الدول والقيادات السياسيه , القيادات الحزبيه , قيادة البعثات الاستكشافيه وقيادة البعثات السياحيه
ثلاثة مفاهيم لكل منها شقين شق ايجابي بنّاء يساهم في النجاح ويسر السماء , وشق سلبي مدمّر ومعيق يقذف النجاح بوادٍ سحيق
صداقة حميمه وعلاقة قويه تربط بين اطراف تلك المفاهيم , عوضاً عن الخصوصيه التي تميز كل منهما عن الاخرى
فالحلال الصواب والمسموح اصدقاء تربطهم مصلحة الانسان وإستمرارية الشعوب في البقاء
والحرام والخطأ والممنوع اصدقاء تربطهم مصلحة اذى الانسان ومعاناته وفناء الشعوب
ومنه تكون اعلى درجات التأثير الكفاءه والنجاح بحضور وفاعلية الثلاثة اصدقاء مجتمعين الحلال الصواب والمسموح
وتكون اعلى درجات السلبية والاذى والفشل بحضور وفاعلية الثلاثة اصدقاء مجتمعين الحرام والخطأ والممنوع .
بالنظر الى واقع افراد الشعوب والامم من حيث دور المفاهيم الثلاثه في حياتهم المعيشيه الاجتماعيه الفكريه والحضاريه , نلاحظ انهم مصنفين الى فئتين او نموذجين كما ورد في الحديث النبوي الشريف
" إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته ال ما هاجر اليه "
النموذج الاول – هم الافراد الذين شملهم الشق الاول من الحديث ..... فمن كانت هجرته الى الله ورسوله "
وهم الافراد المهيئون لان يكونوا الاكثر امناً واطمئنان ورضى وسعاده في الدنيا والفوز بالجنة في الاخره لانهم يقولون يفكرون ويعملون بالصواب والمسموح لانه حلال وبالتالي لانه يرضي الله ورسوله مما يضمن النتيجه او المكافئه العادله من الله سبحانه وتعالى
النموذج الثاني _ هم الافراد الذين شملهم الشق الثاني من الحديث ...... ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امراةً ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه "
وهم الافراد الدنيويين الذين لا يعتمدون المرجعيه الدينيه , اي ليس للحلال او الحرام إيقاع في نفوسهم , بل للصواب والخطأ , المسموح والممنوع حضور مميز في مسيرتهم الاجتماعيه الفكريه والحضاريه
حضور يُفترض ان يكون مكللاً بأثمان او مكافئات للصواب والمسموح , وغرامات او عقاب للخطأ والممنوع
مكافئات او غرامات لا تخلو من النقص والخلل لكونها من صنع البشر تستند على قوانين وانظمه بشريه
يرتكز التابعين لهذه الفئه على الصواب والخطأ فيما توارثوه من العُرف العادات والتقاليد, وعلى المسموح والممنوع فيما ابتكروه كالدستور والانظمه المعمول بها .
الخلاصه
ان كنت من اتباع النموذج الاول ومن الناجحين السعداء الذين يعرفون ويسلكون السبل السليمه بإتباع الاسس الصحيحه ( الحلال الصواب والمسموح ) لتحقيق الاهداف وإنجاز الاعمال فهنيئاً لك وأبشرك بالخير في الدنيا , والله سبحانه وتعالى يبشرك بالجنة وهو لا يخلف الميعاد
وإن كنت من اتباع النموذج الاول الذين يعرفون السبل السليمه ويتبعون الاسس الصحيحه ( الحلال الصواب والمسموح ) ولكنك لم تححقق الاهداف النشوده ولم تحقق السعاده المرجوه فلا تيأس وكن واقعياً بالبحث عن مواقع الخلل التي ربما تكون في
1 – عدم صدق النيّه حيث ان عمل الصواب والمسموح لم يكن مخلـصاَ لله
2 – مزج الحلال بالحرام او الصواب بالخطأ او المسموح بالممنوع
علماً بوجود تفاوت وربما اختلاف في الصواب والمسموح من جهه والخطأ والممنوع من جهة اخرى لدى الافراد والشعوب المختلفه
فربما تجد سلوكاً معيناً خاطئاً لدى شعب ما ونفس السلوك يكون صواباً لدى شعب اخر
وربما تجد عملاً مسموحاً لدى شعب ما ولكن نفس العمل ممنوع لدى شعب اخر
اما بالنسبة للحلال والحرام فالحلال موحّد لدى جميع الديانات السماويه الحقيقيه وللحرام نفس الحُكم ايضاً
اما ان كنت من اتباع النموذج الثاني الذين يعرفون ويسلكون السبل السليم بإتباع مفاهيم الصواب والخطأ, المسموح والممنوع وقد حققت النجاحات والسعاده التي تعتقد بوجودها
ادعوك لإضافة المفهوم الاول ( الحلال والحرام ) في حساباتك للمحافظة عل ما حققت من إنجازات
ولا تفرح كثيراً لان جنة الدنيا زائله ولن يكون لك في الاخرة نصيب يُسعدك وجنة تنعم بها
والله اعلم
ارجو الله ان نكون جميعاً من اتباع النموذج الاول
حلال + صواب + مسموح > جنة الدنيا والاخره
بإذن الله سبحانه وتعالى