احرف الجزم
يَجزم الفعلَ المضارع ضربان: أحدهما يجزم فعلاً مضارعاً واحداً، والآخر يجزم فعلين مضارعين
فما يجزم فعلاً واحداً، أربعة أحرف، دونكها في أمثلة
لَم ومن خصائصه أنه يقلب زمن المضارع إلى ماضٍ. نحو لم نسافِرْ أي: لم نسافر في الماضي.
لَمّا ومن خصائصه أنه ينفي حدوث الفعل من الزمن الماضي حتى لحظة التكلم
نحو عزَمْنا على السفر، ولمّا نسافرْ أي: ولم نسافر حتى الآن.
لام الأمر نحو:لِنُسافرْ، فمَن سافر تجدَّد
لا الناهية نحو: لا تسافرْ وحيداً، فالرفيق قبل الطريق
وما يجزم فعلَيْن عشر أدوات، دونكها في أمثلة
إنْ نحو إنْ تدرسْ تنجحْ. وهو حرف. وسائر الأدوات التالية أسماء، وهي-
مَنْ للعاقل نحو مَنْ يدرسْ ينجحْ
ما : لغير العاقل نحو ما تفعلْ مِن خير، تنلْ جزاءَه
مهما: لغير العاقل نحو: مهما تَكتُمْ خلائقَكَ تُعْلَمْ]
متى للزمان، نحو متى تزرْنا نُكرمْك وقد تلحقها ما الزائدة متى ما تزرْنا نكرمْك .
أيّان للزمان، نحو أيّان يَصُنْكَ القانون تُصَنْ . وقد تلحقها ما الزائدة: أيان ما يصنْك القانون تُصَنْ.
أين : للمكان، نحو: أين تجلسْ أجلسْ . وقد تلحقها (ما) الزائدة: أينما تجلسْ أجلسْ
أنّى للمكان، نحو: أنّى تُقِمْ نَزُرْك.
حيثما للمكان، نحو: حيثما تستقمْ تُحْتَرَمْ
أيّ اسم مبهم معرَب، نحوأيَّ كتابٍ تقرأْ يُفِدْكَ]. وقد تلحقها
ما الزائدة أيَّما كتابٍ تقرأْ يُفِدْكَ وتمتاز من الأدوات الأخرى، بمزيتين، إليكهما:
لا بدّ بعدها من مضاف إليه ظاهر، نحو:أيَّ كتابٍ تقرأْ يُفِدْكَ،
أو مقدَّر، نحو: كتابَ أيٍّ ... تقرأْ يفدْكَ أي: كتاب أيِّ مؤلِّفٍ...
تأتي مرفوعةً ومنصوبة ومجرورة، على حسب موقعها من الكلام.
الجزم بالطلب
يُجزم الفعل المضارع، إذا جاء مسبَّباً عن طلبٍ قبله، نحو ادرسْ تنجحْ فالفعل تنجحْ
إنما جُزم، لأنه مسبب عن طلبٍ قبله
هو ادرسْ فإن لم يكن كذلك لم يكن جزم، ومنه قوله تعالى ولا تَمْنُنْ تستكثرُ
أحكام
تذكير بقاعدة كليّة: ما يُعلَم يجوز حذفه، ومنه قول الشاعر:
فطلِّقْها، فلست لها بكفءٍ وإلاّ... يعلُ مفرقَكَ الحسامُ
أي: وإلاّ تطلِّقْها يعلُ. فحَذَفَ فعل الشرط، للعلم به.
ومنه قولهم: مَن أكرمك فأكرمه، ومَن لا فلا !! أي: ومن لا يُكرمْك فلا تُكرمْه. وفيه حذْفُ الشرط والجواب معاً، وقد دلّ السياق على ما حُذِف.
قد يتقدَّم جواب الشرط على الشرط والأداة. نحو: أنت ظالم إن فعلت والكلام قبل تقدُّم الجواب إن فعلت فأنت ظالم
إذا اجتمع شرط وقسم، فالجواب للأول منهما، نحو: والله - إن نجحتَ - لأكافئنّك وإن تسافرْ - والله -
أسافر. فإن تقدّم عليهما ما يحتاج إلى خبر، جاز أن تجعل الجواب لأيهما شئت. تقول خالدٌ والله
إن يجتهد - لينجحنَّ وخالدٌ - والله - إن يجتهد ينجحْ
تبيين: بين مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة خلاف في تقدُّم الفاعل على فعله. ففي نحو خالدٌ سافر ، تقول الكوفة: يجوز
أن يتقدم الفاعل على فعله. فيكون خالدٌ: فاعل سافر . والبصرة تقول:بل خالدٌ : مبتدأ، وفاعلُ [سافر] ضمير مستتر تقديره
هو يعود إلى خالد وجملة: سافر خبر خالد.
وبناءً على ما قدّمنا مِن اختلافهم، يكون لكلمة الضيوف من قولك: إنِ الضيوفُ حضروا فاستقبلْهم إعرابان:
فبناءً على رأي الكوفة:
الضيوف فاعلٌ لفعلِ حَضَر والواو علامة جمع. شأنها كشأن التاء مِن: زينبُ سافرتْ فإنها علامة تأنيث.
وبناءً على رأي البصرة:
الضيوف فاعل لفعلٍ محذوف، يفسّره الفعل المذكور، أي حضر والتقدير: إنْ حضر الضيوف حضروا فاستقبلهم
ملاحظة: نكرر هنا ما قلناه في الحاشية قبل بضعة أسطر من أن العرب قالت: إنِ الضيوف حضروا فاستقبلهم
واختلاف المدرستين في إعراب هذا التركيب، لا يغيّر منه شيئاً!!