مملكة بلجيكا
الــعـــــاصــــــمـــــة: بروكسل
المساحة (كلم مربع) : 30510
عدد السكان (نسمة) : 10258762
الــــمــــوقــــــــــع : تقع في شمال غرب أوروبا ويحدها فرنسا غرباً وجنوباً، ولوكسمبورغ من الجنوب الشرقي، ألمانيا شرقاً، هولندا شمالاً
أهــــــــــم الجــبـال: مرتفعات آردينيس
أهـــــــــم الأنـهـار : شيلد، ميوس، سامبر
المـــــــــــنـــــــــاخ: مناخها بارد شتاء ومع ذلك فهي أدفأ أجزاء أوروبا بسبب هطول الأمطار المصحوبة بتيارات بحرية دافئة وفي الصيف معتدل وجميل مع هطول الأمطار
المـــوارد الطبيـعـية : الفحم، غاز طبيعي
شـــــــكــــل الحكم : بلجيكا مملكة اتحادية دستورية متعددة الأحزاب، والبرلمان من مجلسين، وهي عضو بالاتحاد الاوروبي
الــــــلــــــغــــــــــة : الهولندية 58%, الفرنسية 32%, الألمانية 10%
الديــــــــــــــانـــــة : روم كاثوليك، بروتستانت
*****************************************
نبذة تاريخية
في عام 250 ق.م قدمت من ناحية الضفة اليمنى لنهر الراين خمس قبائل من شعوب السلط وأقامت في البلاد، وهي متفرعة من قبائل «البلج» أو «البلك» أو «الفولك». وفي العام 57 ق.م. غزا يوليوس قيصر بلاد الغول والبلجيك الواقعة بين نهري السين والرين، واضطر إلى مقاتلة قبائل البلجيك لمدة خمسة أعوام، وكان أشهر زعماء هذه القبائل بأساً زعيم يدعى أمبيوركس. وكتب القيصر الروماني يوليوس يقول في معرض كلامه عن حروبه ضد السلط: «البلجيكيون هم الأكثر شجاعة بين هذه القبائل». وقد بقيت هذه القبائل خاضعة للسلطات الرومانية نحو 500 عام.
مع أفول نجم الإمبراطورية الرومانية، سادت الفوضى أنحاء بلاد هذه القبائل قبل أن يضمها شارلمان إلى إمبراطورية الغرب. وفي بداية القرن التاسع أخذ شارلمان يشجع نمو المدن وحركة التجارة التي كانت قد بدأت تزدهر أيام الرومان.
في عام (1519م ـ 1715م) وقعت البلاد تحت السيطرة الإسبانية وفي عام (1715م ـ 1794م) تحت السيطرة النمساوية وفي عام (1794م ـ 1815م) تحت السيطرة الفرنسية. وعلى أثر هزيمة نابوليون في واترلو في جنوبي بروكسل عام 1815م ضمت بلجيكا إلى هولندا بموجب معاهدة باريس.
في في أيلول عام 1830م اندلعت ثورة في بروكسل اضطرت الجيش الهولندي الى الإنسحاب من البلاد ما عدا أنفرس.
في هذا السياق أضحىالبلجيكيون في وضع يسمح لهم لا ذاتياً ولا موضوعياً في اختيار نظامهم السياسي أو مليكهم. ففرض عليهم مؤتمر لندن (1830م) ملكية دستورية وملكاً يكون مقبولاً من الدول المجاورة: وهو ضابط روسي سابق وزوج وريثة عرش إنكلترا، هو ليوبولد دو ساكس كوربورغ غوتا الذي تربع على العرش باسم ليوبولد الأول. خلف ليوبولد الثاني ليوبولد الأول في عام 1865م. وأهم إنجاز في عهده أنه لجأ عام 1885م إلى تمويل إكتشاف الكونغو واستعماره. وفي عام 1908م إقترح ليوبولد الثاني إعتبار «دولة الكونغو الحرة» مستعمرة بلجيكية. حصلت هذه الدولة على استقلالها عام 1960م وأصبحت «جمهورية كونغو كينشاسا الديمقراطية» ثم بدّلت إسمها فأصبحت زائير. وزائير اليوم ترتبط بعلاقات تجارية ومالية وثيقة مع بلجيكا.
في الأيام الأولى من الحرب العالمية الأولى رغم حياد بلجيكا المعترف به دولياً منذ عام 1839م غزا الإلمان البلاد وكان الجيش البلجيكي مستعداً لمثل هذا الإحتمال فقاتل ببطولة وواصل قتال الألمان داخل الأراضي الفرنسية بعد أن اضطر إلى التراجع عن بلاده. وبعد انتهاء الحرب، أعاد البلجيكيون تعمير بلادهم واستمر ألبير الأول ملكاً عليهم.
وفي عام 1937م رفض الملك ليوبولد الثالث (ابن الملك ألبير) التحالف مع إنكلترا وفرنسا وأعلن حياد بلاده. وهذا الحياد هو الذي أكسبه إعتراف هتلر نفسه به. ومع ذلك إجتاح النازيون بلجيكا في 10 آب عام 1940م ورفض ليوبولد الثالث نصيحة وزرائه بترك البلاد وتشكيل حكومة منفى وفضل البقاء واعتبار نفسه سجين الإلمان المحتلين. في حين تابعت حكومته نشاطها من لندن. وقد تمكنت المقاومة البلجيكية أن تقدم دعماً مهماً للجيوش الإنكليزية والأمريكية التي تسنى لها تحرير بلجيكا في أيلول عام 1944م. ولم يلق الملك ليوبولد الثالث التأييد الكافي من مواطنيه، فاضطر إلى التخلي عن العرش لمصلحة ابنه بودوان الأول عام 1951م.
قامت بلجيكا بدور فعَّال في عدة أمور منها حث دول السوق الأوروبية المشتركة على إيجاد وسائل جديدة تصبح معها أوروبا الغربية اتحاداً سياسياً حقيقياً. وقد اعطت هذه المحاولات ثمارها عام 1976م عندما قررت المجموعة الأوروبية إجراء إنتخابات شاملة لانتخاب برلمان أوروبي. أما سياستها الأطلسية فقد تمثلت في انتقال مركز الحلف الأطلسي إلى بروكسل على أثر انسحاب فرنسا من برنامجه العسكري. وكذلك قامت بدور أساسي في إنقاذ الرئيس الزائيري موبوتو عندما تدخلت عسكرياً في زائير. وفي انتخابات 1968م ضمنت الحكومة برئاسة إيسكنت تأييد المعارضة له في مشروعه القاضي بإعادة النظر في الدستور الذي بات منذ نهاية 1970م يعترف بوجود ثلاث مجموعات ثقافية: النيرلندية(الهولندية)، الفرنسية، الإلمانية، وثلاث مناطق: الفلامندية، الوالونية، والبروكسلية، مع إقامة مجالس خاصة اقتصادية لهذه المناطق. وجاءت الحكومة الثانية التي شكلها في أيار 1977م لتزيد من الإجراءات غير المركزية بين هذه المناطق حتى بات بمقدور كل منطقة التشريع في مسائل داخلية (حفظ البيئة والطبيعة، التوسع الإقتصادي، الوظيفة، الصحة العامة)، قدم تندمنس استقالته في 11 تشرين الأول عام 1978م.
في نيسان 1979م برئاسة مارتنس تم التوصل إلى اتفاق يجعل من بلجيكا تدريجياً، دولة نصف فدرالية. لكن في أوائل 1979م عادت الأزمة حيث أن الحزب الإجتماعي المسيحي الفلامندي رفض التسوية الإقليمية فعمد رئيس الحكومة في كانون الثاني عام 1980م إلى تسوية أخرى بتأجيل البحث في مسألة بروكسل وبعد انعقاد مؤتمر موحد للأحزاب السياسية (23 كانون الثاني 1980م)، خرجت الأزمة من مأزقها، وعين الملك بودوان ثلاثة وزراء جدد (إشتراكيان، واجتماعي مسيحي واحد). وبعد أقل من أربعة أشهر إضطرت الحكومة الى تقديم استقالتها. وعاد مارتنس وشكل حكومته الثالثة. وفي آب من السنة نفسها اقترع البرلمان على القانون الذي يمنح نظام الحكم الذاتي لمنطقة الفلامندر ومنطقة والونيا وترك مشكلة بروكسل معلقه. وفي تشرين الأول عام 1980 شكل مارتنس حكومته الرابعة بعد أن اضطره الليبراليون على تقديم استقالته. وفي نيسان 1981، قدم مارتنس إستقالته إثر عودة الأزمة الحكومية، وكلف الملك وزير المالية السابق، مارك إيسكنس تشكيل الحكومة.
لكن إيسكنس قدَّم استقالته في أيلول وكلف الملك زعيم الليبراليين الفلامنديين ويلي دوكليرك تشكيل الحكومة فاضطر هذا للإعتذار بعد ستة أيام. فكلف نوتومب ويلفريد مارتنس.
في تموز عام 1985 قدم مارتنس إستقالته ولكن الملك رفض قبولها.
ثم عاد واستقال في تشرين الأول عام 1987م. وفي 13 كانون الأول عام 1987م جرت إنتخابات عامة أسفرت عن فوز الإشتراكيين وتبعتها أزمة حكومية طويلة.
وفي 9 أيار عام 1988م تمكن مارتنس من تأليف حكومته.
وفي 30 تموز تمت المصادقة على مشروع قانون يجيز نقل سلسلة من الصلاحيات المركزية إلى السلطات الإقليمية والمناطقية.
وفي 29 آذار عام 1990م قام مجلس النواب بالإقتراع على حق الإجهاض ولكن الملك بودان إستقال لرفضه تصديق هذا القانون.
في 4 نيسان أعاد البرلمان للملك كامل صلاحياته.
في 18 تموز عام 1991م تم اغتيال أندري كولز، نائب رئيس الوزراء السابق. في مدينة لييج.
في 31 آذار عام 1993م توفي الملك بودوان الأول في موتريل قرب غرناطة (جنوب إسبانيا) بعد إصابته بنوبة قلبية واعتلى العرش الأمير ألبير دولييج شقيق الملك بودوان.
في عام 1993 أدى التوتر السياسي المستمر بين الفليميين والولونيين، والذي كان السبب في انهيار العديد من الحكومات، أدى إلى صدور دستور فيدرالي جديد قسم بلجيكا إلى ثلاثة أقاليم يتمتع كل منها بالحكم الذاتي هي: فلاندوز، ووالونيا، وبروكسل، وأقر البرلمان إجراءات تهدف إلى نقل السلطة من الحكومة المركزية إلى هذه الأقاليم الثلاثة. وهكذا أصبحت بلجيكا دولة فيدرالية> وفي نفس العام توفي الملك بودوان وخلفه أخوه ألبرت الذي أصبح الملك ألبرت الثاني.
وفي الانتخابات العامة التي أجريت في مايو 1995م، أعيد انتخاب جان لوك دهين رئيسًا للوزراء. وكان جان لوك قد فاز في انتخابات عام 1991م. وفي مايو 1999م، أدى الإعلان عن تلوث العلف الحيواني بمادة الديوكسين المسببة للسرطان إلى انهيار الحكومة. وقد تم حظر بيع البيض والدجاج واللحوم في بلجيكا والدول المستوردة للمنتجات البلجيكية. شكل جي فيرهوفستادت زعيم الحزب الليبرالي حكومة إئتلافية ضمت حزب الخضر والأحزاب الاشتراكية، وأصبح رئيساً للوزراء في يوليو 1999م.
وفي العام 2003 أعيد انتخاب جي فيرهوفستادت لولاية ثانية مدتها أربع سنوات، وفي شهر أيار 2005 قرر البرلمان البلجيكي منح حكومة رئيس الوزراء جي فيرهوفستادت فرصة أخرى لحل أزمة سياسية قديمة طفت على سطح الاحداث أخيراً، وكان جي فيرهوفشتادت قد ألغى رحلة الى موسكو لحضور احتفالات بنهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا لمحاولة حل هذا النزاع المحلي الذي كان من الممكن أن يتسبب في اسقاط حكومته وتتعلق بالوضع السياسي والادراي لدائرة انتخابية قريبة من العاصمة بروكسل. وتتنازع على هذه الدائرة الأحزاب والحكومات المحلية في القسمين الرئيسيين في بلجيكا، الفلامنكي الناطق بلغة قريبة للهولندية، والقسم الوالوني الناطق بالفرنسية.
يذكر أن بلجيكا التي تطبق النظام الفيدرالي، مقسمة الى أقسام عدة، والقسم الأكبر هو الفلامنكي القريب من الحدود مع هولندا، ويليه القسم الوالوني القريب من الحدود الفرنسية، وقسم صغير جدا قريب من الحدود الألمانية. وتعتمد البلاد ثلاث حكومات محلية هي:حكومة الفلامنكيين وحكومة الوالونيين وحكومة بروكسل العاصمة.وفي كل قسم يوجد برلمان محلي، اضافة الى الحكومة الفيدرالية والبرلمان الفيدرالي، وتعتمد البلاد لغتين رسميتين، الفرنسية والفلامنكية.