السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :
دخل طفل على والده الذي أنهكه العمل، فمن الصباح الى المساء وهو يتابع مشاريعه ومقاوليه،
فليس عنده وقت للمكوث في البيت الا للأكل أو النوم.
الطفل : لماذا يا أبي لم تعد تلعب معي وتقول لي قصة فقد اشتقت لقصصك واللعب معك، فما
رأيك أن تلعب معي اليوم قليلا وتقول لي قصة ؟
الأب : يا ولدي أنا لم يعد عندي وقت للعب وضياع الوقت فعندي من الأعمال الشيء الكثير
ووقتي ثمين.
الطفل : أعطني فقط ساعة من وقتك فأنا مشتاق لك يا أبي.
الأب : يا ولدي الحبيب أنا أعمل وأكدح من أجلكم، والساعة التي تريدني أن أقضيها معك أستطيع
أن أكسب فيها ما لا يقل عن 10000 دينار، فليس لدي وقت لأضيعه معك هيا اذهب والعب
مع أمك.
تمضي الأيام ويزداد انشغال الأب وفي احدى الأيام يرى الطفل باب المكتب مفتوح فيدخل على
أبيه.
الطفل : أعطني يا أبي 100 دينار.
الأب : لماذا ؟ فأنا أعطيك كل يوم الفسحة 100 دينار ماذا تصنع بها ؟ هيا أغرب عن وجهي لن
أعطيك الآن شيئا.
يذهب الابن وهو حزين، ويجلس الأب يفكر في ما فعله مع ابنه، ويقرر أن يذهب الى غرفته لكي
يراضيه ويعطيه 100 دينار.
فرح الطفل بهذه الريالات فرحا عظيما حيث توجه الى سريره ورفع وسادته وجمع النقود التي
تحتها وبدأ يرتبها !
عندها تساءل الأب في دهشة قائلا : كيف تسألني وعندك هذه النقود ؟
الطفل : كنت أجمع ما تعطيني للفسحة، ولم يبق الا 100 دينار لتكتمل 1000 دينار والآن خذ
يا أبي هذه المائة ريال وأعطني ساعة من وقتك !!
{المال و البنون زينة الحياة الدنيا }...لا تلهيك شهوات الدنيا عن سعادتك ، و لا تظنن أن أموال
الدنيا تسعدك و تجعل تعيش في راحة البال و الهناء ، تمتع بما أعطاك الله و الأبناء أغلى ما في
الدنيا فلا تلهث وراء الكماليات على حساب أبنائك ....اللهم غفرانك ...
هــمــ الحنين ــس