السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :
دعا فأر من الريف صديقا له يعيش في المدينة لطعام العشاء ،وعندما حضر قدم له فأر الريف
الطعام والذي كان يتألف من الشعير ، والقمح فقط .
فقال فأر المدينة لصديقه : دعني أقول لك شيئا وبرجاء أن لا تغضب ، أنت تعيش يا صديقي مثل
النملة ، أما نحن في المدينة فلدينا وفرة في الطعام من الاشياء الطيبة ، ولو أنك قبلت دعوتي
بزيارة المدينة فسوف تشارك فيها .
وفي الحال سافر الاثنان الى المدينة ، وعندما قدم له صديقه البازلا ، والفول ، والخبز ، والبلح
، والعسل ، والجبن ، والفاكهه أصيب فأر الريف بالذهول ، وهنأ زميله من صميم قلبه ولعن
حظه العاثر ! وكانا على وشك البدء في تناول وجبة الطعام الشهية عندما انفتح الباب فجأة ودخل
شخص ، قفزت هذه المخلوقات الجبانه مرتاعة من الصوت وفرّت مذعورة الى الشقوق .
وعندما عادت وحاولت أن تتناول بعضا من التين الناشف ، رأت شخصا آخر يدخل الغرفة ليجلب
شيئا ، ومرة أخرى فقفزت الى الاختباء في الجحور . عند اذ قال فأر الريف : انه لا يبالي ان
مات جوعا. { وداعا يا صديقي هنيئا لك أن تأكل وتشبع بطعامك ، لكن ذلك يكلفك كثيرا لأنك
تعيش دائما في رعب ، وعلى حافة الخطر ! أما أنا فأفضل أن أتناول وجباتي الفقيرة من القمح
والشعير بلا خوف ولا احساس بالخطر ) .
الحياة البسيطة التي يسودها الهدوء والسلام أفضل من الحياة المليئة بالنعيم والترف ، ولكن يعذبها
الخوف والقلق .
هــمــ الحنين ـــس