بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من اتبع الهدى وخشي عواقب الردى وأطاع الله سبحانه و تعالى :
ان الكثيرين عندهم مشكلة بالنسبة الى صلاة الفجر، ولعل قل من يوفق لأداء فريضة الفجر طوال
السنة، وخاصة في أولِ الوقت.. فالبعض عندما يستيقظ صباحا وقد طلعت الشمس، فانه لا يجد
في نفسه أية مشكلة، ويتمسك بالحديث المعروف، أو القاعدة المعروفة: ان الانسان النائم لا تكليف
عليه.. والحال أن من أدنى واجبات الانسان عندما تفوته فريضة الصبح، أن يعيش حالة من
حالات الهم والغم.
فمثلا، انسان عنده موعد في دولة أخرى، وصفقة تجارية مربحة، هي صفقة العمر.. فيذهب الى
المطار متأخرا، واذا بالطائرة قد ذهبت.. فهل يرجع هذا الانسان الى منزله وهو لا مبالي؟!.. أو
يرجع وهو حزين، وقد يبكي، وقد يلطم على رأسه، أنه كيف فاتتني هذه الفرصة؟!.. وكذلك فان
الصلاة هي عبارة عن صفقة مع رب العالمين: فكل فريضة هي صفقة، وكل ركعة صفقة.. فعلى
الانسان المؤمن أن يكون حساسا في هذه القضية.
ان هنالك عدة توصيات في هذا المجال، وهي العمل لما يوجب اليقظة.. فالذي ينام قبيل الفجر
بساعة أو ساعتين، وهو في قمة الارهاق، من الطبيعي أن تفوته الفريضة.. فمن يخاف على نفسه
ذلك عليه بابتاع ما يلي:
أولا: أن يبادر الى النوم المبكر.
ثانيا: تخفيف طعام العشاء.
ثالثا: قراءة آخر سورة الكهف.
رابعا: استعمال الأدوات المنبهة.. فالبعض يستخدام عدة منبهات كوضع منبه عند السرير ومنبه
آخر بعيدا مما يضطره للقيام حتى يطفئه.
فاذا قام الانسان بهذه الأمور، ولقن النفس تلقينا مباشرا ومؤثرا، هذه المقدمات التي توجب
اليقظة.. ثم استيقظ بعد طلوع الشمس نادما، فانه من المناسب المبادرة الى القضاء.. فالانسان
عندما يستيقظ، ويصلي صلاة الفجر مباشرة، فانه متشبه بالذين أدوا الفريضة في وقتها.. وعلى
كل يقضي ذلك اليوم بشكل قريب من الفريضة الواجبة.
فاذا فاتتك صلاة الصبح، وأردت أن تقضي، فليكن القضاء خيرا من الأداء.. فأنت عندما تؤدي
صلاة الصبح، تؤديها وأنت متناعس متثاقل في أول الوقت.. وأما عندما تريد أن تقضي فحاول أن
تتقن القضاء: بأذان واقامة، وتوجه وتركيز، واطالة في القنوت والسجود.. فلعل هذه الصلاة
القضائية أبلغ عند الله عز وجل من صلاة الأداء، مع اكتنافها بجو من الندامة، والانابة الى الله
عز وجل.
ومن لديه حلول أخرى فليشاركنا بها ....
جعلنا الله من المصلين ، والمحافظين عليها ، اللهم آآآآآمين .
هــمــ الحنين ــس