بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية القراءة :
القراءة هي الصلة بين الانسان وبين المعارف والعلوم قديمها وحديثها ، وهي الوسيلة الأساسية في
ملء الفراغ ، وهي أهم وسيلة لنقل المعلومات ،و أهم الوسائل لتحصيل العلم الشرعي ، وتقرأ
لتعرف مؤامرة أعداء الاسلام وشبهات الضالين ، وتقرأ لتشغل نفسك عن الباطل ، لأن النفس ان
لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، وهي وسيلة للترويح والتسلية ، ووسيلة للاستفادة من أخطاء
الآخرين ،القراءة وسيلة تربوية ، فالقارئ محبوب عند الناس ومحل ثقتهم ، كثرة الكتب والقراءة
المنوعة تنتج لنا انسانا مثقفا ،وتقرأ لتكون لديك قدرة على التحليل وابداء الرأي ...
مزايا الكتاب :
الكتاب جار بار ومعلم خاضع ورفيق مطاوع لا يعصيك أبدا … هل رأيت معلما يخضع للتلميذ ؟
كذلك الكتاب يخضع للقارئ ، وهو يجمع الحكم الحسنة والعقول الناضجة وأخبار القرون الماضية
والبلاد المترامية و يقوي العزيمة ويؤنس الوحشة … يفيد ويعطي ولا يأخذ ..والكتب لا تعرف
الفواصل الزمانية ولا المكانية ولا الحدود الجغرافية .. يستطيع القارئ أن يعيش في كل العصور
وفي كل الممالك والأقطار … قال الجاحظ في الكتاب : " نعم الجليس والعدة ، ونعم الأنيس
لساعة الوحدة ، ونعم المعرفة في بلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل ، ان
شئت ضحكت من نوادره ، وان شئت أشجتك مواعظه ، يجمع لك الأول والآخر والخفي والظاهر
، ينطق عن الموتى ، ويترجم عن الأحياء ، أكتم للسر من صاحب السر ، وأحفظ للوديعة من
أرباب الوديعة ، لا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ، ولا يحتال عليك بالكذب ، والكتاب هو
الذي ان نظرت فيه أطال امتاعك وشجن طباعك ، وبسط لسانك ، وفخم ألفاظك ، وعرفت به في
شهر ما لا تعرفه من أقوال الرجال في دهر ، والكتاب هو الذي يطيعك بالليل والنهار ، ويطيعك
في السفر كطاعته في الحضر ، ولا يحتمل بالنوم ، ولا يعتريه كلل السفر " وقال العقاد : " انما
أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا ، وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في
ضميري من بواعث الحركة … والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في
مدى عمر الانسان الواحد .. لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وان كانت لا تعطيها بمقدار
الحساب "
حب العلماء للكتب والقراءة قديما :
قال الحسن اللؤلؤي : " لقد عبرت عاما ما قمت ولا نمت الا والكتاب على صدري "
كان الزهري رحمه الله : قد جمع من الكتب شيئا عظيما ، وكان يلازمها ملازمة شديدة ، حتى ان
زوجته قالت : والله ان هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر "
وقيل لبعضهم : من يؤنسك : فضرب بيده على كتبه ، وقال : هذه ، فقيل من الناس … قال :
الذين فيها "
وقال ابن القيم رحمه الله : وأعرف من أصابه مرض من صداع وحمى ، وكان الكتاب عند رأسه
، فاذا وجد افاقة قرأ فيه ، فاذا غلب عليه وضعه ، وكان الخطيب البغدادي يمشي وفي يده جزء
يطالعه ، وكان أبوبكر النحوي يدرس في أوقاته كلها حتى في طريقه … وكان ربما سقط في
جرف أو خبطته دابة ، ويقال ان الجاحظ لم يقع في يده كتاب قط الا استوفى قراءته ، حتى انه
كان يكتري دكاكين الكتابين ويبيت فيها للمطالعة .
وقال أبو العباس المبرد : وأما اسماعيل ابن اسحاق .. فاني ما دخلت عليه الا وفي يده كتاب
ينظر فيه ، أو يقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه ، وكان بعضهم ينام والدفاتر حول فراشه ينظر
فيها متى انتبه من نومه وقبل أن ينام .
قال ابن الجوزي : " واني أخبر عن حالي ما أشبع من مطالعة الكتب ، واذا رأيت كتابا لم أره
فكأني وقعت على كنز … ثم يقول : ولو قلت اني طالعته عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعده
في الطلب .
وقال بعضهم : اذا استحسنت الكتاب واستجدته ورجوت منه الفائدة ورأيت ذلك فيه فلو تراني وأنا
ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من أوراقي مخافة استنفاده، واشترى الفيروزبادي بخمسين ألف
مثقال ذهبا كتبا ، وكان لا يسافر الا ومعه أحمال منها ينظر فيه كل ما نزل في سفره .
وكان الامام أبو داود صاحب السنن له كم واسع وكم ضيق … وقيل له ما هذا ؟ فقال الواسع
للكتب والآخر لا يحتاج اليه ،وكان عند بعضهم خزانة كتب ليس فيها كتاب الا وله ثلاث نسخ .
حب القراءة والكتب عند العلماء حديثا :
هذا شيخ الألباني رحمه الله يمكث على السلم الساعات الطوال في المكتبة الظاهرية ، وهو يطلع
على الكتب ويذهب موظفي المكتبة وهو لا يزال في غرفته يقرأ .
وقال الشيخ علي الطنطاوي : تبلغ مدة قراءتي عشرة ساعات يوميا .
وهذا الشيخ الشنقيطي : يحترق بيته ويمتلئ بالدخان وهو لا يزال يقرأ لا يعلم ما يحدث في بيته .
وآخر يحذره الأطباء من القراءة لضررها الشديد على عينه ، ويواصل القراءة رغم تحذيراتهم
له .
وآخر يقول : اذا لم أقرأ في اليوم أكثر من مائة صفحة يصيبني صداع .
وآخر يقول : أشعر بنقص في حياتي اليومية .
القراءة عند الغرب وقيمة الكتب عندهم :
قال أحدهم : الكتب مفاتيح خزائن الحكمة .
وقال آخر : اذا كان الكتاب جديرا بالقراءة فانه جدير بأن يشترى .
وقال آخر : الكتب هي ثروة العالم المخزونة والارث المناسب للأجيال والأمم .
وقال آخر : عندما نجمع الكتب فاننا نجمع السعادة .
وقال آخر : المطالعة بالنسبة الى العقل كالرياضة بالنسبة للجسم .
وقال آخر : لا أحد يمكن أن يقرأ بفائدة ما لم يستطع أن يقرأ بمتعة .
وقال آخر : انه من الأفضل لك أن تزخر مكتبتك بالكتب من أن تملئ محفظتك بالنقود.
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا ، اللهم آآآآآآمين .
هــمــ الحنين ـــس