يعد الجبس من الخامات الأرضية الشائعة ،
وهو من أكثر معادن الكبريتات انتشارا في الطبيعة كمعدن أو كصخر رسوبي ،
ويتواجد عادة مع الحجر الجيري والدولوميت والطين ، كما أنة يتداخل مع معدن
الأنهيدريت ـ كبريتات الكالسيوم اللامائية ـ ويكون لونه عادة أبيض أو رمادي
، وفى بعض الأحيان مائلا إلى الاحمرار، ويوجد الجبس في الطبيعة إما على
سطح الأرض أو على أعماق متفاوتة قد تصل إلى أكثر من 200متر .
الاسم الكيميائي للجبس : كبريتات الكالسيوم المائية
الصيغة الكيميائية : CaSO4.2H2O
مكونات كبريتات الكالسيوم المائية
تحتوي كبريتات الكالسيوم المائية على :79.1% من كبريتات الكالسيوم و 20.9% ماء بالوزن .
ويحتوي خام الجبس عادة على شوائب من أهمها السيليكا أو الرمل (SiO2) ، وكربونات الكالسيوم (CaCO3) .
تاريخ الجبس ووجوده في الطبيعة
يعود
استخدام الجبس في البناء إلى العصور القديمة في مصر وروما ، أي إلى أكثر
من 6000 سنة قبل الميلاد ، وتعد الأهرامات أكبر شاهد على ذلك .
وللدلالة
على الأهمية التي كان يتمتع بها الجبس في عهد الرومان فقد صدرت تشريعات
خاصة تحتم على أصحاب المباني تلييس الجدران بمادة الجبس المقاومة للحريق ،
وذلك تلافيا لانتشارالحرائق ، وهذا يدل على أن الأقدمين عرفوا الخواص التي
يتمتع بها الجبس وخاصة مقاومة الحريق ، كما يعرفها و يدركها المختصون
والمهتمون بمواد البناء في عصرنا الحاضر .
ومن المعلوم أن مدينة باريس
تقوم على مساحات شاسعة من خامات الجبس ذات اللون الأبيض ، وقد عرف
الفرنسيون منذ القدم طريقة استخراج هذه الخامات و تصنيعها واستعمالها في
تلييس الجدران وأطلق عليها اسم جص باريس ( plaster of paris) ، ولا يزال
يعرف الجبس عالميا بهذا الاسم .
كانت طرق تصنيع الجبس قديما بدائية ،
حيث تحرق الخامات في أفران مفتوحة وبدون ضبط لدرجات الحرارة ، مما كان ينتج
عنة جبس قليل الجودة الأمر الذي قلل من انتشار إستخدامه ، ومع التقدم
العلمي والتقني أكُتشفت في أواخر القرن التاسع عشر طرقاً جديدة لتصنيع
الجبس ، حيث بدأ الجبس عهداً تجارياً جديداً و انتشر بسرعة في جميع أنحاء
العالم ، وأصبحت صناعته من الصناعات الرئيسة في العالم .
يصنف الجبس حسب طريقة تكوينه إلى نوعين هما :
الجبس الطبيعي
يوجد
الجبس الطبيعي في تكوينات مع الصخر الملحي (Halite) علي هيئة رواسب سميكة
واسعة الامتداد على شكل أجسام عدسية ـ بلورات أحادية طويلة ذات شكل منشوري ـ
أو أجسام مسطحة أو كتل ليفية تتطابق مع الحجر الجيري أو الطفل أو الحجر
الرملي أو الطين على امتداد العمود الجيولوجي ، خصوصاً في البيئات
الجيولوجية المنخفضة .
عوامل ترسيب الجبس الطبيعي : تتطلب عملية ترسيب الجبس ضمن تكوينات الصخور الملحية عدة عوامل هي:ـ
* وجود ذراع محدود من بحر ، أو بحيرة ، أو حوض مائي .
* تبخر مياه ضحلة في بيئة جافة .
* إعادة حقن الحوض بالماء .
* إنخساف أو غوص متدرج لقاع الحوض .
* ترسب الأنهيدريت (CaSO4) أولاً من المحاليل المشبعة من جراء عملية التبخر .
ونتيجة
لعمليات التجوية والتميؤ يتكون الجبس الذي يتواجد دائماً فوق الأنهيدريت
في التتابع الصخري ويدل على ذلك وجود بقايا متآكلة من بلورات الأنهيدريت ،
كما أن التشققات الموجودة في الأنهيدريت تكون معبأة بالجبس .
أنواع الجبس الطبيعي
يتشكل
الجبس الطبيعي على هيئة ثلاثة أنواع هي كبريتات كالسيوم مائية
(CaSO4.2H2O) ، و كبريتات كالسيوم نصف مائية (CaSO4.1/2H2O) ، و كبريتات
كالسيوم لا مائية (CaSO4) .
صور الجبس في الطبيعة : يوجد خام الجبس في الطبيعة في عدة أشكال أهمها :
جبسيت (Gypsite) وهو راسب أرضي دقيق الحبيبات غيرنقي ومصحوب بالطين والرمل أو بالطبقات الحمراء .
سيلينايت (Selenite) و يعد أجود أنواع الجبس وهو عبارة عن بلورات أحادية شفافة كاملة و متشققة .
المرمر (Alabaster ) وهو عبارة عن كتل دقيقة الحبيبات يتهافت عليها النحاتون لسهولة قطعها وتشكيلها , حيث ينحت على شكل أوانِ للأزهار أو الزخارف .
جبس صخري ( Rocky Gypsum) وهو نوع متماسك قشري أو محبب وعادة ما يكون غيرنقي .
ألياف متوازية (Satinspar ) وهي عبارة عن جبس كثير التشقق , يوجد على هيئة ألياف متنوعة تتميز بلمعة حريرية .