زلزال اليابان يزلزل صناعة السيارات العالمية
خاص – الموتورنيوز: فيما تتوقف حركة الإنتاج في معظم مصانع السيارات اليابانية خلال هذا الأسبوع بسبب الزلزال الهائل الذي ضرب شمال البلاد، تراقب مصانع السيارات العالمية وبحذر تداعيات الأمور، فهناك ترابط شديد بين أركان هذه الصناعة في كافة أنحاء العالم عبر شبكات الموردين للمكونات والقطع التي تدخل في صنع السيارات، وهذا سيجعل من التأثير عالميا ولربما أسوأ مما هو متوقع.
فمعظم مصانع السيارات في العالم تحصل من اليابان على رقائق الذاكرة والبطاريات لسيارات الدفع الهجين التي تنتجها، والعديد منها تعتمد على مكونات تصنع في اليابان لتشغيل الأنظمة الإلكترونية والكهربائية وأنظمة التحكم والقياس والفرملة وغيرها الكثير من المكونات الحيوية لصنع السيارات.
وتجد مصانع السيارات حول العالم صعوبة بالغة في التواصل مع المصانع اليابانية الموردة للقطع بسبب الأضرار الجسيمة التي أصابت البنية التحتية لليابان وعرقلت وسائل الاتصال والنقل والكهرباء.
وهناك اعتماد عالمي كبير على شركات سانيو وتوشيبا وNEC وباناسونيك في صنع حزم البطاريات لسيارات الدفع الهجين التي تتزايد حصتها السوقية العالمية وباتت تمثل مستقبلا واعدا وحيويا لصناعة السيارات.
وتؤكد فورد وBMW والعديد من الشركات أنه من المبكر جدا معرفة حجم تأثير زلزال اليابان على صناعة السيارات العالمية، وتؤكد تلك المصانع أنها تعمل على تقييم الأوضاع وتحاول الاتصال بالشركات اليابانية التي تتعامل معها للتعرف على طبيعة الأضرار التي تعرضت لها ومدى تأثيرها على توفر القطع التي تحتاج إليها.
وما يزيد الأمر تعقيدا أن العديد من المكونات التي تدخل في صناعة السيارات العالمية يصعب الحصول عليها من موردين آخرين حول العالم، والعديد منها تشكل عناصر رئيسية في صنع السيارات.
ويقول أحد الخبراء أن المشكلة تكمن في عدم القدرة على تحديد حجم الأضرار التي أصابت الشركات اليابانية، وأن هذا قد يتطلب المزيد من الوقت.
وحتى المصانع التي لم تتعرض لأضرار ستجد صعوبة في تلبية احتياجات السوق العالمية بسبب حاجة اليابان إلى تقنين استهلاك الطاقة الكهربائية وكذلك بسبب توقف موانئ شحن رئيسية عن العمل.
وبغض النظر عن حجم القطع اليابانية المستخدمة في صناعة أي سيارة، فإن أي سيارة لا يمكن إنتاجها بدون توفر كامل قطعها حتى وإن كانت القطع الغير متوفرة تشكل 1 بالمائة من كامل قطع السيارة.
وقالت هوندا بأنها تواجه صعوبة بالغة في الاتصال بالشركات الموردة للقطع، ويقول تقرير لمؤسسة HIS لصناعة السيارات بأن لدى هوندا 113 شركة موردة للقطع تقع مصانعها ومقارها في المناطق المنكوبة، وأنها فقدت الاتصال بأكثر من 40 شركة من تلك الشركات.
ومن جهته تمنى كارلوس غصن الرئيس التنفيذي لـ نيسان أن تستأنف مصانع الشركة الإنتاج خلال يومين أو ثلاثة، ولكنه قال بأن عمليات الإنتاج يمكن أن تتوقف من جديد بسبب الدمار الكبير الذي تعرضت له بعض الشركات الموردة لقطع سيارات نيسان وإنفينيتي.
وما يزيد الأمر تعقيدا هو نقص إمدادات الكهرباء بسبب إغلاق العديد من المحطات النووية لتوليد الطاقة وكذلك لحدوث انفجارات في بعض منها. وهذا سيجعل من الصعب على الشركات الصانعة للقطع أن تستأنف نشاطها بشكل سريع أو حتى بطاقة كافية لتلبية احتياجات العملاء.
وقالت نيسان بأن سانيو توفر لها حزم البطاريات التي تحتاج إليها لسيارات الدفع الهجين، وأكدت أن عمليات تمويل البطاريات لم تتأثر حتى الآن ولكن سانيو تعمل على تقييم الوضع.
كما وتوفر سانيو المملوكة بنسبة 80 بالمائة لـ باناسونيك بطاريات معدن النيكل لسيارات الدفع الهجين التي تجمعها فورد في المكسيك.
وقالت شركة تكساس إنسترومنتس الأمريكية بأن عملياتها في اليابان تعطلت، وتتخصص هذه الشركة بصناعة رقائق الكمبيوتر وتوفرها لصناعة السيارات. وقد أكدت بأن مبيعاتها ستتأثر بشكل سلبي خلال أول ربعين من العام الحالي بسبب الزلزال.
وتعتبر اليابان مصدرا رئيسيا للمكونات الإلكترونية المستخدمة في السيارات، وهي المزود الأساسي لمكونات سيارات الدفع الهجين.
وقالت مجموعة هيل للأبحاث والمختصة بدراسة اقتصاديات قطاع صناعة السيارات بأن صناعة السيارات في الولايات المتحدة تعتمد بنسبة 14 بالمائة على قطع ومكونات تصنع في اليابان، وتوقعت أن تتعرض تويوتا ونيسان وهوندا لمشاكل كبيرة بسبب نقص القطع.
وهناك في صناعة السيارات ثلاث مستويات للشركات الصانعة والممولة للقطع هي: Tier-1 وهي الشركات التي تتعامل مع مصانع السيارات مباشرة وتوفر القطع المعقدة وفي بعض الأحيان تكون جزء من الشركة مثل شركة دينسو التابعة لـ تويوتا.
ثم Tier-2 وهي الشركات التي تتعامل بشكل مباشر مع شركات المستوى Tier-1 وتوفر القطع الأقل تعقيدا، ثم شركات المستوى Tier-3 وتوفر القطع البسيطة لشركات المستوى Tier-2.
ولا تتخوف صناعة السيارات من الشركات التي تندرج في المستوى Tier-1 فهي شركات عملاقة ولديها عمليات متكاملة ويمكنها أن تنهض على نحو سريع من الأضرار التي لحقت بها.
ولكن التخوف يأتي من شركات المستويين Tier-2 وTier-3، فهي غالبا ما تكون شركات صغيرة وستحتاج لفترة أطول لكي تتمكن من العودة إلى الإنتاج.
وأوقفت شركات السيارات اليابانية مصانعها عن العمل، وتشير غولدمان ساكس بأن تويوتا تخسر 72 مليون دولار عن كل يوم تتوقف فيه مصانعها عن العمل.
وقالت فولفو السويدية والمملوكة من شركة غيلي الصينية بأن إنتاجها لهذا الأسبوع لن يتأثر، ولكن الأسبوع القادم قد تتغير الصورة فهي تعتمد بحوالي 10 بالمائة من مكونات سياراتها على قطع تصنع في اليابان.
وواحدة من أكبر المشاكل التي يمكن أن تواجه تويوتا وإنفينيتي هو تعطل إنتاجهما، فهما بحاجة لإنتاج ما يكفي لتتمكنا من فرض حضورهما ضمن الفئة الفاخرة في السوق الصينية التي يهيمن عليها الألمان.
ويقول كلاوس بوار مدير شركة أبحاث مختصة في السيارات ومقرها الصين بأن العلامات اليابانية الفاخرة متأخرة جدا عن المنافسة في الصين، وما يزيد الأمر تعقيدا أنها لا تصنع أي من سياراتها في الصين.
ومؤكدا ستكون رينو الصانع الأوروبي الأكثر تضررا من الزلزال بسبب التشارك الكبير في المكونات والقطع بينها وبين نيسان. ولعل المعضلة الرئيسية هي أن لدى نيسان مصنع للمحركات في المنطقة المنكوبة يختص بتوفير 12 بالمائة من احتياجات مصانع سيارات نيسان حول العالم للمحركات.
إبراهيم عبدالله
************************************************** **
توقف الإنتاج في مصانع السيارات اليابانية بسبب الزلزال
خاص - الموتورنيوز: أعلنت مصانع السيارات اليابانية الكبرى وعلى رأسها تويوتا وهوندا ونيسان وسوبارو عن إيقاف كامل عمليات الإنتاج في اليابان بعد تعرض البلاد لزلزال مدمر بقوة 8.9 على مقياس ريختر وانجراف العديد من مدنها الساحلية تحت وطأة أمواج تسونامي العملاقة. وفيما استأنفت تويوتا بعضا من عمليات إنتاجها، فإن المحتمل هو أن يتعرض وكلاء السيارات اليابانية في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم لبعض من النقص في المخزون.
وكان الزلزال قد ضرب في الساعة 2:46 من مساء يوم الجمعة الماضي حسب توقيت مدينة سينداي الواقعة جهة الشمال من العاصمة طوكيو. وكان أقوى زلزال تشهده البلاد في 1,200 سنة، وكنتيجة لهزته المدمرة، تكونت أمواج تسونامي العملاقة وجرفت معها المدن الساحلية.
وكشفت مقاطع الفيديو المصورة عن مناظر مروعة وفيها حملت الأمواج السيارات والبيوت والسفن والطائرات وكأنها قطع صغيرة لا وزن لها وجرفتها نحو المدن الساحلية لتلحق أضرارا مدمرة وعلى مساحات شاسعة.
ولم يتوقف الأمر عند الزلزال والأمواج، بل وساهمت الهزات الارتدادية في إحداث المزيد من الدمار والخسائر المادية والبشرية.
تويوتا
ولمنطقة الخليج، ليس من المتوقع أن تتعرض صادرات تويوتا كامري وهي الأكثر شعبية بالمنطقة لنقص ذلك لأنها تصنع في أستراليا. ولكن الأمر مرتبط بالشركات الممولة لبعض المكونات في اليابان، وفيما إذا تعرضت بعض من تلك الشركة لأضرار نتيجة للزلزال.
وقد تتضرر شحنات تويوتا لاندكروزر وبرادو وسيارات لكزس ودايهاتسو إلى المنطقة. فالأمر ليس منوطا فقط بتشغيل مصانع السيارات لكامل خطوطها، بل قد يتعلق بالشركات الممولة للقطع وقدرتها على تزويد المكونات لكي تباشر تلك المصانع عملها.
وأعلنت تويوتا أمس السبت عن تعليق مؤقت لكافة عملياتها في مصانعها الـ12 في اليابان حتى يوم الاثنين للتأكد من سلامة موظفيها في أعقاب الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد يوم الجمعة.
ولدى تويوتا مصنعين لقطع الغيار في شمال اليابان وشركتين تابعتين وهما شركة كانتو أوتو ووركس وشركة سنترال موتورز وتساهمان في إنتاج سيارات تويوتا الصغيرة.
وقالت تويوتا بأنها تعمل على تقييم حالة مصانعها في الشمال وأنها تسعى للحصول على معلومات كافية عنها.
وهناك ضعف في الاتصالات بالمناطق الأكثر تضررا من الزلزال ومن طوفان تسونامي، وكنتيجة لذلك تجد الشركات صعوبة في الحصول على معلومات كاملة حول الأضرار وطبيعتها وإمكانية العودة إلى تشغيل العمليات مع ضمان سلامة العاملين.
وتويوتا واحدة من القليل من شركات السيارات التي تملك مصانع وعمليات كبيرة في شمال اليابان. وفي يناير الماضي افتتحت شركة سنترال موتورز التابعة لها مصنعا جديدا على بعد ساعة من ميناء سينداي بطاقة إنتاجية 120 ألف سيارة سنويا لإنتاج الصغيرة يارس لعمليات التصدير العالمية وبشكل خاص للولايات المتحدة.
أما الشركة الأخرى التابعة لها وهي كانتو أوتو ووركش فلديها عمليات في الشمال تعمل على إنتاج السيارات الصغيرة وتتضمن تويوتا يارس وسايون xB وسايون xD.
وقالت تويوتا بأنها ستتخذ قراراتها حول إعادة تشغيل الإنتاج بعد التحقق من توفر كل الظروف المناسبة سواء الخاصة بـ لوجستيات الإنتاج أو سلامة العاملين.
وقد استأنفت مصانع الإنتاج القريبة من مقر تويوتا الرئيسي في مدينة تويوتا الإنتاج بعد توقف قصير، ولم يتم التبليغ عن إصابات بينما تجري عمليات حصر الأضرار المادية للمصانع.
ولكن تويوتا أبلغت عن حدوث أضرار مادية لدى اثنتين من الشركات الموردة وهما شركة تويوتا بوشوكو وشركة دينسو.
قتيل في هوندا
وأغلقت هوندا اثنين من مصانعها مباشرة بعد وقوع الزلزال، ولكن مصنعها في سوزوكا وسط اليابان استأنف نشاطه من جديد بعد توقف قصير.
وظل مصنع ساياما الواقع إلى الشمال من طوكيو والقريب من البؤرة السطحية للزلزال مغلقا طوال يوم الجمعة، وينتج هذا المصنع العديد من السيارات التي تصدرها هوندا للأسواق العالمية وأهمها الصغيرة فيت، وأكورد صالون (النسخة المصغرة وهي غير مخصصة للشرق الأوسط التي تستورد أكورد الكبيرة من الولايات المتحدة)، والكروس أوفر CR-V إضافة إلى أكيورا RL وأكيورا TSX.
ولم تعلن هوندا إذا كانت ستستأنف عمليات الإنتاج في ساياما غدا الاثنين، ولكن المتوقع أن تواصل إغلاق المصنع وكذلك مصنع سوزوكا ومركز البحث والتطوير طوال يوم غد. وكان قد توفي شخص واحد في مركز البحث والتطوير جراء الزلزال فيما تعرض 30 للإصابات بعد انهيار جدار الكافتيريا.
حرائق في نيسان
وعلقت نيسان عمليات إنتاجها في شرق اليابان، وأبلغت عن اشتعال نيران صغيرة في مصنعين لها أحدهما ينتج إنفينيتي M والسوبر سبورت نيسان GT-R. وقالت نيسان بأنها أخلت مركز التكنولوجيا التابع لها في جنوب طوكيو بعد انقطاع الكهرباء.
وأعلنت نيسان عن إبقاء مصانعها مغلقة طوال عطلة نهائية الأسبوع وستتخذ قرارا يوم الاثنين حول توقيت استئناف العمليات بعد حصر الأضرار وتقييم المخاطر.
خسائر جسمية لـ فولفو
وفيما أعلنت سوبارو عن إغلاق مصانعها الخمسة، تعرضت عمليات إنتاج شاحنات فولفو لأضرار بالغة أدت إلى إيقاف كلي للإنتاج. وقالت فولفو بأن مصنعها في أغيو جنوب شرق اليابان تعرض لأضرار معظمها سطحية وأنها سيحتاج إلى أيام لتقييم الأضرار وحصر أخطارها، وتوظف فولفو للشاحنات 3 آلاف عامل في مصنع أغيو فيما يصل عدد العاملين لها إلى 10 آلاف موظف في كامل اليابان.
وأعلنت فولفو عن تعرض مقر وكيلها في سينداي لأضرار خطيرة ولكنها لم توضح طبيعة تلك الأضرار.
إبراهيم عبدالله
************************************************** *
اثره على اقتصاد مصر
تسونامى يهزّ عرش السيارات اليابانية