يوم النكبة (15 مايو) هو يوم إحياء الذكرى السنوية لنكبة الشعب الفلسطيني، حيث يتذكر الفلسطينيون ما حل بهم من تهجير إثر الهزيمة في حرب 1948.
في 15 أيار/مايو من كل عام تحل ذكرى النكبة الفلسطينية الكبرى،ويقف الفلسطيني أينما كان على أطلال الذاكرة الفلسطينية ليتذكر بمرارة وحسرة وانتصار على الانكسار ذكرى ضياع الوطن الفلسطيني ودماره بفعل الحملة الاجتثاتية الأستئصالية الاستيطانية الصهيونية. ففي مثل هذا اليوم قبل حوالي 55 عاما مضت قامت الدولة الصهيونية على أنقاض الوطن الفلسطيني،عبر احتلال و تدمير أكثر من 550 مدينة وقرية فلسطينية، وعبر تشريد 800 ألف من سكانها(أصبحوا اليوم قرابة سبعة ملايين لاجئ) وعبر ذبح بعضهم كالخراف في محرقة رهيبة حدثت بفعل الإرهاب الأصولي" اليهودي" الدخيل على المنطقة العربية والشرق الأوسط، الإرهاب الذي أدخل المنطقة في دوامة الهمجية والعنف الوحشي.
في ليلة وضحاها وجد الفلسطينيون أنفسهم بلا أرض وبلا بيت وبلا سقف يأوون تحته،فكانت الكارثة الوطنية الكبرى والمأساة الفلسطينية العظمى.حيث أصبح المواطن الفلسطيني صاحب الأرض والبيت لاجئا بينما اليهودي اللاجئ صار مواطنا وحاكما.
إنها المأساة التي حصلت بفعل القذارة العالمية التي أنجبتها الحقارة السياسية الدولية،إذ لا يوجد خيانة دولية مدروسة ومعدة سلفا لشعب بريء ومسالم أكبر من تلك التي حدثت مع الشعب الفلسطيني الأعزل فكلفته وطنه وحاضره ومستقبله وحياته.لا يمكن للعقل البشري أن يحتمل تلك المصيبة التي حلت على شعب بأكمله وأضاعت مستقبل ملايين البشر وقضت على الوطن الفلسطيني الذي كان ولازال جزء من المنطقة العربية المشتعلة،كل ذلك بفعل وجود إسرائيل الصهيونية،فوجود تلك المصيبة جعل كل شيء في الشرق الأوسط معاكسا لما كان عليه قبل نشوء تلك المصيبة. وجعل الذين كانوا ينعمون بالأمن والسلام في وطنهم وبيوتهم، بلا أمان وبلا طمأنينة، وقبل كل شيء بلا وطن وبلا حرية وبلا هوية،في العراء وفي الخيام والشوادر والشتات والتشرد والمنافي الداخلية والخارجية.إنها نكبة شعب بأكمله.
أن المأساة الفلسطينية الناتجة عن المذبحة الصهيونية في فلسطين وعن المحرقة الرهيبة التي نفذتها عصابات بنغريون وبيغين وشامير وغيرهم من رموز الأجرام الصهيوني ، ستبقى حية في ذاكرة أبناء الشعب الفلسطيني الذين يؤكدون اليوم وكل يوم على حقهم بالعودة إلى فلسطين وبالتعويض عن الخسائر المادية والمعنوية والنفسية، لأن هذا الشعب لا يوافق سري نسيبة و لا غيره من المفرطين والمتنازلين عن حق العودة مواقفهم الخبيثة والخائبة والتي لا تمثل هذا الشعب بل تمثل رأي أصحابها فقط، الذين هم قلة لا مكان لها بين الفلسطينيين.فالمكان الطبيعي للذين يريدون التخلي عن حق العودة والتنازل عن الأرض للذين سرقوها وسلبوها ونهبوها واغتصبوها واحتلوها،هو المزبلة أو المكانة المهزلة.هؤلاء النسيبيون(من سري نسيبة) سيسقطون في الهاوية ويذهبون بلا رجعة،لكن أرض فلسطين ستبقى أرض للغائبين و ستعود للاجئين الفلسطينيين الذين لازالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم ودورهم،كما يحتفظون ويتمسكون بحقهم في العودة والتعويض لأن هذا الحق فردي وقانوني ومقدس وشرعي ولا يجوز ولا يحق لأي شخص أو جهة أو مؤسسة أو منظمة أو سلطة أو دولة أو هيئة التخلي عنه أو التلاعب به.
في يوم النكبة الفلسطينية تحية حب ووفاء وكبرياء وانحناءة احترام و محبة وفخر واعتزاز بشعب فلسطين الذي علم الشعوب المكافحة ما لم تعلم، الذي جعل للحجر لسان قنبلة وللجسد العاري قوة القنبلة الأمريكية الحرارية التي أحرقوا بها تورا بورا في أفغانستان ورموها بلا تأنيب ضمير على بغداد الرشيد في العراق العزيز المستباح من قوى الاحتلال ومن القوى العميلة للاحتلال.و قوة الصواريخ الحرارية الأمريكية الجديدة التي يسمونها " هلفاير" ويتفاخرون بها وبأنهم استخدموها لأول مرة في العراق. فشعب فلسطين يملك أقوى القنابل وأعزها وأكثرها حيوية وفعالية،أنها القنبلة البشرية، قنبلة الإنسان الذي يواجه الأباتشي والفانتوم والميركافاه بالجسد العاري إلا من الأيمان بالشهادة لأجل حياة عزيزة للآخرين في وطن حر وسعيد وسيد ومستقل وخالٍ من الفاشية والفاشيين والصهيونية والمستوطنين.
في يوم فلسطين المنكوبة باحتلالها من قبل أعداء الأرض والإنسان،التحية كل التحية لشعب الانتفاضة الأبية،للأيدي التي تقذف الحجارة وتبني بالتضحيات أسس الدولة الفلسطينية المستقلة والقادمة لا محالة.التحيات كل التحيات للاجئين الفلسطينيين في الداخل وفي الشتات،حيث يحافظ هؤلاء على تواصلهم مع أرضهم المغتصبة ويصونون حقهم بالعودة ويحمونه من خيانة البعض وغدر الآخرين وتآمر المتآمرين.
النكبة تعني التمسك بحق العودة والتمسك بحق العودة يعني التمسك بالمقاومة والانتفاضة ورفض الاستسلام ومشاريع الهزائم المعدة من أعداء السلام.وتعني أن هناك شعب لازال ينتظر الحل العادل لقضيته عبر السلام أو عبر كل وسيلة ممكنة ومتاحة بما فيها المقاومة.