اتفاق 17 أيار هو اتفاق لخلق علاقة سلمية بين إسرائيل ولبنان أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت في عام 1982
الاحداث المؤدية للاتفاق
سعت إسرائيل منذ قيامها إلى غزو لبنان والسيطرة عليها وذلك لعدة اهداف
* القضاء على النموذج اللبنانى القائم على التعايش السلمى بين الطوائف مما يضر سياسة الفصل العصنرى الإسرائيلية بين اليهود وغيرهم من المسلمين والمسيحين وبين الاشكنازيم الغربيين والسفرديم الشرقيين.
* السعى إلى تدمير منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في لبنان.
* السعى إلى اجبار لبنان على توقيع اتفاق سلام معها بشكل يضمن لإسرائيل تامين حدودها الشمالية.
* اقامة حكومة لبنانية تحكم من قصر بعبدا وتكون موالية لإسرائيل.
في عام 1982 قامت إسرائيل بتنفيذ ما عرف بالاجتياح الإسرائيلى للبنان حيث دمرت القوات الإسرائيلية عشرات المدن ومئات القرى اللبنانية ونجحت لاول مرة في اجتياح ودخول عاصمة عربية خارج حدود الاراضى المحتلة وهى بيروت. كما نجحت في إخراج منظمة التحرير الفلسطينية خارج لبنان.
في 28 ديسمبر 1982 بدات المفاوضات بين إسرائيل ولبنان برعاية أمريكية ليبانون بيتش في منطقة خلدة جنوبي بيروت. بعد تلك المفاوضات جرت جولات مفاوضية عديدة في مستعمرة كريات شمون شمالى دولة إسرائيل وفي ذلك الفندق.
استمرت المفاضات حتى 17 ماي 1983 حيث تم التوصل إلى اتفاق سلام عرف بمعاهدة 17 ايار.
بنود المعاهدة
* الغاء حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل.
* الانسحاب الإسرائيلى الكامل من لبنان في فترة 8-12 اسبوع.
* إنشاء منطقة أمنية داخل الأراضي اللبنانية تتعهد الحكومة اللبنانية بأن تنفذ ضمنها الترتيبات الأمنية المتفق عليها في ملحق خاص بالاتفاق.
* تكوين لجنة أمريكية - إسرائيلية - لبنانية تقوم بالاشراف على تنفيذ بنود الاتفاقية وتنبثق من تلك اللجنة لجنة الترتيبات الأمنية ولجان فرعية لتنظيم العلاقات بين البلدين.
* تكوين مكاتب الاتصال بين البلدين والتفاوض لعقد اتفاقيات تجارية.
* امتناع أي من إسرائيل ولبنان عن أي شكل من اشكال الدعاية المعادية للبلد الأخرى.
الغاء جميع المعاهدات والبنود والأنظمة التي تمنع تنفيذ أي بند من بنود الاتفاقية.
الرفض الشعبي
لاقى الشعب اللبنانى ذلك الاتفاق بالرفض الشديد معتبرين انه اتفاق العار. وزادت العمليات من قبل منظمات المقاومة داخل لبنان حتى كادت ان تطول إحدى جولات التفاوض. وانطلقت اشد الحملات ضد هذا الاتفاق من مسجد الرضا في الضاحية الجنوبية لبيروت بتوجيه المرجع الشيعى محمد حسين فضل الله.
وقد كان لتوقيع الاتفاق تداعيات على مستوى الداخل اللبناني أبرزها نشوب الاقتتال الداخلي وانقسام المشهد السياسي بين الحكومة والرئيس أمين الجميل المتمسكين بالاتفاق من جهة وجبهة الإنقاذ الوطني ومن ورائها سوريا الرافضين من جهة ثانية. فمنذ ذلك التاريخ، بدأت المتاعب الفعلية في لبنان. ففي 19 أيار/مايو اندلعت حرب الجبل التي انتهت في 19 أيلول/سبتمبر 1983 بسيطرة الحزب التقدمي الاشتراكي على كل القرى الجبلية, تلتها انتفاضة 6 شباط/فبراير 1984 في بيروت وسيطرة القوى الرافضة لاتفاق 17 أيار على القسم الغربي من العاصمة.
وفي الفترة التي شهدت تصاعدا لوتيرة استهداف القوات الأسرائيلية والأجنبية داخل لبنان، خاصة بعد حادث مقتل عدد كبيرمن قوات المارينز والمظليين الفرنسيين، اتجه الرئيس أمين الجميل إلى إعلان إلغاء اتفاق 17 أيار مع إسرائيل، وتحت ضغط الرفض الشعبي قامت الحكومة اللبنانية ومجلس النواب اللبنانى باعتبار هذا الاتفاق باطلا وقاموا بالغائه بعد اقل من عام على اعتماده وبالتحديد في 5 مارس 1984.