السافانّا أرض يكثر فيها نموّ الحشائش والأعشاب والأشجار والشجيرات المتناثرة. وتقع معظم السافانا في المنطقة المدارية بين الصحارى والغابات المطيرة. وفي بعض الأحيان تُسمّى الأراضي المعشوشبة في المناطق المعتدلة السافانا. تتناول هذه المقالة السافانا المدارية.
وتُغَطِّي السافانا أكثر من خُمْسَي أراضي إفريقيا، ومناطق واسعة في أستراليا، والهند، وأمريكا الجنوبية.
وتظهر السافانا في الأقاليم الجافّة والممطرة. وتهطل الأمطار بمعدّل 760 إلى 1,000ملم سنويًا، ويصل مُعدَّل مياه الأمطار في بعض مناطق السافانا إلى 250ملم، وفي بعضها إلى 1,500ملم.
وتنمو الحشائش في السافانا الجافة ليصل طولها إلى بضعة سنتيمترات. وتنمو الأشجار في السافانا الرّطبة بغزارة أكثر وتَطول الحشائش إلى مترين، وتَصل الحشائش في السافانا الممطرة إلى ثلاثة أمتار وأكثر.
وتنمو معظم حشائش السافانا على هيئة لفيف ولا تُكّون غطاءً أخضر على الدوام. أما النباتات الأخرى غير الأشجار والحشائش، فتشمل اللؤلؤية الصغرى التي تنتمي إلى الفصيلة المركبة، والبازلاء الذي ينتمي إلى فصيلة البقوليات، التي تنمو وسط الحشائش. وبعض أشجار السافانا كأشجار الأكاسيا، والتَّبلدي، والنَّخيل من الأشجار المألوفة.
ويتوقف نمو الأشجار في منطقة السافانا في موسم الجفاف الذي ربما يستمر إلى خمسة أشهر. في بداية موسم الجفاف، يتوقف نمو الحشائش وتصبح جافّة، وتسقط أوراق معظم الأشجار، وتبقى الأشجار التي تقاوم الجفاف. وخلال هذا الموسم تقضي النِّيران علي كثير من الأشجار الصغيرة. أما الحشائش، فلها مجاميع جذرية عميقة المدى تُمكنها من الصمود للنيران، وإخراج براعم جديدة حالما يبدأ موسم الأمطار. وفي بعض مناطق السافانا تنمو الحشائش أكثر من الأشجار بسبب رداءة التصريف ونوعية التربة.
وتعيش في مناطق السافانا أنواع مختلفة كثيرة من الحيوانات كالظبي، وحمار الوحش، اللذين يعيشان في السافانا الإفريقية. وتتغذى التشيتا، والضباع والأسود بهذه الحيوانات. كما تعيش في السافانا أنواع أخرى من الحيوانات من ضمنها القوارض، والطيور، والزواحف، والحشرات.