المغناطيسية الأرضية تدبير الهي .... محكم!؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها. فإذا طلعت فرآها الناس أمنوا أجمعون فذلك حين (لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً) " البخاري: 6025"
من قراءة الحديث نقف على أمرين: أحدهما:
شرعي (وهو قيام الساعة ومقدماتها).
والأخر: علمي (طلوع الشمس من مغربها). والإخبار العلمي، في هذا الحديث، نبوءة نبوية: بأن الشمس هذا الجرم العظيم وهو آية من آيات الله، والذي اعتاد الناس على رؤيتها منذ أمد بعيد تطلع من الشرق صباحا ثم تغيب في الغرب مساءا (الحركة الظاهرية للشمس) سوف تطلع في يوم من الأيام، من جهة الغرب، حيث تغيب... هذه الشمس، كما هي العادة! هذا الإخبار، عن تحول ناموس من نواميس الكون، عن مساره إلى أن يصير إلى عكسه.. آمن به المسلمون منذ 1400 عام لأنه جاء على لسان نبيهم، رسول الله، الصادق الأمين، المبلغ عن ربه. وقد امتحن إيمان المسلمين، في بداية الدعوة، بحادثة الإسراء والمعراج. وكانت كالزلزال الشديد. وقد صمد المؤمنون، وأمنوا بما جاء به رسول الله من الخبر، مع إنكار المشركين، و ارتداد نفر قليل من المسلمين عن دينهم. وقد حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أسري به إلى المسجد الأقصى، من مكة، ثم عرج به إلى السماء..
وعاد إلى مكة وأصبح بين أهلها! ودهش مشركو مكة من ذلك الخبر. وتعجبوا!. (إننا نضرب إليها أكباد الإبل في شهر.. ويذهب محمد ويعود.. في ليلته!). ويذهب بعضهم إلى أبي بكر الصديق، ويخبرونه الخبر! ويجيبهم: إن كان قد قال هذا.. فقد صدق! فإني أصدقه فيما أبعد من ذلك.. أصدقه في خبر السماء.. يتنزل عليه! وسماه رسول الصدق والحق: الصديق. ويثبت لهم رسول الله، بالدليل المادي..
أنه ذهب إلى بيت المقدس. يسألونه عن معالمها.. وترفع أمامه غير بعيدة.. ويجيب وهو يراها رأي العين..
وصدق رسول الله. ويدهش الإنسان، من غير المسلمين، في هذا العصر، وهو يرى بأم عينه، أن العلم، الآن، وبعد (14) قرنا، يقدم الدليل على صدق نبؤءة رسول الله، النبي الأمي، (طلوع الشمس من مغربها). وهي، أيضا، دليل على صدق كل ما أخبر به. أما المسلم الذي أمن بالله ربا وبالإسلام دينا، ومحمد بن عبد الله رسولا ً وأنه مبلغ عن ربه في كل ما أخبر به.. فإن ذلك الدليل.. وغيره من الأدلة الكثيرة التي أقامها العلم الحديث، على صدق الحقائق القرآنية، أو حقائق السنة النبوية، لا يزيدهم إلا إيمانا على إيمانهم، ويزيدهم عزما في مواصلة الدعوة إلى الله، والى أن الإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده، وأن القرآن كلام الله.. الذي لا يأتيه باطل، ولا يتطرق إليه شك.
المغناطيسية ما هي؟
المغناطيسية: ظاهرة فيزيائية، بدت على بعض الصخور.. في جذبها لمادة الحديد. فلو أخذ من الصخرة المغناطيسية قطعة، وشذبت على شكل إصبع مثلا، ثم علقت بخيط من وسطها، تعليقا حرا، لاتجه إلى ناحية الشمال والجنوب الجغرافيين.. تقريبا. ولو أخذنا مسمارا من الحديد، و أمررنا عليه ذلك الحجر عدة مرات باتجاه واحد، لصار مغناطيسا، وسمي بالصناعي. ويصير المسار، أو مثله، ومن في حكمة، مغناطيسا إذا لف عليه سلك نحاسي معزول، وأجري به تيار كهربائي. تلك معلومات مما يتعلمه الطالب في مرحلة التعليم العام. وقد استخدم المغناطيس الصناعي في المولدات الكهربائية.. والهاتف والراديو والمسجل.. والتلفاز.. والألعاب الكهربائية.. وغير ذلك كثير..، في تطبيقات عملية، هي سمة من سمات الاستفادة من معطيات العلم الحديث. التجربة الأوكرانية الحديثة؟ للأرض قطبان مغنطيسيان يمثلان مغناطيسية القشرة الأرضية.
ونقول (القشرة الأرضية)، لأن لباطن الأرض، أيضا، وكما كشفته البحوث الحديثة جداً، مغناطيسية أخرى، منفصلة عن تلك.
والقطبان الخارجيان ((والقطب هو نقطة تأثير القوة المغناطيسية)، أحدهما شمالي في جنوب الأرض، والأخر جنوبي في شمال الأرض، وهما لا ينطبقان على القطبين الجغرافيين، بل يفترقان عنهما، وهما أيضا دائما الانتقال والتغير في نقطة تأثيرهما على سطح الأرض!!. وفي بحث في " الفيزياء الفراغية "، قام فريق من العلماء، في مدينة " كييف " عاصمة أوكرانيا، بقيادة البروفسور " نيكولاي كرسينيكوف "، بإجراء تجربة، لدراسة نظرية تفسر دوران الأرض حول محورها. كانت التجربة: أن ملأوا كرة معدنية بالقصدير المذاب، وجعلوها في مجال مغناطيسي تولد من تيار كهربائي، فدارت الكرة حول محورها. وهكذا تأكد الفريق بأن دوران الأرض، إنما هو بسبب من المغناطيسية القادمة مع الإشعاع الشمسي. " كما لوحظ، أيضا، إن القطب المغناطيسي للأرض في شمالها، حتى عام 1970، كان يتحرك بسرعة لا تزيد عن عشرة كيلو مترات في العام. وقد زادت هذه السرعة لتصل إلى أربعين كيلو مترا في السنة أخيرا ً. وفي العام 2001 م، انزاح هذا القطب (200)كيلو مترا مرة واحدة)!؟ وهكذا إذا استمر الانزياح والتغيير، فإنه سيأتي حين من الدهر، سيتبادل القطبان المغناطيسيان للأرض موقعهما (أي يصير الشمالي في شمال الأرض، والجنوبي في جنوب الأرض)، وعندئذ فإن حركة الأرض سوف تنعكس لتصير باتجاه سير عقارب الساعة، وعندئذ سوف تطلع الشمس من مغربها. !! وفي بحث وراء هذا الاستنتاج الذي جاء به استقراء تغير نقط تأثير القطبية المغناطيسية الأرضية، يتبين للباحث (ديمتري بولياكوف)، عندما قابل مسؤول المركز الإسلامي في مدينة كييف أن في الاسلام (حديثا) لرسول الله بطلوع الشمس من مغربها، ذات يوم.. فأعلن الباحث إسلامه، لأن هذه الحقيقة، لا يمكن لبشر أن يعرفها في ذلك الوقت الا أن يعلمه الله ذلك! انعكاس القطبية كان وسوف يكون! قلنا فيما سبق.. أن انعكاس القطبية المغناطيسية للأرض أمر ممكن وينتج عنه انعكاس حركة الأرض وطلوع الشمس من مغربها. وقد أثبت العلم الحديث، في دراسة سابقة في " المغناطيسية القديمة " وهي فرع من فروع علم الجيولوجيا، أن انعكاس (انقلاب) القطبية المغناطيسية للأرض.. حدث فيما مضى.. ومرات عديدة، وكان المدى المقدر ملايين السنين. تأكدت هذه الحقيقة للعلماء من دراستهم لمصهور باطن الأرض الذي يدعى (اللابة). فهو يجد طريقه من باطن الأرض إلى فتحات في قاع المحيط، سائلا ملتهبا.. يبرد رويدا رويدا، ثم يجمد. ولقد أتاحت سيولة المصهور قبل أن يجمد، أن تأخذ دقائقه من مادة الحديد، اتجاه المغناطيسية الأرضية، على أي حال كانت، حينها، سواء في وضعها الطبيعي، أو المنقلب. فعندما يجمد المصهور تبقى دقائقه على اتجاه المغناطيسية، تخبر الآن خبرها ذاك الذي كان! شمس المريخ من أين تشرق الآن؟ تأبى الحقائق، إلا أن تتوالى.. تصدق نبوءة رسول الله، بالمثال الصادق الذي لا لبس فيه. في كتابه: " الإعجاز العلمي في القرآن الكريم " يورد مؤلفه د. أبو العينين: " وقد أشار علماء الفلك بأن كوكب المريخ، قد تباطأت سرعته في مداره المحوري في الاتجاه الشرقي منذ بداية عام 2003 م. وتميزت حركته المحورية في مداره بالتذبذب بين الشرق والغرب. وفي يوم الأربعاء 30 يوليو (تموز) 2003 م، توقفت حركة المريخ عن الدوران في الاتجاه الشرقي، وتحول إلى الدوران بشكل عكسي نحو الغرب منذ بداية أيلول 2003 م. ومعنى ذلك أن الشمس تشرق الآن من مغربها في المريخ!!! " ويؤكد علماء الفلك بأن هذه الحركة التراجعية، في دوران الكواكب في مداراتها المحورية ستحدث للكثير من الكواكب ومن بينها كوكب الأرض)).
المعلومات الحديثة.. تضيف الجديد! وتأتي نتائج البحوث الحديثة جداً، لتضيف حقائق لم تكن معروفة، منذ سنوات قليلة، وتفسر ما كان غامضا، في هذه الظاهرة. تقدم مجلة " العربي العلمي "، في عددها الأول، يونيو 2005م، بحثا رائعاً في هذا الموضوع.
يقول التقرير: " كنا نعرف أن هناك انقلابات " في قضية الأرض المغناطيسية " حدثت خلال فترات تمتد لبضعة عشرات الألوف من السنين أو ملايينها. ولكن لماذا فترة الانقلابات غير منتظمة؟ وكيف يحدث الانقلاب؟ ولماذا تختلف الفترة بين انقلاب وأخر إلى هذه الدرجة المتباينة؟ تجيب الدراسة التي استخدمت الكمبيوتر العملاق " كراي سي 90 " بالحقائق الآتية تمكن فريق البحث في " المختبر القومي للبحوث " وجامعة كاليفورنيا، استنتاجا من حسابات افتراضية، بفهم ما حدث داخل باطن الأرض خلال الأربعين ألف سنة الأخيرة)). وقد تأكد لهم حدوث الانقلاب المغناطيسي. ورسم لهم الكمبيوتر صورة للقطبية المغناطيسية قبل، وأثناء، وبعد الانقلاب! ومن الملاحظ أن المغناطيسية الصناعية تضمحل مع الزمن مهما كانت قوية، فما الذي يجعل المغناطيسية الأرضية على قوتها؟ ويأتي الجواب من تلك الدراسة: " إن تلك القطبية المغناطيسية هي السبب في محافظة المجال المغناطيسي الأرضي على قيمته لفترات أطول من فترة الاضمحلال المعروفة له. " وأعطى نموذج المحاكاة الجديد الكيفية الديناميكية " الحركية " التي يتم بها انقلاب القطبية المغناطيسية، وهو شيء لم يسمع به أحد من قبل، ولم يتوقع حدوثه "!!؟ " لقد جاءت الدراسة بحقيقة هامة: يوجد في قلب الأرض العميق، مغناطيس ذو قطبية يعاكس القطبية على سطح الأرض.. وذاك ما يجعل المجال الخارجي للأرض.. ينحو نحو عدم الانقلاب بشكل متكرر وسريع "! كيف يتم الانقلاب؟ لم يطرح أحد.. هذا السؤال.. ولم يجب، أحد عنه.. إلا هذا التقرير الذي نحن بصدده!!. لقد وضح لنا أن بباطن الأرض مغناطيسية تعاكس مغناطيسية الأرض الخارجية. " وتحاول الخطوط الخارجية للمجال المغنطيسي الأرض اقتحام المجال الداخلي للأرض، وحالما يكتمل الاقتحام تتبدل القطبية المغناطيسية الخارجية "!! وهكذا، تبين لنا: أن انقلاب القطبية المغناطيسية للأرض، قد حدث في الحقبة الزمنية الماضية، وعدة مرات، وإنه سيحدث في المستقبل، اطرادا على السنن الكونية، أو استقراء ً من الظواهر الملاحظة. ويعني هذا الانقلاب انعكاس حركة دوران الأرض حول محورها، لتصير مع اتجاه دوران عقارب الساعة، وعندئذ فإن الشمس سوف تطلع من مغربها.. كما يحصل الآن في كوكب المريخ. هذه الحقيقة العلمية، تصدق حديث رسول الله، الذي أثبتناه في صدر المقال! وسبحان الله.. رب العالمين. وقد قال ( سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) ((فصلت: 53)
ــــــــــــــــــــــــ
مراجع البحث:
- صحيح البخاري.
- رياض الصالحين.
- السبيل الأردنية أسبوعية.
- مجلة العربي العلمي.
- الإعجاز العلمي في القرآن الكريم د. حسن أبو العنين.
- الفيزياء للطلاب والعلماء كتاب بالإنجليزية (سيروي).
- موقع الإعجاز العلمي.
-في القرآن والسنة. مصطفى محمد ياسين.