الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا علي الظالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وآله وصحبه اجمعين أما بعد:
أيها المسلمون أيها الأحبة الكرام قالوا قديما الصاحب ساحب والمؤمن الذي لايهتم باختيار أصحابه وجلسائه يقع في الفخ لامحالة .وكم تعرفون من القصص المحزنة أن بعض الموسرين كانت تحيط بهم شلة المصالح ممن لايصاحب غيره إلا لحاجة في نفسه. ومن كان هذا شأنه فهو خسيس الهمة.كم نسمع عن بعض الناس كانت تحيط بهم جماعة الانتهازيين ويوم ذهب المال اوتقاعد من منصبه اوكبر به السن تخلوا عنه .
لما كان امر الصحبة في غاية الأهمية قال رب العالمين لنبيه صلي الله عليه وسلم (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا)هذا رب العالمين يقول لنبيه صلي الله عليه وسلم اختر صحبك بعناية .
وتامل من كان أقرب صحبة من رسول الله.من مثل أبابكر الصديق ؟ من مثل عمر في حزمه وعزمه وشدته وعدته؟ من مثل عثمان في سخائه وحيائه؟ من مثل علي في شجاعته وفصاحته وبراعته ؟ صحب ولا كا لأصحاب
أوصي احدهم إبنه قديما فقال : يابني اختر من الأصحاب من إذا صحبته زانك ومن إذا رأي عيبا صانك يشينه ماشانك .إذا رأي حسنة عدها وإذا رأي خلة سدها إذا رأي منك خيرا نشره وإذا رأي شرا ستره .عند حزنك يواسيك .وعند فرحك يشد من عضدك إذ احتجت إليه كان عند حسن ظنك .
أمر الصحبة جد مهم وخطير حتي ان الكفار يقولون يوم القيامة فمالنا من شافعين ولا صديق حميم فلو ان لنا كرة فنكون من المومنين)
إن اخاك الحق من كان معك ومن ضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك
ما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكن في النائبات قليل
يقول بعضهم في هذا الزمان عن الصحبة : وافق اونافق اوفارق بمعني حتي تتخذ لك صحبة تانس هم لابد إما من الموافقة فيما يقولون وفيما يفعلون أومن النفاق اوالمفارقة .وهذه مقوله خاطئة المؤمن الحق لايوافق إلا ماكان فيه مرضاة الله ورسوله والنفاق رذيلة يترفع عنها العقلاء فما بالك بالرجل المؤمن والمفارقة ليست في ديننا فالمؤمن يؤلف ويألف ولا خير فيمن لايألف ولا يؤلف.
لاخير في ود امرء متملق يروغ منك كما يروغ الثعلب
يحلف أنه بك واثق وإذا تواري فهو العقرب
وقال الشافعي رحمه الله
إذا المرء لايلقاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه تأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر علي الحبيب ولوجفا
فما كل تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا
ولاخير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا
سلام علي الدنيا إن لم يكن بها صديق صدوق يصدق العهد والوفا
وقد نهوا عن صحبة كل صديق لايأتيك منه إلا الضر ولكن شددوا علي النهي عن صحبة ثلاث :الأحمق والكذاب والبخيل أم الاحمق فسيضرك من حيث يريد ان ينفعك والكذاب لايثق أصلا في نفسك فكيف تامنه علي نفسك والخيل من شدة حبه لماله يحرم نفسه من الانتفاع فكيف بك.
نفعني الله وإياكم الذكر الحكيم.