وسائل تدريب الفتية في مرحلة الكشاف المتقدم:
إن تدريب الفتية في مرحلة الكشاف المتقدم يعتمد أساسا على ما سبق عرضه من خصائص مميزة للنمو في هذه المرحلة السنية، ويكون ذلك باستخدام الوسائل الملائمة وا لأنشطة المناسبة، وسنحاول أن نركز فيما يلى على بعض تلك الأساليب والأنشطة كالتالي:
أولا: القائد القدوة:
يحتاج الفتية في مرحلة الكشاف المتقدم إلى نوعية خاصة من القادة، نظرا لأنهم في هذه المرحلة يبحثون عن المثالية وينتقدون أفعال الكبار ويشكون فيها ولايستجيبون إلى توجيهاتهم، ولكنهم على استعداد للاستجابة إلى نصائح وتوجيهات من يحترمونهم ويثقون في أفعالهم، لذا فإن كل كشاف ينتظر من قادته أن يكونوا مثلا يحتذى به في التصرفات السليمة ولايتقبل الأعذار أو الأسباب والتبريرات في حالة حدوث غير ذلك من القادة، فهو يتوقع وجود مستوى رفيع في الأداء القيادي والمثل الشخصية والصفات النبيلة، ولايقتنع بغير ذلك، ومن هنا كانت أهمية التدريب العالي للقادة في هذه المرحلة وحسن اختيارهم من ذوي المواصفات الممتازة والقدرات المتميزة.
ثانيا: أنشطة الاستكشاف والمغامرة:
إن الفوائد التربوية العديدة التي يكتسبها الفتية والشباب من خلال ممارستهم أنشطة الاستكشاف والمغامرة لتدعونا إلى التمسك بهذه النوعية من الأنشطة والاهتمام بتنفيذها.ففي الاستكشاف تنمية لغريزة الاستطلاع والتعرف على المحيط الخارجي بكل ما فيه ودراسته دراسة عقلية واعية لإدراك ما يكفيه من حقائق ولا يخفى علينا ما فى المغامرة من تنمية لصفة الشجاعة لدى الشباب في هذه المرحلة ومعاونتهم على التخلص من مشاعر الخوف والجبن والتعود على الاستعداد لمواجهة المجهول والطوارىء والحياة الخشنة والتعايش مع الطبيعة بكل مظاهرها. وهناك العديد من أنواع الأنشطة التي يمكن تنفيذها كارتياد الصحاري والملاحة والرحلات الخلوية سيرا على الأقدام في الوديان والغابات وكذا تسلق الجبال وغيرها. ونؤكد هنا على ضرورة الاستعانة بالخبراء والمتخصصين والاهتمام بتوفير كافة وسائل الأمان والسلامة للمشاركين
ثالثا: أنشطة التدريب الفكرى:
ينبغي أن نهتم في تدريب الكشاف المتقدم بالنواحى الفكرية إلى جانب النواحي البدنية ، ففي هذه المرحلة تبدو لديهم الرغبة في التعرف على الأسباب والبحث عن الإجابات التي ترضي تساؤله، ويتحقق هذا الاهتمام بالتدريب الفكري من خلال أسلوب تعامل القائد مع الكشافين وتوجيههم نحو البحث والاطلاع والتحليل العقلي للأمور والمناقشة البناءة وتنظيم الندوات وتشجيع الكشافين على المشاركة فيها لتنمية المدارك وتوسيع الآفاق
واكتساب المفاهيم الصحيحة عن فهم وإقناع.
رابعا: أنشطة تنمية التذوق والشعور:
يحتاج الكشافون في هذه المرحلة السنية إلى الاهتمام بتنمية مشاعرهم نحو المعاني الجميلة وإحساسهم بها وتذوقهم السليم، فنعلمهم كيف يحبون الجمال ونتعهد لديهم نواحي التهذيب الجميل ونوليها عناية خاصة فينشأون على حسن تذوق الآداب والفنون بمختلف أنواعها من خلال تشجيعهم على الاطلاع والقراءة وتذوق الجميل من هذه الفنون وممارستها في إطار من المثل العليا والقيم السامية التي لايحيد عنها الكشافون ولا تمنعهم في الوقت نفسه من تذوق ما هو جميل وراق.
خامسا: أنشطة الخدمات:
من الفوائد التي تعود على الكشاف من ممارسته تأدية الخدمة العامة زيادة معرفته لاحتياجات الآخرين، واكتشافه الكثير من الحقائق، فيدرك بذلك أن كل فرد منا عليه واجب يؤديه الآخرين، وقد أوضح قانون الكشافة هذا الواجب وجعله مفهوما غاية الفهم في بنوده الثالث والرابع والسادس علاوة على ما جاء بوعد الكشاف من حتمية القيام بمساعدة الآخرين. تهدف الحركة الكشفية إلى المساهمة في تنمية اقصى طاقات الشباب حتى يأخذوا مكانهم كمواطنين نافعين فعالين في المجتمع، والخدمة جزء هام من البرامج الكشفية التي من خلالها يكتسب الكشافون العديد من الصفات السلوكية العظيمة ويمارسون القيم المعبرة عنها كالعطاء والتفاني وإنكار الذات وخدمة الآخرين، وينبغي أن تصبح الخدمة جزءا هاما من حياة الكشاف وأن تبقى معه أطول مدة ممكنة بعد أن يترك الحركة. وبهذا نكون قد قدمنا للمجتمع المواطن البناء الذي يسهم في تقدمه وتطوره.وفي منهج الكشاف المتقدم العديد من المتطلبات التى يجب أن يتقنها الكشاف ليؤدي الخدمة العامة على الوجه الأكمل، كما أن هناك مجموعة من مجموعات شارات الهوايات تسمى مجموعة شارات الخدمة العامة وهي شارات تؤهل الحاصل عليها سلأن يجيد خدمة الآخرين ونفعهم ، كما توجد العديد من الميادين التى يمكن للفرقة أن توجه إليها خدما تها بالتعاون مع الهيئات والمنظمات المعنية بذلك مثل الهلال الأحمر ، منظمات رعاية الطفولة ، رعاية المسنين ، رعاية الماعقين ، مؤسسات الدفاع الاجتماعي وغيرها من المنظمات العاملة في خدمة المجتمع بجميع فئاته والتي قد تتيح لنا العديد من الفرص لأداء الخدمات وتتمشى مع خصائص الكشافين في هذه المرحلة العمرية التي تتمثل في الاتجاه إلى مساعدة الآخرين والتألم لآلامهم وتنمي الشعور بالمسئولية والواجب تجاه الآخرين.
سادسا: المشروع:
المقصود بالمشروع هنا هو كل عمل تخطيط له الطليعة ويشارك في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقويم كل أعضاء الطليعة، يتحملون المسئولية من الألف إلى الياء، ويمكن للكشافين أن يخططوا مشروعا في إطار الطليعة ليتم تنفيذه على نطاق الفرقة كالمخيم الصيفى مثلا أو أى من الأنشطة التي يمكن اختيارها. ويتميز هذا الأسلوب بأنه يتيح للكشاف المتقدم المشاركة الكاملة والفعالة في تحمل المسئولية وإثبات الذات وتنمية القدرات فالكشافون هم الذين يتناقشون ويتخذون ما يرونه من قرارات تمكنهم من النجاح ويقومون باستشارة القائد في الأمور التي يصعب عليهم ليستمدوا منه النصيحة والإرشاد