كانت الانطلاقة الأولى للحركة الكشفية طبعا بوحدة الفتيان ، ثم للتواصل بعد ذلك مسيرة كشفية حافلة بالافراح و النجاحات وحب العمل و المواصلة في المسيرة ، فكانت كل مرة تظهر فكرة لدى مؤسس الكشافة لتأسيس فرق كشفية اخرى ... كما كان نفس الشأن للفتيات حيث كانت رغبتهن في الانضمام إلى الكشفية رغبة كبيرة ، حيث كان أول تشكيل لفرع نسوي ( أنثوي ) للكشافة بنيوزيلندا سنة 1908 على يد دافيد كوسغروف بإستشارة منه للمؤسس بادن باول الذي وافق على التأسيس ...
تشكلت فرقة خاصة أطلق عليها اسم " الكشافات " ولم يكن من اللائق أو المقبول في تلك الفترة ( في بداية القرن العشرين ) التي شهدت انطلاقة الحركة الكشفية ، أن تقوم الفتيات ( الجنس اللطيف) بالنشاطات العنيفة المجهدة الخاصة بالفتيان ولقد أدرك بادن باول ، أن الفتيات إذا ما استمررن في تقليد الفتيان في كل ما يقومون به ، فإن ذلك من شأنه ليس فقط أن يزعج الفتيان أنفسهم ، بل انه سيضايق الكبار أيضا الآباء وأمهات ، وقد يؤدي إلى منع الفتيات كليا من الانتساب إلى المدرسة الكشفية ، وربما إلى الإساءة لسمعة الحركة الكشفية ككل, وكانت قد أخذت تنمو بسرعة وحماسة.
لذا قرر بادن باول إنشاء حركة خاصة بالفتيات ، وادخل في هذه الحركة الكثير من النشاطات التي كان يقوم بها الفتيان ، إلى جانب بعض المهارات النسوية التي كان يفترض أن تكون الفتيات على معرفة وثيقة بها ، خاصة ماله علاقة بالشؤون المنزلية وتدبير أمور البيت.
سمى بادن باول هذه الحركة الجديدة " المرشدات " وفي ذهنه فئتان شهيرتان من المرشدين :
1 - تشكيل شهير لفريق من الأدلاء في الهند المكون من رجال عرفوا بعدة ميزات أهمها :
- القدرة على معالجة الأوضاع الصعبة في وقت قصير .
- التحلي بالحذق والجرأة و الفطانة.
- التأهب الدائم والقيام بأي واجب ومستعدين لمعالجة أي أمر طارئ.
2 -فئة أدلاء الجبال في سويسرا وما حولها من المناطق الجبلية ، عرفوا بمايلي :
- إرشاد الناس عبر أصعب المناطق الجبلية وأكثرها خطورة بجرأة وبراعة.
- الاستعداد الدائم لإنقاذ و مساعدة طالبي النجدة
اختار بادن باول كلمة " المرشدة " لتعـني الفتاة التي تملك مثل هذه المزايا النبيلة و المزايا التي يتحلى بها الا القليل ، إلى جانب المثابرة الدؤوبة والإدراك السليم والثقة بالنفس.