التدخين و مرض السل

علاقة التدخين بمرض السل

إعداد د.جمال عبدالله باصهي
برنامج مكافحة التدخين – وزارة الصحة

ارتبط مرض السل بالتدخين منذ عام 1918, إلا أن هذه العلاقة لم تأخذ بعين الاعتبار ألا منذ وقت وجيز .
ويتمثل هذا الارتباط في عدة أشكال أولهما هو أن المدخنين يكونوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السل نتيجة لضعف المناعة الذاتية للجهاز التنفسي التي يسببه التدخين حيث تضعف لديهم آليات التنظيف الذاتية والمنتظمة للجهاز التنفسي مما يجعل مناعة المدخن ضعيفة مما يسهل عليه الإصابة بجرثومة السل عند التعرض لها مقارنة بغير المدخنين الذي يستطيعون مقاومة هذا المرض إلى حد كبير جدا.

والارتباط الثاني بين التدخين و مرض السل يتمثل في سرعة تدهور صحة مرضى السل المدخنين حيث أن كل حالة وفاة واحدة من بين خمس حالات مرضى بالسل كان بالإمكان تجنبها لو لم يكن المرضى مدخنين.

ويعزو ذلك أيضا إلى ضعف المناعة الذاتية في الجهاز التنفسي وفي الجسم كاملا بسبب التدخين مما يجعل مريض السل فريسة سهلة لهذا المرض.

وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فان 61% من وفيات مرضى السل سببها التدخين. أما الشكل الثالث من أشكال علاقة التدخين بمرض السل هو أن التدخين مرتبط بعودة المرض مرة أخرى عند المرضى الذين شفوا من مرض السل.

لذا فأن مرضى السل المدخنون بحاجة إلى اخذ المشورة والنصح والمساعدة للإقلاع عن التدخين. ثم يأتي الشكل الرابع من علاقة التدخين بمرض السل المتمثل في إن المتعرضين لأبخرة الدخان المتصاعد من أفواه المدخنين (التدخين القسري) يكونوا أيضا عرضة للإصابة بمرض السل وخاصة الأطفال التي أكدت دراسات عديدة أن نسبة إصابتهم بمرض السل تزاد عندما يكون هواء البيت ملوثا بالدخان.

إن علاقة التدخين بالإصابة بمرض السل قد تفسر ظهور هذا المرض في المجتمعات ذات المستوى المعيشي الجيد حيث إن مرض السل يزادا عادة لدى المجتمعات الفقيرة.