دور الأسرة في حماية البيئة
تمثل الأسرة الجماعة الإنسانية الأولى التي يتعامل معها الطفل والتي يعيش معها السنوات التشكيلية الأولى من عمره, حيث إن لها اكبر الأثر في تشكيل شخصيته تشكيلا يبقى معه بعد ذلك بشكل من الإشكال.
إن عملية التطبيع الاجتماعي للطفل تتم من خلال كل مؤسسات المجتمع التي يتفاعل معها الطفل, إلا إن أكثر هذه المؤسسات تأثيرا هي مؤسسة الاسره.ولأسرة هي المسؤوله ولاسيما في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل, عن كثير مما يرد للطفل من مؤثرات. كما أنها هي البيئة الاجتماعية الأولى التي يبداء فيها الطفل بتكوين ذاته والتعرف على نفسه, عن طريق عملية التفاعل الاجتماعي المتمثلة في الأخذ والعطاء, والتعامل بينة وبين أعضاء الأسرة الآخرين. وفي هذه البيئة الاجتماعية يتلقى الطفل أول إحساس بما يجب ومالا يجب القيام به, بالإعمال التي إذا قام بها تلقى المديح, والأعمال الأخرى التي إذا قام بها تلقى الذم.
لقد تعارف المربون على إن الأسرة تقوم بثلاث وظائف أساسية وهامة في المجتمع وهي:
1- إنتاج الأطفال وإمدادهم بالبيئة الصالحة لتحقيق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية.
2- أعدادهم للمشاركة في حياة المجتمع وفي التعرف إلى قيمه وعاداته وتقاليده
3- تزويدهم بالوسائل التي تهيىء لهم تكوين ذاتهم داخل المجتمع.
ومن هنا يتضح خطورة الدور الذي توديه الأسرة تجاه الأبناء والمنبثق أصلا من كونها البيئة الاجتماعية الأولى التي يتعامل معها الطفل, وتمثل له مصدر الأمن والطمأنينة ولاستقرار وإشباع معظم الحاجات.
وتأسيسا على ما سبق تصبح الأسرة من أهم مؤسسات المجتمع في تهيئة الأفراد للحفاظ على البيئة, وحمايتها من كل مكروه, وبنا الاستعداد لديهم للنهوض بها.وإبعاد المخاطر عنها , واستيعاب وتمثل قيم النظافة وترشيد الاستهلاك والتعاون وغيره مما ينعكس ايجابيا على البيئة .
ودور الأسرة في حماية البيئة من خلال التصدي لمشكلات البيئية الرئيسية الثلاث : الانفجار السكاني – والتلوث – واستنزاف موارد البيئة .ودور الأسرة كا غيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى يتضمن بعدين رئيسيين : البعد الوقائي ( بهدف الحيلولة دون وقوع المشكلات البيئية ) والبعد العلاجي ( بهدف تخفيف حدة المشكلات البيئية والتصدي لها ومقاومتها )وذلك على النحو التالي :
دور الأسرة في التصدي لمشكلة الانفجار السكاني:
إن الأسرة هي نقطة الارتكاز في معالجة قضايا البيئة ومنه التصدي لمشكلة الانفجار السكاني, من خلال القيام ببعض النشاطات ومنها:
تنظيم الحمل – إطالة فترة الرضاعة وتشجيع الرضاعة الطبيعية – توعية الأبناء بخطورة مشكلة الانفجار السكاني ومناقشة هذه القضية معهم – محاربة الزواج المبكر وبالذات لدى الإناث – تشجيع التعليم وتسهيل فرصة
دور الأسرة في التصدي لمشكلة التلوث:
يكتسب الأبناء كثير من سلوكياتهم من خلال تعايشهم اليومي مع أسرهم, وبالذات مع أمهاتهم, ويشكلون كثير من اتجاهاتهم من خلال مشاهداتهم اليومية لممارسات الوالدين ولأخوه الكبار وغيرهم من أفراد الاسرةالذين يسكنون معهم.وفي مجال التصدي لمشكلات التلوث بكافة أشكاله: تلوث الهواء, وتلوث الماء, وتلوث التربة, وتلوث الغذاء, والتلوث السمعي وغيرة فان للاسره دورا هاما باستخدامها بعض الأساليب في سبيل بث الوعي البيئي لدى الأطفال حيال قضايا المياه والتصدي لمشكلة تلوث المياه ومنها
- إن يتعامل الأبوان مع المياه بايجابية, فلا يسرفان ولا يلوثان ليكونا قدوه لأطفالهم.
- إن لا يمل الأبوان من النصح والإرشاد وتذكير الابناءباهمية الماء وقيمته, وذلك لان التكرار يرسخ الاتجاه وينمي السلوك.
- إن يؤشر الأبوان إلى مواطن الخلل في قضايا المياه, ويوجهانهم إلى سبل التصدي لذلك.
-إن يغرس الإباء في نفوس الأبناء قيمة النظافة في كل شي, ومنها نظافة الماء حيثما وجد.
- إن يذكرالاباء الأبناء بان الإنسان هو مشكلة الماء فهو السبب في الإسراف والتلوث ولاستنزاف فالحل من خلال الانسان نفسه.
- إن يشرك الإباء الأبناء في تنظيف خزانات مياه الشرب وفي عملية تفقد شبكة المياه المنزلية وفحص العدادات ومراقبة التسرب وإصلاحه.ولإبلاغ لجنة مشروع المياه عن أي تسرب للمياه.
استخدام الطرق الحديثة في ري النباتات كا الري بالتنقيط -
دور الأسرة في التصدي لمشكلة استنزاف موارد البيئة
تمثل موارد البيئة بأنواعها ينابع خير أو جدها الله سبحانه وتعالى ليحصل الإنسان منها على مقومات حياته غير إن تعامل الإنسان غير العقلاني مع هذه الموارد البيئية قد افسد بعضها, ولوث مجموعة أخرى, وتسبب في انقراض بعض أنواع الكائنات الحية وقلل من العمر الافتراضي لكثير من مصادر الطاقة والمعادن.
وليس من شك إن للاسره دورا كبيرا في التصدي لمشكلة استنزاف موارد البيئة بكافة إشكالها: الدائمة والمتجددة وغير المتجددة. فالأسرة تسهم في بناء اتجاهات ايجابية عند أطفالها نحو البيئة ومكوناتها, وتدعم قيم النظافة والمشاركة والتعاون وترشيد الاستهلاك وما إلى ذلك. ذلك إن الأسرة تعتبر مفتاح عملية التعلم لدى الأطفال, والمنزل يعتبر من ألاماكن المثالية للتطبيق العملي للمفاهيم البيئية. وعندما تمارس أحدى الأسس البيئية في نطاق الأسرة فأنها ترتبط بعد ذلك بأسلوب حياة الفرد. وثمة كثير من المفاهيم التربية البيئية تعلم في المنزل, فعندما يوضح الإباء للأبناء كيفية التخلص من النفايات الصلبة ومقاومة الحرائق ( الهواء مورد دائم ) أو الاعتناء بنباتات الحديقة أو الحيوانات الأليفة ( موارد متجددة ) أو الحفاظ على الطاقة الكهربائية ( موارد غير متجددة ) فهم بذلك يقدمون لأبنائهم قيما بيئية تستهدف حماية موارد البيئة