التغير المناخي والاحترار العالمي ...
التغير المناخي مشكلة العصر القائمة إذ يختلف فيها العلماء من حيث حقيقة وجودها وماهية تأثيرها علينا في مختلف نواحي حياتنا...
تسهم مجموعة من الغازات في الغلاف الجوي في الحفاظ على درجة الحرارة، ولولا هذه الغازات لكانت درجات الحرارة الصغرى قليلة جدا والعظمى حارقة جدا.
و تسمى هذه الغازات بغازات الدفيئة، وذلك لأنها تسهم في الحفاظ على درجة حرارة الأرض بشكل كبير بحيث تعمل كالبيوت البلاستيكية ...
يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون الغاز الرئيس من غازات الدفيئة إذ يعد تأثيره كبيرا في الغلاف الجوي مقارنة بالغازات الأخرى كبخار الماء، والميثان، وأكسيد النيتروجين، والأوزون، والفلوروكلوروكربونات.
تكمن أهمية هذه الغازات بمقدار ما تقدمه من حماية، فهي تمنع الأشعة فوق بنفسجية الضارة من الوصول إلى سطح الأرض، كما تمنع خروج الحرارة التي تعكسها الأرض على شكل الأشعة ما تحت الحمراء من الغلاف الجوي.
ومعظم غازات الدفيئة لها مصدرين: طبيعي وصناعي، لكن وجودها بشكلها الطبيعي يكون بكميات يضمن للبيئة استيعابها ومعالجتها لتكمل العناصر دورتها الطبيعية، ولكن ما يضيفه الإنسان من صناعات وتسريع في عمليات الإنتاج أدى إلى ضخ كميات كبيرة من غازات ثاني أكسيد الكربون وغيرها لتقوم بعمل مضاعف وهو منع الحرارة الزائدة في الجو من الخروج من الأرض وزيادة درجة الحرارة عالميا...
تأثير الإنسان على التغير المناخي:
يتبين مدى تأثير الإنسان على البيئة من خلال نشاطاته المختلفة حيث انه من الممكن أنها تؤثر على المناخ بطريقة غير مباشرة كتأثير أنظمة الري على درجة الحرارة والرطوبة، بالإضافة الى ذلك استعمال الوقود الأحفوري بدأ من الثورة الصناعية 1850
أدى إلى ضخ كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي حيث أصبحت نسبة هذا الغاز في الجو تعادل 380 جزء في الثانية بعد ما كانت تقدر بما يعادل 280 جزء في المليون، بجانب الميثان ادى هذا لوحده لرفع درجة حرارة الأرض من 1.4-5.6 درجة مئوية من الفترة 1990-2010. تعتبر صناعة الاسمنت ثالث أكبر عامل يؤدي إلى زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لأنها تنتج مركب أكسيد الكالسيوم، وبالتالي يعتبر الاسمنت مسؤولا عن 2.5% من الانبعاثات الصناعية عالميا.
الأدلة على وجود التغير المناخي:
يمكن الاستدلال على وجود التغير المناخي من خلال عدة دراسات للتحقق من وجود التغير المناخي كدراسة تاريخ التغير المناخي وبناء سلم التغير المناخي، هناك عدة مؤشرات يمكن دراستها كالنباتات،وحفر باطن الأرض، والحفر في الجليديات، دراسة تغير مستوى المياه في البحر.
دراسة غبار الطلع:
يتم دراسة غبار الطلع المتحفر للاستدلال على مكان وجود النباتات قديما وأنواعها والبيئة التي كانت تعيش فيها، بالطبع لان مجموعة كبيرة من النباتات لديها غبار طلع ذو شكل معين يتيح لنا دراستها بشكل أوسع، تركزت العديد من هذه الدراسات في أماكن الدلتا، والبحيرات، للاستدلال على بيئة النبات والتي تعتمد على المناخ بشكل رئيسي.
الخنافس:
بقايا الخنافس موجودة بشكل عام في أماكن المياه العذبة والرسوبيات، أنواع مختلفة من الخنافس توجد في ظروف مناخية مختلفة بحيث يعيش كل نوع في بيئة معينة. لهذا عند إيجاد أنواع محددة من الخنافس في الرسوبيات فإنها تشير إلى فترات معينة بظروف مناخية معينة تلاءم هذا النوع الخنافس.
جيولوجيا الجليديات:
من المعروف أن الجليديات تشير إلى معلومات كثيرة وقت تجمدها حيث يشير فقدان الجليديات من أماكن معينة إلى وجود بركان ووجود مواد بركانية. تعتبر طريقة تتبع الجليديات فعالة في تتبع فترات تغير المناخ المختلفة عبر العصور والأزمان الجيولوجية المختلفة.