على كرسيك الهزاز جلست يا أبي في ليلة تكبد صدرها القمر. كنت أرمق جماله . غاص ذهني بالذكريات. فتذكرت كلماتك يا أبي التي جاد بها علي قلبك حين تحن علي و ترشدني إلى مفتاح النجاح. طوح بي خيالي فغاب عني صوتك و اختلطت الأصوات . سمعت صوت امي الحنون و صرخات اختي المشاكسة لا زلت اسبح مع الأصوات في عالم الأشباح و السرمدية .فإذا بصوت صديقتي التي طالما أركن إليها و أفضي لها ما يختلج صدري من أسرار. هانفني صوتها فاطمأن قلبي لسماعه .لكن سرعان ما غاب عني بين أفنان حديقتنا و ما لبث أن توارى خلف الأسوار. لم أعد أسمع شيئا. انتصف الليل و اختفت الأصوات فصرت وحيدة في هذا السكون.
فجأة، خفق قلبي خفقة كادت تعصر روحي و تذهب بها خارج جسدي. سمعت همسا ،ما أعذبه من همس. أعقبته كلمات حولت دقات قلبي إلى لحن رقصت على نغماته روحي الباردة فسرت حرارة عمت كامل جسدي فأضفت دفئا روحي.
أغلقت جفوني فلمحت حبيبا لا يكل اللسان عن وصف وسامة ملامحه بجبين ازهر و خد أجمر و شعر كأنه الدر و الجوهر.
كانت كلماته تزيد جماله عذوبة و رقة، حولت سكون الليل إلى ألحان عذبة .خلت نفسي قد عثرت على درة مكنونة فأخذت أتأمل هذا الجمال و أسبح للمولى عز وجل. فجأة ، أيقظني صوت قطرات ماء تتساقط القطرة تلو الأخرى بعثرت عذوبة هذا الليل .فالتفت مستطلعة الأمر.فلمحت أبي غارقا في دموعه و مقلتاه لا تنفكان عن البكاء. هالني ما رأيت . توقف قلبي عن العزف. و ركضت إلى حضن أبي فحملني . التفت إلى نفسي فإذا بي أطير بين اذرع أبي.لقد عدت صغيرة. حضنني ابي ثم همس في أذني" أنت أميرتي الصغيرة...أتريدين أن تصبحي عروسا فملكة أم تظلين أميرة بابا؟" فقبلته و قلت"أميرة بابا"