موقعة فخ
موقعة فخ أو معركة فخ معركة وقعت بتاريخ (8 من ذي الحجة 169هـ = 11 من يونيو 786م) بالقرب من مكة بمكان يسمى فخ.
حدثت المعركة بين الجيش العباسي في مواجهة ثوار من آل البيت بزعامة الحسين بن علي (العابد) بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن عبد الله الكامل، وكان مع الحسين هذا من بني عمومته إدريس وسليمان ابنا عبد الله الكامل ساندا وشاركا في الثورة والحرب ونجا أحدهما واستشهد الآخر.
و فخ بفتح أوله وتشديد ثانية واد بمكة، قيل هو واد الزاهر قتل به الحسين بن على (العابد) بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب العلوي يوم التروية سنة 169 ه وقتل معه جماعة من أهل بيته، وفيه دفن عبد الله بن عمرو جماعة من الصحابة.
أسباب المعركة ووقائعها
بعد مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ابن بنت رسول الله في معركة كربلاء، وفشل ثورة محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط وفشل ثورة أخيه إبراهيم بن عبد الله الكامل؛ بعد فشل تلك الثورات قامت حركات لبعض العلويين في اليمن وخراسان، لكنها لم تلقَ نجاحًا، وأصابها مثل ما أصاب ما قبلها من ثورات، وعاش من بقي من آل البيت العلوي في هدوء، وربما استخفوا حتى يتمكنوا من إعداد العدة للخروج وهم مكتملو القوة والعدد، وظلت الأمور على هذا النحو من التربص والانتظار حتى حدث نزاع صغير بين والي المدينة المنورة وبعض رجال من آل البيت، العلويون، أساء التعامل معهم، وأغلظ القول لهم، فحرك ذلك مكامن الثورة في نفوسهم، وأشعل الحمية في قلوبهم، فثار العلويون في المدينة بقيادة الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى العلوي، وانتقلت الثورة إلى مكة بعد أن أعلن الحسين البيعة لنفسه، وأقبل الناس عليه يبايعونه.
ولما انتهى خبر هذه الثورة إلى الخليفة العباسي موسى الهادي، أرسل جيشًا على وجه السرعة للقضاء على الثورة، قبل أن يمتد لهيبها إلى مناطق أخرى؛ فيعجز عن إيقافها، فتحرك الجيش العباسي إلى مكة، والتقى بالثائرين في (8 من ذي الحجة 169هـ = 11 من يونيو 786م) في معركة عند مكان يسمى "فخ" يبعد عن مكة بثلاثة أميال، وانتهت المعركة بهزيمة جيش الحسين، ومقتله هو وجماعة من أصحابه.
نتائج المعركة
من نتائج معركة فخ بالقرب من مكة، مقتل الحسين بن علي العابد المتزعم للثورة و جل من كان معه وفي صفه:
مقتل الحسين بن علي (العابد) بن الحسن المثلث العلوي
قلنا أن من ولد علي العابد بن الحسن المثلث العلوي، الحسين بن علي وهو الشهيد صاحب فخ، خرج ومعه جماعة من العلويين زمن الهادى موسى بن المهدى بن المنصور بمكة، وجاء موسى بن عيسى بن علي ومحمد بن سليمان بن المنصور فقتلاهم بفخ يوم التروية سنة تسع وستين ومائة 169 هـ. وقيل سنة سبعين، وحملا رأسه إلى الهادى فأنكر الهادى فعلمهما وإمضاءهما حكم السيف فيهم دون رأيه، ونقل أبو نصر البخاري عن محمد الجواد بن علي الرضا عليه السلام أنه قال لم يكن لنا بعد الطف (يعني يوم الطف أي معركة كربلاء) مصرع أعظم من فخ. ولم يعقب الحسين صاحب فخ.
مقتل سليمان بن عبد الله الكامل ونجاة أخيه إدريس
نجاة إدريس بن عبد الله الكامل
ارتكاب الجيش العباسي الفظائع في موقعة فخ
تحكي كتب التاريخ الإسلامي والأخبار (مفاتل الطالبيين للأصفهاني) أن الجيش العباسي ارتكب من الفظائع والإجرام في موقعة فخ ما تأباه الآدمية. ويحكى الذين شاهدوا موقعة فخ وما سبقها: " أنه لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشد وأفجع من فخ ". ولهذا كثر النواح على صرعى فخ تأثراً من بشاعة المناظر التي هالتهم وروعتهم، ودونك بعض ما قيل في مراثي الحسين بن علي العابد بن الحسن المثلث العلوي، ومن معه،
فمما قال عيسى بن عبد الله الطالبي:
تركوا بفخ غُدوة في غير منزلة الوطن
كانوا كراما قُتِّلوا لا طائشين ولا جُبُن
غسلوا المذلة عنهم غسل الثياب من الدَرَن
هُدِى العباد بجدهم فلهم على الناس المِنن
ومما قال داود بن سلم:
يا عين إبكي بدمع منك مُنْهتنِ فقد رأيتِ الذي لاقي بنو حسن
صرعي بفخ تجر الريح فوقهم أذيالها وغوادي الدلج المزُن
حتى عفت أعظم لو كان شاهدها محمد ذبَّ عنها ثم لم تُهن(1)
ــــ
ماذا يقولون إن قال النبي لهم ماذا صنعتم بنا في سالف الزمن ؟ ــــــــــ (1) الأبيات الأولى من سبعة، وكذا الثانية. راجع مقاتل الطالبيين ص 458 ـ 460.
المراجع
مقاتل الطالبيين لأبي فرج الأصفهاني.
عقد فريد في تاريخ الشرفاء التليد (تأليف الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي).
الحسن المثنى بن الحسن السبط (تأليف الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي).
عبد الله الكامل بن الحسن المثنى (تأليف الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي).