العلماء يرصدون التلوث في جسم الإنسان
كاليفورنيا، الولايات المتحدة (CNN) -- يحظى ما يُعرف بالرصد البيولوجي "biomonitoring" - أو دراسة كمية التلوث في الجسم الإنساني -
بشعبية متزايدة بين خبراء الصحة العامة، حيث دعت دراسة حديثة صادرة في ولاية كاليفورنيا إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول تأثير السموم البيئية على صحة الإنسان.
ويشكك العلماء والأطباء في وجود صلة بين السموم البيئية والعديد من الأمراض مثل الربو والسرطان، رغم أن وجود الكثير من المواد
الكيماوية في البيئة يجعل العثور على دليل يثبت تلك الصلة مستحيلاً تقريباً.
وبناء على هذه الدراسة، أقرّت ولاية كاليفورنيا عدداً من القوانين للتخفيف من حدة ما يُعرف بـ" العبء الجسدي"، أو كمية المواد
الكيماوية الصناعية التي تُوجد في جسم الإنسان.
يشار إلى أن السموم والملوثات العضوية الدائمة لها خاصية تسمى التراكم الحيوي bioaccumulation حيث أنها تدخل إلى الكائنات الحية
عن طريق الطعام أو الماء أو الاحتكاك المباشر أو الاستنشاق، ومن ثم تبقى داخل ذلك الكائن الحي.
ويتوالى تركيز الملوثات كلما انتقلت إلى أعلى السلسلة الغذائية، حتى تصل إلى البشر والحيوانات في قمة السلسلة بنسب تلوث مرتفعة
للغاية، ثم تتحلل هذه الملوثات ببطء شديد؛ ولذا تستمر عالقة في البيئة أو في الأنسجة البشرية لسنوات طويلة.
وكان من المفترض أن يؤدي مشروع قانون في ولاية كاليفورنيا إلى بدء عمليات للرصد البيولوجي ضمن إدارة الصحة بالولاية هذا العام
على أن تكون الرضاعة الطبيعية نقطة البداية، ولا سيما بعد درسة موسعة اكتشفت وجود معدلات عالية من هذه المواد الكيماوية في
حليب الأم الطبيعي وأنسجة الثدي في منطقة سان فرانسيسكو.
وتوجد الملوثات العضوية الدائمة في السجاد والأثاث المنزلي وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأدوات المستخدمة في الحياة اليومية.
وتؤثر تلك الملوثات على الجهاز المناعي للإنسان وعلى جهازه العصبي، كما أنها تتسبب في مشاكل سلوكية له، بالإضافة إلى تأثيرها
على عملية الإنجاب.
وفي عام 1944 اكتشف العلماء أن DDT -أحد مبيدات الحشرات - يترك إحدى نتائج تحلله في دهون الإنسان، وبعد سبع سنين أخرى
أظهرت دراسة أن DDT يفرز في حليب الأم الطبيعي.