منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. البيئه والأسلام 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. البيئه والأسلام 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عائلــ الاخلاق الصدق الصبر العدل العفو الرفق التعاون الحلم الامانة الاخوة العمل الامل المشورة التواضع ــة تابــلاط
 
الرئيسيةعائلة تابلاطأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البيئه والأسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فارس المنتدى

فارس المنتدى


البيئه والأسلام Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
العـمـل : الحمد لله
هوايتي المفضلة : الانترنات و الرياضة
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

البيئه والأسلام Empty
مُساهمةموضوع: البيئه والأسلام   البيئه والأسلام Clockالإثنين 13 يونيو 2011 - 17:08

البيئة في الإسلام
على الرغم من أن كلمة بيئة لم يرد ذكرها فى القرآن الكريم أو فى السنة النبوية المشرفة ، إلا أننا إذا أخذنا مفهوم البيئة الذى يحددها بأنها " الأرض وما تضمه من مكونات غير حية ممثلة فى مظاهر سطح الأرض من جبال وهضاب وسهول ووديان ، وصخور ومعادن وتربه وموارد مياه ، ومكونات حية ممثلة فى النباتات والحيوانات برية النشأة سواء كانت على اليابسة أو فى الماء وما يحيط بالأرض من غلاف غازي يضم الكثير من العناصر الأساسية اللازمة لوجود الحياة على سطح الأرض " نجد أن البيئة بهذا المفهوم " الأرض ومن عليها وما حولها " قد ورد ذكرها فى القرآن الكريم فى 199 آية فى سور مختلفة .

• البيئة خلقت بدقة بالغة ومتوازنة :
خلق الله سبحانه وتعالى البيئة وأحكم صنعها بدقة بالغة من حيث الكم والنوع والخصائص والوظيفة . يقول الحق تبارك وتعالى : ( صنع الله الذي أتقن كل شيء ) " النمل 88 "
فكل شيء عنده بمقدار معلوم بحسب علمه سبحانه وتعالى الذي يعلم وحده بأن كل عنصر من عناصر البيئة بهذا القدر وبهذه الصفات كما حددها الله سبحانه وتعالى يكفل لهذه العناصر أن تؤدي دورها المحدد والمرسوم لها من قبل الخالق القدير ، فى المشاركة البناءة فى مصفوفة إعالة الحياة فى توافقية وانسجامية غاية فى الدقة والتوازن مع بعضها البعض . يقول عز من قائل .
( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ( القمر 49 )
( وخلق كل شيء فقدره تقديراً ) ( الفرقان : 2 )
( وكل شيء عنده بمقدار ) ( الرعد : 8 )
وتشير كتب التفسير أن قدرة تعني إيجاد كل شيء على قدر مخصوص وتقدير معين فى ذاته وخصائصه ، والقدر تحديد كل محدود بحده الذي يوجد به . هذا التقدير البالغ الدقة الذى هو من صنع لدن حكيم خبير هو الذي يعطي لكل عنصر أو مكون من مكونات البيئة طبيعته الكمية والنوعية ووظيفته وعلاقته بالمكونات الأخري ، ومنهجه ودوره فى الوجود ، كما يعطي للبيئة ككل توازنها وقدراتها على إعالة الحياة ، وهي المهمة الأساسية التى خلقت من أجلها البيئة .

( ربنا ما خلقت هذا بطالا سبحانك ) ( آل عمران : 191 )

وليس أدل على دقة خلق البيئة وتوازنها ، أن مكوناتها أو عناصرها كلها مفيدة ومتوازنة مع بعضها البعض حسب ما قدر لها الله سبحانه وتعالى طالما ظلت هذه المكونات أو العناصر محتفظة بخصائصها الكمية والنوعية كما خلقت دون تغيير جوهري يذكر . ولكن إذا ما تدخل الإنسان فى البيئة سواء متعمدا أو جاهلا وأحدث فيها تغييرات كبيرة سواء على مستوى الكم أو الخصائص يختل توازنها وتنقلب عناصرها من عناصر مفيدة إلى عناصر ضارة مسببة الكثير من المخاطر التى تهدد الحياة ، ومن ثم تبدأ المشكلات البيئية في الظهور .

وليس ثمة شك أن قضية المحافظة على عناصر البيئة دون تغيير جوهري ، تعتبر قضية بالغة الأهمية والخطورة فى عصرنا الحاضر يجب أن نعي أبعادها جيداً عندما نتعامل مع بيئتنا حتي نحافظ على استمرارية بقاء مكوناتها وعناصرها كما خلقها الله سبحانه وتعالى لتؤدي دورها فى خدمة البشرية دون مشكلات لاطاقة لنا بها ، ونتفادي انتقام البيئة التى لاترحم إذا ما أساء الإنسان استخدامها بالإسراف أو الإفساد أو التخريب . فإذا أخذنا الهواء ، وهو أحد مكونات البيئة ، كنموذج نشرح من خلاله دقة الخلق وبديع الصنع ، نجد أنه يتكون من عدد كبير من الغازات ، قدر كل منها تقديراً بالغ الدقة إذ يشكل غازي النيتروجين " الازوت " ( N2 ) ، والاكسجين ( O2 ) النسبة الأعظم ( 99 % تقريباً ) ويعتبر غاز النيتروجين صاحب النصيب الأوفر من هذه النسبة حيث يخصة ( 7 0ر78 % ) وهو غاز خامل لايساعد على الاشتعال وغير قابل للذوبان فى الماء . أما الأكسجين فيخصه ( 95 ر20 % ) وهو غاز نشيط يساعد على الاشتعال وقابل للذوبان فى الماء من أجل الأحياء المائية التي تعتمد فى حياتها على الأكسجين المذاب فى الماء ، والذي يتجدد من خلاله قدرة الماء على امتصاصه واحتوائه .

أما النسبة الباقية ( 1% ) فيمثلها عدد كبير من الغازات منها غاز الأورجون ( 94 ر0 % ) وثاني أكسيد الكربون ( 30ر0% ) والهيدروجين ( 1 0ر0% ) إضافة إلى أول أكسيد الكربون ، وثاني أكسيد الكبريت والهيليوم والميثان والأوزون والكربيتون والنيون والزينون وغيرها .

ومن آيات الله سبحانه وتعالى أن نسبة غاز النيتروجين العالية ( 78 % ) وهو الغاز الخامل غير المساعد على الاشتعال مقدره تقديراً دقيقاً من قبل الخالق العليم الخبير . إذ لو كانت نسبته أقل من هذه النسبة المقدرة وحدث أن سقطت شراره كهربائية من الفضاء الخارجي نحو الأرض ( يحدث أحياناً ) لاحترق كل شيء على سطح الأرض . إذ أن هذه النسبة هي التى تضبط وتقنن طبيعة الأكسجين وهو الغاز القابل للاشتعال ، حيث يتحول إلى غاز يساعد على الاشتعال ولكنه لايشتعل حتي يظل الأكسجين مؤدياً لوظيفته فى إعالة الحياة .

( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ) ( الحجر :85 )

وإذا أخذنا مثلاً ثاني أكسيد الكربون الذي يشكل 3 0ر% من حجم الهواء كما قدره الله سبحانه وتعالى ، والذي تدور من حوله فى الوقت الحاضر المؤتمرات وتتعالى الصيحات من أخطاره ، نجد ان هذه الغاز بهذه النسبة المقدرة تقديراً دقيقاً يلعب دوراً مهماً جداً فى إعالة الحياة على سطح الأرض . فالبيئة بهذه النسبة الضئيلة جداً من ثاني أكسيد الكربون المقدرة تقديراً هادفاً استطاعت أن تحتفظ فى غلافها الجوي القريب من سطح الأرض حيث يتركز معظم ثاني أكسيد الكربون ( 80 % ) بدرجة حرارة مناسبة تسمح بوجود الحياة على سطحها إذا يعتبر هذا الغاز بمثابة صوبه الأرض Greenhouse of the Earth حيث أودع الله فيه خاصية امتصاص الموجات الحرارية الأرضية ( الأشعة تحت الحمراء ) والاحتفاظ بها فى الغلاف الجوي بما يعطي لهذا الغلاف هذه الدرجة المناسبة من الحرارة التى تسمح بوجود الحياة ومعني هذا أن الاخلال بنسبة هذا الغاز زيادة أو نقصاناً تعني فى حد ذاتها زيادة أو نقصاناً فى درجة حرارة الغلاف الجوي وما يحمل هذا الأمر من مخاطر كثيرة ويفسر لنا هذا الوضع القلق الذي بات يسيطر على البشرية نتيجة الزيادة المطردة فى نسبة ثاني أكسيد الكربون فى الغلاف الجوي منذ الخمسينات من هذا القرن ( زادت النسبة من 31 0% عام 1950 إلى 325 .ر% عام 1970 إلى 345 .ر% عام 1980 ) وما يصاحب هذه الزيادة من ارتفاع فى درجة حرارة الغلاف الجوي .
وتكمن خطورة هذا الأمر فى انصهار كميات كبيرة من الثلوج فى مناطق القطبين والجبال وتحرك هذه المياه لتسهم فى رفع منسوب مياه البحار والمحيطات واحتمالات تعرض مدن ساحلية كثيرة للغرق وتشير سجلات المد والجزر فى مناطق كثيرة من العالم أن منسوب مياه البحار قد ارتفع بمقدار 45 ملليمتراً فى الفترة من 1890 - 1940 ، وأخذ المنسوب في الارتفاع بمعدل 3 ملليمترات سنوياً حتي عام 1970 ، ثم ازداد المعدل ليصل إلى 14 ملليمتراً فى الوقت الحاضر .

وقد تبين للعلماء أن تزايد نسبة ثاني أكسيد الكربون لاترجع فقط إلى تزايد استهلاك مصادر الوقود الأحفوري ( الفحم ـ النفط ـ الغاز الطبيعي ) ، وإنما جاءت أيضاً نتيجة التدهور الذى أصاب الغطاء النباتي المستهلك الرئيسي لثاني أكسيد الكربون . ولعل خطورة هذا الوضع هي التي دعت إلى عقد مؤتمر دولي فى لندن فى فبراير 1989 لمناقشة الإجراءات والوسائل الكفيلة بضبط إطلاق ثاني أكسيد الكربون فى الغلاف الجوي وتنمية مصادر استهلاكه ( النباتات ) لوقف هذه الزيادة المطردة ومحاولة العودة بنسبته كما قدرها الله سبحانه وتعالى .

ومن ثم لانستطيع ان نتصور تركيبة الهواء على غير النسب التى قدرها الله سبحانه وتعالى ، إذ أن أي خلل فى مكوناته تحدث الكثير من المخاطر يوقل الحق تبارك وتعالى :
( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ) ( الأنبياء :16 )

• البيئة خلقت مسخرة لخدمة الإنسان :
خلق الله البيئة وذللها سبحانه وتعالى وسخرها لخدمة الإنسان الذي استخلفه فيها يقول عز من قائل :
( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلو من رزقه وإليه النشور ) ( الملك : 15 ) .
فالبيئة كلها بأرضها وسمائها ومائها وهوائها وجمادها ونباتها وحيواناتها ، ما يلج فى الأرض وما يخرج منها ، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، كل ذلك قد خلقه الحق تبارك وتعالى مسخراً مذللاً للإنسان يعتصر منافعة من بين ثناياها ، فهي خلقت له ومن أجله.

• البيئة يحفظها الله بدروع واقية :
ومن رحمة الله أن هذه البيئة التى جهزها الله سبحانه وتعالى بكل مقومات الحياة لتصبح بيتاً آمناً للإنسان وتفي بكل متطلباته المعيشية قد حفظها الله سبحانه وتعالى وحماها من مخاطر الإشعاعات الكونية الفضائية والشهب والنيازك التى تندفع من القضاء الخارجي نحو الأرض يقول الحق تبارك وتعالى :
( وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ) ( الأنبياء : 32 )
فقد أثبتت الدراسات أن الغلاف الجوي الذى يحيط بالأرض يضم مجموعة من الطبقات ولكل طبقة وظيفة تؤديها فى إعالة الحياة وحمايتها .

وتعتبر طبقة الاستراتوسفير " طبقة الأوزون " أحد الطبقات الحافظة والدرع الواقي للبيئة ضد مخاطر الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي لو وصلت إلى سطح الأرض بكامل قوتها المنبعثة بها من الشمس لدمرت كل مظاهر الحياة ومن ثم تجلت قدرة الخالق العليم فى بناء هذه الطبقة التى تقع على ارتفاع يزيد عن 12 كيلو متراً فوق سطح البحر وأودع فيه كميات هائلة من غاز الأوزون O3 الذى تتمثل إحدي وظائفة فى ضبط وتقنين وصول الاشعة فوق البنفسجية إلى الأرض حيث لا تسمح إلا بمرور كميات محددة ومقدرة من قبل الخالق العليم يراها بعلمه أنها مفيدة وضرورية للحياة .

ولعل أهمية هذه الطبقة كدرع واق يفسر لنا القلق والخوف الذى بدأ يساور البشرية بعد اكتشاف وجود ثقب فى طبقة الأوزون فى منطقة القطب الجنوبي ( 1985 ) ، وإرهاصات لدرجة من درجات التدهور فى طبقة الأوزون فى بعض المناطق خاصة العروض العليا الشمالية ومن ثم بدأ العالم يتحرك كله فى الوقت الحاضر ليتعرف على أسباب تدهور هذه الطبقة الاستراتيجية الواقية وبحث الإجراءات الكفيلة بحمايتها من أجل مستقبل البشرية وفى سبيل تحقيق ذلك أبرمت فى سبتمبر 1987 اتفاقية دولية لحماية طبقة الأوزون نصت على ضرورة إيجاد بديل غير ملوث لغاز الكلور وفلوروكربون ( CFCs ) الذى تبين أنه المسئول الرئيسي عن تدهور طبقة الأوزون . إذ عندما يصل غاز الكلور وفلورو كربون إلى طبقات الجو العليا يتحلل بفعل الأشعة فوق البنفسجية وينطلق ما فيه من "كلور قاتل الأوزون " إذ أن كل ذرة من الكلور قادرة على تحطيم ( تحليل ) 000 ر100 جزيء أوزون . ومما يدل على خطورة ما أصاب طبقة الأوزون من تدهور .

كما أن طبقة الميزوسفير ، وهي الطبقة التي تعلو طبقة الاستراتوبوز تمثل بدورها درعاً آخر واقياً للبيئة من خطر الشهب والنيازك التى تضل طريقها وتندفع من الفضاء الخارجي نحو الأرض . إذ تحترق هذه الشهب والنيازك فى هذه الطبقة وتتحول إلى رماد يتساقط بخفة فوق سطح الأرض ويمكن أن نطلق على هذه الطبقة " محرقة الشهب والنيازك " فلولا وجود هذه الطبقة الحافظة لدمرت وأحرقت الشهب والنيازك كل مظاهر الحياة على سطح الأرض.

من هذا نري أن الله سبحانه قد أتقن صنع البيئة ، وأودع فيها كل مقومات الحياة . يقول الحق تبارك وتعالى :
( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين ) ( فصلت :10 )

وأحاطها الله بدروع حامية واقية من الأخطار القادمة من الفضاء الخارجي هذه البيئة هي نعمة مهداة من الله سبحانه وتعال يتعين علينا أن نشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، ويقتضي واجب شكر النعمة أن نسعى إلى حمايتها والمحافظة عليها ، ويصبح هذا الأمر فرض كفاية وفرض عين على كل مسلم ومسلمة لتظل تؤدي دورها فى إعالة الحياة الآمنة المطمئنة . وقد حذر الله سبحانه وتعالى كل من يسيء استخدامها أو يفسدها أو يبدلها بالعقاب الشديد يقول الحق تبارك وتعالى :
( ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب ) ( البقرة : 211 )

ثانيا : الإنسان من منظور إسلامي
.وقد قضت حكمة الله عز وجل أن يكون الإنسان خليفة فى الأرض ، وأن يتمتع بقدرات ونعم لايتمتع بها غيره من المخلوقات حتي عالم الملائكة . يقول عز من قائل : ـ
( ولقد كرمنا بني ءادم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) ( الإسراء :70 )

فقد كرم الله الإنسان بالعقل وشدد على ضرورة حسن استخدامه ، ومن ثم كثيراً ما يخاطبه من خلال هذه النعمة العظيمة ، وهي نعمة العقل . يقول الحق تبارك وتعالى :
( وما يذكر إلا أولوا الألباب ) ( البقرة : 269 ) .
فوق هذا هداه ربه إلى طريق الصواب والصلاح يقول عز من قائل : ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفوراً ) ( الإنسان : 3 )

• الإنسان مستخلف فى البيئة
خلق الله الإنسان وجعله خليفة فى الأرض وسخر له ما في السماوات والأرض جميعاً يقول الحق تبارك وتعالى :
( وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل فى الأرض خليفة ) ( البقرة : 30 )
( هو أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه )
.ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " إن الدنيا حلوة خضرة والله تعالى مستخلفكم فيها " ( رواه مسلم والنسائي )

فالاستخلاف يعني أن الإنسان وصي على هذه البيئة لا مالك لها ، إنه مستخلف على إدارتها واستثمارها وإعمارها أمين عليها . ويقتضي واجب الاستخلاف بطبيعة الحال أن يتبع المخلوق ما يأمر به مالك هذه البيئة وخالقها ومستخلفه فيها ويقتضي واجب أمانة الاستخلاف أن يتصرف فيها تصرف الأمين فيما لديه من أمانات فالأرض أرض الله ، والعباد عباد الله ومعي هذا أنه ليس ملكية مطلقة في الإسلام أي أنه ليس من حق أي فرد أن يتصرف فيما يملك كيفما يشاء : فالملكية في الإسلام محددة بضوابط وشروط حددها الله سبحانه وتعالى ، منها حسن استغلالها وصيانتها والمحافظة عليها من أي تدمير أو تخريب وحتى نفسك لا تستطيع أن تتصرف فيها كيفما تشاء ، فأنت آية من آيات الله ملتزم بالمحافظة على نفسك وحمايتها وعدم إلقائها فى التهلكة يقول الحق تبارك وتعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ( البقرة 195 )
ومن القواعد الفقهية الإسلامية " لاضرر ولاضرار " ( حديث شريف )
فأي صورة من صور الضرر سواء لنفسك أو لغيرك منهي عنه فى الإسلام أي لا يجوز أن تضر نفسك ولاتضر الآخرين ولا نكون مبالغين إذا ما قلنا أن جدارة الإنسان بالاستخلاف تقاس بدرجة قدرته على إعمار الأرض وتنميتها . ومما يدل على أن عمارة الأرض تكليف من الله سبحانه وتعالى قوله :
كما أن الاستخلاف بالقياس الزمني استخلاف مؤقت يقول عز من قائل ( ولكم فى الأرض مستقر ومتاع الى حين ) ( البقرة :36 )
ومعنى هذا إن البيئة بمواردها الطبيعية المختلفة لاتعبتر ملكاَ خالصاً لجيل من الأجيال يتصرف فيها كيفما شاء ، ولايستطيع أي جيل أن يدعي لنفسه هذا الحق ، وإنما هي ميراث البشرية الدائم تتوارثه الأجيال المتعاقبة والمتلاحقة .
ومن ثم يقتضي واجب الاستخلاف أن نحافظ على البيئة دون تدمير أو استنزاف لنورثها للأجيال القادمة بيئة سليمة قادرة على العطاء كما خلقها الله سبحانه وتعالى . ومن هذا المنطلق يعتبر سوء استغلال موارد البيئة واستنزافها لحساب جيل معين على حساب الأجيال القادمة أمر ينهي عنه الإسلام وفيه مخالفة صريحة لمعنى الاستخلاف .

• العبادة والبيئة :
• خلق الله الانسان وحدد مهمته فى هذه الحياة يقول الحق تبارك وتعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ( الذاريات : 56 )
فالعبادة أمر من الله سبحانه وتعالى لعباده ، والأمر المطلق من الله سبحانه وتعالى يعني الوجوب .
ومما يجدر ذكره أن العبادة بمعناها الشامل لاتقتصر فقط على مجرد أداء الشعائر الدينية الروحية من صلاة وصوم وحج وغيرها ، وإنما تعني الالتزام المخلص والأمين بمباديء الإسلام وتعليماته فى كل شئون الحياة . فحسن استغلال البيئة عبادة والمحافظة عليها وصيانتها لتستمر الى ما شاء الله تنتفع بها البشرية كافة حتي يرث الله الأرض ومن عليها عبادة ، وإماطة الأذى عن الطريق عبادة وعدم تلويث الماء والهواء عبادة ، وحسن استعمال المرافق العامة والخاصة من طرق ومياه وكهرباء ومؤسسات مختلفة ( مدارس ـ مستشفيات ـ مصانع وغيرها ) بأسلوب راشد عاقل عبادة هذه السلوكيات الإسلامية البناءة فى التعامل مع مكونات البيئة الطبيعية والمشيدة أمر من الله سبحانه وتعالى بقوله .
( وأحسن كما أحسن الله إليك ولاتبغ الفساد فى الأرض إن الله لايحب المفسدين ) ( القصص : 77 )
وليس ثمة شك أن حسن استغلال مكونات البيئة الطبيعية والمشيدة وصيانتها فيه نفع
كبير للبشرية كافة ، وأن سوء استغلالها والعمل على سرعة استنزاف مواردها فيه ضرر بالغ للبشرية جمعاء ، وهو فى نفس الوقت كفر والعياذ بالله بأنعم الله ولاريب أن الكفر بأنعم الله مدعاة الى المآسي والكوارث والجوع والخوف يقول الحق تبارك وتعالى . ( فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ( النحل 112 )
ثالثا :القواعد والمباديء الإسلامية التى تقنن علاقة الإنسان ببيئته
لقد ضمن الإسلام مجموعة من القواعد والمباديء التى تكفل ضبط سلوكيات الإنسان فى تعامله مع بيئته بما يصونها ويحافظ عليها لينعم بخيري الدنيا والآخرة من هذه القواعد والمباديء الإسلامية القويمة :

• الدعوة إلى الاعتدال ونبذ الإسراف :
من مباديء الشريعة الإسلامية الأساسية سلوك الطريق الوسط او المعتدل في التكليف فهو دين الوسطية والاعتدال ، لا إفراط ولاتفريط ولا إسراف ولاتقتير يقول الحق تبارك وتعالى :
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) ( البقرة : 143 )
( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولاتبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسوراً ) ( الإسراء 29 )
فقد نهي الإسلام عن الإسراف لما فيه من أضرار كثيرة فالإسراف فى نظر الإسلام كل سلوك يتعدي الحدود المعقولة أو المقبولة فى أي أمر من الأمور وإذا طبقنا هذا المفهوم على البيئة فإنه يتمثل في الاستخدام المفرط أو الجائز لموارد البيئة ومن ثم يصبح هذا السلوك غير المرغوب فيه مصدر ضرر وخطورة على البيئة ومواردها ، كما أنه نوع من الأنانية وعدم التبصر وعدم الحكمة فى تحمل المسئولية لأنه مدعاة لسرعة استنزاف موارد البيئة وقد توعد الله المسرفين بالهلاك يقول عز من قائل :
( وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين ) ( الأعراف 31 )

( ولاتبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ) ( الإسراء 26 ،27 )
.ومن أحاديث الرسو ل الكريم صلي الله عليه وسلم التى تحض على الاعتدال والاقتصاد ونبذ الإسراف " طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة ( رواه مسلم عن أبي هريرة ) " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه ، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " ( رواه الترمذي )
وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يغتسل بالصاع ( الصاع أربعة أمداد ) إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد ( مقدار حفنة كبيرة ) فمن زاد عن ذلك فقد أفاء وظلم ( متفق عليه )
.
إن البشرية اليوم فى حاجة ماسة لتبني الدعوة الإسلامية إلى الاعتدال ونبذ الإسراف للحد من الضغط الشديد على موارد البيئة لتظل قادرة على استمرارية العطاء وتتحقق العلاقة المتوازنة بين الإنسان وبيئته التي نتفادى بها ما نعانية اليوم من مشكلات خطيرة آخذة فى التفاقم بشكل مطرد إذا لم نضع حداً لهذا الاستخدام المفرط والجائر .

• الدعوة إلى التعمير والصلاح والنهي عن الفساد والإفساد :
الفساد بمعناه الشامل ضد التعمير والصلاح والفساد هو كل سلوك بشري يفسد نعم الله ويحيلها من مصدر منفعة وحياة إلى مصدر ضرر وخطورة على الحياة فالفساد إذن سلوك بشري على غير ما أمر به الله سبحانه وتعالى ، وعلي مقدار تمرد الإنسان على حركة الحياة يحدث الفساد والإفساد ومن ثم فقد نهى الإسلام عن الفساد والإفساد لما فيهما من ضرر كبير ، وتوعد المفسدين بغضب الله وسخطه يقول الحق تبارك وتعالى :
( كلوا وأشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين ) ( البقرة : 60 )

( ولاتفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ) ( الأعراف 85)
.( ويسعون فى الأرض فسادا والله لايحب المفسدين ) ( المائدة : 64 )
ومن أحاديث الرسول الكريم التى تنهي عن الفساد والإفساد دعوته الى المحافظة على الماء طاهراً نقياً وعدم إفساده بإلقاء النجاسة والمخلفات فيه ليظل مصدر حياة وخير للبشرية : " لايبولن أحدكم فى الماء الراكد ثم يغتسل فيه " ( رواه البخاري ) " كما نهى أن يبال فى الماء الجاري " ( رواه الطبراني بإسناد حسن ) فالتبول فى الماء الراكد يجعله بيئة خصبة لتكاثر الميكروبات والفيروسات التى تساعد على انتشار الأمراض المعدية ، كما أن التبول فىالماء الجاري سوف يؤدي إلى إلحاق الضرر بالآخرين حيث تصلهم المياه ملوثه وهو سلوك يتنافي مع حرص الإسلام على ألا تضر نفسك ولاتضر الآخرين انطلاقاً من القاعدة الفقهية " لاضرر ولاضرار " .

وفى حديث آخر يقول الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الملاعن الثلاث البراز فى الماء ، وفى الظل وفى طريق الناس " ( رواه ابو داود ) فهل نحن ملتزمون بتعاليم الإسلام كما جاءت فى كتاب الله وسنة رسوله الكريم فى عدم إفساد موارد البيئة . للأسف نحن نرتكب مخالفات شرعية كثيرة عندما نسمح لأنفسنا بضخ مياه المجاري الصحية غير المعالجة ، وهي مليئة بالمواد الكيماوية والعضوية والميكروبات الضارة إلى البحار والأنهار والبحيرات ، كما نرتكب نفس المخالفة عندما نسمح بضخ مخلفات المصانع أيضا فى البحار والأنهار متجاهلين ضررها البالغ على الأحياء المائية وأهمية مياه هذه الانهار للاستخدام الزراعي والاستخدامات المنزلية ، سلوكيات غير إسلامية ، غير بيئية نرتكبها ونحن فى غفلة من أمر ديننا .
وإذا نظرنا إلى ماء المطر النعمة المهداه الذي ينزل من السماء ماء طهوراً يقول عز من قائل :
( وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا )
( الفرقان : 48 ، 49 )

هذه النعمة العظيمة التى لاتستقيم الحياة بدونها .
( وجعلنا من الماء كل شيء حي )( الأنبياء : 30 )

بدأنا ايضاً فى إفسادها وبدلناها من طبيعتها الفطرية . إذ أصبح المطر يسقط في مناطق كثيرة ( خاصة فى البيئات الصناعية ) مطراً حمضياً Acid Rain يهلك الحرث والنسل ...ز فقد بلغ الاس الهيدروجيني ( PH ) للمطر فى بعض المناطق الصناعية وهو معدل يجعل مياه الأمطار عالية الحموضة محدثه أضرار كثيرة .

يقول الحق تبارك وتعالى : ـ
( ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون ) ( الروم : 41 )

فهل نرجع ؟ ومن سخرية القول أننا نفسد بيئتنا بدعوى إصلاحها فعندما نستخدم الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية مثلاً بدرجة كثافة عالية ، ندعي أننا نسعى إلى زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية ولكن هذا التكثيف للكيماويات ( الأسمدة والمبيدات ) يؤدي إلى إفساد البيئة والإنتاج معاً فقد تبين أنه ينجم عن هذا الاستخدام المكثف لهذه الكيماويات تسرب كميات كبيرة منها إلى الهواء ومصادر المياه وإفسادهما ، فضلاً عن إنتاج محاصيل ملوثة كيمائيا يقول الحق تبارك وتعالى :
( وإذا قيل لهم لاتفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون ) ( البقرة : 11 ، 12 )

• الدعوة إلى استزراع وحماية البيئة الحيوية :
اهتم الإسلام بالبيئة الحيوية " النباتات والحيوانات " اهتماماً كبيراً لما لها من أهمية كبيرة فى إعالة الحياة وتحقيق التوازن الأيكولوجي فقد أودع الله سبحانه وتعالى فى مكونات البيئة الحيوية الكثير من المنافع الملموسة وغير الملموسة التى سخرها بقدرته وحكمته لخدمة الإنسان وتوفير الكثير من متطلبات حياته :
يقول الحق تبارك وتعالى :
( وهو الذي سخر البحر لتأكوا منه لحما طريا وتستخرجوا من حلية تلبسونها ) ( النحل 14 )
( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) ( يس 80 )
( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون " ( النحل 5 )
وإذا ما حللنا المنافع التى تقدمها البيئة الحيوية للإنسان نجد أنها عديدة وبالغة الأهمية إذ تلعب النباتات دوراً مهماً فى إحداث التوازن فى تركيبة الهواء خاصة غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والتوازن فى الدورة الهيدرولوجية " الدورة المائية ) من خلال عملية النتج ، وحماية التربة من الجرف لما للغطاء النباتي من قدرة كبيرة على مقاومة عوامل الجرف المائي والهوائي كما تمد الإنسان بمنافع كثيرة منها تعتبر مخزناً للسلالات والجينات الوراثية التي لا غنى عنها فى استمرار برامج تطوير وتهجين سلالات جديدة ذات إنتاجية عالية ومقاومة للآفات والأمراض النباتية والحيواينة فمن المعروف أن المحاصيل الزراعية والحيوانات المرباه تفقد مع مرور الوقت جيناتها الوراثية الجدية مما يؤثر فى درجة انتاجيتها ومن ثم يقتضي الأمر تهجين واستنباط سلالات جديدة ذات إنتاجية عالية بصفة دورية وتعتمد هذه العلمية على ما تحمله أقارب Relatives هذه المحاصيل فى البيئة الطبيعية من جينات وراثية جيدة كما خلقها الله سبحانه وتعالى كما أن للبيئة الحيوية أهمية طبية حيث تضم نباتاتها وحيواناتها الكثير من المواد أو العناصر الفعالة فى صناعة الدواء ومما يدعو للأسف أن البيئة الحيوية فى تدهور مطرد نتيجة الاستغلال المفرط والجائر .
ومما يجدر ذكره ان الاهتمام باستزراع النباتات وحمايتها لم يكن وليد العصر ، ولا من محدثات الزمن ، بل دعا اليه الإسلام منذ اربعة عشر قرناً فقد كان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يرغب أصحابه ويدعوهم إلى استزراع النباتات وحمايتها والمحافظة عليها من أحاديث الرسول فى هذا المجال " ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طيرا أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ( رواه مسلم والبخاري والترمذي ) " من أحيا أرضاً وعرة من المصر أو ميته من المصر فهي له ( رواه أحمد فى سنده ) ( ما من إمريء يحيي أرضاً فيشرب منه كبد حراء وتصيب منها عافية إلا كتب الله به أحراً ) ( رواه الطبراني في المعجم الأوسط والكبير ) ) ( إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها ) ( رواه مسلم ) صدق رسول الله الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي وكانت الأوامر تصدر صريحة إلى قواد المسلمين تنهاهم عن قطع الأشجار أو تدميرها وضرورة المحافظة عليها كما أعطي الإسلام لولي الأمر الحق فى إقامة الحمي " المحميات الحيوية ) إذا كان ذلك فى صالح المسلمين ، وقد ادرك العالم الغربي فى السبعينات من هذا القرن أهمية المحمية الحيوية فى حماية البيئة الحيوية ، وهي الدعوة التى تبناها الإسلام منذ اربعة عشر قرنا ً .

هذه الاحاديث النبوية الشريفة دعوة صريحة تربي فينا السلوكيات البيئية الإيجابية نحو التخضير ونشر الخضرة فى كل مكان وينال كل من يشارك فى التخضير سواء بالدعم المادي أو الجهد البشري أو الدعوة إلى الكويت برغبة أميرية سامية بوضع خطة شاملة لتخضير البلاد وإصدار التشريعات التى تمنع قطع الأشجار والنباتات إلا بتصريح وبضرورة ملحة وهي لاشك استجابة للدعوة الإسلامية التي تحض على تخضير البيئة وحمايتها . إنها دعوة للحياة الآمنة المستمرة .

وفى الوقت الذى اهتم فيه الإسلام بالنباتات فقد اهتم أيضاً بالحيوانات فإذا كان صيد الحيوانات برية كانت أو مائية حلالاً طيباً شرعياً فقد نهى الإسلام عنه طالما كان لغير منفعة ، أو كان فيه إسراف يهدد وجود هذه الحيوانات التى لم تخلق عبثاً ، وإنما لكل منها دور مهم فى مصفوفة الحياة لا غنى عنه فقد روى النسائي وابن حبان أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
" من قتل عصفوراً عبثاً عج إلى الله يوم القيامة يقول يارب أن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني منفعة )

ولنا فى قصة الرجل الذي دخل الجنة لأنه سقى كلباً كان يلهث من شدة العطش ، وقصة المرأة التى أدخلت النار لأنها حبست هرة ولم تطعمها أو تتركها تأكل من خشاش الأرض . هذه هي سلوكيات الإسلام تجاه البيئة الحيوية ، سلوكيات تسعي للمحافظة على هذه البيئة وصيانتها ، فهل نتأسى بهذه السلوكيات الإسلامية ونغرس فى الجيل الحالي والأجيال القادمة الوعي البيئ الإسلامي بأهمية استزراع النباتات وحماية الحيوانات والمحافظة عليها .
رابعا : الإسلام وأدب استخدام الطرق في البيئة
مما يجدر ذكره أن حسن استخدام الطريق ومنع الأذي والضرر عنه قد كفله الاسلام وشدد عليه ورغب فيه انطلاقاً من أحاديث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم " إماطة الأذي عن الطريق صدقة " ( متفق عليه ) من أذي المسلمين فى طرقهم وجبت عليه لعنتهم )( رواه الطبراني باسناد حسن ) ( الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبه أدناها إماطة الأذى عن الطريق ) ( متفق عليه ) من أماط أذي عن طريق المسلمين كتبت له حسنة ) ( رواه البخاري والطبراني ) .

من هذه الأحاديث النبوية الشريفة يتضح لنا أن إماطة الأذى بكل أشكاله المادية والمعنوية عن الطريق عبادة وفرض عين على كل مسلم فالأذى هنا يشمل كل ما يضر بالطريق ويشوه جماله ونظافته او يتسبب فى وقوع حوادث الطرق أو الارباك المروري أو غيرها من الأضرار التى تلحق بالطريق ومستخدميه فمثلاً إلقاء الزجاجات الفارغة والمخلفات من أوراق وغيرها فى الطريق يعتبر نوعاً من الأذي إشغال أرصفه الطرقات ، وهي المخصصة للمشاة بما يحول دون استخدامها فيه أذي وضرر لأن هذا الأمر قد يجبر المشاه ان يسيروا فى عرض الطريق مما يعرضهم للحوادث كما أن عدم الالتزام بتعاليم وقواعد المرور مما يتسبب فى وقوع حوادث مرورية يتأثر بها أناس أبرياء يعتبر أذى فالسائق الذي يسير بسرعة جنونية غير عابئاً بما تحدثه هذه السرعة من وقوع حوادث ، كثيرا ماتكون مميته ، يرتكب مخالفة قانونية وشرعية فى حق نفسه وحق الآخرين فالسرعة الجنونية دعوة للتهلكة والله ينهانا عن إلقاء أنفسنا فى التهلكة يقول الحق تبارك وتعالى :

( ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ( البقرة : 195 )

كما أن هذه السرعة الجنونية فيها إسراف شديد على النفس حيث يسيء استخدام نفسه والسيارة التى يمتلكها معاً ويقتضي واجب الملكية فى الإسلام كما سبق أن بينا حسن استخدامها وصيانتها وصلاحها كما يدعونا الإسلام إلى الاعتدال فى السرعة يقول الحق تبارك وتعالى :

( واقصد فى مشيك واغضض من صوتك ) ( لقمان 19 )
فالاعتدال فى السرعة هو حد الإسلام ، حد الاتزان وهو الحد الذي ستؤجر عليه لأنك بذلك تميط أذي عن الطريق بسرعتك المعتدلة المعقولة كما أن الاضرار بالطريق والتسبب فى الحوادث يتنافى ولاشك مع القاعدة الفقهية الإسلامية " لاضرر ولاضرار ) فالطريق ليس ملكاً لك تعبث فيه كيفما تشاء ومن رحمة الله عليك أنك ستؤجر فى إماطة الأذى عن الطريق وتنجو من عقاب الله سبحانه وتعالى الذي توعد به المفسدين والمسرفين فى الأرض فهل نعقل ونتبع طريق النجاة فى الدنيا والآخرة ، وهل نحسن استخدام الطرق وأن نمتنع عن كل شكل من أشكال الأذى بها كما أمرنا الله سبحانه وتعالى .

.نحقق فى النهاية علاقة طيبة إيجابية متوازنة بين الإنسان وبيئته ، علاقة تصون البيئية وتحافظ عليها لتظل قادرة على العطاء الجيد إلى ما شاء الله ، وهذا ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى .
خاتمة

من هذه الدراسة نتبين أن الإسلام قد عني عناية كبيرة بالبيئة ، ووضع للإنسان القواعد والأسس السليمة التى تكفل له حسن استغلال البيئة والمحافظة عليها وصيانتها وليس ثمة شك أن ما نعانيه اليوم من مشكلات وتدهور مطرد وخطير للبيئة سواء فى مواردها أو طبقاتها الحامية ، إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن البشرية لم تلتزم بتعاليم الإسلام القويمة فى التعامل مع البيئة بل انطلقنا تحت نزعة الرغبة فى تحقيق مكاسب سريعة ومؤقته على حساب موارد البيئة ورصيد الأجيال القادمة فى استغلال البيئة استغلالاً جائراً مدمراً وهي قضية خطيرة جداً بدأنا نعاني من إرهاصات نتائجها الخطيرة المتمثلة فى مشكلات بيئية لا طاقة لنا على تحملها إذا ما تفاقمت ووصلت أوج خطورتها مثل مشكلة تدهور طبقة الأوزون ، ومشكلة تزايد نسبة ثاني أكسيد الكربون ، وتدهور البيئة الحيوية والتصحر ، تلوث البحار والمحيطات ، جرف التربة وغيرها من المشكلات البيئية التي أصبحت سمة من سمات عصرنا الحاضر .

لقد آن الأوان أن نعيد النظر فى مفاهيمنا وسلوكياتنا البيئية من منظور إسلامي ليتحقق لنا سلوكيات بيئية إسلامية راشدة تتعامل مع البيئة من منطق الحرص على صيانتها والمحافظة عليها .

لقد أصبحنا فى حاجة ماسة لتكثيف الجهود نحو إسلامية المعرفة البيئية بكل فروعها وتخصصاتها ، وتأصيل وتعميق التربية البيئية الإسلامية فى كل ما يخص البيئة ومشكلاتها على مستوي المناهج الدراسية فى المدارس والجامعات ، وعلي مستوي وسائل الإعلام المختلفة لخلق أجيال جديدة قادرة علىالتعامل مع بيئتها على هدي من الشريعة الإسلامية . .كما أننا فى حاجة إلى وضع تشريع بيئي إسلامي ينبع من تعاليم ديننا الحنيف يلتزم به المخططون وصناع القرار عند وضع خطط تنمية موارد البيئة بما يصونها وينميها أسال الله عزل وجل أن يصدق فينا قول الحق تبارك وتعالى :
( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) ( الزمر 18 ) صدق الله العظيم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nani17

nani17


البيئه والأسلام Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
العـمـل : الحمد لله
هوايتي المفضلة : الرياضة والإنترنت
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

البيئه والأسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: البيئه والأسلام   البيئه والأسلام Clockالإثنين 13 يونيو 2011 - 19:25

الله يحفظك خويا فارس غلى الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
samisouf

samisouf


البيئه والأسلام Hh7.net_13102023561
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

البيئه والأسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: البيئه والأسلام   البيئه والأسلام Clockالإثنين 13 يونيو 2011 - 21:04

موضوع جميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البيئه والأسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط :: الفـــئــة الــــــعـــــــــــــــــــــامــــــــــــــــة :: البـيـئـة و الطبيعة و عالم الحيوانات-
انتقل الى:  
....................
اخر الاخبار الوطنية
جميع حقوق منتديات عائلة تابلاط محفوظة
 جميع الحقوق محفوظة لـ{منتديات عائلة تابلاط} ®
حقوق الطبع والنشر © 2010 - 2011

جميع ما يكتب في المنتدى يعبر عن وجهة نظر الكاتب شخصيا ولا يمثل رأي منتديات عائلة تابلاط ولا القائمين عليه أو اهدافهم أو توجهاتهم
الترحيـب و التواصل مع الاعضاء|التهانـي والتبريكات|الدعاء للمرضى و التعازي و المواساة|تابلاط للاخبار اليومية+مواقع للصحف الجزائرية |ملتـقـى عائلة تابلاط|كل ما يخص مدينة تابلاط|تاريخ و ثقافة الـجزائـر|شخصيات جزائرية هامة|خصوصيات ادم|خصوصيات حواء|الـطفـل و الـطــفولـة|مطبخ المنتدى|الاثات و الديكور|الاناقة والجمال|نصائح و تجارب منزلية|طبيب عائلة تابلاط|تطوير الذات|الحورات و النقاشات الهامة والجادة |العلوم و المعلومات العامة|فلسطين الحبيبة|البـيـئة والطبيعة و عالم الحيوانات| شخصيات عربية و عالمية |القصص و الرويات المتنوعة |حدث في مثل هذا اليوم| الأعياد والمناسبات|السيارات والشاحنات و الدرجات|الأمثال و الحكم و الأقوال|تابلاط الافـكار و المواهـب|أشعاري و خواطري|منتدى الشريعة و الحيـاة|خيمة شهر رمضان|دليلك في الحج و العمرة|التاريخ و الحضارة الاسلامية|تـابلاط الدردشة و الفرفشة|تابلاط نكت*نكت|المسابقـات و الالغـاز|السيـاحة بكل انواعها| صـور*صـور|كرة القدم الجزائرية|كرة القدم العالمية|رياضات متنوعة|بحوث مدرسية|المحاضرات و البحوث الجامعية|معلومات و اخبار|جامعية التعليم و الدراسة بالمراسلة|السنة الاولى ثانوي|السنة الثانية ثانوي|بكالوريــا2011|السنة الاولى متوسط|السنة الثانية متوسط|السنة الثالثة متوسط|السنة الرابعة متوسط (bem)|مواقـع مفيــدة و اخرى مسلية|بـرامج الهـاتف|برامج الكمبيوتر و الانترنات|الالعاب الالكترونية|استقبال القنوات +أنظمة التشفير التلفزيونية|التقنيات المتقدمة |قسم الاعلانات الادارية للاعضاء| معلومات موقع منتديات عائلة تابلاط|السيرة العطرة و قصص الانبياء|الاعجاز العلمي في القران و السنة|
وقف لله
تــنــويـة : أبـريء ذمتي أنا صـاحـب ومـؤسس منتديات عائلة تابلاط أمام الله ان حـصـل تعارف أو صداقات غير شرعية بين الأعضاء داخل المنتدى
منتديات عائلة تابلاط لا يهدف الى الربح أو التجارة بأي شكل من الاشكال
المنتدى وقف لله تعالى لي و لوالدي و لجميع الأعضاء والمسلمين و المسلمات الأحياء منهم والأموات
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلا مُتَقَبَّلا-