أحبطت الحراسة المشددة التي أعدتها وزارة التربية تحسبا لامتحانات شهادة البكالوريا معظم مخططات الغش، إذ تم تكليف ملاحظين على مستوى مراكز الإجراء بمرافقة الممتحنين إلى دورات المياه، إلى جانب منع خروج الطلبة لقضاء حاجاتهم في الوقت ذاته، للحيلولة دون تمكينهم من التواصل فيما بينهم لتبادل المعلومات.
وأجمع الكثير من المرشحين لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا إلى جانب الأولياء على الحراسة غير مسبوقة التي ميزت امتحانات هذه السنة، بسبب تجنيد حوالي خمسة أساتذة مراقبين داخل القاعة الواحدة، فضلا عن تخصيص 10 ملاحظين على مستوى كل مركز، لتولي مهمة متابعة تحركات الطلبة على مستوى المراكز، لضمان السير الحسن لهذه الامتحانات المصيرية.
وكلفت وزارة التربية ملاحظين بمرافقة الطلبة إلى دورات المياه، وأعطت تعليمات صارمة بأن يتم منع خروج أكثر من طالب واحد إلى المرحاض لقضاء حاجاته أو شرب الماء في الوقت ذاته، قصد تفادي ما كانت تعيشه مراكز الإجراء سابقا، إذ كانت دورات المياه أفضل مكان لتواصل الممتحنين فيما بينهم قصد تبادل الأجوبة.
وسجل اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ من خلال رئيسه خالد أحمد، وكذا الأساتذة، اختفاء طرق الغش الحديثة التي تفشت في الدورات السابقة اعتمادا على الهواتف النقالة باستعمال "البلوتوث" و"والكيتمان"، مع العودة إلى الطرق التقليدية بينها تدوين المعلومات في قصاصات الورق الصغيرة بخط دقيق لا يفهمه إلا صاحبه أو ما يسميه الطلبة "بالحروز"، إلى جانب استغلال فترة ما قبل الانطلاق الرسمي للامتحان لتدوين المعلومات الدقيقة فوق الطاولات أو المنضدات، من بينها القوانين بالنسبة للأقسام العلمية، وهي طريقة يصعب التفطن لها من قبل الأساتذة المكلفين بالحراسة، بالنظر إلى صعوبة تفتيش كافة المنضدات، فضلا عن كون معظمها يوجد في وضعية كارثية بسبب اتساخها بالحبر وتآكلها.
وتجمع النقابات الممثلة لقطاع التربية إلى جانب جمعيات أولياء التلاميذ بأن ظاهرة الغش في البكالوريا أصبحت مجرد محاولات شاذة، وهي تنتشر لدى الطلبة الضعفاء الذين يبحثون عن كل السبل لضمان نجاحهم في البكالوريا مهما كانت العواقب، في وقت حيت تنظيمات أخرى الإجراءات التي التزمت بها وزارة التربية تلبية لمطالب النقابات لضمان مصداقية شهادة البكالوريا.
وفي هذا الصدد، قال مزيان مريان الناطق باسم النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بأنه سبق وأن طلب من وزير التربية أبو بكر بن بوزيد بضرورة توفير كافة الوسائل لمحاربة ظاهرة الغش التي تحمل في تقديره نفس خطورة تفشي المخدرات، بغرض إعطاء مصداقية أكثر لشهادة البكالوريا، وهو ما تم الالتزام به فعليا.