منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عائلــ الاخلاق الصدق الصبر العدل العفو الرفق التعاون الحلم الامانة الاخوة العمل الامل المشورة التواضع ــة تابــلاط
 
الرئيسيةعائلة تابلاطأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رتاج

رتاج


مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Hh7.net_13102023561
الجنس : انثى
العـمـل : طالبة
هوايتي المفضلة : الموسيقة الرسم النات
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Empty
مُساهمةموضوع: مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو   مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Clockالثلاثاء 14 يونيو 2011 - 20:50

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه مجموعة من المقالات الفلسفية تهم الشعب التالية :( النظام الجديد )
اللغات الأجنبية ،العلوم التجريبية ، تسيير واقتصاد ، رياضي ، تقنيرياضي .
قسمناها حسب الإشكاليات التي تخص كل الشعب المذكورة أعلاه
1 - إشكالية : السؤال بين المشكلة و الإشكالية
مشكلة : السؤال و المشكلة
المقالة الأولى :
نص السؤال : هل لكل سؤال جواب بالضرورة ؟
الإجابة النموذجية : الطريقة الجدلية
طرح المشكلة : ماهي الحالة التي يتعذر فيه الجواب عن بعض الأسئلة ؟ أو هل هناك أسئلة تبقى من دون الأجوبة ؟
محاولة حل المشكلة :
الأطروحة : هو الموقف الذي يقول أن لكل سؤال جواب بالضرورة
الحجج :
لأن الأسئلة المبتذلة والمكتسبة والعملية تمتلك هذه الخصوصية ذكر الأمثلة
الأسئلة اليومية للإنسان ) ( كل شيء يتعلمه الإنسان من المدرسة ) ( أسئلة
البيع والشراء وما تطلبه من ذكاء وشطارة )

النقد : لكن هناك أسئلة يتعذر و يستعصي الإجابة عنها لكونها تفلت منه .
نقيض الأطروحة : هو الموقف الذي يقول أنه ليس لكل سؤال جواب بالضرورة
الحجج :
لأن هناك صنف أخر من الأسئلة لا يجد لها المفكرين والعلماء و الفلاسفة حلا
مقنعا وذلك في صنف الأسئلة الانفعالية ( الأسئلة العلمية ، الأسئلة
الفلسفية ) التي تجعل الإنسان حائرا مندهشا أمام بحر من تساؤلات الحياة
والكون ،و ما تحمله من صور الخير والشر ، ولذة و ألم ، وشقاء ، وسعادة ،
ومصير ... وغيرها من الأسئلة التي تنبثق من صميم وجودنا وتعبر عنه في
وضعيات مستعصية حول مسألة الأخلاق فلسفيا أو حول مسألة الاستنساخ علميا أو
في وضعيات متناقضة محيرة مثل مسألتي الحتمية المناقضة لمسألة الحرية أحرجت
الفكر الفلسفي طويلا .كما توجد مسائل مغلقة لم تجد لها المعرفتين (
الفلسفية ، العلمية ) مثل مسألة من الأسبق الدجاجة أم البيضة ..إلخ أو
الانغلاق الذي يحمله في طياته كل من مفهوم الديمقراطية و اللاديمقراطية هذه
كلها مسائل لا تزال من دون جواب رغم ما حققه العلم من تطور وما كسبه من
تقنيات ووسائل ضخمة ودقيقة .. ومهما بلغت الفلسفة من إجابات جمة حول
مباحثها .

النقد :
لكن هذا لا يعني أن السؤال يخلوا من جواب فلقد استطاع الإنسان أن يجيب على
العديد من الأسئلة لقد كان يخشى الرعد والفيضان والنار واليوم لم يصبحوا
إلا ظواهر .

التركيب :
من خلال هذا التناقض بين الأطروحتين ؛ نجد أنه يمكن حصر الأسئلة في صنفين
فمنها بسيطة الجواب وسهلة ، أي معروفة لدى العامة من الناس فمثلا أنا كطالب
كنت عاميا من قبل أخلط بين الأسئلة ؛ لكني تعلمت أنني كنت أعرف نوع واحد
منها وأتعامل معها في حياتي اليومية والعملية ، كما أنني تعرفت على طبيعة
الأسئلة المستعصية التي يستحيل الوصول فيها إلى جواب كاف ومقنع لها ، وهذه
الأسئلة مناط اهتمام الفلاسفة بها ، لذلك يقول كارل ياسبرس : " تكمن قيمة
الفلسفة من خلال طرح تساؤلاتها و ليس في الإجابة عنها " .

حل المشكلة
: نستطيع القول في الأخير ، إن لكل سؤال جواب ، لكن هناك حالات يعسر فيها
جواب ، أو يعلق بين الإثبات والنفي عندئذ نقول : " إن السؤال ينتظر جوابا ،
بعد أن أحدث نوعا من الإحراج النفسي والعقلي معا ، وربما من باب فضول
الفلاسفة والعلماء الاهتمام بالسؤال أكثر من جوابه ؛ قديما إلى يومنا هذا ،
نظرا لما يصنع من حيوية واستمرارية في البحث عن الحقيقة التي لا تنهي
التساؤلات فيها .


المقالة الثانية :
نص السؤال : هل تقدم العلم سيعود سلبا على الفلسفة ؟الإجابة النموذجية :الطريقة الجدلية
طرح المشكلة : فهل تقدم
العلوم وانفصالها عن الفلسفة سوف يجعل منها مجرد بحث لا طائل وراءه ، أو
بمعنى أخر ما الذي يبرر وجود الفلسفة بعد أن استحوذت العلوم الحديثة على
مواضيعها .

محاولة حل المشكلة :
الأطروحة : لا جدوى من الفلسفة بعد تطور العلم
الموقف : يذهب بعض
الفلاسفة من أنصار النزعة العلمية ( أوجست كونت ، غوبلو ) أنه لم يعد
للمعرفة الفلسفية دور في الحياة الإنسانية بعد ظهور وتطور العلم في العصر
الحديث .

الحجج :
- لأنها بحث عبثي لا يصل إلى
نتائج نهائية ، تتعدد فيه الإجابات المتناقضة ، بل نظرتها الميتافيزيقية
تبعدها عن الدقة الموضوعية التي يتصف بها الخطاب العلمي هذا الذي جعل أوجست
كنت يعتبرها حالة من الحالات الثلاث التي حان للفكر البشري أن يتخلص منها
حتى يترك للمرحلة الوضعية وهي المرحلة العلمية ذاتها . وهذا الذي دفع غوبلو
يقول : " المعرفة التي ليست معرفة علمية معرفة بل جهلا " .

النقد : لكن طبيعة الفلسفة
تختلف عن طبيعة العلم ، فلا يمكن قياس النشاط الفلسفي بمقياس علمي ، كما
أن الفلسفة تقدمت بتقدم العلم ، فالإنسان لم يكف عن التفلسف بل تحول من
فلسفة إلى فلسفة أخرى .

نقيض الأطروحة : هناك من يبرر وجود الفلسفة رغم تطور العلم
الموقف : يذهب بعض
الفلاسفة من أنصار الاتجاه الفلسفي ( ديكارت ، برغسون ، مارتن هيدجر ، كارل
ياسبرس ) أن العلم لا يمكنه أن يحل محل الفلسفة فهي ضرورية .

الحجج : لأن الفلسفة تجيب
عن تساؤلات لا يجيب عنها العلم . فهاهو كارل ياسبرس ينفي أن تصبح الفلسفة
علما لأنه يعتبر العلم يهتم بالدراسات المتخصصة لأجزاء محددة من الوجود مثل
المادة الحية والمادة الجامدة ... إلخ . بينما الفلسفة تهتم بمسألة الوجود
ككل ، وهو نفس الموقف نجده عند هيدجر الذي يرى أن الفلسفة موضوع مترامي
الأطراف أما برغسون أن العلوم نسبية نفعية في جوهرها بينما الفلسفة تتعدى
هذه الاعتبارات الخارجية للبحث عن المعرفة المطلقة للأشياء ، أي الأشياء في
حد ذاتها . وقبل هذا وذاك كان ديكارت قد أكد على هذا الدور للفلسفة بل ربط
مقياس تحضر أي أمة من الأمم بقدرة أناسها على تفلسف أحسن .
[/size]

النقد : لكن الفلسفة
باستمرارها في طرح مسائل مجردة لا تيسر حياة الإنسان مثلما يفعل العلم
فإنها تفقد قيمتها ومكانتها وضرورتها . فحاجة الإنسان إلى الفلسفة مرتبطة
بمدى معالجتها لمشاكله وهمومه اليومية .

التركيب : لكل من الفلسفة والعلم خصوصيات مميزة
لا ينبغي للإنسان أن يثق في قدرة
العلم على حل كل مشاكله و الإجابة عن كل الأسئلة التي يطرحها و بالتالي
يتخلى عن الفلسفة ، كما لا ينبغي له أن ينظر إلى العلم نظرة عجز وقصور عن
فهم وتفسير الوجود الشامل ، بل ينبغي للإنسان أن يتمسك بالفلسفة والعلم معا
. لأن كل منهما خصوصيات تميزه عن الأخر من حيث الموضوع والمنهج والهدف وفي
هذا الصدد يقول المفكر الفرنسي لوي ألتو سير : " لكي تولد الفلسفة أو
تتجدد نشأتها لا بد لها من وجود العلوم ..."

حل المشكلة : وفي الأخير
نخلص إلى أن الإنسان يعتمد في تكوين معرفته وتطوير حياته عن طريق الفلسفة
والعلم معا فلا يوجد تعارض بينهما فإن كانت الفلسفة تطرح أسئلة فإن العلم
يسعى سعيا للإجابة عنها ، ثم تقوم هي بدورها بفحص إجابات العلم و نقدها و.
وهذا يدفع العلم إلى المزيد من البحث والرقي وهذا الذي دفع هيجل إلى قولته
الشهيرة " إن العلوم كانت الأرضية التي قامت عليها الفلسفة ، وتجددت عبر
العصور ".


المقالة الثالثة :
نص السؤال : يرى باسكال أن كل تهجم على الفلسفة هو في الحقيقة تفلسف .
الإجابة النموذجية : الطريقة جدلية

طرح المشكلة : لم يكن
الخلاف الفلاسفة قائما حول ضرورة الفلسفة ما دامت مرتبطة بتفكير الإنسان ،
وإنما كان قائما حول قيمتها والفائدة منها . فإذا كان هذا النمط من التفكير
لا يمد الإنسان بمعارف يقينية و لا يساهم في تطوره على غرار العلم فما
الفائدة منه ؟ وما جدواه؟ وهل يمكن الاستغناء عنه ؟

محاولة حل المشكلة :
الأطروحة : الفلسفة بحث عقيم لا جدوى منه ، فهي لا تفيد الإنسان في شيء فلا معارف تقدمها و لا حقائق .
الحجج : لأنها مجرد تساؤلات
لا تنتهي كثيرا ما تكون متناقضة وتعمل على التشكيل في بعض المعتقدات مما
يفتح الباب لبروز الصراعات الفكرية كما هو الشأن في علم الكلام .

النقد : لكن هذا الموقف فيه
جهل لحقيقة الفلسفة . فهي ليست علما بل وترفض أن تكون علما حتى تقدم معارف
يقينية. وإنما هي تساؤل مستمر في الطبيعة وما وراءها و في الإنسان وأبعاده
، وقيمتها لا تكمن فيما تقدمه و إنما في النشاط الفكري الدؤوب الذي تتميز
به ، أو ما يسمى بفعل التفلسف .

نقيض الأطروحة : الفلسفة ضرورية ورفضها يعتبر في حد ذاته فلسفة
الحجج : لأن التفلسف مرتبط
بتفكير الإنسان والاستغناء عنه يعني الاستغناء عن التفكير وهذا غير ممكن
.ثم إن الذين يشككون في قيمتها مطالبون بتقديم الأدلة على ذلك ، والرأي و
الدليل هو التفلسف بعينه . ثم إن الذين يطعنون فيها يجهلون حقيقتها ،
فالفلسفة كتفكير كثيرا ما ساهم في تغيير أوضاع الإنسان من خلال البحث عن
الأفضل دائما ، فقد تغير وضع المجتمع الفرنسي مثلا بفضل أفكار جون جاك روسو
عن الديمقراطية . وقامت الثورة البلشفية في روسيا على خلفية أفكار فلسفية
لكارل ماركس عن الاشتراكية ، وبتن الولايات المتحدة الأمريكية سياستها كلها
عن أفكار فلسفية لجون ديوي عن البراغماتية .

النقد : لكن الأبحاث
الفلسفية مهما كانت فإنها تبقى نظرية بعيدة عن الواقع الملموس ولا يمكن
ترجمتها إلى وسائل مادية مثل ما يعمله العلم .

التركيب : إن قيمة الفلسفة
ليست في نتائجها والتي هي متجددة باستمرار لأن غايتها في الحقيقة مطلقة .
وإنما تكمن في الأسئلة التي تطرحها ، و في ممارسة فعل التفلسف الذي يحرك
النشاط الفكري عند الإنسان. وحتى الذين يشككون في قيمتها مضطرين لاستعمالها
من حيث لا يشعرون ، فهو يرفض شيئا وفي نفس الوقت يستعمله .

حل المشكلة : نعم إن كل رفض للفلسفة هو في حد ذاته تفلسف.

2 - الإشكالية :الفكر بين المبدأ و الواقع
مشكلة : انطباق الفكر مع الواقع
المقالة الرابعة :
نص السؤال : قارن بين عناصر الأطروحة التالية : " بالاستدلال الصوري والاستقرائي يتوصل إلى معرفة الحقائق "
الإجابة النموذجية : طريقة المقارنة
1 – طرح المشكلة : يسلك العقل
الإنساني عمليات فكرية مختلفة في البحث عن المعرفة وفي طلب الحقيقة ومن
بينها طريقة الاستدلال أهمها استخداما الاستدلال الصوري والاستدلال
الاستقرائي.فأما الاستدلال الصوري (الاستنتاج) فيعتبر من أشيع صور
الاستدلال وأكملها إنه في عرف المناطقة القدماء ينطلق من المبدأ إلى
النتائج أو هو البرهان على " القضايا الجزئية بواسطة القضايا الكلية العامة
، باستخلاص الحقيقة الجزئية من الحقيقة الكلية العامة " ويدخل في هذا
التعريف شكلا الاستنتاج الصوري أو الاستنتاج التحليلي والاستنتاج أو
الرياضي ، أما الاستدلال الاستقرائي كما عرفه القدماء ، منهم أرسطو : "
إقامة قضية عامة ليس عن طريق الاستنباط ، وإنما بالالتجاء إلى الأمثلة
الجزئية التي يمكن فيها صدق تلك القضية العامة ..." أما المحدثون فقد عرفوه
" استنتاج قضية كلية من أكثر من قضيتين ، وبعبارة أخرى هو استخلاص القواعد
العامة من الأحكام الجزئية ". فإذا كان العقل في بحثه يعتمد على هذين
الاستدلالين فما علاقة كل منهما بالآخر في مساندة العقل على بلوغ الحقيقة ؟

2 – محاولة حل المشكلة :
كل من الاستدلال الصوري
والاستقرائي منهجان عقليان يهدفان إلى بلوغ الحقيقة والوقوف على النتيجة
بعد حركة فكرية هادفة ، كما أنهما نوعان من الاستدلال ينتقلا سويا من
مقدمات وصولا إلى نتائج ، كما أن العقل في بنائه للقوانين العامة أو في
استنباطه لما يترتب عنها من نتائج يتبع أساليب محددة في التفكير ويستند إلى
مبادئ العقل .

ولكن هل وجود نقاط تشابه بينهما يمنع وجود اختلاف بينهما.
من خلال الوقوف على حقيقة كل من
الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقرائي سنجد أهم فرق بينهما في كون أن
الاستدلال الاستقرائي ينطلق من أحكام كلية باتجاه أحكام جزئية ويتدرج نحو
قوانينها العامة ، أما الاستدلال الصوري فينطلق من أحكام كلية باتجاه أحكام
جزئية . فعملية الاستقراء تقوم على استنباط القوانين من استنطاق الوقائع ،
أما عملية الاستنتاج فتقوم على انتقال الفكر من المبادئ إلى نتائجها بصورة
عقلية بحتة . وقد بين ذلك برتراند راسل في قوله " يعرف الاستقراء بأنه
سلوك فكري يسير من الخاص إلى العام ، في حين أن الاستنتاج هو السلوك الفكري
العكسي الذي يذهب من العام إلى الخاص " هذا بالإضافة إلى كون نتائج
الاستدلال الاستقرائي تستمد يقينها من الرجوع إلى التجربة أي تتطلب العودة
إلى المدرك الحسي من أجل التحقق ، بينما نتائج الاستنتاج تستمد يقينها من
علاقاتها بالمقدمات أي تفترض عدم التناقض بين النتائج والمقدمات .بالإضافة
إلى ذلك نجد أن النتيجة في الاستدلال الصوري متضمنة منطقيا في المقدمات ،
وأننا قد نصل إلى نتيجة كاذبة على الرغم من صدق المقدمات ، نجد على العكس
من ذلك أن الاستدلال الاستقرائي يستهدف إلى الكشف عما هو جديد ، لأنه ليس
مجرد تلخيص للملاحظات السابقة فقط ، بل إنه يمنحنا القدرة على التنبؤ.

لكن هل وجود نقاط الاختلاف هذه تمنع من وجود نقاط تداخل بينهما ؟
إن عملية الفصل بين الاستدلال
الصوري والاستدلال الاستقرائي تبدو صعبة خاصة في الممارسة العملية ،
فبالرغم من أننا ننساق عادة مع النظرة التي تميز بينهما باعتبارهما أسلوبين
من الاستدلال .إلا أن هناك نظرة تبسيطية مثل الفيلسوف كارل بوبر الذي يرى
إن العمل الاستقرائي العلمي يحتاج إلى استنباط منطقي ، يمكن من البحث عن
الصورة المنطقية للنظرية ، ومقارنة نتائجها بالاتساق الداخلي وبغيرها من
النظريات الأخرى .يقول بترا ند راسل: " إذا كان تفكير المجرب يتصرف عادة
منطلقا من ملاحظة خاصة ، ليصعد شيئا فشيئا نحو مبادئ وقوانين عامة ، فهو
يتصرف كذلك حتما منطلقا من نفس تلك القوانين العامة ، أو المبادئ ليتوجه
نحو أحداث خاصة يستنتجها منطقيا من تلك المبادئ " وهذا يثبت التداخل الكبير
بينهما باعتبار أن المقدمات هي في الأغلب أحكام استقرائية ويتجلى دور
الاستدلال الصوري في عملية الاستدلال الاستقرائي في مرحلة وضع الفروض
فبالاستدلال الصوري يكمل الاستدلال الاستقرائي في المراحل المتقدمة من
عملية بناء المعرفة العلمية .

3 – حل المشكلة : إن العلاقة بين
الاستدلال الصوري والاستقرائي هي علاقة تكامل إذ لا يمكن الفصل بينهما أو
عزلهما عن بعضهما فالذهن ينتقل من الاستدلال الاستقرائي إلى الاستدلال
الصوري و يرتد من الاستدلال الصوري إلى الاستدلال الاستقرائي بحثا عن
المعرفة ويقو ل الدكتور محمود قاسم : " وهكذا يتبين لنا أن التفرقة بين
هذين الأسلوبين من التفكير مصطنعة "ويقول بترا ند راسل " ويصعب كذلك الفصل
بين الاستنتاج والاستقراء" و بناء على هذا فالفكر الاستدلالي يستند في طلبه
للمعرفة إلى هذين الطريقين المتكاملين وبدونهما يتعذر بناء استدلال صحيح .


المقالة الخامسة :
نص السؤال : " ينبغي أن تكون الحتمية المطلقة أساسا للقوانين التي يتوصل إليها العلم " ما رأيك ؟
الإجابة النموذجية : الطريقة الجدلية
طرح المشكلة ← إن الغاية من
العلم هو الوصول إلى تفسير الظواهر تفسيرا صحيحا ، أي معرفة الأسباب
القريبة التي تتحكم في الظواهر و أنه إذا تكرر نفس السبب فإنه سيؤدي حتما
إلى نفس النتائج وقد اصطلح على تسميته من طرف العلماء بمبدأ الحتمية ؛ إلا
أنه شكل محل خلاف بين الفلاسفة القرن 19 وفلاسفة القرن 20 فقد كان نظاما
ثابتا يحكم كل الظواهر عند الفريق الأول ثم أفلتت بعض الظواهر عنه حسب
الفريق الثاني بظهور مجال جديد سمي باللاحتمية فأي الفريقين على صواب أو
بمعنى أخر :هل يمكن الاعتقاد بأن الحوادث الطبيعية تجري حسب نظام كلي دائم ؟
أم يمكن تجاوزه ؟

محاولة حل المشكلة ←
الأطروحة ← يرى علماء (
الفيزياء الحديثة) وفلاسفة القرن التاسع عشر ( نيوتن ، كلود برنار ، لابلاس
، غوبلو ، بوانكاريه ) أن الحتمية مبدأ مطلق . فجميع ظواهر الكون سواء
المادية منها أو البيولوجية تخضع لمبدأ إمكانية التنبؤ بها . ولقد أشار
نيوتن في القاعدة الثانية من أسس تقدم البحث العلمي و الفلسفي : " يجب أن
نعين قدر المستطاع لنفس الآثار الطبيعية نفس العلل " كما اعتبر بوانكاريه
الحتمية مبدأ لا يمكن الاستغناء عنه في أي تفكير علمي أو غيره فهو يشبه إلى
حد كبير البديهيات إذ يقول " إن العلم حتمي و ذلك بالبداهة " كما عبر عنها
لابلاس عن مبدأ الحتمية أصدق تعبير عندما قال " يجب علينا أن نعتبر الحالة
الراهنة للكون نتيجة لحالته السابقة ، وسببا في حالته التي تأتي من بعد
ذلك مباشرة لحالته السابقة ، وسببا في حالته التي تأتي من بعد ذلك مباشرة
"" وكلود برنار يضيف أن الحتمية ليس خاصة بالعلوم الفيزيائية وحدها فقط بل
هي سارية المفعول حتى على علوم الإحياء . وأخيرا يذهب غوبلو إلى القول :
بأن العالم متسق ، تجري حوادثه على نظام ثابت وأن نظام العالم كلي وعام فلا
يشذ عنه في المكان حادث أو ظاهرة فالقانون العلمي هو إذن العلاقة الضرورية
بين الظواهر الطبيعية "

الحجج ← إن الطبيعة تخضع لنظام
ثابت لا يقبل الشك أو الاحتمال لأنها غير مضطرة و معقدة وبالتالي فمبدأ
الحتمية هو أساس بناء أي قانون علمي ورفضه هو إلغاء للعقل وللعلم معا .

النقد ← لكن مع اقتراب القرن
19 من نهايته اصطدم التفسير الميكانيكي ببعض الصعوبات لم يتمكن من إيجاد حل
لها مثلا : افتراض فيزياء نيوتن أن الظواهر الطبيعية مترابطة و متشابكة
مما يقلل من فعالية ووسائل القياس عن تجزئتها إلى فرديات يمكن الحكم على كل
واحد منها بمعزل عن الأخرى . ولن يكون صورة كاملة عن هذا العالم إلا إذا
وصلت درجة القياس الذي حواسنا إلى درجة النهاية وهذا مستحيل .

نقيض الأطروحة ← يرى علماء (
الفيزياء المعاصرة ) و فلاسفة القرن العشرين ( بلانك ، ادينجتون ، ديراك ،
هيزنبرغ ) أن مبدأ الحتمية غير مطلق فهو لا يسود جميع الظواهر الطبيعية .

الحجج ← لقد أدت الأبحاث التي
قام بها علماء الفيزياء و الكيمياء على الأجسام الدقيقة ، الأجسام
الميكروفيزيائية إلى نتائج غيرت الاعتقاد تغييرا جذريا . حيث ظهر ما يسمى
باللاحتمية أو حساب الاحتمال وبذلك ظهر ما يسمى بأزمة الفيزياء المعاصرة و
المقصود بهذه الأزمة ، أن العلماء الذين درسوا مجال العالم الأصغر أي
الظواهر المتناهية في الصغر ، توصلوا إلى أن هذه الظواهر تخضع لللاحتمية
وليس للحتمية ورأى كل من ادينجتون و ديراك أن الدفاع عن مبدأ الحتمية بات
مستحيلا ، وكلاهما يرى أن العالم المتناهي في الصغر عالم الميكروفيزياء
خاضع لمبدأ الإمكان و الحرية و الاختيار . ومعنى هذا أنه لا يمكن التنبؤ
بهذه الظواهر ونفس الشيء بالنسبة لبعض ظواهر العالم الأكبر (الماكروفيزياء )
مثل الزلازل . وقد توصل هايزنبرغ عام 1926 إلى أن قياس حركة الإلكترون أمر
صعب للغاية ، واكتفى فقط بحساب احتمالات الخطأ المرتكب في التوقع أو ما
يسمى بعلائق الارتياب حيث وضع القوانين التالية :

← كلما دق قياس موقع الجسم غيرت هذه الدقة كمية حركته .
← كلما دق قياس حركته التبس موقعه .
← يمتنع أن يقاس موقع الجسم وكمية حركته معا قياسا دقيقا ، أي يصعب معرفة موقعه وسرعته في زمن لاحق .
إذا هذه الحقائق غيرت المفهوم
التوليدي حيث أصبح العلماء الفيزيائيون يتكلمون بلغة الاحتمال و عندئذ
أصبحت الحتمية فرضية علمية ، ولم تعد مبدأ علميا مطلقا يفسر جميع الظواهر .

نقد ← لكن رغم أن النتائج و
البحوث العلمية أثبتت أن عالم الميكروفيزياء يخضع لللاحتمية وحساب الاحتمال
فإن ذلك مرتبط بمستوى التقنية المستعملة لحد الآن . فقد تتطور التقنية و
عندئذ في الإمكان تحديد موقع وسرعة الجسم في آن واحد .

التركيب ← ذهب بعض العلماء
أصحاب الرأي المعتدل على أن مبدأ الحتمية نسبي و يبقى قاعدة أساسية للعلم ،
فقد طبق الاحتمال في العلوم الطبيعية و البيولوجية وتمكن العلماء من ضبط
ظواهر متناهية في الصغر واستخرجوا قوانين حتمية في مجال الذرة و الوراثة ،
ولقد ذهب لانجفان إلى القول " و إنما تهدم فكرة القوانين الصارمة الأكيدة
أي تهدم المذهب التقليدي "

حل المشكلة ← ومنه يمكن القول
أن كل من الحتمية المطلقة والحتمية النسبية يهدفان إلى تحقيق نتائج علمية
كما أن المبدأين يمثلان روح الثورة العلمية المعاصرة ، كما يتناسب هذا مع
الفطرة الإنسانية التي تتطلع إلى المزيد من المعرفة ، وواضح أن مبدأ
الحتمية المطلق يقودنا على الصرامة وغلق الباب الشك و التأويل لأن هذه
العناصر مضرة للعلم ، وفي الجهة المقابلة نجد مبدأ الحتمية النسبي يحث على
الحذر و الابتعاد عن الثقة المفرطة في ثباتها ، لكن من جهة المبدأ العام
فإنه يجب علينا أن نعتبر كل نشاط علمي هو سعي نحو الحتمية فباشلار مثلا
يعتبر بأن مبدأ اللاتعيين في الفيزياء المجهرية ليس نفيا للحتمية ، وفي هذا
الصدد نرى بضرورة بقاء مبدأ الحتمية المطلق قائم في العقلية العلمية حتى
وإن كانت بعض النتائج المتحصل عليها أحيانا تخضع لمبدأ حساب الاحتمالات .


المقالة السادسة :
نص السؤال :
[/size]
يقول هنري بوانكاريه : « إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ... » أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها فما عساك أن تفعل ؟


الإجابة النموذجية : طريقة استقصاء بالوضع

طرح المشكلة :
إن الفرضية هي تلك الفكرة المسبقة التي توحي بها
الملاحظة للعالم ، فتكون بمثابة خطوة تمهيدية لوضع القانون العلمي ، أي
الفكرة المؤقتة التي يسترشد بها المجرب في إقامته للتجربة . ولقد كان شائعا
بين الفلاسفة والعلماء من أصحاب النزعة التجريبية أنه لم يبق للفرضية دور
في البحث التجريبي إلا أنه ثمة موقف آخر يناقض ذلك متمثلا في موقف النزعة
العقلية التي تؤكد على فعالية الفرضية و أنه لا يمكن الاستغناء عنها لهذا
كان لزاما علينا أن نتساءل كيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة؟ هل يمكن
تأكيدها بأدلة قوية ؟ و بالتالي تبني موقف أنصارها ؟

محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة :
يذهب أنصار الاتجاه العقلي إلى أن الفرضية كفكرة تسبق
التجربة أمر ضروري في البحث التجريبي ومن أهم المناصرين للفرضية كخطوة
تمهيدية في المنهج التجريبي الفيلسوف الفرنسي كلود برنار ( 1813 – 1878 ) و
هو يصرح بقوله عنها « ينبغي بالضرورة أن نقوم بالتجريب مع الفكرة المتكونة
من قبل» ويقول في موضع أخر « الفكرة هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع و إليها
ترجع كل مبادرة » وبالتالي نجد كلود برنار يعتبر الفرض العلمي خطوة من
الخطوات الهامة في المنهج التجريبي إذ يصرح « إن الحادث يوحي بالفكرة
والفكرة تقود إلى التجربة وتحكمها والتجربة تحكم بدورها على الفكرة » أما
المسلمة المعتمدة في هذه الأطروحة هو أن " الإنسان يميل بطبعه إلى التفسير و
التساؤل كلما شاهد ظاهرة غير عادية " وهو في هذا الصدد يقدم أحسن مثال
يؤكد فيه عن قيمة الفرضية و ذلك في حديثه عن العالم التجريبي " فرانسوا
هوبير" ، وهو يقول أن هذا العالم العظيم على الرغم من أنه كان أعمى فإنه
ترك لنا تجارب رائعة كان يتصورها ثم يطلب من خادمه أن يجربها ،، ولم تكن
عند خادمه هذا أي فكرة علمية ، فكان هوبير العقل الموجه الذي يقيم التجربة
لكنه كان مضطرا إلى استعارة حواس غيره وكان الخادم يمثل الحواس السلبية
التي تطبع العقل لتحقيق التجربة المقامة من أجل فكرة مسبقة . و بهذا المثال
نكون قد أعطينا أكبر دليل على وجوب الفرضية وهي حجة منطقية تبين لنا أنه
لا يمكن أن نتصور في تفسير الظواهر عدم وجود أفكار مسبقة و التي سنتأكد على
صحتها أو خطئها بعد القيام بالتجربة .

نقد خصوم الأطروحة :
هذه الأطروحة لها خصوم وهم أنصار الفلسفة التجريبية و
الذين يقرون بأن الحقيقة موجودة في الطبيعة و الوصول إليها لا يأتي إلا عن
طريق الحواس أي أن الذهن غير قادر على أن يقودنا إلى حقيقة علمية . والفروض
جزء من التخمينات العقلية لهذا نجد هذا الاتجاه يحاربها بكل شدة ؛ حيث نجد
على رأس هؤلاء الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت مل ( 1806 - 1873 ) الذي
يقول فيها « إن الفرضية قفزة في المجهول وطريق نحو التخمين ، ولهذا يجب
علينا أن نتجاوز هذا العائق وننتقل مباشرة من الملاحظة إلى التجربة »وقد
وضع من أجل ذلك قواعد سماها بقواعد الاستقراء متمثلة في : ( قاعدة الاتفاق
أو التلازم في الحضور _ قاعدة الاختلاف أو التلازم في الغياب – قاعدة
البواقي – قاعدة التلازم في التغير أو التغير النسبي ) وهذه القواعد حسب "
مل " تغني البحث العلمي عن الفروض العلمية . ومنه فالفرضية حسب النزعة
التجريبية تبعد المسار العلمي عن منهجه الدقيق لاعتمادها على الخيال
والتخمين المعرض للشك في النتائج – لأنها تشكل الخطوة الأولى لتأسيس
القانون العلمي بعد أن تحقق بالتجربة – هذا الذي دفع من قبل العالم نيوتن
يصرح ب : « أنا لا أصطنع الفروض » كما نجد "ما جندي" يرد على تلميذه كلود
برنار : «اترك عباءتك ، و خيالك عند باب المخبر » . لكن هذا الموقف ( موقف
الخصوم ) تعرض لعدة انتقادات أهمها :

- أما عن التعرض للإطار العقلي للفرض العلمي ؛ فالنزعة
التجريبية قبلت المنهج الاستقرائي وقواعده لكنها تناست أن هذه المصادر هي
نفسها من صنع العقل مثلها مثل الفرض أليس من التناقض أن نرفض هذا ونقبل
بذاك .

- كما أننا لو استغنينا عن مشروع الافتراض للحقيقة
العلمية علينا أن نتخلى أيضا عن خطوة القانون العلمي – هو مرحلة تأتي بعد
التجربة للتحقق من الفرضية العلمية - المرحلة الضرورية لتحرير القواعد
العلمية فكلاهما – الفرض ، القانون العلمي – مصدران عقليان ضروريان في
البحث العلمي عدمهما في المنهج التجريبي بتر لكل الحقيقة العلمية .

- كما أن عقل العالم أثناء البحث ينبغي أن يكون فعالا ،
وهو ما تغفله قواعد "جون ستيوارت مل "التي تهمل العقل و نشاطه في البحث رغم
أنه الأداة الحقيقية لكشف العلاقات بين الظواهر عن طريق وضع الفروض ، فدور
الفرض يكمن في تخيل ما لا يظهر بشكل محسوس .

- كما أننا يجب أن نرد على "جون ستيوارت مل" بقولنا أنه
إذا أردنا أن ننطلق من الملاحظة إلى التجربة بالقفز وتجاهل الفرضية فنحن
مضطرين لتحليل الملاحظة المجهزة تحليلا عقليا و خاصة إذا كان هذا التحليل
متعلق بعالم يتصف بالروح العلمية . يستطيع بها أن يتجاوز تخميناته الخاطئة
ويصل إلى تأسيس أصيل لنظريته العلمية مستعملا الفرض العلمي لا متجاوزا له .

- أما" نيوتن " ( 1642 – 1727 )لم يقم برفض كل أنواع
الفرضيات بل قام برفض نوع واحد وهو المتعلق بالافتراضات ذات الطرح
الميتافيزيقي ، أما الواقعية منها سواء كانت علية ، وصفية ، أو صورية فهي
في رأيه ضرورية للوصول إلى الحقيقة . فهو نفسه استخدم الفرض العلمي في
أبحاثة التي أوصلته إلى صياغة نظريته حول الجاذبية .

الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية شكلا ومضمونا :
إن هذه الانتقادات هي التي تدفعنا إلى الدفاع مرة أخرى
عن الأطروحة القائلة : « إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ... » ، ولكن
بحجج وأدلة جديدة تنسجم مع ما ذهب إليه كلود برنار أهمها :

- يؤكد الفيلسوف الرياضي " بوانكاريه " ( 1854 – 1912 )
وهو يعتبر خير مدافع عن دور الفرضية لأن غيابها حسبه يجعل كل تجربة عقيمة ،
«ذلك لأن الملاحظة الخالصة و التجربة الساذجة لا تكفيان لبناء العلم » مما
يدل على أن الفكرة التي يسترشد بها العالم في بحثه تكون من بناء العقل
وليس بتأثير من الأشياء الملاحظة وهذا ما جعل بوانكاريه يقول أيضا « إن
كومة الحجارة ليست بيتا فكذلك تجميع الحوادث ليس علما »

- إن الكشف العلمي يرجع إلى تأثير العقل أكثر مما يرجع
إلى تأثير الأشياء يقول " ويوال " : « إن الحوادث تتقدم إلى الفكر بدون
رابطة إلى أن يحي الفكر المبدع .» والفرض علمي تأويل من التأويلات العقلية .

- إن العقل لا يستقبل كل ما يقع في الطبيعة استقبالا
سلبيا على نحو ما تصنع الآلة ، فهو يعمل على إنطاقها مكتشفا العلاقات
الخفية ؛ بل نجد التفكير العلمي في عصرنا المعاصر لم يعد يهمه اكتشاف العلل
أو الأسباب بقدر ما هو اكتشاف العلاقات الثابتة بين الظواهر ؛ والفرض
العلمي تمهيد ملائم لهذه الاكتشافات ، ومنه فليس الحادث الأخرس هو الذي يهب
الفرض كما تهب النار الفرض كما تهب النار ؛ لأن الفرض من قبيل الخيال ومن
قبيل واقع غير الواقع المحسوس ، ألم يلاحظ أحد الفلكيين مرة ، الكوكب
"نبتون" قبل " لوفيري " ؟ ولكنه ، لم يصل إلى ما وصل إليه " لوفيري " ، لأن
ملاحظته العابرة لم تسبق فكرة أو فرض .

- لقد أحدثت فلسفة العلوم ( الابستملوجيا ) تحسينات على
الفرض – خاصة بعد جملة الاعتراضات التي تلقاها من النزعة التجريبية - ومنها
: أنها وضعت لها ثلاثة شروط ( الشرط الأول يتمثل : أن يكون الفرض منبثقا
من الملاحظة ، الشرط الثاني يتمثل : ألا يناقض الفرض ظواهر مؤكدة تثبت
صحتها ، أما الشرط الأخير يتمثل : أن يكون الفرض كافلا بتفسير جميع الحوادث
المشاهدة ) ، كما أنه حسب "عبد الرحمان بدوي " (1917 - 2002) لا نستطيع
الاعتماد على العوامل الخارجية لتنشئة الفرضية لأنها برأيه « ... مجرد فرص
ومناسبات لوضع الفرض ... » بل حسبه أيضا يعتبر العوامل الخارجية مشتركة بين
جميع الناس ولو كان الفرض مرهونا بها لصار جميع الناس علماء وهذا أمر لا
يثبته الواقع فالتفاحة التي شاهدها نيوتن شاهدها قبله الكثير لكن لا أحد
منهم توصل إلى قانون الجاذبية . ولهذا نجد عبد الرحمان بدوي يركز على
العوامل الباطنية ؛ «... أي على الأفكار التي تثيرها الظواهر الخارجية في
نفس المشاهد ...»

- ومع ذلك ، يبقى الفرض أكثر المساعي فتنة وفعالية ، بل
المسعى الأساسي الذي يعطي المعرفة العلمية خصبها سواء كانت صحته مثبتة أو
غير مثبتة ، لأن الفرض الذي لا تثبت صحته يساعد بعد فشله على توجيه الذهن
وجهة أخرى وبذلك يساهم في إنشاء الفرض من جديد ؛ فالفكرة إذن منبع رائع
للإبداع مولد للتفكير في مسائل جديدة لا يمكن للملاحظة الحسية أن تنتبه لها
بدون الفرض العلمي .

حل المشكلة :
نستنتج في الأخير أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار
دور الفرضية أو استبعاد آثارها من مجال التفكير عامة ، لأنها من جهة أمر
عفوي يندفع إليه العقل الإنساني بطبيعته ، ومن جهة أخرى وهذه هي الصعوبة ،
تعتبر أمرا تابعا لعبقرية العالم وشعوره الخالص وقديما تنبه العالم المسلم
الحسن بن الهيثم ( 965 - 1039 ) - قبل كلود برنار _ في مطلع القرن الحادي
عشر بقوله عن ضرورة الفرضية « إني لا أصل إلى الحق من آراء يكون عنصرها
الأمور الحسية و صورتها الأمور العقلية » ومعنى هذا أنه لكي ينتقل من
المحسوس إلى المعقول ، لابد أن ينطلق من ظواهر تقوم عليها الفروض ، ثم من
هذه القوانين التي هي صورة الظواهر الحسية .وهذا ما يأخذنا في نهاية المطاف
التأكيد على مشروعية الدفاع وبالتالي صحة أطروحتنا .


3 - إشكالية : العلاقات بين الناس أو الحياة بين التنافروالتجاذب

مشكلة : الشعور بالأنا والشعور بالغير

المقالة الثامنة : منقولة
نص السؤال : هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟

الإجابة النموذجية : الطريقة الجدلية

01 مقدمة : طرح المشكلة
من المشاكل النفسية التي ظلت تؤرق الإنسان هي محاولة
التعرف على الذات في مختلف الصفات التي تخصها ؛ بحيث اتجه محور الاهتمام
إلى تشكيل بنية الأنا عبر الغير الذي بإمكانه مساعدته إلا أن ذلك لم يكن في
حال من الاتفاق بين الفلاسفة الذين انقسموا إلى نزعتين الأولى تعتقد أن
مشاركة الأخر أي الغير أضحت أمرا ضروريا والنزعة الثانية تؤكد على وجوب أن
يتشكل الأنا بمفرده عبر الشعور وأمام هذا الاختلاف في الطرح نقف عند
المشكلة التالية : هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟ وبعبارة أوضح وأحسن
هل الشعور بالأنا مرتبط بالأخر أم انه لا يتعدى الشخص؟


02 التحليل ومحاولة حل المشكلة

أ -الأطروحة : الشعور بالأنا مرتبط بالغير يرى
أنصار الأطروحة أن الشعور بالأنا يرتبط بالغير فلا وجود لفردية متميزة بل
هناك شعور جماعي موحد ويقتضي ذلك وجود الأخر والوعي به .

البرهنة : يقدم أنصار الأطروحة مجموعة من
البراهين تقوية لموقفهم الداعي إلى القول بان الشعور بالأنا يكون بالغير هو
انه لا مجال للحديث عن الأنا خارج الأخر

الذي يقبل الأنا عبر التناقض والمغايرة ومن هنا يتكون
شعور أساسه الأخر عبر ما يسميه ديكارت بالعقل الذي بواسطته نستطيع التأليف
بين دوافع الذات وطريقة تحديد كيفيات الأشياء والأشخاص وفي هذا السياق
يعتقد الفيلسوف الألماني "هيغل " أن وجود الغير ضروري لوجود الوعي بالذات
فعندما أناقض غيري أتعرف على أناي وهذا عن طريق الاتصال به وهنا يحصل وعي
الذات وذات الغير في إطار من المخاطرة والصراع ومن هنا تتضح الصورة وهي أن
الشعور بالأنا يقوم مقابله شعور بالغير كما انه لابد للانا أن يعي الأخر
إلا أن الأخر ليس خصما ولا يتحول إلى شيء لابد من تدميره كما يعتقد البعض
بل إلى مجال ضروري الاهتداء إليه لبناء ذات قوية فقد تختلف الذوات وتتنوع
رؤى فكرية كثيرة ولكن لا يفسد ذلك ودا جماعيا وحتى وان استنطق الإنسان في
نفسه غرائز الموت والتدمير الطبيعية فان مفهوم الصراع يناسب مملكة
الحيوانات ومنطق قانون الغاب وهذا الأمر لا ينطبق على من خلقوا من اجل
التعارف وليس بعيدا عن الصواب القول بان وعي الذات لا يصبح قابلا للمعرفة
إلا بفعل وجود الأخر والتواصل معه في جو من التنافس والبروز ومن هنا يمكن
التواصل مع الغير ولقد كتب المفكر المغربي محمد عزيز لحبابي " إن معرفة
الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته كما هو ضمن هذه العلاقة : "الأنا جزء من
النحن في العالم "

وبالتالي فالمغايرة تولد التقارب والتفاهم ويقول تعالى :
" ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على
العالمين.

وهكذا فالشعور بالأخر تسمح لنا بالمتوقع داخل شخصية
الأخر والاتصال الحقيقي بالأخر كما يرى ماكس شيلر يتمثل في التعاطف ومنه لا
غنى للانا عن الغير .

نقد الأطروحة : يمكن الرد على هذه الأطروحة بالانتقادات التالية
إن الشعور بالأنا يتأسس على الغير لكن الواقع يؤكد بأنه
قد يكون عائقا وليس محفزا لتكون ذات قوية فكل" أنا" يعيش مجالا خاصا وفي
ذلك رغبة فردية وشخصية .


ب - نقيض الأطروحة :" الشعور بالأنا شخصي
يرى أنصار الأطروحة أن الأنا يعيش مع ذاته ويحيا مشاريعه
بنفسه وبطريقة حرة أي كفرد حر وهذا الامتلاك يكون بمقدوره التعامل مع
الواقع بشكل منسجم .

البرهنة : يقدم أنصار هذا النقيض جملة من
البراهين في تأكيدهم على الشعور بالأنا على انه شخصي ولا مجال لتدخل الغير
الذي يعتبره أنصار النقيض بأنه عقبة لا بد من تجاوزها ؛

ومن هذا المنطلق يؤكد الفيلسوف الفرنسي ماي دوبيران على
أن الشعور بالواقع ذاتي وكتب يقول : " قبل أي شعور بالشيء فلابد من أن
الذات وجود " ومن مقولة الفيلسوف يتبين أن الوعي والشك والتأمل عوامل
أساسية في التعامل مع الذات ووعيها ولقد كان سارتر اصدق تعبيرا عندما قال "
الشعور هو دائما شعور بشيء

ولا يمكنه إلا أن يكون واعيا لذاته " ومن هنا يتقدم
الشعور كأساس للتعرف على الذات كقلعة داخلية حيث يعيش الأنا داخل عالم شبيه
بخشبة المسرح وتعي الذات ذاتها

عن طري ما يعرف بالاستبطان فالشعور مؤسس للانا والذات
الواعية بدورها تعرف أنها موجودة عن طريق الحدس ويسمح لها ذلك بتمثيل ذاتها
عقليا ويكون الحذر من وقوف الآخرين وراء الأخطاء التي نقع فيها ولقد
تساءل" أفلاطون"

قديما حول هذه الحقيقة في أسطورة الكهف المعروفة أن ما
يقدمه لنا وعينا ما هو إلا ظلال وخلفها نختبئ حقيقتنا كموجودات " كما يحذر
سبينوزا من الوهم الذي يغالط الشعور الذي لابد أن يكون واضحا خاصة على
مستوى سلطان الرغبات والشهوات ومن هنا فقد الجحيم هم الآخرون على حد تعبير
أنصار النقيض فيريد الأنا فرض وجوده وإثباته

ويدعو فرويد إلى التحرر الشخصي من إكراهات المجتمع
للتعرف على قدرة الأنا في إتباع رغباته رغم أنها لا شعورية وهكذا فألانا لا
يكون أنا إلا إذا كان حاضرا إزاء ذاته أي ذات عارفة .

نقد نقيض الأطروحة : إن هذا النقيض ينطلق من تصور
يؤكد دور الأنا في تأسيس ذاته ولكن من زاوية أخرى نلاحظه قاصرا في إدراكها
والتعرف عليها فليس في مقدور الأنا التحكم في ذاته وتسييرها في جميع
الأحوال ففي ذلك قصور.


التركيب : من خلال لعرض الأطروحتين يتبين أن
الأنا تكوين من الأخر كما انه شخصي هذا التأليف يؤكد عليه الفيلسوف الفرنسي
غابريال مارسيل عن طريق التواصل أي رسم دائرة الانفراد دون العزلة عن
الغير أي تشكيل للانا جماعي وفردي أي تنظيم ثنائي يكون ذات شاعرة ومفكرة في
نفس الوقت .


03 خاتمة وحل المشكلة
يمكن القول في الختام أن الشعور بالأنا يكون جماعيا عبر
الأخر كما انه يرتبط بالأنا انفراديا ومهما يكن فالتواصل الحقيقي بين الأنا
والأخر يكون عن طريق الإعجاب بالذات والعمل على تقويتها بإنتاج مشترك مع
الغير الذي يمنحها التحفيز والتواصل الأصيل وتجاوز المآسي والكوارث . داخل
مجال من الاحترام والتقدير والمحبة .


مشكلة : الحرية والمسؤولية

المقالة التاسعة : منقولة
نص السؤال :
هل الحتمية عائق أم شرط لممارسة الحرية؟ الإجابة النموذجية : الطريقة الجدلية
[right][size=16][color=#000080][size=21][b"][u">طرح المشكلة[b]
: إذا كانت الحرية حسب "جميل صليبا " هي : "الحد الأقصى لاستقلال الإرادة
العالمة بذاتها المدركة لغاياتها " أي أن يتصرف الإنسان حسب ما يمليه عليه
عقله ، بينما الحتمية تعني إذا تكررت نفس الأسباب في نفس الشروط فإنها تحقق
نفس النتائج ، فلقد اتخذ أنصار النزع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رتاج

رتاج


مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Hh7.net_13102023561
الجنس : انثى
العـمـل : طالبة
هوايتي المفضلة : الموسيقة الرسم النات
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو   مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Clockالثلاثاء 14 يونيو 2011 - 20:52

الموضوع الاول: اذاكنت امام موقفين متعارضين يقول
أولهما:ان معيار الحقيقة هو الوضوح,و يقول ثانيهما أن معيارها النفع و
يدفعكالقرار إلى أن تفصل في الأمر فتصف المعيار السليم الذي يرشد إلى
الحقيقة ، فما عساك أن تصنع ؟

طرح المشكلة:الرغبة في المعرفة هي
في الواقع رغبة في الحقيقة, في إدراك حقيقة الأشياء و حقيقة الإنسان,
والوجود عامة. غير أن تاريخ الفلسفة يبين أن هناك عدة نظريات وتصورات حول
الحقيقة و معاييرها، تختلف بحسب المنطلقات العقلية والمشارب المذهبية،
ولذلك نجد فريقا من الفلاسفة يقول أن الحقيقة معيارها الوضوح، وفريقا آخرا
يقول بمعيار المنفعة. فهل الحقيقة تقاس بالبداهة و الوضوح أم أن مقياسها
النفع و العمل المنتج؟
محاولة حل المشكلة:الأطروحة الأولى:إن مقياس
الوضوح و البداهة و الصدق و اليقين هو أساس الحقيقة المطلقة للفلسفة ومن
أنصار هدا الرأي ديكارت و سبينوزا فلقد كانت أول قاعدة في المنهج الذي سطره
ديكارت ألا يقبل مطلقا على انه حق ما لم يتبين بالبداهة و أن لا يأخذ من
أحكامه إلا ما يتمثله عقله بوضوح تام بحيث لا يعود لديه مجال للشك فيه
بمعنى أن معيار الحقيقة لديه هو العقل. وكل ما يبدو للعقل بديهيا فهو حقيقي
أي كل الأمور التي لا يجد العقل شك في التصديق بها نظرا لوضوحها فإنها إذن
الحقيقة وقد فجر العصر الحديث بمقولته الشهيرة – انأ أفكر إذن أنا موجود
وهو المعيار الذي يدافع عنه سبينوزا أكثر حين يؤكد أن الحقيقة لا تحتاج إلى
أي معيار خارجي عنها مادامت هي معيار ذاتها.فمن يمتلك فكرة صحيحة لا يحتاج
إلى من يعلمه ذلك أو من يؤكد له.لان الفكرة الصحيحة تخبر عن نفسها و تؤكد
ذاتها مادامت تبدو بديهية جدا لصاحبها و البديهي يفرض نفسه على العقل انه
يفرض نفسه بوضوح تام. يقول...فكما أن النور يكشف عن نفسه و عن الظلمات,كذلك
الصدق هو معيار نفسه و معيار الكذب) مناقشة:غيران إرجاع الحقيقة كلها إلى
الوضوح يجعلنا نلجأ إلى معيار ذاتي فقد نحس بأننا على صواب في أحكامنا على
أساس الوضوح و لكن قد يقف احدنا بعد ذلك على خطاه انه مقياس ملتحم بالحياة
السيكولوجية الذاتية(ما يتوافق مع تربيته و ميوله و اتجاهاته). لأطروحة
الثانية: هذا ما أدى إلى معارضة شديدة لهذا الطرح للحقيقة و أعطى بديلا
فلسفيا يتجلى في معيار النفع و من ممثليه أقطاب البراغماتية أمثال:بيرس و
جيمس فالحكم يكون صادقا متى دلت التجربة على انه مفيد نظريا و عمليا وبذلك
تعتبر المنفعة المحك الوحيد لتميز صدق الأحكام من باطلها فالحق لا يوجد
أبدا منفصلا عن الفعل أو السلوك فنحن لا نفكر في الخلاء وإنما نفكر لنعيش
وليس ثمة حقيقة مطلقة بل هناك مجموعة متكثرة من الحقائق التي ترتبط بمنافع
كل فرد منا في حياته.يقول بيرس(إن الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج أي أن
الفكرة خطة للعمل أو مشروع له وليست حقيقة في ذاتها) و يضيف جيمس (إن
النتائج أو الآثار التي تنتهي إليها فكرة هي الدليل على صدقها و مقياس
صوابها) ناقشة:إذا اعتمدنا على معيار النفع نكون مضطرين إلى عدم قبول
القضايا التي ليست لها نتائج عملية واستبعادها من دائرة القضايا الصحيحة.ثم
إن مفهوم المنفعة واسع جدا هل هو منفعة الفرد الخاص أم منفعة الجماعة؟.
لتركيب:إن مقاييس الحقيقة تابعة لطبيعة هاته الحقيقة و مجالاتها و فلسفة
أصحابها فهي موجودة في فكرة الوضوح و البداهة عند العقلانيين و المنفعة
والمصلحة عند البراغماتيين كما أن الحقيقة مجالها هو الإنسان المشخص في
وجوده الحسي و حقيقة الإنسان هي في انجاز ماهيته كما يرى الوجوديون مع
سارتر
حل المشكلة: إذن ، إن تعارض القولين لا يرفع بالضرورة صحتهما معا,
فإذا كان مقياس مطابقة العقل للتجربة المؤشر الأهم في الميدان العلمي, فان
الوضوح و البداهة هو الميزان المناسب لمعرفة الحقيقة الفلسفية كما ان محك
الحقيقة اللدنية لدي الصوفية هو الذوق .


الموضوع الثاني:هل للتاريخ مقعدا بين العلوم الأخرى ؟
طرح
المشكلة:إن العلوم الإنسانية هي مجموع الاختصاصات التي تهتم بدراسة مواقف
الإنسان وأنماط سلوكه , وبذلك فهي تهتم بالإنسان , من حيث هو كائن ثقافي ,
حيث يهتم علم النفس بالبعد الفردي في الإنسان ويهتم علم الاجتماع بالبعد
الاجتماعي , ويهتم التاريخ بالبعدين الفردي والاجتماعي معا لدى الإنسان ,
فالتاريخ هو بحث في أحوال البشر الماضية في وقائعهم وأحداثهم وظواهر حياتهم
وبناء على هذا فإن الحادثة التاريخية تتميز بكونها ماضية ومن ثمة فالمعرفة
التاريخية معرفة غير مباشرة لا تعتمد على الملاحظة ولا على التجربة الأمر
الذي يجعل المؤرخ ليس في إمكانه الانتهاء إلى وضع قوانين عامة والعلم لا
يقوم إلا على قوانين كلية وعلى هذا الأساس فهل هذه الصعوبات تمنع التاريخ
من أن يأخذ مكانه بين مختلف العلوم الأخرى ؟ أو بمعنى آخر هل خصوصية
الحادثة التاريخية تمثل عائقا أمام تطبيق الأساليب العلمية في دراستها ؟

محاولة حل المشكلة: الاطروحة الاولى:التاريخ ليس علما وحوادثه لا تقبل الدراسة العلمية :
يذهب
بعض المفكرين إلى أن الحوادث التاريخية لا تخضع للدراسة العلمية لأن
الخصائص التي تقوم عليها الحادثة التاريخية تمثل عائقا أمام تطبيق الأساليب
العلمية في دراستها , ومن هذه الخصائص أن الحادثة التاريخية حادثة إنسانية
تخص الإنسان دون غيره من الكائنات , واجتماعية لأنها لا تحدث إلا في مجتمع
إنساني فالمؤرخ لا يهتم بالأفراد إلا من حيث ارتباطهم وتأثير في حياة
الجماعة , وهي حادثة فريدة من نوعها لا تتكرر , محدودة في الزمان والمكان
... وبناء على هذه العوائق التي تقف أمام تطبيق الدراسة العلمية في التاريخ
قامت اعتراضات أساسية على القول أمام تطبيق الدراسة العلمية في التاريخ
قامت اعتراضات أساسية على القول بأن التاريخ علم منها : انعدام الملاحظة
المباشرة للحادثة التاريخية كون حوادثها ماضية وهذا على خلاف الحادث العلمي
في الظواهر الطبيعية فإنه يقع تحت الملاحظة المباشرة , ثم استحالة إجراء
التجارب في التاريخ وهو ما يجعل المؤرخ بعيدا عن إمكانية وضع قوانين عامة ,
فالعلم لا يقوم إلا على الأحكام الكلية كما يقول أرسطو : " لا علم إلا
بالكليات " . هذا بالإضافة إلى تغلب الطابع الذاتي في المعرفة التاريخية
لأن المؤرخ إنسان ينتمي إلى عصر معين ووطن معين ...الخ , وهذا يجعله يسقط
ذاتيته بقيمها ومشاغلها على الماضي الذي يدرسه ثم إن كلمة علم تطلق على
البحث الذي يمكن من التنبؤ في حين أن نفس الشروط لا تؤدي إلى نفس النتائج
وبالتالي لا قدرة على التنبؤ بالمستقبل في التاريخ .
مناقشة:إنه مما لا
شك فيه أن هذه الاعتراضات لها ما يبررها من الناحية العلمية خاصة غير أنه
ينبغي أن نؤكد بأن هذه الاعتراضات لا تستلزم الرفض القاطع لعملية التاريخ
لأن كل علم له خصوصياته المتعلقة بالموضوع وبالتالي خصوصية المنهج المتبع
في ذلك الموضوع فهناك بعض المؤرخين استطاعوا أن يكونوا موضوعيين إلى حد ما
وان يتقيدوا بشروط الروح العلمية .
نقيض الاطروحة:التاريخ علم يتوخى الوسائل العلمية في دراسة الحوادث الماضية :
يذهب
بعض المفكرين إلى القول بأن الذين نفوا أن تكون الحوادث التاريخية موضوعا
للعلم لم يركزوا إلا على الجوانب التي تعيق الدراسة العلمية لهذه الحوادث
فالظاهرة التاريخية لها خصوصياتها فهي تختلف من حيث طبيعة موضوعها عن
العلوم الأخرى , وبالتالي من الضروري أن يكون لها منهج يخصها . وهكذا أصبح
المؤرخون يستعملون في بحوثهم منهجا خاصا بهم وهو يقترب من المنهج التجريبي
ويقوم على خطوط كبرى هي كالآتي :
أ- جمع المصادر والوثائق : فبعد اختيار
الموضوع يبدأ المؤرخ بجمع الوثائق والآثار المتبقية عن الحادث فالوثائق هي
السبيل الوحيد إلى معرفة الماضي وفي هذا يقول سنيويوس : " لا وجود للتاريخ
دون وثائق , وكل عصر ضاعت وثائقه يظل مجهولا إلى الأبد " .
ب- نقد
المصادر والوثائق : فبعد الجمع تكون عملية الفحص والنظر و التثبت من خلو
الوثائق من التحريف والتزوير , وهو ما يعرف بالتحليل التاريخي أو النقد
التاريخي وهو نوعان : خارجي ويهتم بالأمور المادية كنوع الورق والخط ..
وداخلي يهتم بالمضمون
ج- التركيب الخارجي : تنتهي عملية التحليل إلى
نتائج جزئية مبعثرة يعمل المؤرخ على تركيبها في إطارها الزمكاني فيقوم
بعملية التركيب مما قد يترتب عن ذلك ظهور فجوات تاريخية فيعمل على سدها
بوضع فروض مستندا إلى الخيال والاستنباط ثم يربط نتائجه ببيان العلاقات
التي توجد بينهما وهو ما يعرف بالتعليل التاريخي . وعليه فالتاريخ علم
يتوخى الوسائل العلمية للتأكد من صحة حوادث الماضي .
مناقشة:انه مما لا
شك فيه أن علم التاريخ قد تجاوز الكثير من الصعوبات التي كانت تعوقه وتعطله
ولكن رغم ذلك لا يجب أن نبالغ في اعتبار الظواهر التاريخية موضوعا لمعرفة
علمية بحتة , كما لا يجب التسليم بأن الدراسات التاريخية قد بلغت مستوى
العلوم الطبيعية بل الحادث التاريخي حادث إنساني لا يستوف كل شروط العلم .
التركيب
:إن للحادثة التاريخية خصائصها مثلما للظاهرة الحية أو الجامدة خصائصها
وهذا يقتضي اختلافا في المنهج وهذا جعل من التاريخ علما من نوع خاص ليس
علما استنتاجيا كالرياضيات وليس استقرائيا كالفيزياء و إنما هو علم يبحث عن
الوسائل العلمية التي تمكنه من فهم الماضي وتفسيره وعلى هذا الأساس فإن
القول بأن التاريخ لا يمكن أن يكون لها علما لأنه يدرس حوادث تفتقر إلى
شروط العلم أمر مبالغ فيه , كما أن القول بإمكان التاريخ أن يصبح علما
دقيقا أمر مبالغ فيه أيضا وعليه فإن الحوادث التاريخية ذات طبيعة خاصة ,
مما استوجب أن يكون لها منهجا خاصا بها . حل المشكلة : العلم طريقة في
التفكير ونظام في العلاقات أكثر منه جملة من الحقائق . إذ يمكن للمؤرخ أن
يقدم دراسة موضوعية فيكون التاريخ بذلك علما , فالعلمية في التاريخ تتوقف
على مدى التزام المؤرخ بالشروط الأساسية للعلوم . وخاصة الموضوعية وعليه
فإن مقعد التاريخ بين العلوم الأخرى يتوقف على مدى التزام المؤرخين بخصائص
الروح العلمية والاقتراب من الموضوعية


الموضوع الثالث :هل الرياضيات علم عقلي بحت ؟
طرح
المشكلة :تختلف الرياضيات عن العلوم الحسية في كونها تستمد موضوعها من
التصورات الذهنية الإنشائية لقضايا مجردة تتعلق بالمقادير الكمية في حين أن
العلوم الأخرى تقوم على وصف الأشياء الواقعية الحسية الموجودة فعلا . و
هذا يجعل الرياضيات لا تبحث في موضوعاتها من حيث هي معطيات حسية بل من حيث
هي رموز مجردة مجالها التصور العقلي البحت فإذا كان مدار البحث الرياضي هو
المفاهيم أو المعاني أو الرموز الرياضية فهل هذه المعاني أشياء ذهنية من
ابتكار العقل لا غير ؟ أو بمعنى آخر هل الرياضيات إبداع عقلي خالص لا صلة
لها بالتجربة الواقعية ؟

محاولة حل المشكلة: الاطروحة الاولى :الرياضيات علم عقلي لا صلة له بالواقع :
يرى
أنصار الاتجاه العقلي والمثالي أن مبادئ المعرفة فطرية . وأن المفاهيم
الرياضية موجودة في العقل قبليا (أي قبل التجربة) فعملية الجمع , و الخط
المستقيم والمثلث هي معاني رياضية حاصلة في العقل بالفطرة . وقد حاول
أفلاطون في محاورة مينون – وهو عبد جاهل للهندسة استطاع أن يكتشف بنفسه كيف
يمكن إنشاء مربع – إثبات أن العلم قائم في النفس بالفطرة , والتعلم مجرد
تذكر له وليس اكتسابا من الواقع , وهو ما نجده عند ديكارت بمعنى يختلف عن
أفلاطون قليلا حيث أن المعاني الفطرية ليست واضحة بذاتها بل حاصلة في النفس
بالاستعداد والقابلية . ولقد انفتحت مع ديكارت آفاق واسعة أمام الرياضيات .
فراحت تحلق في عالم التجريد وتشيد أبراجا ذهنية تزداد بعدا عن الواقع
الحسي , فالأعداد الكسرية , و الدائرة ... ليس لها ما يقابلها في عالم
الواقع ... وقد تحولت الرياضيات كلها إلى عمليات جبرية لا تخضع إلا لقواعد
المنطق حتى كادت أن ترد إليه . كما أن الفكر العربي قد اعتبر الموضوعات
الرياضية موضوعات عقلية يتم استخلاصها عن طريق عمليتي التجريد والتعميم وفي
هذا يقول الفارابي :" علم العدد النظري يفحص عن الأعداد على الإطلاق ...
وإن الهندسة النظرية إنما تنظر في خطوط وسطوح و أجسام على الإطلاق والعموم "
... كما كانت للعرب إبداعات عديدة في هذا الميدان حتى أن البعض منها ما
يزال ذا صلة باسم مخترعيه مثلا اللوغاريتم الذي يرتبط باسم الرياضي العربي
الشهير الخوارزمي وهو مخترع علم الجبر .
مناقشة :لكن الرياضيات
بمفاهيمها المختلفة وبكل ما تتمتع به من تجريد إلا أنها ليست مستقلة عن
المعطيات الحسية , فالدراسات المتتبعة للفكر الرياضي تكشف جوانبه التطبيقية
.
نقيض الاطروحة:الرياضيات علم يرتبط بالواقع وينطلق منه :
يذهب
أنصار الاتجاه الحسي أو التجريبي إلى أن التفكير الرياضي كان مرتبطا
بالواقع و أن الحضارات الشرقية القديمة استخدمت طرقا رياضية في مسح الأراضي
الزراعية وفي الحساب فكانت الرياضيات وليدة الملاحظة و التجربة , فالهندسة
في مصر القديمة نشأت على صورة فن المساحة , كما أن البابليين استخدموا
الهندسة والحساب في تنظيم الملاحة والفلاحة والري .
وهكذا نلاحظ أن
الرياضيات كانت في الأصل تجريبية خاضعة لتأثيرات صناعية عملية و أن الأساس
الذي بنى عليه اليونان صرحهم الرياضي النظري هو الرياضيات العملية التي
عرفتها الحضارات الشرقية القديمة . و لعل هذا ما دفع " جون لوك " إلى الرد
على ديكارت بأنه لا وجود لمعاني فطرية في النفس لأن الأطفال والبله
والمتوحشين لا يعرفونها . كما يؤكد " كوندياك " على أن الإحساس هو المنبع
الذي تنبجس منه جميع قوى النفس . مما يعني أن بداية الرياضيات كانت بداية
حسية انطلاقا من تعامل الإنسان مع الأشياء التي تحيط به كالعد بالأصابع أو
الحصي وترتيب الأشكال ثم تدرج شيئا فشيئا في تجريد الأعداد والأشكال
فاكتسبت هذه الأخيرة صورتها المجردة فاستخرج الإنسان قوانينها فأصبحت علما
نظريا , وعليه يكون فن المساحة العملي قد سبق علم الهندسة النظري , وفن
الآلات قد سبق علم الميكانيك . فاهتدى الفكر البشري بصورة عملية إلى معرفة
خواص الأشكال والآلات قبل أن يتوصل إلى البرهان عليها .
مناقشة:لكن
التصورات التي تربط كلا من الهندسة والحساب بالتطبيقات العملية والحاجات
الاجتماعية تختلف اختلافا جذريا عن التصور الجديد للعلم الرياضي الذي أصبح
موضوعه ماهيات ذهنية تتمتع بالاستقلال التام عن الواقع .
التركيب: إن
الرياضيات كعلوم عقلية نظرية قامت في الأصل على أمور مادية تجريبية ثم تمكن
العقل بعد ذلك من تجريدها وانتزاعها من مادتها تدريجيا فأصبحت عقلية خالصة
. فعالم الهندسة اليوم لا يهمه أن يكون المثلث الذي يبحث فيه من الخشب أو
الحديد بل الذي يعنيه هو المثلث الذي تصوره و عرفه ووضع له مفهوما يصدق على
كل مثلث . ا يقول جورج سارطون : " إن الرياضيات المشخصة هي أولى العلوم
الرياضية نشوءا , فقد كانت في الماضي تجريبية ثم تجردت من هذه التأثيرات
فأصبحت علما عقليا " .
حل المشكلة:إن الواقع الحسي كان منطلق التفكير
الرياضي , فلم يدرك العقل مفاهيم الرياضيات في الأصل إلا ملتبسة بلواحقها
المادية , و لكن هذا التفكير تطور بشكل مستمر نحو العقلية الخالصة إذ انتزع
العقل مادته وجردها من لواحقها حتى جعل منها مفهوما عقليا محضا مستقلا عن
الأمور الحسية التي كانت ملابسة له وبهذا أصبحت الرياضيات بناء فكري يتم
تشييده بواسطة فروض يقع عليها الاختبار دون النظر إلى صدقها أو كذبها في
الواقع , بل الصدق الوحيد المطلوب هو خلو هذا البناء من أي تناقض داخلي
وعليه فالرياضيات علم عقلي.

الموضوع الرابع:
اذا افترضنا أن الأطروحة القائلة ( أن العقل هو مصدر كل المعارف )أطروحة
فاسدة,وتقرر لديك الدفاع عنها.وتبنيها.فما عساك أن تفعل؟

طرح
المشكلة: من منطلق أن الإنسان صفحة بيضاء يبدأ في اكتشاف العالم الخارجي عن
طريق الحواس فان العلم يرتد إلى التجربة,ولكن أنصار العقلانية يؤكدون على
نجاح مذهبهم في أن العقل أساس المعارف و هو اعتقاد صادق,فإذا افترضنا أن
العقل مصدر كل المعارف فما هي الحجج التي يمكن اعتمادها للدفاع عن صحة هذا
النسق ؟.

حاولة حل المشكلة:
عرض منطق الأطروحة:العقل مصدر
المعرفة العقلانية مذهب فكري يقول بأولوية العقل و المعارف متولدة منه. و
ليست متولدة من الحس أو التجربة
مسلماتهم ان المعرفة الحقيقية ترتد إلى
ما يميز الإنسان عن غيره .وما يميزه هو العقل لا الحواس ؛"العقل أعدل قسمة
بين الناس "-بفضل العقل يهتدي الإنسان إلى اكتشاف خداع الحواس ,يقول ديكارت
(كل ما تلقيته حتى الآن على انه اصدق الأشياء .وأوثقها قد تعلمته عن طريق
الحواس:غير إنني اختبرت أحيانا هذه الحواس فوجدتها خداعة ,وانه من الحذر
ألا نطمئن أبدا إلى من يخدعنا ولو مرة واحدة . كما أن جميع المعارف تنشأ عن
المبادئ العقلية القبلية و الضرورية الموجودة في العقل .-الأفكار العقلية
عالمية ؛- - يقينية بديهية ، صادقة صدقا ضروريا و سابقة لكل تجربة و.
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية:
كما
أن الكثير من الآيات القرآنية يأمر الله-الأحكام العقلية توافق الأحكام
الشرعية ,الدين جاء مخبرا عما في العقل(رأي المعتزلة)-المجنون يفتقد للكثير
من المعارف
سبحانه وتعالى فيها الإنسان باستعمال العقل و جميع الناس
يملكون بالفطرة المبادئ العقلية بالإضافة إن الله سبحانه وتعالى رفع القلم
عن الصبي والنائم والمجنون لافتقادهم العقل
الرد على خصوم الأطروحة: عرض
منطق التجريبيين التجربة أصل المعرفة لا العقل إنّ المصدر الجوهري الأوحد
للمعرفة هو التجربة .و هذه المسلمة تتفرع إلى جزأين: الأول نقدي يتم فيه
استبعاد المذهب العقلاني ، و الثاني تأسيسي ، يتم فيه بناء المذهب التجريبي
، و قوامهما : - العقل لا يستطيع أن ينشئ بالفطرة المعاني والتصورات. ؛و
العلم في كل صوره يرتد إلى التجربة .-المرء يكون قبل التجربة عبارة عن صفحة
بيضاء.ويبدأ في اكتشاف العالم الخارجي عن طريق الحواس- دافيد هيوم :"كل ما
أعرف قد استمدته من التجربة " -الأحكام العقلية تتغير بتغير الزمان
والمكان
نقد الأطروحة التجريبية: لا يمكننا أن نثق في الحواس لأنها
كثيرا ما تخدعنا .فنحن نرى النجوم صغيرة والحقائق العلمية تؤكد أنها اكبر
بملايين المرات مما نراها-حواس الإنسان قاصرة ومحدودة.-لو كانت المعرفة
تقتصر على الحواس .لاشترك فيها الإنسان مع غيره من الحيوان
حل المشكلة:
على
ضوء التحليل السابق .يتبين لنا أن العقل هو المصدر الأوثق للمعرفة .ومنه
فان الأطروحة القائلة ,العقل مصدر المعرفة أطروحة صحيحة في سياقها.

الموضوع الخامس: أبطل الأطروحة التالية:إن الحقيقة مطلقة.
طرح
المشكلة: من الملاحظ أن الواقع متغير وما هو متغير نسبي يختلف إدراكه من
شخص لأخر مما يجعل الحقيقة نسبية غير أن هناك من اعتقد أن الحقيقة مطلقة
وهي ما يطمح إليه الفيلسوف غير أن هذه النظرية فيها الكثير من المبالغة و
الخطأ وهذا ما يدفعنا إلى الشك في صدقها.فكيف يمكن إبطال ذلك؟

محاولة حل المشكلة:1- عرض الأطروحة و البرهنة عليها: إن الحقيقة مطلقة
يستطيع الفيلسوف بلوغها عن طريق العقل أو الحس ونجد هذا النوع من الحقيقة
في الفكر الأفلاطوني حيث يميز أفلاطون بين عالمين عالم الأشياء الذي يشكل
مادة إدراك حواسنا وهو متغير قابل للفناء,وعالم المثل الذي لا تدركه
الأبصار و هو ثابت ومطلق.فتتميز الحقيقة المطلقة بكونها مجردة من كل قيود
وغير مرتبطة بأحكام الناس وهي مستقلة لا تحتاج من اجل وجودها إلى علل و
أسباب لا تخضع للزمان و المكان.ونفس الطرح نجده عند أرسطو الذي تكمن
الحقيقة المطلقة عنده في المتحرك الذي لا يتحرك. 2- عرض مناصري الأطروحة
ونقدهم: إن هذه النظرية لها مناصرين وهم أصحاب المذهب العقلاني بقيادة
ديكارت الذي يجعل من الحقيقة مطلقة انطلاقا من الحكم الصادق الذي يحمل في
طياته معيار صدقه وهو الوضوح.(نقدهم)ولكن هذه الأطروحة فيها مبالغة إذ كيف
نفسر التعدد و الاختلاف في الحقائق هذا من جهة و من جهة أخرى الحقيقة
المطلقة من منظور فلسفي حقيقة مجردة ميتافيزيقية وهي حقائق يصعب إدراكها
بالعقل لعجزه عن بلوغها,وإذا تجرا على تناولها كانت نسبية و متغيرة بتغير
ظروف صاحبها النفسية الفكرية والاجتماعية وفي هذا السياق عبر الفيلسوف
الفارابي عن صعوبة إدراك حقائق الأشياء يقولالوقوف على حقائق الأشياء ليس
في قدرة البشر,ونحن لانعرف من الأشياء إلا الخواص واللوازم و لا نعرف
الفصول المقومة لكل منها).كما أن الحقيقة من منظور الصوفية هي الأخرى
متغيرة و نسبية نسبة إلى إيمان الشخص ومدى عمق قوته وضعفه الذي يجعل من
الحقيقة حقائق متغيرة بتغير مستوى إيمان أصحابها رفع منطق الاطروحة بحجج
شخصية: إن الحقيقة المطلقة هي حقيقة مطلقة في ذاتها لكنها حقيقة متغيرة
ونسبية عندما تتعلق بالإنسان لأنها متوقفة على الواقع النفسي و الفكري و
الاجتماعي,فالحقيقة التي يتحدث عنها الفلاسفة يتحدثون عنها ضمن انساق و
مذاهب مما يجعلها تحت رحمة النسق فاله اقلاطون ليس اله أرسطو ,واله أرسطو
ليس اله ديكارت,وهذا ما أكده كانط بقوله (الحقيقة المطلقة لايحتضنها عقل
ولا يدركها علم).
حل المشكلة: من خلال ما سبق ذكره يبدو إن القول
بالحقيقة المطلقة ليس له ما يبرره مما يدفعنا إلى رفض هذه الأطروحة ونقد
مسلماتها والرد على حججها و بالتالي فهذه الأطروحة باطلة ويجب رفضها.


الموضوع
السادس:قيل إن العلوم الإنسانية هي ما يقع في الوجود الفعلي و هي مما
يدركه الباحثون بالمشاهدة كإدراكهم لمادة العلوم التجريبية كلها .دافع عن
هذه الأطروحة
.
طر ح المشكلة:لقد شكل الإنسان موضوع بحث و دراسة فهو
جانب مادي وآخر روحي معنوي أدى إلى ظهور علوم إنسانية تبحث في إنسانيته
بأبعادها الثلاثة النفسي و الاجتماعي و التاريخي,لكن تميز الظاهرة
الإنسانية بخصائص كالتغير و عدم التكرار شكلت عائقا أمام دراستها
تجريبيا,غير ان هذا لاقى معارضة بحيث يمكن دراستها بشكل علمي وهي أطروحة
صحيحة.فما المبررات التي تثبت صحتها؟بصيغة أخرى إذا كانت الظواهر الانسانية
تخضع للتجريب ما الدليل على ذلك؟

محاولة حل المشكلة: عرض منطق
الاطروحة: ان الواقع البشري له أبعاد ثلاثة بعد اجتماعي يدرسه علم
الاجتماع,وبعد نفسي يهتم به علم النفس, وبعد تاريخي يؤرخ له علم التاريخ,
وقد تم دراسة هذه الأبعاد بشكل موضوعي وذلك بتطبيق المنهج التجريبي حسب
طبيعة الظاهرة فكان المنهج التاريخي مع ابن خلدون قائما على ضرورة المصادر
وتحليلها ونقدها لتركيب الحادثة بشكل حقيقي,أما المنهج في علم الاجتماع فقد
تم تطبيق التجربة الغير مباشرة على حوادث المجتمع أي اعتماد الملاحظة و
التحليل لمعرفة أسبابها و إمكانية التنبؤ بها وهذا مااثبتته العلوم
الاجتماعية الحديثة كالإحصاء و الانتروبولوجيا يقول كونت...إنني اعني
بالفيزياء الاجتماعية العلم الذي تكون دراسة الظواهر الاجتماعية فيه
موضوعية على ان ينظر إلى هذه الظواهر بنفس الروح التي ينظر بها إلى الظواهر
الفلكية) أما عن منهج علم النفس فقد استطاع السيكولوجيون فهم الحياة
الداخلية باعتماد المنهج الذاتي الاستبطاني أو المنهج السلوكي الموضوعي
القائم على تفسير سلوك الفرد
عرض خصوم الاطروحة:إلا أن هناك من عارض ذلك
واعتبر انه لا يمكن دراسة الظاهرة الإنسانية دراسة علمية انطلاقا من وجود
مجموعة من العقبات كغياب الموضوعية وغياب الملاحظة و التجربة وغياب الحتمية
و التنبؤ,(نقدهم)ولكن لا يمكن الجزم بذلك لان علماء دراسة الظواهر
الإنسانية تجاوزوا هذه العقبات و البحوث التي قاموا بها في الميادين
الثلاثة تثبت ذلك.
الدفاع عن الاطروحة بحجج شخصية:إن طبيعة و مسائل
العلوم الإنسانية مكنت الباحثين من تنويع أساليب البحث و أبدعوا مناهج
تتشابه مع بعض المناهج في العلوم التجريبية والتزموا من ناحية أخرى ببعض
أساليب البحث التي تتلاءم وتنسجم مع طبيعة موضوعاته وهذا مكننا من فهم
الإنسان و واقعه وأبعاده المختلفة
حل المشكلة:إن الأطروحة القائلة
بدراسة الظواهر الإنسانية دراسة علمية كدراستهم لمادة العلوم التجريبية
أطروحة صحيحة في سياقها لذلك يمكننا الدفاع عنها و تبنيها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.SoUfI

Dr.SoUfI


مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو   مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Clockالثلاثاء 14 يونيو 2011 - 20:53

بارك الله فيك أختي جزاك الله كل خير ربي يوفقك إن شاء الله وينجحك في دراستك وفي حياتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رتاج

رتاج


مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Hh7.net_13102023561
الجنس : انثى
العـمـل : طالبة
هوايتي المفضلة : الموسيقة الرسم النات
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو   مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو Clockالثلاثاء 14 يونيو 2011 - 20:58

مشكلة : الحرية والمسؤولية

المقالة التاسعة : منقولة
نص السؤال :
هل الحتمية عائق أم شرط لممارسة الحرية؟الإجابة النموذجية : الطريقة الجدلية

]طرح المشكلة: إذا كانت الحرية حسب "جميل صليبا " هي : "الحد الأقصى لاستقلال الإرادة
العالمة بذاتها المدركة لغاياتها " أي أن يتصرف الإنسان حسب ما يمليه عليه
عقله ، بينما الحتمية تعني إذا تكررت نفس الأسباب في نفس الشروط فإنها تحقق
نفس النتائج ، فلقد اتخذ أنصار النزعة الوضعية من هذا المبدأ حجة ينفون
بها الحرية عن الإنسان ، في حين يعتبر بعض المفكرين من أنصار الطرح الواقعي
بان الحتمية هي شرط ضروري لوجود الحرية ، هذا الجدل الفكري يدفعنا إلى
التساؤل : هل علاقة الحرية بالحتمية هي علاقة تعارض أم علاقة تكامل ؟
[/size]
[/size]

محاولة حل المشكلة :
1 - الأطروحة
: موقف نفي الحرية باسم الحتمية :يرى أنصار النزعة الوضعية (العلمية ) بان
الحتمية عائق لوجود الحرية ، فالعلاقة بين الحرية والحتمية هي علاقة تعارض
وهذا يعني إن كل أفعال الإنسان وتصرفاته مقيدة بأسباب وشروط أي بمجموعة من
الحتميات فهو غير حر .

الحجج : تتمثل الحتميات التي تتحكم في نشاط الإنسان في :
ـــ الحتمية الطبيعية
: الطبيعة تخضع لنظام عام شامل وثابت وما دام الإنسان جزء من الطبيعة فهو
يخضع لقوانينها ، فالطبيعة هي التي دفعت الإنسان إلى العمل مثل الحرارة
والبرودة والأمطار والجفاف ....الخ . ويعتقد العلمانيون أن الإنسان هو
عبارة عن تركيبات كيميائية وفيزيائية يخضع للقوانين الطبيعية بطريقة آلية
مثله مثل الظواهر الجامدة ( الجزء يخضع لنظام الكل ) .

ـــ الحتمية البيولوجية
:الإنسان يسعى من اجل تحقيق دوافعه الفطرية البيولوجية للحفاظ على بقائه
واستمراره مثل : دافع الجوع ، والتكاثر ... فالدوافع البيولوجية الحيوية هي
التي تتحكم في سلوك الإنسان .

الحتمية
النفسية : يرى فرويد إن أفعال الإنسان الواعية وغير الواعية أسبابها دوافع
لاشعورية فأفعال الإنسان مقيدة بمكبوتات اللاشعور . أما المدرسة السلوكية
فتفسر جميع نشاطات الإنسان على أنها مجرد أفعال منعكسة شرطية أي مجرد ردود
أفعال عضوية على منبهات .

الحتمية
الاجتماعية : يرى علماء الاجتماع وعلى رأسهم دوركايم " بان القواعد
والقوانين الاجتماعية تتصف بالقهر والإلزام فهي تجبر الفرد على أتباعها
بالقوة والدليل على ذلك وجود العقوبات .

النقد : هذه المواقف تهمل دور العقل والإرادة ولا تميز بين الإنسان والحيوان
2 – نقيض الأطروحة
: موقف أنصار التحرر : الحتمية في نظرهم هي شرط ضروري لوجود الحرية
فالعلاقة بين الحتمية والحرية هي علاقة تكامل : فوعي الإنسان بمختلف قوانين
الحتمية هو مصدر تحرره ، وان التحرر لايعني إلغاء القوانين وإنما معرفتها
للبحث عن الوسائل المناسبة للسيطرة عليها ، ويتم التحرر بالسيطرة على مختلف
العوائق والتي تتمثل في :

ـــ التحرر من الحتمية الطبيعية
: يتم بمعرفة قوانين الطبيعة ومقاومته لمختلف العوائق بفضل العلم والتقنية
مثل التغلب على الحرائق و على الحرارة و على البرودة وتفادي مخاطر الزلازل
لذلك يقول:"بيكون" "إننا نخضع للطبيعة لكي نخضعها " ويقول "ماركس" : "إن
الحرية تتحقق بالتغلب على العوائق الطبيعية بالعلم والتقنية " ويؤكد
"انجلز" :" الحرية تتمثل في السيطرة على أنفسنا وعلى العالم الخارجي من
حولنا " .

ــ التحرر من الحتمية الاجتماعية
: بإمكان الفرد التحكم في القواعد والقوانين التي تنظم الحياة الاجتماعية ،
فيستبدل القوانين البالية بقوانين جديدة تحقق التطور والدليل على ذلك
ثورات الأنبياء والعلماء والمصلحين ....... الخ . تدل دراسات علم النفس أن
الفرد لا يكتفي بالتقليد بل يقوم بالمعارضة ومقاومة القوانين التي لا
تناسبه ويستبدلها بغيرها .

ـــ التحرر في موقف "المادية التاريخية"
: " كارل ماركس " : يربط ماركس الحرية بنوع النظام الاقتصادي وشكل الملكية
، فالملكية الفردية لوسائل الإنتاج وعلاقاته في النظامين الإقطاعي
والرأسمالي أدت إلى الاستغلال والطبقية ولكي يتحقق التحرر لا بد من الوعي
والقيام بالثورة وتغير نظام الملكية من ملكية فردية إلى ملكية جماعية أي
تغيير النظام الاقتصادي من نظام رأسمالي إلى نظام اشتراكي .

ـــ التحرر من الحتمية البيولوجية
: بما إن الإنسان كائن عاقل فهو يملك قدرة التحكم في دوافعه البيولوجية
وتحقيقها بطرق مشروعة يراعي فيها القوانين الأخلاقية والدينية ...الخ مثل
التغلب على دافع الجوع بالصوم وتجاوز دافع حب البقاء بالجهاد في سبيل الوطن
.

[size=21]ـــ التحرر من الحتمية النفسية : ويتم من خلال التحكم في الميول والعواطف والأهواء والرغبات و وإخضاعها لسيطرة الإرادة والعقل ....الخ .
النقد :
لكن رغم محاولات الإنسان من الانفلات من القيود عن طريق العلم والعمل لا
يستطيع التخلص منها كلية بمفهوم التسخير و لا التخلص منها مطلقا . ومع ذلك
فهو صاحب القرارات وكائن المسؤوليات .

2

3 - التركيب:
الحرية هي تجسيد لإرادة الإنسان في الواقع ، لذلك يؤكد "بول فولكي " إن
العلاقة بين الحرية والحتمية هي تكامل ومنه فالحتمية ليست عائق بل هي شرط
لوجود الحرية .

حل المشكلة : ليست الحتمية عاق في وجه الحرية بل إن غابت الحتمية غابت معها الحرية .

لمقالة العاشرة :
نص السؤال : قيل إن الحتمية أساس الحرية أثبت بالبرهان صحة هذه الأطروحة ؟
]


[size=16][size=21]الإجابة النموذجية : استقصاء بالوضع

طرح الإشكالية :
يقول
أحد الفلاسفة " أعطيني حلا لمشكلة الحرية أعطيك حلا لكل المشاكل الفلسفية "
إذا فربما هذه المقولة أكبر دليل يدفعنا إلى القول بأن الحرية من أعقد و
أقدم المشكلات الفلسفية فهي لها صلة مباشرة بما وراء الطبيعة ولقد شاع بين
بعض الفلاسفة من أنصار الحتمية أنه لا مجال للحديث عن الحرية في عالم تحكمه
مجموعة من الحتميات الصارمة إلا أن هناك من يعتقد عكس ذلك وهم فريق أنصار
التحرر الذين يروا أن التسليم بوجود الحتميات و إدراكها شرط لممارسة الحرية
فإلى أي مدى يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة ؟ وهل يمكن إثباتها بحجج ؟
وبالتالي الأخذ برأي مناصريها ؟

محاولة حل الإشكالية
]عرض منطق الأطروحة]
: هذا الموقف الفلسفي يرفض الطرح الميتافيزيقي لمشكلة الحرية باعتبارها
مشكلة الإنسان الذي يعيش في الواقع ويواجه جملة من الحتميات . وأول من
ابتدأ الطرح الواقعي لها الفيلسوف المسلم "ابن رشد " ( 1126 – 1198) ونزع
التعارض القائم بين الحرية والحتمية ؛ حيث قدم وجهة نظر جديرة بالاهتمام .
فالإنسان عنده حر حرية محدودة في حدود قدرته وعلمه ووعيه حيث يقول في هذا
الصدد " ... أن الله تبارك و تعالى قد خلق لنا قوى نقدر بها أن نكتسب أشياء
هي أضداد . لكن لما كان الاكتساب لتلك الأشياء ليس يتم لنا إلا بمواتاة
الأسباب التي سخرها الله من خارج وزوال العوائق عنها ، كانت الأفعال
المنسوبة إلينا تتم بالأمرين جميعا ..." ونفس الموقف نجده يتكرر مع
الفيلسوف الفرنسي بول فولكي عندما يقر أن الحرية والحتمية في واقع الأمر
متكاملتان والتحرر حسبه يقتضي معرفة القيود و الموانع و الحتميات التي
تعترضه . وقد اعتمد هذا الموقف على المسلمة التالية : أن الحتمية والحرية
مفهومان غير متناقضين – حسب الطرح الميتافيزيقي - وإنما الحتمية شرط ضروري
لقيام الحرية ، أما الحجج المعتمدة في هذا الطرح : نذكر منها الحجة
الواقعية التي استخدمها بول فولكي في إثبات علاقة التكامل بين الحتمية
والحرية بل رأى أنه انعدام الحتمية يؤدي إلى انعدام الحرية ؛ فعدم وجود
قوانين تنظم السلوك الإنساني وتوجهه يؤدي إلى الفوضى في السلوك يفقد من
خلالها الإنسان حريته وقد قوى حجته بمثال رائع حينما قال " إنه من السهل
علينا أن نذهب حيث شئنا بسيارة لأن حركتها مضبوطة ومدروسة بدقة سلفا ،
ولكنه من الصعب أن نستعمل الحصان لأن حركاته كثيرا ما تكون عفوية . وهناك
حجة تاريخية تؤكد هذا الطرح : و هو أن الإنسان عندما تعرف كيف يقرأ مجهولات
الطبيعة عن طريق العلوم الطبيعية خاصة استطاع بها الكائن البشري أن يتحرر
من مجموعة من القيود هذا الذي جعل "مونيي " ( 1905 – 1950) يقول : " إن كل
حتمية جديدة يكتشفها العالم تعد نوطة تضاف إلى سلم أنغام حريتنا " .

نقد خصوم الأطروحة
: يرى هذا الاتجاه أنه من التناقض الجمع بين الحرية والحتمية في آن واحد .
فحسب هذا الموقف إما أن تكون الحرية كمفهوم مطلق موجودة [من دون أي إكراه
خارجي أو داخلي وبما الإنسان كائن عقلاني كما يؤكد أهل إثبات الحرية بدلالة
شهادة الشعور تارة حسب "ديكارت " ( 1596 – 1650) " مين يبيران " ( 1766 –
1824 ) و برغسون ( 1859 – 1941 ) حيث يعتبرها هذا الأخير إحدى مسلمات
الشعور والتي ندركها بالحدس ، إنها حسبه ذلك الفعل الذي يتبع من الديمومة
أو الأنا العميق أما سارتر ( 1905 – 1980 ) أن الحرية هي جوهر الوجود
الإنساني وتارة أخرى يعتمد هذا الاتجاه باسم الحجة الأخلاقية بدعوى مشروعية
التكليف ففريق المعتزلة يرى أنه يطلب من المكلف إما الترك أو الفعل و يؤكد
على نفس الموقف الفيلسوف الألماني " إيمانويل كانط "( 1724 – 1804 ) حيث
يقول " إذا كان يجب عليك فإنك تستطيع " بالإضافة إلى ذلك الحجة الاجتماعية
والحجة الميتافيزيقية التي تثبت وجود الحرية ] وإما أن تكون الحرية غير
موجودة بمفهوم مطلق أي توجد الحتمية التي تنفيها و يمثل هذه الفكرة " أهل
النفي " وهم أنصار الميتافيزيقا الإسلامية ( يمثلها جهم بن صفوان المتوفي
سنة 128 ه الذي يرى أن الإنسان مسير بإرادة الله ) في العصور الوسطى
وامتداداتها إلى العصر الحديث مع موقف سبينوزا (1632 - 1677) الذي يقول
بموقف الضرورة الإلهية. وكذلك نجد أنصار النزعة العلمية الحديثة الذين
يقرون بأن الإنسان محفوف بمجموعة من الحتميات تمنعه أن يكون حرا حرية مطلقة
وقد عددوها بين حتميات ؛ فيزيائية ( أفعال وأفكار الإنسان تنطبق عليها
قوانين الحتمية مثل انطباقها على الظواهر الفيزيائية والكيميائية ) و حتمية
بيولوجية ( يرتبط سلوك الإنسان بمكوناته البيولوجية التي تفرض عليه
السلوكات التي يفعلها لهذا فهو يتصرف إلا في حدود هذه المكونات يقو العالم
الإيطالي لومبرزو " أن المجرمين ليسوا مجرمين بإرادتهم وإنما الطبيعة
البيولوجية هي التي أجبرتهم على ذلك " ) وحتمية نفسية ( ترى أن السلوك
الإنساني مرتبط بالمجريات النفسية تأتي إما في شكل منبهات طبيعية واصطناعية
حسب واطسن ( 1856 – 1939 ) أو تأتي على شكل مكبوتات لاشعورية يستطاع أن
يتنبأ بها حسب فرويد و في كلتا الموقفين الإنسان هو محتم أن يعمل وفق هذه
الضغوطات كلها وهذا يأخذنا إلى نوع أخير من الحتميات وهو الحتمية
الاجتماعية ( ترى أن أفعال الإنسان الفردية إذا لم تلتزم بقواعد المجتمع
التي تسير حياته مهما بلغت طموحاته فلا يجب على الإنسان أن يتجاوزها مثل ما
يؤكد عليها دوركايم ( 1858 – 1917 ) ) وبعد أن عرضنا كل موقف الخصوم ورغم
حججه الدامغة نجد أنه يتعرض إلى عدة انتقادات نكرها فيما يلي :

- نفي
الحرية بحجة وجود الحتميات الداخلية و الخارجية ، دعوة إلى السلبية
والخضوع والاستسلام وهذا الذي كان حاصلا فعلا في العالمين سواء الإسلامي في
أواخر سقوط نهضته عندما لم يستمع لأفكار ابن رشد وانصاع لفكرة الحتمية ،
أما العالم الغربي فقد نام طيلة العصور الوسطى بفكرة الحتمية المسيحية التي
شللت عقول وجهود الإنسان الغربي .

- الإنسان يملك قوى كالعقل و الإرادة و الشعور تمكنه من إدراك الحتميات وتسخيرها لخدمة مصالحه
-
الحرية ليست مشكلة للتأمل الميتافيزيقي بقدر ما هي مشكلة الإنسان وسلاحه
لمواجهة كل أشكال الضغط . فعلى الفلسفة أن تواكب طموحات الإنسان لا أن
تسكنه في معراج الأحلام الوهمية البعيدة عن التصور ولو تجسد للحظة وهم
الحرية المطلقة.

- و
ابرز من جسد الفعل النقدي للطرح الميتافيزيقي الفيلسوف كارل ماركس ( 1811 –
1883 ) الذي فضل تغيير العالم بدعوته إلى التحرر أحسن من تفسير العالم كما
تعكف الفلسفة على فعله الآن . ولذلك أدرج التيار التقليدي الذي يطرح
الحرية طرحا ميتافيزيقيا ضمن التيارات الرجعية الرافضة للتقدم الأمر الذي
ساعد على تأسيس فكرا جديدا يمثله التيار التقدمي التنموي في مواجهة الثابت
والستاتيكي .

الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية شكلا ومضمونا :
إن الأطروحة القائلة بأن الحتمية أساس الحرية نستطيع الدفاع عنها و إثباتها بحجج و أدلة جديدة تتمثل فيما يلي :
أما
الحجة الأولى تقول أنه كل دعوة إلى ممارسة الحرية خارج إطار القوانين دعوة
إلى الفوضى و التمرد واللامبالاة فلو تركت الأجرام السماوية من دون نظام
وقوانين لاختلطت وتصادمت يبعضها البعض ونفس المقياس نقيس به الإنسان فبقدر
بحثه عن الحرية بقدر حاجته إلى قوانين تنظم حياته فها هانا حقا سيحصل
التوازن لا محالة . أما الحجة الثانية فتقول أن الكائن البشري يسري في طريق
تحرر كلما بذل من جهد عن طريق العمل مثل ما أكده الفيلسوف هيجل ( 1770 –
1831) واعتبره منبع للحرية كما بينه في جدليته الشهيرة " جدلية السيد
والعبد " حيث تحول العبد بفضل العمل إلى سيد على الطبيعة و سيد سيده ، أما
السيد فهو عبد للطبيعة وعبد لعبده لارتباطه بعبده في تلبية حاجياته . أما
الحجة الثالثة قائمة على دور العلم في كشف القوانين التي تعتبر قيود تنتظر
الفك نحو تحرر الإنسان منها . فقد سجل الإنسان حسب الاستقراءات التاريخية
قفزات هائلة في حلقات الانتصار على الطبيعة وظواهرها ( الفيضانات ،
البراكين ، الأمراض ...) أنظروا معي في المقابل (أنشئت السدود ، أخليت
المناطق البركانية ، اكتشفت كل أنواع المضادات ضد أفتك الأمراض مثل داء
الكلب كان يشكل حتمية مخيفة على الإنسانية في فترة من الفترات إلى أن جاءت
مضادات باستور وحررت الإنسان من قيد الموت المؤكد...) و نفس الحال يتكرر
كلما اشتدت الحمية خناقا على الإنسان جاء العلم ليحل ويطلق سراح الإنسان من
خوفه وحيرته . كما أننا يجب أن ننتبه أن إنسان اليوم صار أكثر حرية من
إنسان الماضي لأنه أكثر اكتشافا للحتميات فبفضل قوانين الأثير أصبح العالم
عبارة عن قرية صغيرة على حد قول عالم الاجتماع الكندي ماك لوهان وصولا إلى
فضاء الانترنت و إلى كل أنواع التقدم الحاصل إلى حد كتابة هذه المقالة ، ضف
إلى ما توصل إليه الإنسان في معرفة القوانين النفسية التي مكنت الإنسان من
التحرر من نقائص الطبع ومختلف الميول والرغبات والعقد النفسية المختلفة ،
أما في الجانب الاجتماعي فلقد استطاع علماء الاجتماع أن يحصوا الظواهر التي
تؤذي المجتمعات الإنسانية فقاموا بتقليص كل المشاكل التي تهدد انهياراتها
مثال حي أنظر سياسة تعامل المجتمعات الغربية مع ظاهرة التدخين أو ظاهرة
المخدرات من أجل تقليص أعدادهم وتضمن السلامة الكافية لراسمي مستقبلها .
وقس على ذلك كل الممارسات السياسية و الاقتصادية في ظل عملية التأثر
والتأثير بين الفرد ومجتمعه في مسائل الالتزام بالقوانين والشعور بالتكليف
والمسؤولية وفي نفس الوقت المطالبة بكل أنواع الحقوق و في جميع المجالات .

حل الإشكالية :
وبعد
أن صلنا وجلنا في غمار هذه الأطروحة نؤكد على مشروعية الدفاع و الإثبات
لأنه يظهر لنا أن القول بأن الحتمية أساس الحرية أمر أكده العلم وأثبت
تاريخ العلوم و الاكتشافات و كل الاختراعات ذلك ومنه نخلص إلى أنه كلما
زادت وتطورت معارف الإنسان كلما اتسعت دائرة الحرية . وعليه نكثر من تكرار
قول لا بد من معرفة الحتميات و القوانين شرط لممارسة الحرية و التأكيد على
الطابع العملي لمشكلة الحرية لا يستبعد الجانب الفكري الذي يتمثل في الوعي
بالأهداف و الغايات و الأبعاد لفعل التحرر . فنحن نعيش في وقتنا الحاضر
لحظة رعب من إفلونزا الخنازير جعل من منظمة الصحة العالمية أن تدق ناقوس
الخطر بل جعلت المرض في الدرجة الخامسة لكننا متأكدين أن العلم لن يقبع
متفرجا أمام هذا المرض لأن الإنسان مرتبط دائما بآية قرآنية "وما أوتيتم من
العلم إلا قليلا " وهي كونية بالنسبة لأي إنسان شد الرحال إلى أن يكتشف
ألغاز الطبيعة وهذا ما يؤكد فعلا صحة أطروحتنا .
]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقالات فلسفية السنة الثالثة ثانوي وخاصا هدية مني الى الاخ عبدو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موقع الفيزياء السنة الثالثة ثانوي+السنة الثانية ثانوي+السنة الاولى ثانوي
»  جميـــــع مقــــــالات الفــــلســــــفة السنة الثالثة ثانوي
» حوليات الفيزياء السنة الثالثة ثانوي
» سلاسل في رياضيات السنة الثالثة ثانوي
» روسيا ورهانات التحول.السنة الثالثة ثانوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط :: الفئة التعليمية ::  منتديات التعليم الثانوي ::  بكالوريا 2012-
انتقل الى:  
....................
اخر الاخبار الوطنية
جميع حقوق منتديات عائلة تابلاط محفوظة
 جميع الحقوق محفوظة لـ{منتديات عائلة تابلاط} ®
حقوق الطبع والنشر © 2010 - 2011

جميع ما يكتب في المنتدى يعبر عن وجهة نظر الكاتب شخصيا ولا يمثل رأي منتديات عائلة تابلاط ولا القائمين عليه أو اهدافهم أو توجهاتهم
الترحيـب و التواصل مع الاعضاء|التهانـي والتبريكات|الدعاء للمرضى و التعازي و المواساة|تابلاط للاخبار اليومية+مواقع للصحف الجزائرية |ملتـقـى عائلة تابلاط|كل ما يخص مدينة تابلاط|تاريخ و ثقافة الـجزائـر|شخصيات جزائرية هامة|خصوصيات ادم|خصوصيات حواء|الـطفـل و الـطــفولـة|مطبخ المنتدى|الاثات و الديكور|الاناقة والجمال|نصائح و تجارب منزلية|طبيب عائلة تابلاط|تطوير الذات|الحورات و النقاشات الهامة والجادة |العلوم و المعلومات العامة|فلسطين الحبيبة|البـيـئة والطبيعة و عالم الحيوانات| شخصيات عربية و عالمية |القصص و الرويات المتنوعة |حدث في مثل هذا اليوم| الأعياد والمناسبات|السيارات والشاحنات و الدرجات|الأمثال و الحكم و الأقوال|تابلاط الافـكار و المواهـب|أشعاري و خواطري|منتدى الشريعة و الحيـاة|خيمة شهر رمضان|دليلك في الحج و العمرة|التاريخ و الحضارة الاسلامية|تـابلاط الدردشة و الفرفشة|تابلاط نكت*نكت|المسابقـات و الالغـاز|السيـاحة بكل انواعها| صـور*صـور|كرة القدم الجزائرية|كرة القدم العالمية|رياضات متنوعة|بحوث مدرسية|المحاضرات و البحوث الجامعية|معلومات و اخبار|جامعية التعليم و الدراسة بالمراسلة|السنة الاولى ثانوي|السنة الثانية ثانوي|بكالوريــا2011|السنة الاولى متوسط|السنة الثانية متوسط|السنة الثالثة متوسط|السنة الرابعة متوسط (bem)|مواقـع مفيــدة و اخرى مسلية|بـرامج الهـاتف|برامج الكمبيوتر و الانترنات|الالعاب الالكترونية|استقبال القنوات +أنظمة التشفير التلفزيونية|التقنيات المتقدمة |قسم الاعلانات الادارية للاعضاء| معلومات موقع منتديات عائلة تابلاط|السيرة العطرة و قصص الانبياء|الاعجاز العلمي في القران و السنة|
وقف لله
تــنــويـة : أبـريء ذمتي أنا صـاحـب ومـؤسس منتديات عائلة تابلاط أمام الله ان حـصـل تعارف أو صداقات غير شرعية بين الأعضاء داخل المنتدى
منتديات عائلة تابلاط لا يهدف الى الربح أو التجارة بأي شكل من الاشكال
المنتدى وقف لله تعالى لي و لوالدي و لجميع الأعضاء والمسلمين و المسلمات الأحياء منهم والأموات
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلا مُتَقَبَّلا-