تاريخ الولايات المتحدة
الولايات المتحدة تزدهر
بعد الحرب الأهليّة، عادت الولايات المتحدة إلى طريق الإزدهار .
استمرّ الملايين من المهاجرين في الوصول إلى شواطيء الولايات المتحدة. بعضهم هروبًا من الحياة الصعبة في اوروبا. قسم كبير من المهاجرين كانوا من اليهود الّذين هربوا من ظروف الحياة الصّعبة ومن أعمال العنف البشعة الّتي عانوا منها في روسيا وسائر مدن شسرق أوروبا. وصلت أيضًا مجموعة كبيرة من المهاجرين من إيرلاندا، الّذين هربوا من السلطة البريطانيّة الظالمة ومن الجوع في إيرلاندا.
لم تعد المجمّعات السكنيّة تتركّز في الشواطيء الشرقيّة للدولة فحسب. وحتى عام 1900 استوطن الطلائع في غالبية أراضي أمريكا الشماليّة. وكان العقدين الأخيرين من القرن التّاسع عشر فترة ازدهار مربي الأبقار (الكاوبوي). أقام مربو الأبقار مزارع واسعة في غرب الولايات المتحدة ونقلوا قطعان البقر من مكانٍ لآخر وهم يعتمرون قبعات واسعة الأطراف. يلبسون الجِزَم الجلديّة ويحملون المسدّسات اللامعة معلقة في أحزمتهم.
في الوقت ذاته أخذت الصناعة تزدهر في الولايات المتحدة . في عام 1908 أقام هنري فورد مصنع للسيارات في مدينة ديترويت. كان مصنع فورد أوّل مصنع يُصّنع سيارة بكميّات جماهيريّة مكّنت الكثير من الناس من شرائها. الموارد الطبيعيّة والمبادرة والاجتهاد لدي المهاجرين وأبنائهم قادوا إلى تطوّر سريع في الصناعة والتجارة في الدولة.
التطوّر السريع أدى إلى زيادة قدرة تأثير الولايات المتحدة على العالم. خلال القرن العشرين دارت في أوروبا حربين عالميتين. وفي الوقت الّذي تهدّمت فيه أوروبا المرّة تلو الأخرى - إزدهرت الولايات المتحدة وزادت قوتها حتى أصبحت، في الفترة ما بعد الحرب العالميّة الثّانية، قوّة مركزيّة تقود العالم كلّه.