صُوْر (بالإنجليزية: Tyre) هي مدينة بحرية لبنانية مركز قضاء صور أحد أقضية محافظة الجنوب. تقع على شاطيء البحر الأبيض المتوسط. تعتبر مدينة صور من أشهر حواضر العالم عبر التاريخ للدور التي لعبته في الحقبة الفينيقية ان كان من ناحية سيطرتها على التجارة البحرية، انشائها المستوطنات التجارية حول المتوسط، نشر الديانات في العالم القديم، انشائها مستوطنة قرطاجة التي قارعت الدولة الرومانية، أو مقاومتها لزحف الإسكندر المقدوني.
جغرافيتها
تبعد صور حوالي 83 كلم عن بيروت. ترتفع حوالي 10م عن سطح البحر وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ 6.75 كلم². يسكن فيها تبعا لبعض التقديرات حوالي 151000 نسمة.
تاريخ صور
ازدهارها
يعود تاريخ تأسيس صور إلى بدايات الالف الثالث ق.م، وكان عصرها الذهبي في غضون الألف الأول قبل الميلاد. ففي حوالي القرن العاشر ق.م قام ملكها حيرام بإنجاز عدد من المشاريع العمرانية، فوصل الجزر ببعضها وردم جزءا ًمن البحر بهدف توسيع رقعة المدينة الساحلية. ثم ما أن تجاوزت حدودها بفضل اقدام تجارها وبحارتها الذين جابوا البحر المتوسط ووصلوا إلى سواحل المحيط الاطلسي، وأسسوا المستعمرات والمحطات التجارية، ومن بينها قرطاجة التي انشؤوها في حوالي العام 815ق.م. فأزدهرت وأثرت بفضل تجارة منتوجاتها ومنتوجات مستعمراتها. وكان البحار ينشرون حضارتهم وثقافتهم أين ما حلوا. ويعود اليهم الفضل في ايصال الأبجدية الفينيقية إلى الاغريق من خلال تدوين أخبار قدموس ابن ملك صور. وما يدل على ازدهارها في تلك الفترة وجود العديد من الأثار مثل الجرار الجنائزية والانصاب والمجوهرات المختلفة التي تم العثور عليها في العام 1991 في جبانة المدينة الفينيقية والموجودة حاليا في خزائن مصرف لبنان بانتظار عرضها في اروقة المتحف الوطني.
فترة الاحتلالات
بيد ان ازدهار صور لم يلبث ان جلب إليها المتاعب. ففي القرن السادس قبل الميلاد حاول الملك البابلي نبوخذنصر احتلال المدينة، غير ان اسوارها المنيعة منعته من ذلك، فحاصرها مدة ثلاث عشرة سنة. وفي العام 332ق.م قام الاسكندر الكبير بمحاصرة مدينة صور مدة سبعة أشهر بسبب عدم خضوعها له على غرار المدن الفينيقية الأخرى. ويروى ان غيظ الاسكندر امام المقاومة الصورية وامام الخسائر التي تكبدها دفع بالمقدوني إلى تدمير نصف المدينة البحرية وقتل رجالها وسبي نسائها وأطفالها. بعد مضي نحو ثلاثة قرون على ذلك الحدث خضعت صور للسيطرة الرومانية، على غرار سائر المدن الفينيقية. الا انها تمكنت في تلك الايام بالاحتفاظ بشيئ من الإدارة الذاتية، ولاسيما الحق بسك العملة الفضية والبرونزية. وأقيم فيها في العصر الروماني عدد من المنشآت الهامة. وعرفت صور الديانة المسيحية في وقت مبكر وهي التي يرد اسمها في نصوص العهد الجديد[بحاجة لمصدر]. وفي الحكم العصر البيزنطي عرفت صور فترة من الازدهار تشهد عليها اثار ابنيتها ومدافنها وكتاباتها. وكان لاسقفها مركز الرئاسة بين اسقفيات المدن الفينيقية.
فترة حكم المسلمين
في عام 634 دخلت جيوش المسلمين المدينة من دون اية مقاومة تذكر، فتابعت مسيرة ازدهارها في ظل الخلفاء الأمويين والعباسيين. غير ان ضعف الخلافة العباسية مكن المدينة من بلوغ شيء من الاستقلال الذاتي في ظل حكم قضاتها من اسرة بني عقيل. وكان من شأن اسوار صور المنيعة ان يؤخر سقوطها على ايدي الصليبيين الذين لم يتمكنوا من احتلالها الا في عام 1124 اي بعد عشر سنوات من سقوط اخر مدينة ساحلية في قبضتهم، وظلت المدينة تحت السيطرة الصليبية حتى عام 1291 حين استولى عليها المماليك. وفي بدايات القرن السادس عشر، دخلت صور كباقي مدن المنطقة في فلك السيطرة العثمانية وبقيت على هذه الحال إلى ان أصبحت جزءا ً من دولة لبنان الكبير غداة الحرب العالمية الأولى.
مدينة صور الحديثة تبلغ مساحة القضاء 418 كيلومترا مربعا تمتد على شريط ساحلي من مجرى نهر الليطاني شمالاً، حتى الحدود الدولية جنوباً، بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا، يضم هذا الشريط سهلا زراعيا خصبا تنتشر فيه بساتين الموز والحمضيات التي تستحوذ على نسبة هامة من إنتاج تلك الزراعات على المستوى العام.
يحده من الشمال قضاء صيدا - الزهراني، ومن الشرق قضاء بنت جبيل، ومن الجنوب الحدود الدولية(فلسطين).
يضم قضاء مدينة صور مايزيد عن الخمسين قرية أهمها : الخرايب، العباسية، البازورية، برج الشمالي، جويا، الناقورة، عين بعال، دير قانون النهر، دير قانون رأس العين، حناويه، قانا، المنصوري، مجدل زون، البرغلية؛ جوار النخل؛ برج رحال وجناتا.
معالم سياحية في صور
تعتبر صور من المدن القديمة ذات التاريخ العريق. وتوجد فيها أثارات عديدة من كل الحقبات التاريخية المتعاقبة كالإغريقية والبيزنطية والعربية والعثمانية.
مواقع صور الاثرية
منذ نحو خمسين سنة ومديرية الاثار تقوم بحملات تنقيب واسعة في نطاق صور وفي محيطها بحثا ً عن اثار المدينة وتاريخها، مركزة بحثها على ثلاثة قطاعات من المدينة القديمة والوسيطة. وهناك خان الأشقر الذي يتم ترميمه بواسطة الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث جنوب لبنان التي تترأسها السيدة رندة بري.
وبنتيجة تلك التنقيبات وما اسفرت عنه من نتائج هامة، قامت منظمة الاونيسكو عام 1979 بادراج صور على لائحة التراث العالمي.