اتفق جميعهم على أن المراجعة الدائمة والمستمرة، على مدار السنة، هي مفتاح النجاح والتوفيق في حصد المراتب الأولى والريادة في قائمة الترتيب، هي أراء المتفوقين الثلاثة الأوائل على المستوى الوطني، والثلاثة الأوائل على مستوى الجزائر العاصمة، نقلتها عنهم "الشروق" لتكون شهادات من أفواه المتفوقين للراغبين في احتلال الريادة والطليعة وللطامحين في تحقيق معدلات باهرة في نهاية أطوار التعليم القاعدي المتوج بالبكالوريا، قبل ولوج عالم الجامعة أو المعاهد المهنية أو من يرغبون في ولوج المدارس العسكرية.
بداية الاتصالات الهاتفية تميزت بالصعوبة في الحديث إلى المتفوقين الذين كانوا يقيمون حفلات النجاح مع زملائهم، وهو ما حصل لنا مع المتفوق الأول وطنيا، مبدي مراد أحمد أماس، من ولاية تلمسان، الذي كان هاتفه مغلقا طوال الوقت، قبل أن نصل الى صاحبة المرتبة الثالثة وطنيا.
منصوري نسيبة صاحبة الرتبة الثانية وطنيا بمعدل 18.82
نجاحي امتداد لنجاح شقيقاتي.. وبركات ختم القرآن كانت سندي
قالت المتفوقة الثانية وطنيا للشروق إنها من شدة فرحتها بالنجاح في شهادة البكالوريا، كاد يغمى عليها، رغم أنها اتخذت من المداومة على المراجعة رفيقا طيلة السنة الدراسية، هذه المداومة قالت أنها الوصفة الوحيدة للنجاح، وإن تحدثت عن نفسها قليلا، فقد فضلت أن تدرج نجاحها في خانة مواصلة درب النجاح الذي دشنه إخواتها، إذ قالت كدت أسقط بمجرد سماع النتيجة، واختصرت الحديث بالقول، "التحقت بدربي شقيقاتي فلدي اثنتين بالجامعة واحدة تدرس علم النفس بالبليدة وأخرى طب الأسنان في بلعباس"، وقالت إحداهن أن والديها كانا لها السند القوي، خاصة وأنهما منتميان للأسرة التربوية، فالأب والأم كلاهما يدرسان في الثانوية، تطمح لأن تكون طبيبة أو الإنضمام لإحدى المدارس العليا، لم تفوت الفرصة وشكرت الشروق على وقوفها الى جانب المترشحين والأخذ بيدهم، وكشفت لنا سرا أنها ختمت القران الكريم السنة الماضية.
بطوي ريم إلهام، الثالثة وطنيا والحائزة على18.71من عشرين.
فخورة لنجاحي لأنني أدخلت السعادة على عائلتي البسيطة
شاء المولى تعالى أن تكون بطوي ريم إلهام منافسة شرسة لزميلها في الثانوية مبدي مراد أحمد أماس، منذ السنة الثانية ثانوي وفي نفس القسم النهائي كذلك شعبة رياضيات بثانوية "ابن طفيل" الحائزة على نسبة نجاح 100 بالمائة، حسب تصريحاتها واستطاعت بجدارة احتلال المرتبة الثالثة، وبمجرد معرفتنا لموقعها في الترتيب هاتفنا عائلتها وأجابتنا الوالدة صفية التي قالت "كنت أنتظر النتيجة بفارغ الصبر وابنتي نجيبة ومجتهدة، ونحن من عائلة بسيطة ومتوسطة ماديا، وتركنا لابنتنا حرية الاختيار وتربطني معها صداقة وهي تريد الطب"، وقالت ريم المتفوقة "كان طموحي كبير وقد جرى الامتحان في ظروف جيدة، لم أكن أتوقع18.71 رغم أنني حصلت على معدل 19 من عشرين خلال العام"، مضيفة "وفقني الله ولولا توفيق الله لم أكن لأسجل هذا النجاح"، وأضافت "ساعدني والدي والأساتذة والتحضيرات باستمرار والدعاء مكنني من تحقيق مرادي، والعمل كان يوميا حتى في العطل، كنت أطالع في الصباح الباكر وقلقة، غير أن شائعات تسريب المواضيع لم تؤثر فيّ"، وعن حلمها قالت ريم إلهام التي شجعها والدها أستاذ الفرنسية في الجامعة على دراسة التاريخ القديم والفلسفة "أتطلع لأكون طبيبة وهو مجال لمساعدة الناس والفائدة من تحصيل العلم هو مساعدة الآخرين"، وموهبتها الرياضيات والموسيقى والعزف على البيانو والقيثارة خلال العطلة، وتتمنى النجاح لباقي الراسبين العام المقبل.
خوص مروّة، المتفوقة الأولى بالعاصمة( 18.35):
الشائعات لم تؤثر في تركيزي
افتكت خوص مروّة عن ثانوية حسيبة بن بوعلي (الجزائر وسط) تخصص علوم تجريبية المرتبة الأولى بالعاصمة والـ14وطنيا، وأفادت شقيقتها عائشة أنها كانت تراجع يوميا حتى في فترات العطل والعائلة وفرت لها الظروف اللازمة، وقالت مروّة أن التحضيرات كانت عادية غير مكثفة وبشكل يومي، وأن المحيط الأسري حضرها نفسيا ومعنويا، وكذا الأساتذة، واستبعدت تأثير شائعات تسريب الأسئلة وقالت "لا أهتم بكلام الشارع وقمت بمراجعة كامل البرنامج، وكان النجاح بالعمل وبدعاء الأهل و تضرعي الى الله"، وعن خيار الجامعة أفادت "لم أحسم الأمر ولكنني أميل لدراسة الطب"، ويشار إلى أن مروى من مواليد مكة المكرمة وقطنت هناك سنتين رفقة العائلة .
بن واضح سلمى، الثانية بالعاصمة (18.33):
أحدثت الفوضى في المنزل والعلامة الكاملة لعائلتي وأساتذتي
لم أكن أتوقع النتيجة هو تصريح بن واضح سلمى (الجزائر شرق) المتفوقة الثانية بالعاصمة والـ 17 وطنيا، وعبرت عن تخوفها من تصحيح الأوراق، وقالت أنها كانت متيقنة من عملها وأن تحضيراتها كانت جيدة، وأضافت "الأساتذة في المستوى والعائلة منحت لي المساعدة بما فيها الجد والجدّة والأخوال والأعمام"، وأفادت "شقيقتي الصغرى التي تدرس أولى ثانوي منحتني الدعم خلال المراجعة"، موضحة "لم أعاتب على الفوضى التي أقمتها في المنزل بكثرة الأوراق، ولم تؤثر عليّ الشائعات ولم أتوقف وراجعت كامل المواضيع، وحقق القسم نجاح 100 بالمائة"، وأشارت المتفوقة إلى دعم مدير ثانوية رابح بيطاط، وهو أستاذ رياضيات الذي كان يمنحهم دروسا في الرياضيات في أوقات الفراغ، وعن طموحها مستقبلا قالت سلمى "أطمح لدراسة مجال الإعلام الآلي والتكنولوجيات الحديثة".
حاج أيوب هاجر، الثالثة بالعاصمة( 18.22):
العلم سلاح لإعلاء كلمة الله ونصرة الدين وخدمة الإنسانية
"بالتوكل على الله والحمد لله وفقت" كانت أولى عبارات المتفوقة حاج أيوب هاجر عن مديرية (الجزائر غرب)، في حديثها معنا، حيث قالت "إذا كان الله معك فمن عليك"، واعترفت بمرورها بتجربة صعبة وظروف رفضت ذكرها 3 أيام قبل الامتحان، غير أنها أكدت أنه لا يجب رمي مشجب الظروف المحيطة لتبرير الخسارة، وأفادت أنها فضلت القيام بالليل للحصول على التوفيق الإلهي، وأضافت "مازلت أدعو الله ليكون نجاحي نعمة وليس ابتلاء لأشكر أم أكفر"، موضحة "ان شاء الله أكون قدوة لجميع المسلمين وللبنات ويوفقني ربي لما فيه خير لاستعمال العلم كسلاح لإعلاء كلمة الله ونصرة الدين وخدمة الإنسانية"، وعن تسجيلها في الجامعة قالت "سأسجل في الطب، أطمح لتنمية البشرية وعلم النفس ولكني أخاف من مستوى التكوين في الجزائر، وعليه سأختار الطب مثل شقيقتي التي درست السنة الأولى طب بعد حصولها على17 في البكالوريا، والطب خدمة للإنسانية ومسموع على المستوى العالمي وليس العربي فقط ولأن الدين دين العالمية".