بوريس يلتسن (1 فبراير 1931 - 23 أبريل 2007)، أول رؤساء روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
كان عهد جكم يلتسين فترة مظلمة في التاريخ الروسي الحديث لم يشهد الروس مثلها حتي أثناء الاحتلال النازي أثناء الحرب العالمية الثانية أو قبل الثورة البلشفية - وهي فترة شهدت انتشار الفساد، وانهيار اقتصادي هائل، والمشاكل السياسية والاجتماعية.
حياته
بوريس يلتسين من مواليد قرية بوتكا في مقاطعة سفيردلوفسك تاليتسكي اوبلاست وروسيا.
اتهم والده نيكولاي يلتسين، بمعاداة السوفييت في عام 1934 وحكم عليه بالاشغال الشاقه لمدة ثلاث سنوات. بعد إطلاق سراحه ظل عاطلا عن العمل لبعض الوقت ومن ثم عمل في مجال البناء. اما والدته كلافدييا فاسيلييفنا ييلتسينا، فقد عملت في الحياكه.
درس بوريس يلتسين في مدرسة بوشكين الثانويه في بيريزنيكي ببرم كراي.وكان لايفهم كاقرانه، وطيلة فترة عمله في المدرسة كان زعيم صفه وكان يفتقر إلى الالتزام وغالبا غير منضبط.وكان طفلاً مشاكساً فشارك في معارك الشوارع، وكان دائما في صراع مع المعلمين في المدرسة أو مع والده.وفي هذه الصراعات كان كثيرا ما يخرج منتصراً.
كان مولعاً بالرياضة (خاصة التزلج والجمباز والكرة الطائرة والعاب القوى والملاكمة والمصارعة) بالرغم من فقدانه لاصبعين عندما تسلل مع بعض الاصدقاء إلى مستودع امدادات الجيش الاحمر، وسرقوا عدة قنابل يدوية، وحاولوا تفكيكها.
تلقى تعليمه العالى في معهد الاورال التقني في الاورال بسفيردلوفسك، في تخصص البناء، وتخرج في عام 1955. وكان مشروع تخرجه بعنوان "برج التلفزيون".
في الفترة من 1955 إلى 1957 عمل كعامل بناء في شركة ورالتيازهتروبستروي. ومن عام 1957 إلى عام 1963 عمل في سفيردلوفسك، وترقى من مشرف موقع البناء إلى رئيس مديرية البناء في شركة يوزهغورستروي. ثم أصبح رئيس المهندسين في عام 1963. وأصبح في عام 1965 رئيسا لدار سفيردلوفسك للبناء.
التحق بصفوف الحزب الشيوعي عام 1968 عندما عين رئيسا للجنة الحزبية الإقليمية للبناء في سفيردلوفسك. في عام 1975 أصبح اميناً للجنة الإقليمية المسئوله عن التنمية الصناعية في المنطقة.
سياساته
امتدت فترة حكمه لروسيا ما بين 10 يونيو 1991 و31 ديسمبر 1999.
جاء يلتسين في يونية 1991 إلى السلطة على موجة من التوقعات العالية. ففي 12 يونيو تم انتخاب يلتسين رئيسا لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكيه السوفياتيه بأغلبية57 ٪ من الأصوات، وأصبح أول رئيس منتخب شعبيا في التاريخ الروسي. كان موضع أمل الشعب الروسي المتطلع للحرية والديموقراطية والأهم من ذلك الي مستوي المعيشة الأفضل.
لم يحتفظ يلتسين بشعبيته بعد اقرار إصلاحات اقتصادية جذريه في أوائل عام 1992 والتي كانت وراء تحطيم مستويات المعيشة لمعظم السكان في روسيا. حيث ادت الي تدهور حاد في الخدمات ومستوي المعيشة وزيادة كبيرة في معدلات البطالة والفساد والتضخم.
أدي انحسار دور الدولة والفساد والوضع الاقتصادي المتردي الي ظهور الجريمة المنظمة أو ما يعرف بالمافيا الروسية وتغلغلها في معظم مناحي الحياة في روسيا.
استطاع يلتسن الفوز مرة اخري في انتخابات سنة 1996 وظل في السلطة حتي سنة 1999 حينما استقال من منصبة فجأة خلال خطاب رسمي أعتذر فية عن عدم تحقيقة لأحلام الشعب الروسي وقد رشح فلاديمير بوتين خلفا له.
كان يلتسن عندما ترك منصبه شخصية غير شعبية تماما في روسيا حيث وصلت شعبيته إلى اثنين في المئة بحسب بعض التقديرات.