الاتحاد من أجل المتوسط عرف في بداية إطلاقه بمشروع الاتحاد المتوسطي، وهو هيئة تضم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إضافة إلي الدول المطلة علي البحر المتوسط بالإضافة إلى الأردن وموريتانيا، وقد أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 13 يوليو 2008 عن انطلاق هذا الاتحاد. و يهدف الاتحاد إلى إقامة مشروعات تنموية بشأن البحر المتوسط والدول المطلة على شواطئه، ويرى الكثيرون أن المشروع سيعيد تفعيل مبادرة برشلونة التي انطلقت في 1995 وضمت المغرب والجزائر وتونس ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا وتركيا والاتحاد الأوروبي.
مواقف
كانت تركيا قد عبرت عن كونها ستلعب دوراً نشطاً في مبادرة فرنسا بشأن الاتحاد من أجل المتوسط على الرغم من مخاوفها بشأن كون المبادرة جاءت من قبل ساركوزي عوضا عن إدخال تركيا إلى الاتحاد الأوروبي..
كما عقد في العاصمة الليبية طرابلس قمة عربية مصغرة للتشاور في مسألة الاتحاد من أجل المتوسط، لم ينتج عن الاجتماع صدور أي بيان عن نتائج المشاورات التي شارك فيها الرؤساء التونسي زين العابدين بن علي والجزائري عبد العزيز بوتفليقة والسوري بشار الأسد ورئيس وزراء المغرب عباس الفاسي وتغيب عنها الرئيس المصري حسني مبارك، حيث أن الزعيم الليبي معمر القذافي والذي كان المتحدث الوحيد في حفل الافتتاح قد عبر عن "اعتراض صريح" على هذا الاتحاد، حيث اعتبره "إهانة للعرب والأفارقة، ورأى أنه سيمس بالوحدة العربية والإفريقية". وكانت فرنسا أعلنت أنها ستواصل الحوار مع ليبيا حول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط.، رغم ترحيبه الشديد به العام الماضي في كلمة له ألقاها أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) في باريس حيث قال حينها: "علينا اخذ هذه البادرة بجدية شديدة، ونامل أن نتوصل إلى اقامة اتحاد متوسطي".
وفي يناير 2009 وأثناء مأدبة عشاء أقامها الزعيم الليبي في حضور ملك إسبانيا خوان كارلوس في طرابلس اعتبر العقيد القذافي أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بمثابة "ضربة وجهت للاتحاد من أجل المتوسط"، واقترح أن يضم الاتحاد بلدان جنوب المتوسط في شمال أفريقيا إضافة لبلدان البحر المتوسط الأوروبية فقط، مقترحا أن تضم بلدان مجموعة 5+5 حيث أضاف "نحن نعود من جديد إلى البحر المتوسط الذي تشترك فيه ليبيا وأسبانيا، وأنا أتمسك بمجموعة خمسة + خمسة، بل نود أن تصبح ستة + ستة، ويجب على شمال أفريقيا وجنوب أوروبا أن يتعاونا في البحر المتوسط، أما الجانب الأسيوى فيجب أن يعزل عن التعاون الأفريقى الأوروبى".
قمة باريس 2008 وإطلاق الإتحاد من أجل المتوسط
عقد في يوم الأحد 13 يوليو 2008 قمة في باريس ضمت 43 بلداً حيث حضرها قادة نحو 40 بلداً بنهم رؤساء مصر وسوريا والجزائر وتونس ولبنان وتركيا، في حين لم يحضر القمة العقيد الليبي معمر القذافي والملك المغربي محمد السادس الذي أوفد شقيقه رشيد بن الحسن مندوبا عنه.
، كما حضر القمة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، حيث أعلن الرئيس الفرنسي ساركوزي عن انطلاق الإتحاد من أجل المتوسط كهيئة دولية جديدة بعضوية 43 دولة، وبرئاسة مشتركة بين الرئيس الفرنسي ساركوزى والرئيس المصري محمد حسنى مبارك.
وبخصوص أزمة الشرق الأوسط، اكتفى البيان الختامي بتأكيد دعم الوفود المشاركة لما أسماها عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية والترحيب بالمفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب، فيما كانت الدول العربية تعول على دعم واضح من القمة لمبادرة السلام العربية. وتعهد محررو الوثيقة بالعمل على جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وشددوا على التزامهم بمحاربة الهجرة غير القانونية والتصدي لما سموه "الإرهاب بكل أشكاله". وعبر البيان الختامي عن الرفض المطلق "لمحاولات إلصاق الإرهاب بأي دين أو أي ثقافة مهما كانت".
هياكل الاتحاد
وقررت القمة إنشاء رئاسة مشتركة دورية للاتحاد عهدت للرئيس ساركوزي عن الضفة الشمالية للمتوسط، ولنظيره المصري محمد حسنى مبارك عن الضفة الجنوبية علما وأن مدة الدورة سنتان تنتقل بعدها الرئاسة إلى قادة دول أخرى، فيما قامت الدول الأعضاء بالإتحاد بالإجماع بانتخاب السياسي والدبلوماسي الأردني الدكتور أحمد مساعدة أمينا عاما للإتحاد من أجل المتوسط في مطلع كانون ثاني 2010 ومن ثم جرى تنصيبه خلال حفل عام أقيم رسميا لتلك الغاية في مقر الامانة العامة في مدينة برشلونة الإسبانية بتاريخ 4/3/2010.
وأوضح البيان الختامي أن مبدأ الرئاسة المشتركة بين ممثل عن الاتحاد الأوروبي ومسؤول من الدول المتوسطية غير الأوروبية "سيطبق على القمم وعلى كل الاجتماعات الوزارية ولقاءات كبار الموظفين وفي الأمانة العامة واللجنة المشتركة الدائمة واجتماعات الخبراء". وتقرر أن تنعقد قمة الاتحاد كل سنتين على أن يحتضنها بالتناوب بلد من الاتحاد الأوروبي ودولة متوسطية من خارجه، فيما سيكون اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المتوسطي سنويا.
ولم يتفق المشاركون في القمة على اختيار أعضائها ولا على اختيار مقر الأمانة العامة، وقد كانت تونس أول المطالبين بها وانضمت إلى قائمة المطالبين المغرب وبرشلونة ومالطا ومرسيليا، إلا أن البيان الختامي أشار إلى أن هاتين المسألتين سيتم الحسم فيهما أثناء لقاء وزراء الخارجية الذي تقرر عقده في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
أهداف الاتحاد
و يهدف الاتحاد تحقيق عدة أهداف منها (نقلا عن BBC) [7] :
* مكافحة تلوث البحر المتوسط (تنظيف مياه البحر وشواطئه مع التركيز على المياه والصرف الصحي).
* الطرق البرية والبحرية السريعة (تحسين النقل بين الموانيء بأحداث طرق سريعة بحرية بالإضافة إلى دعم إنجاز ما لم ينجز بعد من الطريق السريعة المغاربية وربما تشمل هذه الطريق كل الدول على شاطئ المتوسط الجنوبي في وقت لاحق).
* الحماية المدنية (التعاون في الوقاية من والاستعداد والاستجابة للكوارث الطبيعية ومن صنع الإنسان).
* الطاقة البديلة (بحث مدى فعالية "خطة المتوسط للطاقة الشمسية" لتوليد الطاقة الشمسية ودعم البحوث والدراسات في مجال مصادر الطاقة البديلة للنفط والغاز).
* التعليم (إقامة جامعة أورومتوسطية يكون مقرها في سلوفينيا تشجع الحراك الأكاديمي والدرجات العلمية لجامعات الدول الأعضاء).
* مبادرة أعمال المتوسط (إقامة هيئة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر المساعدة الفنية وتوفير الأدوات المالية باستخدام المساهمات الطوعية من الدول الأعضاء).