فرديناند دى لسبس الدبلوماسي الفرنسي صاحب مشروع حفر قناة السويس التي ربطت البحرين المتوسط والأحمر لأول مرة عام 1869. وافتتحت في عهد الخديوي إسماعيل.
نشأته
ولد فرديناند دي لسبس في ضاحية فرساي القريبة من باريس بفرنسا في 19 نوفمبر عام 1805 لأسرة عريقة ترجع جذورها لعدة قرون مضت عمل أكثر أفرادها بالدبلوماسية واشتهرت بمواقفها المؤيدة لنابليون. قضى أعوامه الأولى في إيطاليا حيث عمل والده ثم التحق بالتعليم في كلية هنري الرابع بباريس.
عام1803 أوفد نابليون مبعوثا شخصياإلي مصر هو ماتيو ديليسبس والد فرديناند وكان مقربا لشيوخ الأزهر خاصة علماء الديوان الذي كان نابليون قد أسسه في القاهرة, وكان أن التقط في أثناء فترة الفراغ السياسي من1801 إلي 1805 الطابع الخاص الذي يميز الضابط الألباني محمد علي فاقترب منه قبل أن يقربه إليه ثم يقربه من العلماء , وما لبث أن تولى محمد علي حكم مصر بإرادة شعبية واستدعي نابليون ماتيو ديليسبس وحل محله فرنسي آخر هو دوروفيتي وأصبح المستشار الفعلي السياسي والعسكري والإداري لمحمد علي. وكان آخر ماطلبه ماتيو ديليسبس من محمد علي قبل رحيله هو الأخذ بيد ابنه الوليد فرديناند.
و في سن السابعة والعشرين اختير فرديناند دي لسبس قنصلا مساعدا لفرنسا بالإسكندرية عام 1832.
*في عام 1840 وضع المهندس الفرنسي لينان دى بلفون بك مشروعاً لشق قناة مستقيمة تصل بين البحرين الأحمر والأبيض وأزال التخوف السائد من علو منسوب مياه البحر الأحمر على البحر المتوسط وأكد أن ذلك لا ضرر منه
في 15 أبريل 1846 أنشأ السان سيمونيون بباريس جمعية لدراسات قناة السويس وأصدر المهندس الفرنسي بولان تالابو تقريرا في أواخر عام 1847 مبنياً على تقرير لينان دى بلفون أكد فيه إمكانية حفر قناة تصل بين البحرين دون حدوث أي طغيان بحري.
وبعد أن تولى سعيد باشا حكم مصر في 14 يوليو 1854 تمكن مسيو دى لسبس - والذي كان مقرباً من سعيد باشا - من الحصول على فرمان عقد امتياز قناة السويس الأول وكان مكونا من 12 بنداًأهمها حفر قناة تصل بين البحرين ومدة الامتياز 99 عاما من تاريخ فتح القناة.
قام مسيو دى لسبس برفقة المهندسين لينان دى بلفون بك وموجل بك بزيارة منطقة برزخ السويس في 10 يناير 1855 لبيان جدوى حفر القناة وأصدر المهندسان تقريرهما في 20 مارس 1855 والذي أثبت سهولة إنشاء قناة تصل بين البحرين. وقام مسيو دى لسبس بتشكيل لجنة هندسية دولية لدراسة تقرير المهندسين وزاروا منطقة برزخ السويس وبورسعيد وصدر تقريرهم في ديسمبر 1855 وأكدوا إمكانية شق القناة وأنه لا خوف من منسوب المياه لأن البحرين متساويين في المنسوب وأنه لا خوف من طمى النيل لأن بورسعيد شاطئها رملي.
في 5 يناير 1856 صدرت وثيقتين هما عقد الامتياز الثاني وقانون الشركة الأساسي وكان من أهم بنوده هو قيام الشركة بكافة أعمال الحفر وأن حجم العمالة المصرية أربعة أخماس العمالة الكلية المستخدمة في الحفر.
و تم إنجاز المشروع بين الأعوام 1859-1869
هدم تمثاله
أثناء هجوم فرنسا مع إسرائيل وإنجلترا إبان العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 قام بعض الفدائيين من بورسعيد بهدم وتكسير تمثاله علي مدخل القناة الشمالي ولكن تركوا القاعدة والتي لا تزال موجودة حتي الآن.