لله بين جنبيك بيتا لو طهرته لأشرق ..
إن أول ما يحتاج إليه القلب للترقي هو أن نغلق منافذ الظلمة عنه، أي المنافذ التي يتلوث منها القلب وتتراكم عليه الأدران، وهي خطوة أولي مهمة للتنقية قبل معالجة أمراض القلوب من الحسد والكبر والرياء والعجب، فلابد من إحكام إغلاق النوافذ التي تدخل الظلمة علي القلب، وهي علي نوعين: منافذ حسية محسوسة تستلزم طهارة الظاهر، ومنافذ معنوية تستلزم طهارة الباطن.
ثم يأتي الحديث القدسي: «مَنْ عَادَي لِي وَلِيا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَي عَبْدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَي مِمَّا افْتَرَضْتُه عَلَيهِ، وَلا يزَالُ عَبْدِي يتَقَرَّبُ إِلَي بِالنَّوَافِلِ حَتَّي أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يبْصِرُ بِهِ، وَيدَهُ الَّتِي يبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِينَّهُ، وَلَئِنْ استعاذني لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ» (البخاري ٥/٢٣٨٤ برقم ٦١٣٧)،فهذا إذاً يسمع ويبصر بالله سبحانه وتعالي، وهذا الذي نتحدث عنه في هذا المقال، لأن القلب ليرتقي في ميدان الإدراك إلي الإرادة يحتاج إلي جد وعمل، والعمل هو السلوك والسير إلي الله عز وجل.
فأسأل الله تعالى لنا ولكم طهارة القلب..وان نجعل حبه فينا يجري منا مجرى الدم..
أحبك ربي....
ربي ♥ إرحـــم عيـوناً بالدمع { فاضــت } فلن يُجفف دموعها ســوآك
ربّي ♥ أسعِـــد قلــوباً بالهم والغم { ضــآقت } فليسَ من يُسعـدهَآ سوآك
ربي ♥ إهــدي نفوساً من كثرة الذنب { ماتت } ولن يحيها بالهدى سوآك
...
ربي ♥ سامحنا وغفرانك فــــلا { تؤاخذنا } بما قصرنا ولا كما ينبغي عبدناك