إضراب المضيفين وراء الفوضى و"الجوية الجزائرية" مطالبة بكراء طائرات إضافية
قررت العديد من الوكالات السياحية، تجميد عملية تنظيم العمرة الخاصة برمضان بسبب الإضراب الذي شنه مستخدمو الطيران التجاري لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، بسبب امتلاء الرحلات باتجاه المملكة السعودية، فضلا عن حجز معظم الفنادق القريبة من الحرم المكي، وهو ما يهدد بموسم كارثي.
وتتخوف الوكالات السياحية من أن تفشل في تلبية طلبات المعتمرين الذين دفعوا كافة المستحقات مسبقا، بسبب قلة الرحلات الجوية باتجاه الأراضي السعودية، ويؤكد النائب الأول للنقابة الوطنية للوكالات السياحية، شريف مناصر، بأن الكثير من المعتمرين وصلوا متأخرين بسبب إضراب مضيفي شركة الخطوط الجوية، وذلك رغم الجهود التي بذلتها الشركة للتكفل بهؤلاء، وقال بأنه على مستوى منطقة الشرق وصل المعتمرون متأخرين بيومين إلى المملكة السعودية.
ويتوقع شريف مناصر تسجيل عجز كبير بالنسبة لموسم العمرة خلال النصف الثاني من شهر رمضان، حيث يرتفع الطلب على أداء العمرة، لما لها من ثواب وأجر كبيرين، قائلا بأن شركة الخطوط الجوية الجزائرية لم تقم لحد الآن بإبلاغ الوكالات السياحية ببرنامج الرحلات خلال رمضان، معلنا استحالة تكفل الشركة بنقل كل المعتمرين إلى البقاع المقدسة، نظرا لمحدودية الإمكانيات.
ودفع الإضراب الذي شنه مستخدمو الطيران التجاري لمدة أربعة أيام، والذي شل حركة الطيران، الوكالات السياحية إلى وقف بيع عمرة رمضان نظرا لعدم وجود رحلات تتكفل بنقل المعتمرين، كما أدى الإضراب إلى تعطل وصول المعتمرين الذي دفعوا المستحقات في وقت مبكر إلى الأراضي السعودية في الآجال المحددة مسبقا، وهو ما سيدفعهم لا محالة إلى الإقامة بفنادق تبعد عن الحرم بمسافات معتبرة، نظرا لحجز كافة الفنادق القريبة من قبل المعتمرين القادمين من دول أخرى، مما سيمنعهم من أداء كافة المناسك في أوقاتها المحددة، ويزيدهم متاعب ومشقة جراء التنقل يوميا لمسافة بعيدة.
وقال المصدر ذاته بأن الوكالات السياحية تعمل في المجهول، وهي تعيش حالة من الضغط والقلق، في وقت تسعى لإقناع شركة الخطوط الجوية الجزائرية بتوفير طائرات إضافية لنقل كل المعتمرين، معلنا عن تسجيل نقص فادح في التكلف بمعتمري منطقة الشرق، التي تحصي وحدها ما لا يقل عن 14 ألف معتمر سنويا.
وما عقـّد الوضعية الحالية امتلاء كافة الرحلات باتجاه الأراضي السعودية على مستوى شركات الطيران الأجنبية، من بينها القطرية والتركية والتونسية والمصرية، فضلا عن استمرار احتكار كل من الجوية الجزائرية وكذا الخطوط الجوية السعودية للرحلات باتجاه البقاع المقدسة، في وقت تطالب فيه الوكالات السياحية بضرورة تحرير هذه السوق، داعية الطيران المدني للترخيص لها بالتفاوض مع شركات طيران أجنبية لكراء طائرات إضافية للتكفل بنقل المعتمرين.
ويؤكد المتحدث بأن السماح للوكالات السياحية بالتعاقد مع شركات طيران أجنية من شأنه أن يخفض تكلفة العمرة بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى 40 في المائة، علما أن الوكالات السياحية ملزمة بالوفاء بالتزامها اتجاه المعتمرين، عن طريق إنهاء كافة الإجراءات الخاصة بالتأشيرة والفندق وكذا حجز الرحلات، وهي كلها إجراءت يصعب إتمامها في ظل الظروف الحالية.