ثورة 1925 أو الثورة السورية الكبرى هي ثورة انطلقت في سورية ضد الاستعمار الفرنسي بقيادة ثوار جبل العرب جنوب سورية وانضم تحت لوائهم عدد من المجاهدين من مختلف مناطق سوريا والأردن تحت قيادة سلطان باشا الأطرش قائد عام الثورة.
حقق ثوار الجبل انتصارات هزت فرنسا وكبدت الفرنسيين خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
أسباب الثورة
* قيام فرنسا بأخذ القبض على أدهم خنجر الثائر من جبل عامل، وهو في جوار سلطان باشا الاطرش، مما أثار حفيظة الشعب للمساس بالتقاليد والعروبة والشرف.
* خداع فرنسا للعرب واحتلالها لأراضيهم، بعدما ساعدوها في الإطاحة بالحكم العثماني بعد أحداث الثورة العربية الكبرى.
* الاحساس الوطني لدى مختلف أطياف الشعب في سورية والتصميم على مكافحة الاستعمار بحثاً عن الحرية والأستقلال.
* عمد الفرنسيين إلى اقتطاع (سهل البقاع وصيدا وبيروت وطربلس السورية)وضموها إلى لبنان.
* قام الفرنسيين بتمزيق سوريا إلى عدة دويلات صغيرة جدا (حلب - الدروز - العلويين - دمشق).
* سيطر الفرنسيون على النواحي الاقتصادية فربطوا العملة السورية واللبنانية بالفرنك الفرنسي.
* إتباع سياسة الفرنسة وإسناد المناصب الكبرى للفرنسيين.
اشتعال الثورة
تحركت الثورة من كل مناطق ومدن سوريا بقياده عدد كبير من القادة السوريين، من جبل العرب و حوران سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى، ومن حلب إبراهيم هنانو، ومن دمشق حسن الخراط، ، وعدد كبير من الابطال والمجاهدين من مختلف مناطق سوريا واشتركت فيها كافة فصائل الشعب السوري.
وقد لجأ المجاهد سلطان الاطرش مع عدد من قادة الثورة بذكائهم وحنكتهم إلى نقل قيادة الثورة من المدن والقرى إلى البادية لتكون بعيدة عن متناول القوات الفرنسية ومخابراتها. فلجأوا إلى الشيخ سلطان سطام الطيار شيخ قبيلة ولدعلي من عنزة كونه أحد الثائرين ضد الاستعمار. إلا أن ذلك المقر لم يدم أكثر من ستة أشهر حيث اكتشف مكانهم وهاجمتهم القوات الفرنسية ليضطروا بعدها للانتقال.
تداعيات الثورة
زعزعت هذه التحركات الكبيرة بشكل كبير سياسة الفرنسيين في سوريا وأصبحوا على قناعة تامة بأن الشعب في سورية لن يرضخ ولا بد من تأسيس حكومة سورية وطنية والرضوخ لأرادة الشعب وثورته الكبرى وتشكيل مفاوضين من مختلف محافظات سوريا وعمل انتخابات برلمانية مستقلة. استمر على عقبها رجال الدولة والسياسيون السوريون وقاعدة الثورة في جبل العرب ودمشق ودرعا وحلب وطرطوس واللاذقية وحمص وحماة ودير الزور والرقة وعرض مطالب الشعب في سوريا.
لكن الاستعمار الفرنسي لم يتفهم المطالب التي عرضت، فعمّ الغضب أنحاء البلاد فأنطلقت الثورات إلى أن تمت الانتخابات البرلمانية السورية المستقلة في الثلاثينات ورفض سلطان باشا الاطرش استلام الرئاسة أو تشكيل حكومة مستقلة في جبل العرب، لما في ذلك من تقسيم للمنطقة، وتشكلت عدت حكومات سورية.
مراجع
* الحكومات السورية في القرن العشرين : من عام 1918 لعام 2000 / تأليف سعاد أسعد جمعة, حسن ظاظا. دمشق : س.أ. جمعة, حسن ظاظا, 2001.
* الأعلام، ج7، ص157
* كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري، محمد مطيع الحافظ ونزار أباظة، دمشق 1986، دار الفكر ط1، ج1، ص472