عبد الحليم خدام (ولد سنة 1932 في بانياس)،وتخرج من كلية الحقوق بدمشق، وانخرط في العمل السياسي في وقت مبكر، فالتحق بحزب البعث السوري في سن السابعة عشرة. ويعد أحد أبرز مرافقي الرئيس حافظ الأسد ضمن ما سمي بالحرس القديم. متزوج من السيدة نجاة مرقبي وله أربعة أولاد ثلاثة ذكور وانثى.
المناصب التي شغلها
وقد تولى خدام أول مناصبه محافظا للقنيطرة عاصمة الجولان وذلك في عام1966،وحتى نهاية عام1967 وخلال حرب إسرائيل على سوريا ومصر في 5 حزيران\ يونيو 67 أصدر بياناً من الإذاعة السورية بصفته محافظا للجولان أعلن فيه سقوط القنيطرة بيد الإسرائيليين وذلك قبل 18 ساعة من سقوطها الفعلي تحت هجوم الكوماندوس الإسرائلي في حين كانت طلائع الجيش السوري قد وصلت في تقدمها على الجبهة إلى مشارف مدينة طبريا المُحْتلة وفي أعقاب إذاعة بيان المحافظ عبد الحليم خدام أصدر وزير الدفاع السوري أمرا إلى القوات السورية المتقدمة حتى طبريا بالإنسحاب الفوري وهذا الإنسحاب العشوائي تسبّب بمقتل عشرات الجنود والضباط بينما سهّل للقوات الإسرائيلية تعقبهم حتى القنيطرة بعد إخلاء الجيش السوري أهم قاعدة له في تل أبو الندى الشاهق الذي يُشرف على كامل المنطقة الشمالية من فلسطين وعلى سهل حوران بعدئذ عُيّن عبد الحليم خدام محافظا لحماه ثم عُيّن بعدئذ محافظاً لدمشق ثم وزيرا للاقتصاد والتجارة الخارجية ومن ثم وزيراً للخارجية قبل أن يخلفه في وزارة الخارجية فاروق الشرع.شغل منصب الرئيس بالوكالة مدة 37 يوما بعد وفاة حافظ الأسد بصفته نائبه الأول، وكان له دور كبير في إخماد الحرب الأهلية والإغتيالات في لبنان التي أشعلها حافظ الأسد في الفترة من 1975 إلى 1990 وقد لعب دورا مهما في التحضير للاتفاق الثلاثي سنة 1985 ولاتفاق الطائف سنة 1989. وتولى ملف العلاقات السورية اللبنانية وبعد ذلك حول حافظ الأسد ملف لبنان بيد نجله بشار عام 1998.
انشقاقه
أعلن انشقاقه في ديسمبر 2005 بعد أن تدهورت علاقته برئيس الجمهورية بشار الأسد وبعد انتقاده السياسة الخارجية السورية لا سيما في لبنان ودعا إلى العمل على التغيير السلمي في سوريا بإسقاط النظام الديكتاتوري وبناء دولة ديموقراطية حديثة في سوريا تقوم على اساس المواطنة. أكد بعد لجوئه إلى باريس انه على قناعة تامة بان الرئيس السوري بشار الاسد هو من أعطى امر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005. أسس في منفاه عام 2006 جبهة الخلاص الوطني التي تضم معارضين سوريين ابرزهم جماعة الاخوان المسلمين التي أعلنت انسحابها منها غداة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية الشهر الأخير من عام 2008 ولم يقول شهادة ضد الشعب السوري انما ضد النظام لكي يثور غلية الشعب
محاكمته
أصدرت المحكمة العسكرية الجنائية الأولى بدمشق برئاسة العميد القاضي محمد قدور أسد قرارها رقم 406 بتاريخ 17 اغسطس 2008 بالحكم غيابياً على خدام 13 حكما بالسجن لمدد مختلفة أشدها الأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة. و ذلك بتهم مختلفة ابرزها «الافتراء الجنائي على القيادة السورية والادلاء بشهادة كاذبة امام لجنة التحقيق الدولية بشأن مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وكتابات وخطب لم تجزها الحكومة السورية». كما اتهمته «بالمؤامرة على اغتصاب سلطة سياسية ومدنية وصلاته غير المشروعة مع العدو الصهيوني والنيل من هيبة الدولة ومن الشعور القومي، واشدها دس الدسائس لدى دولة اجنبية لدفعها العدوان على سورية التي عوقب عليها بالمؤبد».