عبد الملك بن مروان بن الحكم (26هـ -86 هـ/646-705م) خامس الخلفاء الأمويين وكان من أعظم خلفاء بني أمية لقب بـ أب الملوك (حكم: 65 هـ-86 هـ/685-705م)، توسعت الدولة الأموية في عهد وازدهرت وكانت دمشق عاصمة الدولة منارة للعلم واعظم مدن العالم الإسلامي.
نشأته وأسرته
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن اميه بن عبد شمس بن عبد مناف، وعبد مناف هو الذي يلتقي عنده الهاشميون والامويون. فهشام هو عم أميه وإليهما بنتمي الفرعان الكبيران. كانت اسرته تقيم في مكة، وقد دخل جده الحكم في الإسلام يوم فتح مكة. وفي خلافة عثمان بن عفان انتقلت الأسرة إلى المدينة عاصمة الدولة ليكون لها شأن في الأمور العامة ويكون رجالها على مقربة من ذوي السلطة.
شخصيته
ولد عبد الملك بن مروان سنة 24 للهجره وتربى في المدينة المنورة فقد كان أبوه مروان بن الحكم واليًا عليها في عهد معاوية بن أبي سفيان، فدرس "عبد الملك" العلوم الإسلامية وتفوق في دراسته، انتقل إلى دمشق واخذ العلم من فقهائها وأصبح من المفكرين والفقهاء وتكونت شخصيته القيادية في دمشق حاضرة الدولة الأموية. وهو فوق ذلك شاعر وأديب وخطيب. وقد وصف بأنه ثابت الجأش عند الشدائد، يقود جيشه بنفسه كما لقب بـ"أب الملوك" إذ أن 4 من ابنائه تولوا الخلافة من بعده (الوليد - سليمان - يزيد الثاني وهشام).
خلافته
تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعد مقتل والده مروان بن الحكم وكانت الدولة الإسلامية مقسمة بين خلافتين. كانت الدولة الأموية تحكم مصر والشام بينما العراق والحجاز تحت خلافة عبد الله ابن الزبير الذي كان يدير خلافته من مكة. بعث عبد الملك بن مروان بالحجاج بن يوسف الثقفي لكي يبسط نفوذ الأمويين على كامل الأراضي الإسلامية.
خرج الحجاج بن يوسف الثقفي إلى العراق وهزم والي البصرة. ثم خرج الحجاج بن يوسف بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، ونصب المنجنيقات على جبل أبي قبيس وعلى قعيقعان، ودامت الحرب أشهراً. وقتل فيها ابن الزبير وهزم جيشة.
ولى عبد الملك الحجاج على العراق لكثرة فتنها والخوارج. هذا وظهر بعدها عبد الرحمن بن الأشعث لينقلب على الدولة الأموية فطلب الحجاج من الخليفة عبد الملك بن مروان المدد فأتاه ما أراد وقطع رأس بن الأشعث.
عمل الخليفة عبد الملك بن مروان في فترة خلافته على ارساء آسس الدولة الإسلامية وحماية الدولة ونشر الإسلام في بلاد بعيدة حيث تم فتح بلاد المغرب في خلافته وكرم العلماء والمفكرين واجتذبهم إلى دمشق منارة العلم وانشأ دور العلم في عاصمة الدولة وفي المدن الإسلامية وتمت في عصرة الكثير من الانجازات التي ما زالت حتى اليوم.
اجتهد عبد الملك بن مروان في تأمين حدود الدولة واخضع ارمينيا وسواحل سورية وفتح حصون هامه منها مرعش وعمورية وانطاكية وفي 62 هجري اصدر الامر بتولى عقبة بن نافع امر أفريقيا وتكملة الفتوحات فيها, واتجه لفتح المزيد من البلاد، واظهر براعة في إدارة شئون الدولة واستعان بنخبة من امهر رجال عصره انجز الكثير في عصره واصدر أول عملة إسلامية ووحد اوزانها وكانت خطوه اقتصادية كبيرة حررت اقتصاد الدولة الإسلامية من الاعتماد على العملة الاجنبية أهمها الدينار البيزنطي, وعرب الدواوين والخراج ودرب الكوادر على إدارة شئون المال وكانت خطوه هامة في التاريخ الإسلامي.
انجازات عبد الملك بن مروان
كان عبد الملك بن مروان أول من:
* ضرب ودون اسمه على السكة أي الدينار الأموي العملة الأموية.
* كسا الكعبة بالديباج والحرير الذي كان يصنع في دمشق ويرسل إلى مكة.
* كرم واهتم بالعلماء والفقهاء والمفكرين.
* اتسعت الدولة الأموية في عهده لتصل إلى حدود سجستان شرقا.
* تعريب الدواوين.
* استقلالية الاقتصاد والشئون المالية للدولة الإسلامية.
* اشاد معالم وجوامع ومساجد من أهمها في دمشق والقدس وغيرها من البلاد مثل قبة الصخرة ومساجد أخرى تعتبر معالم الدولة الأموية ومن أهم معالم الإسلام إلى اليوم.
* عمل على توحيد البلاد الإسلامية والحفاظ على امن الدوله.
* عهده من أهم عهود الخلفاء في العصر الأموي.