المكتبة الجامعية في خضم الثورة المعلوماتية والمكتبات الرقمية
1. المكتبة الجامعية
تعد المكتبة الجامعية من بين المرافق الحضارية التي من شأنها أن تلعب دورا بارزا في التحسين من المستوى الجامعي من جهة، و تطوير البحث العلمي من جهة أخـرى, وذلك تبعا للتطورات التي عرفتها في وظائفها و أعمالها عبر مرور الزمـن، فبعد أن كانت بدايتها مجرد مكان لحفظ الإنتاج الفكري, ووضعه وفي متناول الباحثين, أصبح عليها الآن التماشي مع متغيرات العصر, و صارت خلية نشطة, حية, متجددة, و مركزا ضروريا في عمليـات حفظ المعلومـات, و تنظيمها وتحليلها, و نشرها, على المستوى الجامعي.
1.1. تعريف المكتبة الجامعية
عرفت المكتبة الجامعية عند الكثير من المختصين في مجال المكتبات بتعاريف مختلفة كل حسب الزاوية التي يراها منها, وفي مجملها تصب في واد واحد.
حيث عرفها سعيد أحمد حسن بأنها "ذلك النوع من المكتبات الذي يخدم مجتمعا معينا، وهو مجتمع الأساتذة و الطلبة و الإدارات المختلفة في الجامعة, أو الكلية, أو المعهد. حيث توفر لهم الكتب الدراسية وغيرها . من أجل خدمة أهداف و أغراض هذه الجامعة". وفي تعريف آخر له "عبارة عن مجموعة من الكتب و المخطوطات و الوثائق والسجلات و الدوريات و غيرها من المواد، منظمة تنظيما مناسبا لخدمة طوائف معينة...".
كما عرفت الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات و المعلومات و الحاسبات المكتبة الجامعية بأنها " مكتبة أو نظام من المكتبات تنشئه و تدعمه و تديره جامعة لمقابلة الاحتياجات المعلوماتية للطلبة و هيئة التدريس كما تساند برامج التدريس و الأبحاث و الخدمات".
وذكر السيد النشار بأنها تلك المكتبة أو مجموعة المكتبات التي تنشأ و تمول و تدار من قبل الجامعات أو الكليات أو المعاهد التعليم المختلفة وذلك لتقديم المعلومات و الخدمات المكتبية المختلفة للمجتمع الأكاديمي المكون من الطلبة و المدرسين و العاملين في هذه المؤسسات.
و عرفها NORMAN HIGHAM في كتابه"The Library in The University" المكتبة هي لب و جوهر الجامعة إذ أنها تشغل مكان أولي و مركزي لأنها تخدم جميع وظائف الجامعة من تعليم و بحث، و كذا خلق المعرفة الجديدة و نقل العلم و المعرفة و ثقافة الحاضر و الماضي للأجيال.
2.1. أهداف المكتبة الجامعية
تستمد المكتبة الجامعية وجودها وأهدافها من الجامعة ذاتها، وبالتالي فإن أهدافها هي أهداف الجامعة, ورسالة المكتبة هي جزء لايتجزء من رسالة الجامعة, التي تختص في التعليم والبحث وخدمة المجتمع.
ولكي نحدد أهداف المكتبة الجامعية، لابد لنا أولا, من فهم عميق للدور الريادي الذي تلعبه الجامعة في المجتمع، الذي يمس الناحيتين الثقافية والتعليمية, من اجل خدمة أهداف الأمة القومية والاجتماعية والسياسية و...، وهذه الأهداف يمكن حصرها في النقاط التالية :
- النهوض بالحركة العلمية والبحث العلمي إلى ارفع مستوى ،ومعدل تقدم متزايد لكل الراغبين من ذوي الكفاءة ضمن متطلبات خطة التنمية.
- تهيئة المعرفة وتعميقها وتطويرها وتعليم وتدريب الأفراد وتثقيف المجتمع وربط نشاط الجامعة بمتطلبات خطة الجامعة.
- تلبية حاجيات الأمة بتزويدهم بالمتخصصين في جميع الميادين والمهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
- إعداد الكوادر المتخصصين من الفئات التالية :الأساتذة الجامعيين والمفكرين والعلماء/المدرسين/الباحثين العلميين.
- إعداد وتهيئة المتخصصين والفنيين في مختلف التخصصات التي تتطلبها عمليات التنمية الشاملة في المجتمع.
- إعداد المتخصصين اللازمين لتطوير الإنتاج والخدمات في مختلف التخصصات وتزويدهم بمستوى عال من المعرفة ، والمهارات مع التدريب العلمي والتطبيق المنظم في مواقع العمل المختلفة، بما يتماشى والتقدم العلمي والتكنولوجي السريع للعصر الحديث.
- تنويع الدراسات العليا والبحوث العلمية والاختصاصات الفنية والتكنولوجية في ضوء متطلبات التنمية، وتبعا للاكتشافات المتعاقبة والتقدم المتسارع للعلوم والتكنولوجيا في جميع مرافق الحياة.
- العمل الدائم على تحقيق التطور المتوازن بين العلوم النظرية وبين الجوانب التطبيقية منها.
- العمل أن تكون الجامعة مركز إشعاع خلاق للثقافة، يستقي القيم الاجتماعية والخلقية، ويصون القيم العربية والإسلامية الأصيلة.
- التوكيد على العلم كأداة ثورية في بناء المجتمع .
-تبسيط المعارف و العلوم المتقدمة ونشرها والإسهام بوجه عام في الترقية الثقافية للمجتمع والمساعدة على تطوره نحو مسؤولية عظمى لكل فرد.
- إتاحة فرص متكافئة في التعليم الجامعي لجميع المواطنين.
- العناية بالفكر الإنساني العالمي المعاصر .ضمن الإطار التقدمي ،وتنظيم وتطوير التعاون الجامعي الدولي ،ولاسيما مع الجامعات العربية والصديقة
3.1 . وظائف المكتبة الجامعية
يمكن تلخيص وظائف المكتبة الجامعية وقدرتها على الاستجابة لاحتياجات الجامعة التي تخدمها في البنود التالية:
- إدارة وتنمية المجموعات, بما يضمن توفير مصادر المعلومات اللازمة لقيام الجامعة بمهامها في التعليم والبحث، وذلك عن طريق الاختيار والتزويد والتسجيل وغيرها من العمليات و الإجراءات الفنية.
- تنظيم المجموعات, وما يتضمنه ذلك من فهرسة وتصنيف وتكشيف واستخلاص وغيرها من العمليات, التي تكفل ضبط المجموعات وتحليلها وحفظها وصيانتها.
-التعاون والتنسيق, وذلك للإفادة من مصادر المعلومات على المستوى الوطني وخارجه والمشاركة والإسهام في إنجاح شبكة المعلومات الوطنية.
- البحث والتطوير وتعليم الطلاب كيفية إستخدام المكتبة, والاستفادة بالشكل الصحيح من مقتنياتها.
- العمل على توفير العنصر البشري المؤهل مكتبيا، ذو الكفاءة العلمية والمهنية العالية، على أن يكون حجم العاملين يسمح بتنظيم وإدارة مصادر ومقتنيات المكتبة.
- العمل على تدريب طلبة معهد علم المكتبات، وتكوينهم ميدانيا على استخدام الوسائل والتجهيزات والتكنولوجيا الحديثة، وإقامة الندوات والملتقيات العلمية المفيدة في هذا الاتجاه والمعارض وما إليها.
- إصدار الببليوغرافيات المفيدة في دعم البحوث العلمية, في كافة التخصصات والتعريف بأنشطة المكتبة الجامعية.
4.1. أنواع المكتبات الجامعية
تجمع المكتبات الأرصدة المعلوماتية التي تشكل غالبا من الكتب ومنها اشتقت تسميتها، وتنوعت المكتبات بحسب الجمهور الذي تخدمه, وعلى رأسها نجد المكتبات الجامعية التي تخدم المجتمع الجامعي المتنوع بطبيعته, الأمر الذي جعلها في حد ذاتها تتخذ عدة أنـواع, وضعت في هيكل تنظيمي هو كالتالي:
1.4.1. المكتبات المركزية
هي المكتبة الرئيسية للجامعة، حيث نجد لكل جامعة مكتباتها المركزية التي تتولى مهمة الإشراف على جميع أنواع المكتبات الأخرى الموجودة بالجامعة, لكونها هي التي تزودها بالوثائق و الكتب و وسائط المعلومات المختلفة، و ذلك لأن اقتناء المواد المعلوماتية يتم بشكل مركزي على مستوى هذه المكتبة. كما أنها تتكفل بجانب التأطير أي توظيف المكتبيين و توزيعهم على المكتبات الموجودة بالجامعة, بالإضافة إلى الجوانب الأخرى الفنية و التنظيمية و العلمية؛وغالبا ما تساهم المكتبة المركزية بشكل فعال في اقتراح الحـلول الفنية, ووضع النظم و تحديد العلاقات بين المكتبة و إدارات الكليـات والأقـسام, تنظيم النشاطات العلمية المختلفة: ملتقيات و ندوات و محاضرات و معارض و غيرها.
بشكل عام، فإن المكتبة المركزية هي الواجهة الحقيقية لجميع المؤسسات التوثيقية الموجودة بالجامعة, وهمزة الوصل ما بين هذه المؤسسات و الإدارة من جهة.
2.4.1. مكتبات الكليات
لقد سارعت معظم الكليات إلى إنشاء مكتبات خاصة بها، محاولة في ذلك جمع الكتب المرجعية و الموسوعات و المعاجم و القواميس و المواد الأخرى, التي يمكن أن تحقق الإستفادة المشتركة بين الباحثين و الأساتذة و طلبة الدراسات العليا؛ التابعين للأقسام المشكلة للكلية. وغالبا ما نجد هذه المكتبات مجهزة بأدوات و وسائل حديثة لإسترجاع المعلومات، وخطوط الإرتباط بشبكة الإنترنيت. و رغم حداثة هذه المكتبات إلا أنها عملت على تخفيف الضغط على المكتبات المركزية، سواء من حيث إتجاه الباحثين إلى إستخدام أرصدتها الوثائقية أو التكفل بجزء من الكتب و الوثائق التي كانت تثقل كاهل المكتبات المركزية من جوانب التنظيم و التخزين.
3.4.1 . مكتبات الأقسام أو المعاهد
ظهرت هذه المكتبات مع توسع الجامعة الجزائرية خلال سنوات السبعينات، وتعدد التخصصات العلمية، مما استدعى فتح أقسام (معاهد) جديدة؛ نتيجة زيادة عدد الطلبة المسجلين، وهذا أدى إلى عجز المكتبة المركزية في تلبية جميع احتياجات القراء, مما دفعها إلى فتح فروع لها على مستوى هذه المعاهد، وقد تطورت هذه الفروع ونمت شيئا فشيئا بالكتب والوثائق, مما جعلها في مكانة لاستقطاب الأساتذة والطلبة من خلال الخدمات الفعالة التي تقدمها، وهذا أعطاها فيما بعد صفة المكتبات بعد أن كانت مجرد فروع للمكتبة المركزية أو مركز للوثائق.
4.4.1 . مكتبات المخابر
تنشأ على مستوى الأقسام المجهزة بمخابر لإجراء التجارب العلمية والأعمال التطبيقية, والتي تتطلب مواد ووثائق خاصة، هذه الأخيرة كانت أصلا موجودة بمكتبات المعاهد، ونتيجة للحاجة المستمرة إليها في عين المكان، خصصت لها خزائن أو قاعات مجاورة للمخابر، ومع مرور الوقت أصبحت تضم رصيد مهم من الوثائق والمواد, بشكل لا يمكن الاستغناء عنها لإنجاز تجارب الباحثين والأساتذة والأعمال التطبيقية الموجهة للطلبة، كما أن هذه المكتبات أيضا أصبحت لديها إمكانيات تكنولوجية وارتباطها بشبكة الإنترنيت.
2. المكتبة الجامعية في خضم الثورة المعلوماتية
عرفت المكتبة الجامعية في السنوات الأخيرة تحولات عميقة, نتيجة للانفجار المعلوماتي وما تبعه من ابتكارات تكنولوجية، حيث أن المعلومات تتزايد يوما بعد يوم وكذلك التكنولوجيا المرافقة لتسييرها وبثها واسترجاعها هي في تطور مستمر ، هذان العاملان أحدثا ضغوطات كبيرة جعلت المكتبات الجامعية تبحث عن أنجح السبل للتّكيف مع هذه المعطيات الجديدة ولمواجهة التحديات التي فرضها العصر. كل هذه العوامل أثرت بدرجات مختلفة على المكتبات الجامعية.
1.2. المفهوم الحديث للمكتبات الجامعية
المكتبة الجامعية باعتبارها جزء لا يتجزأ من المجتمع وتؤثر فيه، فقد تأثرت بمطالب هذا المجتمع، ومن التأثيرات التي نلاحظها التحول في شكل المكتبة الجامعية من تقليدية إلى مكتبة حديثة، فظهور التكنولوجيات الحديثة من حواسيب وأجهزة اتصال متطورة ومختلفة يحتم ويوجب على المكتبة الجامعية تبديل نظامها كليا، وإدخال التكنولوجيا على جميع أعمالها ومصالحها الفنية والإدارية, من اجل التكيف والتعامل مع هذا المجتمع الالكتروني, وسيؤدي هذا إلى زيادة أهمية المكتبيين الذين أصبحوا يعرفون بما يسمى بأخصائيي المعلومات.
2.2 . التحديات التي تواجه المكتبات الجامعية
إن المكتبة الجـمعية تواجه اليوم،أكثر من أي وقت مضى تغييرات عميقة في وظائفها، و منطلقاتها ، وسبل عملها, وأن المستقبل لن يكون إلا للمكتبات التي تواكب التطورات الحديثة, وتتبنى التكنولوجيا وتتكيف مع خدمة روادها. وهناك مجموعة من التحديات تواجه المكتبات الجامعية خاصة العربية, وهي تسعى لتطوير خدماتها حتى تواكب الحداثة والمعاصرة ، وفيما يلي عن أهم هذه التحديات :
1.2.2 تحدي الانترنيت
أصبحت الانترنيت منذ نهاية الألفية الماضية ذات أهمية فائقة, لا غنى عنها في البحث العلمي في المكتبات الجامعية, بسبب الخدمات الكبيرة المتنوعة، الحديثة, المتجددة, والسريعة.حيث أدى ذلك الإقبال الكبير على خدمات المكتبة الجامعية إلى عدم تلبية حاجات المستفيدين المتواصلة والمتلاحقة لكثرتها .في حين أن استغلال الحاسوب في المكتبة الجامعية قصد استرجاع المعلومات, زاد من الطلبات الأمر الذي شكل ضغطا كبيرا دعاها إلى وضع قيود وشروط أمام المستفيدين. ومن جهة أخرى فان شبكة الانترنيت قدمت فوائد كثيرة للمكتبة الجامعية, وذلك بتقديم معلومات الخاصة بها على مواقع ويب تعرف بتنظيم المكتبة وبمصالحها وخدماتها ونظامها الداخلي .وتسهل البحث في قواعد المعلومات البيبليوغرافية الموجودة على الشبكة لآلاف المكتبات في العالم . فقد أصبحت الانترنيت اليوم وسيلة لتحصيل المعلومات بطريقة أكثر ثورية ليس عن طريق الخط المباشر فقط بل عن طريق المكتبة أيضا أو عبر البريد الالكتروني أو بروتوكول نقل الملفات.
2.2.2. تحدي المكتبات الالكترونية
تقف المكتبات الجامعية في هذا العصر الرقمي أمام وظائف جديدة ومطالب متغيرة, تقوم أساسا على استخدام الوسائل الالكترونية والمعلومات الرقمية, ويحتاج ذالك إلى تعاون جدي بين المكتبات الجامعية ومراكز البحث. ومن واجب الجامعة تحضير المنشورات والمعلومات العلمية لتغذية المكتبات الالكترونية مثل الأطروحات والرسائل الجامعية والبحوث ومنتجات الوسائط المتعددة, فوق أقراص مدمجة (CD-ROM ), بالتعاون مع دور النشر, أو وضعها على الخط المباشر.
فاليوم المكتبات الجامعية تواجه تحديات عديدة منها تحدي النشر الالكتروني وزيادة الإنتاج الفكري، والتحدي الاقتصادي لتأمين الموارد المالية لها, والتحدي المعرفي حتى تواكب تطورات العصر.
3.2.2 . تحدي الوسائط المتعددة
لقد سطع نجم الحوامل الالكترونية الحديثة, والتي يصطلح عليها اسم الوسائط المتعددة "MILTIMEDIA ". فهي حسب تعريف القاموس الحر على الخط العام 1994 "تركيب من نص وصورة وصوت، مع الصور المتحركة مثل تسلسل الفيديو...".
فهذا الشكل الجديد لحوامل المعلومات أصبح أكثر طلبا عند المستفيدين والمكتبات ذلك أنه يحتوي على ميزة البحث وكذا السرعة في الاستعراض إضافة إلى السعة الهائلة في تخزين المعلومات، فالقرص الواحد يستطيع احتواء مئات الكتب التي تعجز رفوف ومخازن المكتبات الصغيرة عن احتواءها، لذا فإن المكتبات الجامعية مطالبة بتوفير هذه الحوامل, إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات المصاحبة لها أو التي بواسطتها يتم الاطلاع على محتوياتها. ويبقى المشكل المطروح هو التطور السريع الذي تعرفه هذه التكنولوجيا سواء كان في مجال (SOFT WAREاو HARDWARE), فالأنظمة تتطور مما يجعل بعض أشكال الوسائط تلغى ولا تكون قابلة للاستخدام. وسيكون ذلك قريبا مصير القرص المرن FLOPPY. مما يجعل المكتبات ملزمة بمواكبة هذه التطورات التكنولوجية.مما سيثقل كاهل الميزانية في جانب النفقات وهو تحدي جديد يجب تجاوزه.
4.2.2. تحدي الدوريات الالكترونية
هي دوريات تعد وتوزع بصورة إلكترونية, وهي إحدى مصادر المعلومات على الشبكة العالمية . بعضها متاح مجانا والبعض الأخر برسوم اشتراك, من أهم ميزاتها سرعة النشر, التكشيف الآلي, ارتباطات تشعبيه مع منشورات أخرى على الشبكة, اقتصادية بالنسبة للتكاليف وكذا المساحة في المخازن.ناهيك عن إمكانية نشرها على حوامل الكترونية.
وهكذا تجد المكتبات نفسها و هي تكافح في مجال ليس لها سيطرة مباشرة عليه بسبب الاتجاهات والعروض والشروط المتنوعة لدور النشر والعارضين والوكلاء.
5.2.2. تحدي الأطروحات الالكترونية
الأطروحات الجامعية الإلكترونية هي معلومات حاسوبية، وهي وسائط جديدة يجب معالجتها بطريقة خاصة تتناسب معا أهميتها، بصورة عقلانية و بكل إهتمام ورعاية. لما تقدمه هذه الأطروحات -خاصة درجة الدكتوراه- من نتائج و اقتراحات, ذات درجة بالغة الأهمية.
وفي إطـار تطور أشكـال النشر و تطور رصيد المكتبات الجامعية واحتياجات روادها, فقد أصبح الحصول على النص الإلكتروني للأطروحة إلزامي في ظل المهام الحديثة التي أوكلت للمكتبة الجامعية و في ظل الثورة التكنولوجية، أما عن إيداع قرص مضغوط أو قرص مرن يحتوي النص الكامل للوثيقة فهو سهل و في متناول الجميع, لكن يبقى المشكل المطروح في حقوق المؤلف. التي لا تزال غير مصونة و خاصة ما يتاح منها عبر شبكة الإنترنت. إذن فيجب أخذ كل الإحتياطات لوضعها تحت تصرف المستفيدين من جهة و تأمينا و حفظا لحقوق صاحبها من جهة أخرى. فيمكن إتاحتها في صيغة كتاب إلكترونيPDF مع تحديد بعض الخصائص في عملية إنشائها, والتي تمنع النسخ و تمنع التحميل أو الحفظ من الملف حفاظا على حق التأليف، أو يمكن أن يتاح مستخلص لها يعرف بما جاء فيها. و يبقى الرجوع إلى النص الأصلي مرتبط بالحضور الشخصي للمستفيد ، على أن يستشار صاحب العمل في أي الخيارين يفضل.
6.2.2 . تحدي التعليم و الإعارة عن بعد
إن الانتقال من الجامعة التقليدية إلى الافتراضية, والتعليم عن بعد بإستخدام تكنولوجيا المعلومات و الإتصال أو بالأحرى إستخدام الإنترنيت, سيفتح أبواب جديدة أمام الراغبين في تحصيل شهادات علمية من جامعات عربية أو عبر العالم. و يزيد من حظوظ ذوي الارتباطات العملية أو العائلية – الأم في بيتها- ؛ حيث أن الحصول على شهادة جامعية من منزلك أصبحت أمرا واردا في أي علم أو تخصص تريده, و بكل الدرجات العلمية؛ بفضل ما تتيحه هذه العوالم الإفتراضية من تقنيات إتصالية عالية. فأين ستكون المكتبة الجامعية من هذا؟
لطالما كانت المكتبات الجامعية القلب النابض للجامعة و مقصد كل الطلبة و الباحثين و لكن أين المكتبة الجامعية؟ و أين الباحث في ظل الجامعة الإفتراضية و التعليم عن بعد؟
يجب على المكتبات, أن توفر منافذ لها عند كل حرم جامعي افتراضي، تعرف من خلالها برصيدها و تتيح البحث فيه. بل أكثر من ذلك, الوصول إلى النص الكامل لمصادر المعلومات, لتعميم الفائدة لكل طالبي العلم عبر العالم, متجاوزة بذلك عاملي الزمان و المكان. وذلك عبر تفعيل الإعارة عن بعد و تحسين ظروفها, من خلال خدمة راقية للمستفيدين في جميع أشكال الرصيد, و إتاحتها سوءا إلكترونيا إذا كانت المسافات بعيدة, أو تحديد إمكانية إتاحتها بالوسائل التقليدية, و يستحسن أن يكون التعامل في هذه الحالة مع المكتبات و ليس مع الأفراد لسهولة متابعة المؤسسات في حالة التجاوزات , مقارنة مع متابعة الأفراد.
3.2. استثمار الإنترنيت في المكتبة الجامعية
حظيت شبكة الإنترنيت بإهتمام العدية من الباحثين في مجالات عديدة, و بالأخص مجال المكتبات و المعلومات، لأنها وسيلة للحصول على المعلومات, و أداة تقنية لربط المكتبات بعضها ببعض, و تحويلها إلى شكل افتراضي قابل للولوج إليه من خلال الانترنيت، فالإنترنيت مصدر هائل للمعلومات العلمية و الترويجية من ناحية، و تكفل من ناحية أخرى لملايين البشر على إختلاف أعمارهم و خلفياتهم فرصة التواصل فيما بينهم, دون قيود جغرافية أو فواصل عرقية وعرفية.
و يمكننا تلخيص الخدمات التي توفرها الإنترنيت للمكتبة الجامعية في مايلي:
- تعزيز الاتصال مع مرافق المعلومات المختلفة بوسائل سريعة و مضمونة.
- تعزيز خدمات الإعارة بين المكتبات عن طريق الإعارة المتبادلة.
- دعم خدمات المعلومات عامة و الخدمة المرجعية خاصة مثل البث الإنتقائي للمعلومات SDI و تصفح الموسوعات.
-توزيع المطبوعات الإلكترونية و الإشتراك فيها عن بعد.
- إستعراض أدبيات البحث و التطورات المختلفة في المجالات المختلفة.
- الحصول على النص الكامل للوثائق الذي يعتبر الشغل الشاغل للباحثين و المستفيدين.
- إرسال و تحميل بيانات رقمية و نصية و صور متحركة أو وثائق و ملفات مسموعة أو مرئية وفقا لحاجة المكتبة.
- التعرف على ساعات العمل و نشاطات المكتبات و المعاهد للتنقل بينها بكل سهولة.
- إنشاء صفحات تحتوي معلومات و إعلانات مبوبة حول المكتبة.
إن ربط المكتبة الجامعية بشبكة الإنترنيت, لا يعني ان المكتبة ستتخلى تدريجيا عن الخدمات التي تقدمها, وعن تطوير أرصدتها من كتب و دوريات و..., نحو اقتناء المصادر الإلكترونية على حساب الوثائق المطبوعة. بل من واجبها الاستمرار في تحسين خدمتها و إثراء أرصدتها ثم تأتي بعد ذلك الإنترنيت.
تعرض العديد من الباحثين و المختصين إلى دراسة المؤثرات التي ستؤثر على المكتبات و خدماتها من جراء إستخدام تقنيات المعلومات. و ذلك منذ بدايات ظهورها واستخدامها في المكتبات. فقد أشار D.king إلى الدور الهام الذي ستقوم به نظم الإسترجاع المباشر و عمليات إعداد المطبوعات و نشرها إلكترونيا. كما يرى J.P.Thomsprom بأن المكتبات يجب أن تتغير, لأن لها دورا حيويا في العصر الإلكتروني, ورسالتها في اختيار وتخزين وتنظيم ونشر المعلومات, سوف تبقى ذات اهمية بالغة،.وطريقة تنفيذ هذه الرسالة أو المهمة, يجب أن تتغير بصورة فعلية هذا و يمكن أن يشمل التغيير من جراء إستخدام الإنترنيت في المكتبات جوانب متعددة منها:
- سياسة المكتبة وإستراتجياتها
أجمع كثير من الباحثين على أن المرونة في سياسة المكتبة و إستراتجياتها, أمر أساسي و هام في تطوير المكتبات و تنميتها، إذ تتيح تغيرا في سياساتها و إستراتجياتها وفق المتغيرات المختلفة إقتصاديا و ثقافيا و علميا و إجتماعيا و وسائل الإتصال و تكنولوجيا المعلومات.
- تطوير المجموعات
تسعى المكتبات دائما لتلبية حاجات المستفيدين و إشباع رغباتهم, من خلال توفير المصادر و الخدمات المختلفة، و بما أن الإنترنيت تعد مكتبة عالمية غنية بالمصادر و المعلومات, فعلى المكتبات أن تراجع سياستها فيما يخص تطوير مجموعاتها. فقد أصبحت المكتبة بمنزلة بوابة أو وسيط بين المستخدمين و الإنتاج الفكري العالمي الموجود في مناطق جغرافية مختلفة, بهدف تيسير الوصول إليه و إسترجاع المعلومات المطلوبة.
- التزويد
تعد الإنترنيت أداة مثالية لعملية التزويد كما يحلم بها أمناء المكتبات في الخمسينات و الستينات، حيث يتحقق التعاون بين المكتبات, بإتاحة الفهارس على شبكات محلية, يتم تحديثها أولا بأول دون الإنتظار لإعادة الطبع أو التحديث أو إعادة توزيع الفهارس المحدثة على المكتبات. دون وجود أية إتفاقيات مسبقة و لكن فقط من خلال الإستفادة من إتاحة المعلومات على شبكة الإنترنيت, تلك الفهارس التي أدت دورا إيجابيا في عملية الإختيار و ترشيد الإنفاق, من خلال خفض نسبة التكرار لبعض أنواع الأوعية مرتفعة الثمن, أو الاشتراكات في الدوريات التي تعد عبئا على كاهل المكتبات الجامعية خاصة. كما يمكن للإنترنت تسهيل إجراءات التبادل و الإهداء بين المكتبات بسرعة و ذلك بإستخدام البريد الإلكتروني و إمكانياته الواسعة في نشر قوائم المطبوعات المطروحة للتبادل أو الإهداء.
يمكن تبسيط إجراءات التزويد, إذ يتم الآن وضع أوامر التوريد موضع التنفيذ, من خلال تلك الشبكات و تلقي الفواتير ودفع رسوم الاشتراكات بواسطة أرقام بطاقات الائتمان البنكية لحساب المكتبة. إذ يمكن القول أن إستراتيجية المكتبات و أسلوبها في التزويد قد تغير بفعل إستخدام الإنترنيت، إذ لا داعي لأن تشتري المكتبة أية مواد إذا ما كانت متوافرة إلكترونيا على الشبكة، بل إن إمكانية الوصول إلى هذا النوع من المواد أصبح يسيرا و سهلا , في غضون ثوان معدودات ومقابل رسوم محددة, وبذلك تكون المكتبات قد تحولت من إستراتجية المجموعات "الاقتناء " إلى إستراتيجية " الوصول "على الخط المباشر.
- الإجراءات الفنية
أصبحت الانترنت أداة للمعالجة الفنية من خلال نقل البيانات الببليوغرافية التابعة للناشرين أو القواعد التجارية . إذ بإمكان المكتبات الإطلاع على فهارس المكتبات عبر OCLC وغيرها. مما يسمح لتفعيل الإعارة الإلكترونية بين المكتبات.
توفير الوثائق و إيصالها
هي إحدى التطورات الهائلة في مجال تبادل الإعارة بين المكتبات التي تقوم بتوفير المعلومات و إيصالها للمستفيدين في أي مكان من العالم.
- النشر الإلكتروني
بإمكان المكتبات الجامعية القيام بإنجاز مشاريع تتمثل في النشر الإلكتروني للرسائل الجامعية، بما تتوفره من أجهزة حواسيب و برمجيات و إمكانيات بشرية أن تتجسد هذا المشروع على أرض الواقع, كون أن هذا الإنتاج الفكري متوفر عكس ما هو ينشر في شكل كتب أو دوريات أو..., والنشـر الإلكتـروني لهذه الأعمـال الأكاديمية و بثها بواسطة شبكة الانترنيت, طريقة تسمح بالتعريف بها, و وضعها في متناول الباحثين,.
أما الناشر فقد إستغل الإنترنيت كوسيلة من وسائل الدعاية و الإعلان و الشراء المباشر للمنتجات.
- مباني المكتبات
إن المكتبات الجامعية تجد نفسها اليوم أمام تحديات جديدة و معطيات تفرضها عليها تكنولوجيا المعلومات لمواكبة التطورات التكنولوجية و التي يمكن إعتبارها بمثابة المفتاح للإنتقال إلى مجتمع المعلومات عليها أن تطور نفسها و خاصة من ناحية المبنى و أهم التعديلات التي يجب أن تتغير فيه:
* تعديل أثاث المكتبة و المكتبة لكي يتلاءم مع إحتياجات المستفيدين و الموظفين.
* طريقة تخزين الأوعية و ذلك بإستخدام الأقراص المدمجة مثلا. و طرق الإتصال بقواعد البيانات المختلفة.
* تقليص حجم صالات المطالعة و تخصيص مساحة أكبر لقاعات الحاسوب ولمكاتب الموظفين.
- الإنترنيت كوسيلة لترشيد المجموعات
ظهر في السنوات الأخيرة عدد من الطرق و الأساليب الناجحة, الخاصة بتقويم المجموعات ، إلا أنه قد تبين للباحث أن هناك طرقا تقنية أكثر فاعلية و تأثيرا, لذلك كان من الضروري استخدام الطرق و الأساليب التقنية الحديثة, لتستعيد المكتبة روادها, وتلبي لهم متطلباتهم بما يتوافق والمتغيرات في مجال المعلومات. كالبحث عن العناوين في قواعد بيانات شبكة OCLC, البحث المباشر في فهارس و قوائم المكتبات عبر الإنترنيت, حيث برهنت على أنها الطريقة الأفضل و الأسرع للحصول على معلومات في فترة زمنية قصيرة جدا, عن المجموعات التي تحتويها المكتبات وخاصة منها الدوريات.
3. موجة الرقمنة و المكتبات الرقمية
يوما بعد يوم تسمع عما تقدمه تكنولوجيا المعلومات من خدمات للبحوث العلمية، يصعب حصرها، فنحن نتمتع بفضائلها و إنجازاتها التي تلخصها شبكة الإنترنيت, فيما تقدمه من خدمات في التعليم، التجارة, الطب، الاتصالات، التي تقرب البعيد و تكسر حاجز الزمن. فقد ساهمت في تعزيز العمل الأكاديمي الجامعي, وفتحت آفاق جديدة نحو البحث العلمي في مختلف مجالاته، كما ساعدت الشبكة العالمية, التكنولوجيات الجانبية التي تساهم في تيسير تزويد مواقع الإنترنيت بالمعلومات, و من مثيلاتها الأجهزة الرقمية سواء الصوتية, التصويرية, الضوئية، وخاصة تكنولوجيا المسح الضوئي و التعرف الآلي على الحروف "OCR", التي كان لها الفضل في تحويل الرصيد الورقي إلى شكل رقمي مخزن على حوامل إلكترونية و رقمية, ومن ثم إتاحتها إلى الباحثين من خلال المكتبات الرقمية.
1.3. مفهوم المكتبة الرقمية
اختلفت المصطلحات المستعملة في أدبيات البحوث, للتعبير على المكتبة العصرية أو المكتبة التي تستغل تكنولوجيا المعلومات و الإتصال في كل أو جزء من خدماتها و الإجراءات فيها. و الاختلاف راجع لمدى تطبيق هذه التكنولوجيا و تفاوته بين المكتبات. فظهر مصطلح المكتبة المهيبرة " hybrid library" و بتعبير أخر الهجينة " التي تحتوي على مصادر معلومات ورقية و لا ورقية, أي هي خليط يجمع كل أشكال المصادر المتاحة .و على نسق أخر يطلق مصطلح أخر و هو المكتبة الإلكترونية "Electronic library "؛ حيث يعبر على المكتبة ذات الرصيد المعلوماتي في شكل حوامل إلكترونية, باختلاف أشكالها (DVD - CD ROM - FLOPPY) أو مخزنة في الأقراص الصلبة للحواسيب، كما يمكن أن توفر البحث على الخط عبر الشبكات كـالإنترانت و الإنترنيت, وهي ذات مفهوم قريب للمكتبة الرقمية " Digital Library ". غير أن الإلكترونية هي مرحلة إنتقالية لبلوغ الرقمنة الكلية, أما المكتبة الرقمية فهي التي تشكل المصادر الإلكترونية كل محتوياتها. و لا يحتاج إلى مبنى و إنما لمجموعة من الخوادمServers وشبكة تربطها بالنهايات الطرفية التي تشكل النافذة التي يطلع من خلالها المستخدم على رصيد المكتبة .
وهذا المصطلح حسب ما تراه المؤسسة الوطنية للعلوم National Science Fondation وجمعية المكتبات البحثية Association of Research Library ب الو.م.أ، هو مرادف للمكتبة الافتراضية، تلك المكتبة التي نقاط وصول إلى المعلومات الرقمية المخزنة فيها من خلال الشبكات وخاصة شبكة الإنترنيت العالمية.
و من خلال ما سبق يظهر بأن المكتبة الرقمية هي المرحلة النهائية التي تصبو إليها المكتبات أما باقي الأشكال فهي مراحل إنتقالية فالمكتبة المهجنة هي جمع بين المصادر التقليدية و الإلكترونية و إتاحتها إلى المستفيدين ، وإذا زادت هذه المكتبة بإدخال التكنولوجيا على مختلف خدماتها و الإجراءات فيها, كانت مكتبة إلكترونية تعتمد على تكنولوجيا المعلومات في خدمة روادها الحاضرين جسديا أو عبر شبكات محلية. و في حالة وصولها إلى خلق بوابات عبر شبكة الإنترنيت, أو نقاط وصول تمكن من عرض خدماتها على الإنترنيت, و مسائلتها عن بعد من أي مكان و في أي وقت, مع وجود مبنى يظم الرصيد الورقي و الإلكتروني الخاص بها, فترقى بذلك إلى درجة الافتراضية. أما المرحلة الأخيرة لها فهي الرقمية أي الوجود على مستوى الخوادم بشكل رقمي كامل سواء للرصيد أو التسيير. أي لا وجود للرفوف التقليدية والمصادر الورقية فيها. وتعتبر هي مكتبة المستقبل التي توفر سرعة الوصول، تعدد المصادر في شكلها الرقمي بإختلاف طبيعتها، نصية، صوتية، سمعية، بصرية،...الخ. مما يزيد في تشجيع المستفيدين على الولوج إلى المكتبات و إستغلالها في تلبية جميع إحتياجاتهم و تكون لهم الدليل و المرشد داخل أغوار العالم الافتراضي.
2.3. من المكتبة التقليدية إلى المكتبة الرقمية
إن التحول إلى المكتبات الرقمية أصبح مطلب أساسي في ظل التطورات الحاصلة في مجتمع القرن الواحد و العشرين و للمرور إلى هذه المرحلة يجب علينا العبور عبر ثلاث جسور متتالية لكل منها خصائصها نوردها بإختصار فيما يلي:
1. أتمتة جميع الإجراءات و العمليات بالمكتبة، و الإعتماد على التشابك بين مصالحها في إطار التسيير الإلكتروني للرصيد, مع الإهتمام بتدريب المكتبيين على النظام و العمل على توفير مصادر إلكترونية, و التعامل معها و محاولة إتاحتها للمستفيدين في إطار تجريبي .
2. المراقبة و تدارك الأخطاء التي قد تبرز في إطار تجريب النظام. إضافة إلى ذلك تزويد المكتبة بالمصادر الإلكترونية التي ستشكل رصيدها، مع وجود تقييم دوري على جميع المستويات.
3. إرساء العلاقات بالأنظمة الموازية لها على المستوى المحلي و الدولي من خلال التشابك و الإرتباط عبر شبكة الإنترنيت، والعمل على تطوير النظام و الرقي بخدماته.
3.3. من الوثيقة المطبوعة إلى الوثيقة الرقمية
لقد مكنت تكنولوجيا المعلومات بمختلف أنواعها وتفاعلاتها، كالحواسيب والاتصالات والتصوير الرقمي والفيديو، من تطوير وتحسين بث المعلومات الوثائقية ونشر المعارف وإيصالها إلى المستفيدين في بيوتهم وأماكن عملهم.
وهنالك عدد من العوامل والحقائق التي أسهمت، وتسهم، في العزوف أو الابتعاد عن النشر الورقي التقليدي واللجوء إلى رقمنة الأرصدة الوثائقية، نلخصها في الآتي:
- مشكلة التكاليف: فقد أصبحت تكاليف إنتاج وصناعة الورق في تزايد مستمر.
- مشكلة المواد الأولية لصناعة الورق: والتي تتمثل بأشجار الغابات وشحتها وارتفاع كلفة تصنيعها.
- التأثيرات السلبية على البيئة. ويعود سبب ذلك إلى استغلال قطع أشجار الغابات التي تمثل أهم الموارد الطبيعية في صناعة الورق.
- المشكلات التخزينية والمكانية للوثائق الورقية. إن التوسع في اقتناء الوثائق والمصادر الورقية يحتاج إلى مساحات مكانية كبيرة للحفظ والتخزين، وأوجد مشكلات جمة لمراكز الوثائق.
- طبيعة الأصول الورقية القابلة للتلف والتمزق. فقد واجهت مراكز الوثائق العديد من المشكلات والمعوقات من جراء تلف وتمزق- أو تمزيق- المصادر الورقية.
- مشكلات نقل وشحن وإيصال الوثائق الورقية. فقد أصبحت الجهود المبذولة والتكاليف المتصاعدة المطلوبة في نقل وشحن مصادر المعلومات الورقية والتعامل معها، من الأمور التي تقلق مراكز الوثائق والمعلومات.
- المشكلات التوثيقية وإجراءاتها. إن جهوداً كبيرة تبذل في تنظيم وتصنيف وفهرسة الوثائق الورقية وعمل الكشافات والمستخلصات اللازمة لها، و إجراءات التزويد والتسجيل والفهرسة والتصنيف الخاصة
- طبيعة المستفيد المعاصر، سواء كان باحثاً أو مخططاً أو صانع قرار، وحاجته إلى المعلومات السريعة والشاملة والدقيقة، والتي أصبحت الطرق التقليدية باللجوء إلى الوثائق والمصادر الورقية عاجزة عن تلبيتها وتأمينها.
- الفرص التي تتيحها الحواسيب والتكنولوجيات المصاحبة لها في إيصال كل أنواع المعلومات السريعة والوافية والدقيقة، إلى الباحثين والمستفيدين الآخرين في أماكن عملهم، وبثها أو نشرها لهم إلكترونياً، موفرة لهم بذلك الوقت والجهد، ومؤمنة لهم الشمولية والدقة فيما يحتاجون إليه من معلومات.
إن الوصول إلى الشكل الرقمي من خلال الشكل الورقي المطبوع, يحتاج إلى تجهيزات و موارد مالية كبيرة جدا, إضافة إلى فريق عمل ذو كفاءة عالية, لتحصيل أكبر قدر من سرعة التنفيذ و الجودة و الدقة في عملية الرقمنة.
فجهاز الحاسوب، أو بالأحرى نظام الحاسوب، هو نظام إلكتروني يستقبل مختلف أنواع البيانات "Data"، عن طريق لوحة المفاتيح "Keyboard" أو الفأرة "Mouse" أو الماسح الضوئي "Scanner" أو أية وسيلة إدخال أخرى، ثم يقوم بمعالجة مثل تلك البيانات، وتنفيذ جميع العمليات المطلوبة آلياً، وفقاً لمجموعة من التعليمات والأوامر "Instructions" الصادرة إليه، المنسقة تنسيقاً منطقياً في ضوء خطة وبرنامج "Program" متفق عليه مسبقاً، ومن ثم استرجاع المعلومات والنتائج المطلوبة، بعد إجراء عملية المعالجة "Processing" عليها.
وتقوم وحدات الإدخال- بكل أنواعها وأشكالها- المرتبطة بالحاسوب بوظيفة تهيئة البيانات المدخلة لتحويلها من شكلها الطبيعي- المطبوع أو المرسوم أو المسموع أو المرئي- وتحويلها إلى إشارات رقمية " Digital" يستطيع الحاسوب التعامل معها، وحفظها ومعالجتها. فلوحة المفاتيح- المرتبطة ببقية أجزاء الحاسوب- تعمل على تحويل الحروف والأرقام والرموز، التي تطبع عليها، إلى إشارات رقمية، (0 و1) بوساطة برنامج معالج الكلمات "word Processing"، كما تقوم اللاقطة الصوتية (الميكرفون)- المرتبطة هي الأخرى ببقية أجزاء الحاسوب- عن طريق بطاقة الصوت"Sound Card" بتحويل الإشارات الصوتية الطبيعية إلى إشارات رقمية مشابهة، وتكون معالجتها عن طريق برامجيات خاصة بمعالجة الصوت. والنشر الإلكتروني غالباً ما يعتمد على المسح الضوئي "الليزري". ويعد المسح الضوئي "Scanning" أو كما يعرفه بعضهم بالمسح الإلكتروني، من تقنيات التعامل مع الوثائق ومصادر المعلومات المهمة. أما الأداة المستخدمة في هذا المجال فهي الماسح الضوئي "Scanner"، المستخدم في عملية المسح والفحص والتصوير لمختلف أنواع الوثائق والرسومات والصور والأشكال المطلوب إدخالها في ذاكرة الحاسوب فيقوم بتحويل الشكل الذي أمامه- صورة، خارطة، كلمات…الخ- إلى إشارات رقمية، من الممكن حفظها أو معالجتها، عن طريق برامج معالجة النصوص أو الصور.
و عملية الرقمنة أساسا تعتمد على جهاز الماسح الضوئي scanner الذي يعتبر رمز لعملية الرقمنة، حيث تساعد خصائص الجهاز في تسهيل العملية أو تعقيدها. فدرجة التدقيق التي تعبر على عدد النقط في البوصة الواحدة,و تحدد مدى وضوح الصورة و مدى مطابقتها للوثيقة الأصلية, و تكون عالية في مجال الصور الفوتوغرافية تصل إلى 4800ن/بوصة، أما في مجال العمل الوثائقي فكل البرامج تعمل افتراضيا على دقة تقدر ب300ن/بوصة، و كلما زادت دقة المسح فإن سرعة العملية تقل, و السرعة عادة ما تقاس بعدد الصفحات المعالجة في الدقيقة, حيث تتراوح بين صفحة في ثلاث دقائق إلى 200 صفحة في الدقيقة. إضافة إلى ذلك فإن حجم سطح الماسح يعتبر أحد الإعتبارات التي يجب أخذها بعين الاعتبار فتستعمل ماسحات كبيرة في حالة مسح الخرائط أو المخطوطات.
العمود الثاني لعملية الرقمنة يكمن في البرمجيات الخاصة بالتعرف الآلي على الحروف OCR- Optical Character Recognition و هي تقنية تحول الصور المعالجة عن طريق الماسح الضوئي إلى نصوص قابلة للتعديل . ومن أشهر هذه البرامج و أكثرها فعالية برنامج Omni Page الذي يتعامل مع اللغات اللاتينية بفعالية و دقة عاليتين، إضافة إلى ذلك برنامج Rediris PRO8 الذي تم تطويره للتعامل مع اللغة العربية و لكن يبقى محدود الفعالية أمام الخطوط العربية المعقدة و المتعددة؛ سيما و أنه لا يحتوي على خاصية التعلمLearn . أو إضافة خطوط في مكتبة الخاصة علما و أن الخاصيتين متوفرتين باللغات الأجنبية الأخرى.
هذا فيما يتعلق بالعتاد و البرمجيات و يبقى أن نحدد مستويات الرقمنة الواردة و المتاحة أمام المؤسسات الوثائقية, ومميزات كل مستوى :
المستوى التقنية المستخدمة مميزات عملية التحويل إلى الشكل الرقمي
المستوى الأول. المسح الضوئي و التخزين في صيغة صورة. تكاليف منخفضة في متناول المكتبات.
- تحافظ الوثيقة على خصائص النص الأصلي.
- سرعة العملية.
- سعة التخزين عالية راجع إلى صيغة الصورة .
- عدم إمكانية البحث.
المستوى الثاني المسح الضوئـي، و استخدام نظم OCR.، واعتماد التصحيح اليدوي للأخطاء. مكلفة أكثر من سابقاتها.
- إمكانية تعديل النص.
- متوسطة السرعة.
- سعة التخزين صغيرة راجع إلى صيغة الملف النصي.
- إمكانية البحث في الوثيقة.
المستوى الثالث إعادة تحرير الوثيقة و إدخالها عن طريق لوحة المفاتيح. مكلفة جدا .
- إمكانية تعدل النص و التغيير فيه.
- بطيئة جدا .
- سعة التخزين صغيرة، راجع
الصيغة الملف النصي.
- إمكانية البحث في الوثيقة.
في غمار التغيرات المتسارعة على مستوى كل من تكنولوجيا المعلومات, وتكنولوجيا الاتصال, والازدواجية الحاصلة بينهما, ظهرت عدة تحديات في مواجهة إحدى أهم منارات المعرفة ومصادر المعلومات "المكتبات الجامعية", والتي تعد قبلة لمجتمع اقل ما يمكننا القول عنه, انه الأرقى في السلّم المعرفي والعلمي. هذه الخصوصيات تفرض عليها تجاوز هذه التحديات بتسخير كل التكنولوجيات المتاحة لها, في المحافظة على مكانتها عند روادها والرقي بخدماتها، بما يتلاءم مع باحث الألفية الثالثة. وهنا يحق لنا ان نتسائل عن موقع المكتبات الجامعية الجزائرية في ظل هذه التطورات الحاصلة, هل يمكننا القول بأنه بإمكاننا وبالإمكانيات المتاحة حاليا ركوب قاطرة مجتمع المعلومات التي تقودها دول بلغت من التطور في تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصال , مرتبة المجتمع الرقمي هذا من جهة ,أو البقاء في محطة القطار لانتظار القرار, ولعب دور المتفرج
نظام المكتبات الجامعية في الجزائر