فاروق ماحي، ابن مدينة تلمسان، صاحب الصوت الشّجي والتّلاوة النديّة، الكفيف الذي استطاع أن يجذب المصلّين من كلّ فجٍ عميق، أمَّ النّاس وعمره لا يتجاوز 12 سنة، ما جعله محطّ أنظار العديد من المساجد للظفر بخدماته في هذا الشّهر الفضيل. ''الخبر'' التقت به في مقصورته بمسجد أبوعبيدة بن الجراح بباش جراح في العاصمة، فكان لنا معه هذا الحوار.
كيف كانت بدايتك مع حفظ القرآن الكريم؟
ختمت القرآن الكريم خمس ختمات لأنني درستُ على الطريقة التقليدية العادية (باللّوح والصلصال)، كان هذا في سنة 94، وحفظتُ القرآن بشكل متقن في سن 12، وهي المرّة الأولى التي أمّيتُ فيها النّاس صلاة التّراويح بمسجد ابن خميس في تلمسان، ومنذ سنة 1997 وأنا أؤم النّاس في صلاة التّراويح.
دخلتَ سوق انتقالات الأئمة بقوّة وكنتَ محل رغبة العديد من المساجد، فلماذا اخترتَ مسجد أبو عبيدة بباش جراح؟
المساجد التي تطلبك على قسمين: منها مَن تريد قارئا له باع طويل وهذا للتّباهي والقول بأنّ فلانا يُصلّي في المسجد الفلاني، وهناك مَن يهمّها استقرار المسجد. وأنا بعد 7 سنوات قضيتها بواد أوشايح، قررتُ أن أغيِّر المسجد سواء أكان باتجاه أبوعبيدة أو مسجد آخر، وهذا لبعث تجربة جديدة بعد نجاحي في مسجد الفتح. وعلى فكرة لمّا طلبوا منّي في البداية الالتحاق بمسجد أبوعبيدة في السنة الماضية لم أكُن أريد المجيء، لكن في السنة الموالية وافقتُ بعد أن أعطيتُ ''الكلمة'' خاصة بعد أن وقع لهم إشكال ولم يجدوا إماماً يُصلّي بهم التّراويح، وأنا فضّلتُ الاستقرار بأن أقوم بإمامة النّاس على مدار السنة.
سكان واد أوشايح غضبوا بسبب تركك مسجد الفتح؟
على مدار 7 سنوات التي قضيتها في الفتح كنت محل إجماع كلّ سكان الحي، لا أظنّ أنّهم غاضبون، وقدر الله ما شاء فعل، أنا الذي خرجت طواعية من مسجد الفتح وتركت خلفي مقرئا آخر ليُصلّي بهم. والإنسان يغيّر دائماً ولا يبقى في مكان واحد، ولو نعود إلى الأصل فإنّني يجب أن أعود إلى مسقط رأسي تلمسان مهما طال الزمان أو قصر، وليكن في علمك أنّني وعائلتي الصغيرة (ولد وبنتان) بعيدون عن أهلي، لأنّهم كلّهم متواجدون بتلمسان، لكن الحمد لله فأنا بين إخواني في باش جراح.
وهل لهذا التّنقل مقابل مادي أو دونه؟
أنا إمام متطوع، وللتّفرّغ لإمامة مسجد يجب أن تكون هناك أجرة ثابتة شهرية لا أكثر ولا أقل، بالإضافة إلى توفّر المسكن في المسجد، والله هو الذي قدّر أن أنتقل إلى مسجد أبو عبيدة.
كيف يقضي الشيخ فاروق يومياته في رمضان؟
أقضيها بشكل عادي في المسجد أؤم النّاس في الصّلاة العادية، وصلاة التّراويح.
كيف ترون ظاهرة جمع المال للمقرئ نهاية رمضان؟
لا، هي ظاهرة قديمة خاصة في القرى والمداشر، حيث كانوا يقومون بجمع المال لإمام التّراويح وهذا طواعية، وحتى الآن هناك أئمة يرفضون هذه الإعانات لكنّها تُفرَض عليهم، وهذا كمعروف على قيامهم بإمامة النّاس. لكن العيب أنّ هناك أئمة يشترطون المال وأحياناً لا تعجبهم القيمة المالية المجموعة لهم، وهناك مَن يتحرّى المكان الذي يدفعون فيه أكثر.
هل يملك الشيخ فاروق تسجيلات وأشرطة في السوق؟
لدي تسجيلات تُبَثّ على قناة القرآن الكريم، وتسجيلات منذ 2004، لكنني محتفظ بها لنفسي.