**** علمتني لحظات المحن ****
أن الطريق كلما ضاقت ... و كلما اجتمعت على جنباتها ... و كلما اعتصرت أضلعي ... أنها تدفعني ... تسوقُني إلى حيث طريق ربي ...
إنها رسالة من الله ... أن ابتعدت عنا كثيرا فإلينا فعُد
** علمتني لحظات المحن ... أن الوجوه كلما غابت ... و القلوب كلما ابتعدت ... و غادرني الأصحاب ... و فارقني الأحباب ... يبقى وجها واحدا لا يغيب
من تقرب إليه شبرا ... تقرب هو إليه ذراع ... و من تقرب إليه ذراعا ... تقرب هو إليه باعا
و من أتاه من بعيد يتلقاه من قريب ... و من أتاه يمشي ... جاءه هروله ... و لا يمل حتى نمل
** علمتني لحظات المحن ... أن السماء كلما أظلمت ... و الليل كلما اشتد حلكة ... أن هذه رسالة بأن الفجر قد اقترب موعده ... و أن بصيصا من النور يسري هنالك في مكان ما ... و لكن ربما عمت عيني عنه ليأس تملكني لبضع أوقات
** علمتني لحظات المحن ... أن أفر بهمي فأجعله بين صفحتي مصحفي ... و أن أقوم لربي بسحرٍ من الليل .. بينما العيون تنام ... فأدعوه .. و أتضرع إليه ... و تبكي له في صمت ..عيني
اللهم إني أسألك بأن لا شريك لك
و أسألك بأن لا ند لك ... و لا شبيه لك ... و لا وزير لك
و أسألك بأن لا ولد لك ... و لا صاحبة لك
و أسألك بأن لك الملك كله .. و لك الحمد كله .. و إليك يرجع الأمر كله .. علانيته و سره
اللهم إني أسألك بأنك الحنان المنان
بديع السموات و الأرض و ذا الجلال و الإكرام
و أسألك بأني ... ما سألتك مسألة إلا أعطتيتني خيرا مما سألتك .. حتى و إن منعتنيها .. ففي منعها خيرا من أن أوتاها... فإنك تعلم و لا أعلم
و أسألك بأن لك خزائن السموات و الأرض
و بأنك إن من شيء إلا عندك خزائنه
و بأنك تؤتي الملك من تشاء
و تنزعه ممن تشاء
اللهم فرج همي و هم كل مهموم
و نفث كربي و كرب كل مكروب
اللهم إرزقني و اكفني و اهدني و اغفر لي و ارحمني و لغيرك لا تكلني
و من عفوك و عافيتك لا تحرمني
و لا تجعل الدنيا أكبر همي
و لا مبلغ علمي
و لا إلى النار مستقري
علمتني لحظات المحن
أن النصر مع الصبر
و أن مع العسر يسر
و أن الله عند ظن عبده به
فليظن أحدنا بربه ما شاء