منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. رمضان والانتصارات 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. رمضان والانتصارات 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عائلــ الاخلاق الصدق الصبر العدل العفو الرفق التعاون الحلم الامانة الاخوة العمل الامل المشورة التواضع ــة تابــلاط
 
الرئيسيةعائلة تابلاطأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رمضان والانتصارات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فارس المنتدى

فارس المنتدى


رمضان والانتصارات Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
العـمـل : الحمد لله
هوايتي المفضلة : الانترنات و الرياضة
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

رمضان والانتصارات Empty
مُساهمةموضوع: رمضان والانتصارات   رمضان والانتصارات Clockالخميس 11 أغسطس 2011 - 14:14

عندما يذكر الانتصار في رمضان، يصرف الذِّهن مباشرة إلى الانتصارات العسكرية التي حقَّقها المسلمون على أعدائهم في هذا الشهر، من بدر إلى فتح مكة إلى عين جالوت إلى حرب العاشر من رمضان، وغيرها من الملاحم الإيمانيَّة التي كتب الله فيها النَّصر المؤزر لعباده المؤمنين وهذا حق، ولكن مجالات الانتصار في رمضان بالنسبة للمؤمن غير مُقتصرة على هذا الجانب فقط، بل إنَّ الانتصارات التي تحقَّقت وتتحقق على أعداء الأُمَّة والمتآمرين عليها خلال شهر رمضان منذ بدء الرِّسالة إلى يوم الناس هذا، بقدر ما كانت نتيجة للأجواء الرُّوحانية التي يصنعها رمضان بفيوضاته ورحماته وجوائزه ومآثره التي يغدقها المولى - عزَّ وجلَّ - فيه على عباده المؤمنين الصائمين، مما يُهيِّئ لهم أسباب النصر لينتصروا، فإنَّها محصلة كذلك لكمِّ الانتصارات التي يُحدثها وينجزها العبد المؤمن على مستواه الفردي والجماعي في شهر الصيام؛ كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، ومدى نجاحه في مجاهدته وجِديَّته وإيجابيته للوصول إلى ذلك.

ويبدو أنَّ الانتصارات - بشتى أنواعها واختلاف مجالاتها في شهر رمضان - مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض، فكلما ارتفع مؤشر هذه، ارتفع منسوب تلك واقترب موعدها وتوفرت أسبابها، وكلما حدث فشل وتقصير في هذه، أصبحت الأخرى بعيدة المنال، وهكذا، وقد قيل: من لم ينتصر في "حيَّ على الفلاح"، لا ينتصر في "حي على الكفاح"، كمثال على هذا الارتباط.

لذلك؛ فإن مدرسة الصيام محطة مهمة؛ ليجعل العبد المؤمن لنفسه فيها برنامجًا عمليًّا لتحقيق الانتصارات بمفهومها الشامل، وقد أحصيت عددًا معتبرًا من الانتصارات التي يَجب على المؤمن الصائم أنْ يُحققها وينجح في امتحانها؛ ليتأكد ويطمئن أنه فعلاً استطاع أن يستثمر أجواء الانتصارات الإيمانية الرمضانية وخرج منها بحظ وافر:

1 - الانتصار على الرياء:
رمضان شهر الإخلاص بلا منازع، وقد توفرت كلُّ عوامل النَّجاح للمؤمن فيه على كل دواعي الرِّياء وأسبابه، وتنمية عنصر المراقبة والتجرُّد لله - عزَّ وجلَّ - لديه، فامتناع الصائم عن الطَّعام والشراب والشهوات المادية والمعنوية طيلة يومه؛ استجابة لأمر ربه - هو عين الإخلاص، وإنَّ تحقيق هذا النَّوع من الانتصار هو الأساس الذي تنبني عليه كلُّ الانتصارات الأخرى، فإن تربَّى العبد على الاستحضار الدائم لعامل المراقبة هذا، وذلك بعدم جعل الله أهونَ الناظرين إليه، وتجنب ما لا يُرضيه من فعل أو قول أو خلق أو سلوك، سرًّا أو علانية - يكن بذلك قد تجاوز عتبة الانتصار الأول، والمهم في مدرسة الصيام؛ ليصحبه صحبة دائمة لازمة طيلة العام.

2 - الانتصار على الشيطان:
وقد هيأ المولى - سبحانه وتعالى - ذلك للصائم، فصفَّده له؛ ليسهِّل له وعليه هذا النوع من الانتصار، ولكي يقوي عناصر المناعة الإيمانية لديه، ويستحضر كل مسببات القوة اللازمة؛ لينتصر في معركته مع شيطانه بشكل دائم، أو غالب على الأقل، ورمضان فرصة مواتية لتنتقم من شيطانك وتغلبه وتصرعه بسهولة ويُسر؛ لأنَّك إن فشلت في معركتك معه في شهر الصيام، فأنت فيما سواه من الشُّهور أفشل، تصوَّر نفسك في حلبة تصارع خصمًا مُكبَّلَ اليدين والرجلين، وأنت حر طليق في كامل قوتك ولياقتك وعافيتك ونشاطك، ألا يكون من العيب والقصور والحرمان ألاَّ تنتصر عند ذلك؟!

فاعمل جاهدًا واستغلَّ الفرصة؛ لتذوقَ طعم الانتصار على الشيطان؛ كي يغريك ذلك بالاستمرار في صرعه فيما سوى ذلك من الأوقات.

3 - الانتصار على الشهوات:
رمضان تَمرين عمليٌّ للصائم على التغلُّب على شهواته المختلفة، من شهوة البطن والفرج، والنَّظر والسمع، والكلام والقلب، والنفس وغيرها؛ بحيث يتحرر من أسرها له، ويتعالى على جواذبها التي تجذبه إلى مستنقعها الآسن، ويُخلِّص نفسه من كل دواعي الاستجابة لإغراءاتها.

والانتصار في معركة الشَّهوات قضية مصيرية بالنِّسبة للمؤمن؛ لأنَّه إن انهزم فيها وفشل في مقاومتها وسلم العنان والخطام لها، أدَّى به ذلك - دون شك - إلى الانهزام في كل معاركه الأخرى، فالشهوات حواجز تحجز عنه موارد التوفيق، وصوارف تصرفه عن النَّجاح في أمر آخرته الذي هو رأس الأمر كله.

وما انتصر أسلافنا على أعدائهم إلاَّ بعد ما انتصروا في معركة الشهوات هذه، وما انهزموا وانكسرت شوكتهم إلاَّ لما استسلموا لشهواتهم وانهزموا أمامها، وما خسارتنا للأندلس السليب إلاَّ خير دليل على ما أقول.



4 - الانتصار على الشح والبخل:

إنَّ التخلُّص من داء الشحِّ والبُخل، وتطهير النَّفس منهما، والذي عدَّه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من المهلكات، والمتسبب في كثير من الموبقات؛ لما قال: ((إيَّاكم والشح، فإنَّه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالظُّلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا))؛ (أبو داود من حديث عبدالله بن عمرو) - من مقاصد الصيام المهمة؛ لذلك كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجود ما يكون في رمضان، حتَّى كان كالريح المرسلة، فليتأسى المؤمن به، ويعلنها حربًا لا هوادة فيها على كل ما لَهُ عَلاقة بالشح والبخل، فالفلاح الذي هو غايته ومبتغاه في الدُّنيا والآخرة، لا يُمكن أن يحوزه إلاَّ إذا نجح في معركته مع الشحِّ؛ كما قال تعالى: {وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16].

فالصيام مدرسة يتعوَّد فيها العبد على السخاء، وإطلاق اليد بالعطاء، ويتعمَّق لديه فيها الشعور بمعاناة المحرومين، ويدوس فيها على أنانيَّته وحبه لذاته؛ لأنَّ الروح السخية المعطاءة التي تستلذ رفع العنت والقهر عن المحتاجين، وتأخذُ بأيديهم وتسد حاجتهم - هي معيار القرب من الله - عزَّ وجلَّ - كما جاء في الحديث: ((السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار، ولَجاهل سخي أحب إلى الله - تعالى - من عابد بخيل))؛ (الترمذي عن أبي هريرة).

فتحقيق الانتصار في هذا الجانب هو دَيدن العبد الصائم في شهر السخاء، والهزيمة في المعركة مع الشح والبخل أدْعى لتوالي الهزائم فيما عداها.

5 - الانتصار على اللسان وآفاته:
عندما نسمع حديث المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من لم يدع قولَ الزُّور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه))؛ (رواه البخاري والترمذي وأبو داود، وابن ماجه وأحمد).

نُدرك أهمية هذا النوع من الانتصار في شهر رمضان، فمن لم يستطع أن ينتصر في معركته مع لسانه - خاصة وهو صائم - لا يُمكنه أن ينتصر في معركته مع شيطانه وشهواته، بل إنَّ الانهزام أمام اللسان وآفاته يُؤدي بصاحبه إلى الإفلاس الذي عبر عنه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله: "((أتدرون من المفلس؟))، قالوا: المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ المفلس من أمتي مَن يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فنيت حسناته من قبل أنْ يقضي ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار))"؛ (رواه مسلم).

لذلك؛ كان الصيام تدريبًا عمليًّا للعبد على مُمارسة عبادة: ((أمسك عليك لسانك))، وامتلاك القُدرة على التحكُّم فيه وكبح جماحه، وتوظيفه في الخير والطيب من القول، وقد ربط القرآن الكريم بين الهداية إلى صراط الله المستقيم، وبين الهداية إلى الكلام الطيب، وكأنَّه يريد أن يؤكد لنا أنهما متلازمان، لا يُمكن أن يتحقق الثاني، حتى يتم الالتزام بالأول؛ فقال سبحانه: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج: 24].

فالانتصار على اللسان وآفاته من عدمه معيار مُهِم، يَعرف من خلاله المؤمنُ الصائم مدى توفيقه ونَجاحه في مدرسة رمضان، وحصوله على كنوزه ومنحه ونفحاته وجوائزه التي لا تعدُّ ولا تُحصى.



6 - الانتصار على السلبية واللامبالاة:

الصيام ميدان رحب لتحقيق كل مظاهر الجديَّة والإيجابية لدى المؤمن، من خلال مضاعفة أجر الطاعات، وفتح أبوابها على مصراعيها، وترغيبه فيها من طرف مولاه، بأنْ صفَّد له الشياطين، وأكرمه بجملة من التكريمات: رحمة، ومغفرة، وعتق من النار، وفرحتين، وباب الريان، وخلوف فمه كريح المسك وغيرها.


فالصيامُ ينمِّي روحَ الإيجابية والفعالية والشعور بالمسؤولية، فيتعلم فيه الفرد فنَّ الانتصار على السلبية واللاَّمبالاة وتبلُّد الشعور بالتبعة، والتفريط في القيام بالواجب، ويَحدث ببركات الصيام وفضله وأجوائه نقلاتٌ نوعية في الانتقال بنفسه إلى مراتب العاملين العابدين المتحركين النشطين، فيستشعر طعم الإيجابيَّة ويتعوَّد ويتدرب عليها، فيصاحبه ذلك حتى بعد رمضان، فيتخلص إلى غير رجعة - إن شاء الله - من كلِّ صفات القعود والانعزالية والانسحابية وانسداد شهية العمل والحركة، فيغرس فيه الصوم كلَّ عوامل الجدية؛ ليصبحَ عنصرًا فعالاً نافعًا مؤثرًا صانعًا للحياة من حوله.

7 - الانتصار على أمراض القلوب:
بما أنَّ القلب السليم هو العُملة الرابحة التي تنفع صاحبها يومَ القيامة، وتنقذه من عذاب الله؛ كما قال تعالى: {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88 - 89).

وبِمَا أنَّ القلب الأسود المظلم بأمراض الأحقاد والبَغضاء والكراهية، والحسد والكبر والاستعلاء على النَّاس، وغيرها - حاجز لرحمة الله، حائل دون توفيقه، مانع لمعيَّته الخاصة للعبد، وبما أنَّ هذه الأمراض حالقة للدين؛ كما جاء في الحديث: ((دَبَّ إليكم داء الأمم من قبلكم: الحسد، والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين))؛ (رَواهُ البزار).

فإنَّ شهر الصيام فرصة ذهبية للتخلُّص منها والانتصار عليها؛ لأنَّ وسائل التنظيف والتطهير للقلب مُتوفرة بكثرة، والمحفزات المساعدة على ذلك ميسرة إلا مَن أبى.

ومعركة أمراض القلوب معركة فاصلة في تحديد قيمة العبد ومقامه عند مولاه، وما تفاضل مَن تفاضل من الصالحين إلا بها، وما بُشِّر من بشر بالجنة وهو حي إلا بها؛ لذا أحرى بالعبد المؤمن ألا يتهاون في الفوز بها، مهما كانت التضحيات؛ لأنَّ لها ما بعدها، كما قلنا في ضمان موقعه الريادي في الدُّنيا والآخرة، فسيد القوم من لا يَحمل الحقد هذا في الدُّنيا، فما بالك في الآخرة التي قال الله - عزَّ وجلَّ - في حق أهل جنته: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47]؟!

8 - الانتصار على اليأس والإحباط:
فمن لم يستطع أن يتجاوز روح اليأس والإحباط، وينتصر عليها في رمضان، فهو فيما سواه أعجز؛ لأنَّ ما يوفره الشهر من أجواء إيمانيَّة، وفرص ربَّانية وشفافية رُوحية، تساعد المؤمن الصائم، وتدفعه دفعًا إلى الأمل والتفاؤل، وتكون سندًا قويًّا له على التعافي من كل مظاهر اليأس والإحباط، التي تكون قد لازمته قبل رمضان.

وبما أنَّ من صفات شهر الصيام أنه شهر الانتصارات، فإنه يتنافى وكل عوامل اليأس والإحباط، وما تحققت هذه الانتصارات للأمَّة على مدار تاريخها كله، إلا لَمَّا تَخلَّصت من الروح اليائسة المحبطة المستسلمة للواقع، وتجاوزت حالتها المنكمشة المكتفة الأيدي، المنتظرة مصيرها على أيدي أعدائها دون أن تنتفض وتنهض، بل إنَّها لما كسرت طوق اليأس هذا، ونزعت عن نفسها قيود الإحباط والذل والهوان، انطلقت تحقق النصر تِلْوَ النصر، وتكسب الجولة بعد الجولة، والمؤمن كذلك على مُستواه الفردي، إذا أراد أن يحقق الانتصارات التي ذكرناها، فما عليه إلا أنْ يتحرر من شرانق الإحباط، التي حبس نفسه فيها؛ ليرى أنوار الأمل المشرقة البراقة من حوله تملأ الدُّنيا ببركات ونفحات هذا الشهر الفضيل.

9 - الانتصار على سوء الخلق:
فرمضان مدرسة الأخلاق الفاضلة كذلك، فيه يتعلَّم الصَّائم ويتدرب، ويُمارس كلَّ أنواع الخلق الحسن، التي رغَّب فيها الإسلام وحثَّ عليها، وقد يَجد بعضَ الممارسات والأفعال من النَّاس؛ لتختبر فيه مدى تَمسُّكه بحسن الخلق، سواء مع جيرانه أم أهل بيته، أم زملائه في العمل أم مُعامليه في الأسواق؛ لذلك كان الحديث: ((الصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب - وفي رواية: ولا يجهل - فإنِ امرؤ سابه أو قاتله، فليقل: إنِّي صائم، مرتين))؛ (متفق عليه عن أبي هريرة)، كدلالة على أنَّ سوء الخلق يمحق بركات الصيام، وأنَّه - أي: الصيام - ما فُرِضَ إلا ليتدرب فيه الصائم عمليًّا على حسن الخلق؛ وذلك لما له من عاقبة حميدة، تقرِّبه من مجلس رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يومَ القيامة، وهو والله العزُّ والشرف، كما أنه يثقل ميزانه عند الحساب وهو عين النَّجاة؛ كما جاء في الحديث: ((إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا))؛ (رواه أحمد والترمذي وابن حبان).

وقال أيضًا: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يومَ القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء))؛ (رواه الترمذي).

لذلك؛ فإنَّ الانتصارَ على السيئ من الأخلاق، وعلى العادات السيئة كذلك التي يكون العبدُ قد اعتادها قبل رمضان - من الغايات العُظمى التي ينبغي أنْ يَجعلها المؤمن على سلَّم أولوياته في هذا الشهر.

10 - الانتصار على التآكل والهزال الروحي:
إنَّ هموم الحياة ومشاغلها وضغوطها تنحت من الجانب الرُّوحي والإيماني للمؤمن، فإن لم يتعهدها دائمًا بالتجديد والتزود، فإنَّه الهلاك بعينه، فتأتي نفحات رمضان وفيوضاته الرُّوحية؛ ليستدرك بها وفيها ما نقص من إيمانه، وما تآكل وهزل وجف من روحه، فيجدد التوبة والأوبة والرجوع إلى مولاه، ويكثر من الاستغفار والتذلُّل والانكسار والإنابة إليه، ويتصالح مع الصلاة والقرآن والأذكار، ويكثر من الصدقة والإنفاق في سبيل الله، فما يَمر عليه الشهر إلا وهو ممتلئ روحيًّا يَقِظٌ إيمانيًّا، ويجد نفسه وقد ردت إليه روحه التي كاد أنْ يفقدها في زحمة المغريات والشهوات والجواذب والصوارف، وتخلص من تآكلها وهزالها وجفافها، بعد أن كانت قاحطة جدباء، وأنَّها قد أشرقت بنور ربها، بعد أن أظلمت وادْلَهَمَّت بكثرة الذنوب والمعاصي والآثام والتقصير في جنب الله - عزَّ وجلَّ - فيخرج من محطة الصيام، وهو أقوى إيمانًا، وأرقُّ فؤادًا، وأنور قلبًا، وأهنأ بالاً، وأكثر اطمئنانًا، وأشفُّ روحًا، وأشد عزمًا، وأصلب عودًا، وأوفر سكينة، وأعظم زادًا، فما عليه إلا أنْ يواصل الترقي الرُّوحي ويُحافظ على كل ذلك؛ لينتفع بها بعد رمضان.

فالحذرَ كل الحذر أن يخرج عليك رمضان - أخي المؤمن - وأنت تراوح مكانك روحيًّا، فلا أنت تخلصت من جفافها وتآكلها، ولا أنت استطعت أنْ تتفوق في عمليتي التخلية والتحلية، فإنْ كان وهو ما لا نتمناه لك، فاعلم بأنك قد انهزمت في معركة الروح، وأنك حرمت بركات الشهر وفضائله.

فهذه عشارية من الانتصارات ينبغي على العبد المؤمن الصائم أنْ يُحققها، وأن تكون برنامجه العملي في رمضان؛ حتى يحكم له بأنه قد كُتِبَ في عداد الفائزين والنَّاجحين والحاصلين على الجوائز، وأنه قد قدم الدَّلائل العملية البينة والقوية للقبول في مدرسة الثلاثين يومًا، ووضع لبنة صالحة لتقريب موعد النَّصر وزيادة فرصه للأمَّة ودينها، وبألا يكون حَجَرَ عَثرة في طريق تحقيق ذلك بتكاسله وهزائمه المتكررة أمام شيطانه وشهواته ونفسه وهواه ولسانه.

جعلنا الله وإياكم من المنتصرين ومن المقبولين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رمضان والانتصارات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حدث في 15 رمضان
» حدث في 30 رمضان
» حدث في 2 رمضان
» حدث في 16 رمضان
» حدث في 1 رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط :: فــئـة الاسلاميــــات ::  خيمة شهر رمضان-
انتقل الى:  
....................
اخر الاخبار الوطنية
جميع حقوق منتديات عائلة تابلاط محفوظة
 جميع الحقوق محفوظة لـ{منتديات عائلة تابلاط} ®
حقوق الطبع والنشر © 2010 - 2011

جميع ما يكتب في المنتدى يعبر عن وجهة نظر الكاتب شخصيا ولا يمثل رأي منتديات عائلة تابلاط ولا القائمين عليه أو اهدافهم أو توجهاتهم
الترحيـب و التواصل مع الاعضاء|التهانـي والتبريكات|الدعاء للمرضى و التعازي و المواساة|تابلاط للاخبار اليومية+مواقع للصحف الجزائرية |ملتـقـى عائلة تابلاط|كل ما يخص مدينة تابلاط|تاريخ و ثقافة الـجزائـر|شخصيات جزائرية هامة|خصوصيات ادم|خصوصيات حواء|الـطفـل و الـطــفولـة|مطبخ المنتدى|الاثات و الديكور|الاناقة والجمال|نصائح و تجارب منزلية|طبيب عائلة تابلاط|تطوير الذات|الحورات و النقاشات الهامة والجادة |العلوم و المعلومات العامة|فلسطين الحبيبة|البـيـئة والطبيعة و عالم الحيوانات| شخصيات عربية و عالمية |القصص و الرويات المتنوعة |حدث في مثل هذا اليوم| الأعياد والمناسبات|السيارات والشاحنات و الدرجات|الأمثال و الحكم و الأقوال|تابلاط الافـكار و المواهـب|أشعاري و خواطري|منتدى الشريعة و الحيـاة|خيمة شهر رمضان|دليلك في الحج و العمرة|التاريخ و الحضارة الاسلامية|تـابلاط الدردشة و الفرفشة|تابلاط نكت*نكت|المسابقـات و الالغـاز|السيـاحة بكل انواعها| صـور*صـور|كرة القدم الجزائرية|كرة القدم العالمية|رياضات متنوعة|بحوث مدرسية|المحاضرات و البحوث الجامعية|معلومات و اخبار|جامعية التعليم و الدراسة بالمراسلة|السنة الاولى ثانوي|السنة الثانية ثانوي|بكالوريــا2011|السنة الاولى متوسط|السنة الثانية متوسط|السنة الثالثة متوسط|السنة الرابعة متوسط (bem)|مواقـع مفيــدة و اخرى مسلية|بـرامج الهـاتف|برامج الكمبيوتر و الانترنات|الالعاب الالكترونية|استقبال القنوات +أنظمة التشفير التلفزيونية|التقنيات المتقدمة |قسم الاعلانات الادارية للاعضاء| معلومات موقع منتديات عائلة تابلاط|السيرة العطرة و قصص الانبياء|الاعجاز العلمي في القران و السنة|
وقف لله
تــنــويـة : أبـريء ذمتي أنا صـاحـب ومـؤسس منتديات عائلة تابلاط أمام الله ان حـصـل تعارف أو صداقات غير شرعية بين الأعضاء داخل المنتدى
منتديات عائلة تابلاط لا يهدف الى الربح أو التجارة بأي شكل من الاشكال
المنتدى وقف لله تعالى لي و لوالدي و لجميع الأعضاء والمسلمين و المسلمات الأحياء منهم والأموات
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلا مُتَقَبَّلا-