سأمنح الفرصة أكثر للاعب المحلي وأرفض التدخل في صلاحياتي
لا توجد قضية اسمها بودبوز وعلى اللاعبين أن يفهموا أن المنتخب شيء كبير
أكد المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، أنه سيعمل طيلة الأشهر الستة القادمة بدءا بالمقابلة الرسمية القادمة أمام تانزانيا، على تكوين تشكيلة تنافسية بإمكانها خوض التصفيات القادمة لكاس أمم إفريقيا 2013 ومونديال 2014 من موقع قوة، مضيفا أن المهمة ستكون صعبة لاسيما في ظل الظروف الحالية.
اعترف المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، من خلال حديثه في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بقاعة الاجتماعات للمركب الأولمبي محمد بوضياف، أن مهمته على رأس العارضة الفنية لـ ''الخضر'' ستكون صعبة للغاية، باعتبار ''أن الجزائر لا تملك لاعبين كبارا ينشطون في البطولات الأوروبية، كما هو الحال بالنسبة للمنتخب المالي الذي لديه لاعبين يلعبون في أندية عريقة ككانوتي وسيسوكو''، على حد تعبيره، تاركا الانطباع أن الوسائل البيداغوجية هي الأخرى ناقصة، كما هو الحال بالنسبة للملاعب.
البوسني يكتشف الواقع المر لميادين الكرة الجزائرية
وفي هذا السياق، كشف المدرب الوطني حاليلوزيتش بكثير من الحسرة أنه بحاجة إلى ملعب معشوشب طبيعيا لبرمجة حصص تدريبية خلال التربص القادم الذي سيخوضه المنتخب في المركز الوطني التقني بسيدي موسى بداية من 27 أوت القادم، تأهبا للمباراة الرسمية القادمة، في بداية شهر سبتمبر القادم، أمام تانزانيا بالعاصمة دار السلام، قائلا '' قمت أمس رفقة رئيس الفاف محمد روراوة بمعاينة مركز سيدى موسى، وهو المركز الذي يتوفر على جميع شروط الراحة والتحضير، غير أنه لا يتوفر على ملعب معشوشب طبيعيا، وعليه قمنا بعدها بمعاينة ملعبي الرويبة ومصطفى تشاكر بالبليدة، على أمل إيجاد ميدان نحضر فيه، لأن ملعب دار السلام معشوشب طبيعيا''.
حتى وإن لم يقلها صراحة، إلا أن التقني البوسني ترك الانطباع أنه مستاء من هذه الوضعية، حيث تحدث كثيرا عن الميادين، خاتما حديثه في هذه النقطة بالقول ''أرضية ميدان ملعب ما، كالطفل يجب الاعتناء بها، كما يتم الاعتناء بالطفل حتى يكبر''.
''لا أحد يتدخل في صلاحياتي ويملي عليّ ما أقوم به''
وعلى ذكر مباراة تانزانيا المقررة يوم 3 سبتمبر القادم، برسم الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2012، حاول المدرب الوطني حاليلوزيتش، تبرير قائمة اللاعبين 25 التي أعدها للمشاركة في التربص القادم، قائلا ''أعتقد أنني حاولت جاهدا رفقة أعضاء الطاقم الفني إعداد قائمة لاعبين بإمكانهم سد الفراغات والدفاع عن حظوظ التشكيلة خاصة في ظل بعض المعطيات، كتعذر مشاركة بعض اللاعبين ممن تعوّدوا المشاركة في مباريات المنتخب بداعي الإصابة، كما هو الحال بالنسبة لفديورة، أو بداعي العقوبة كحالة خالد لموشية.
وبدا البوسني حاليلوزيتش صارما في تعليقه على سؤال مفاده هل هناك أطراف معينة فرضت عليه القائمة، باعتبار أن العديد من اللاعبين لا يعرفهم، كما هو الشأن لثنائي شبيبة القبائل سعد تجار وحسين مترف، حيث قال ''لا أحد يتدخل في صلاحياتي ويملي عليّ ما أقوم به أو يجبرني على جلب لاعب معين، فأنا مدرب يحترم الغير ويريد في نفس الوقت أن يحترم.. وكل ما في الأمر أن مساعدي اقترحوا علي أسماء معينة كتجار ومترف، خاصة وأنني كنت بحاجة إلى لاعبين في وسط الدفاع، بعد غياب لموشية ونقص منافسة يبدة''، مضيفا ''ثنائي شبيبة القبائل ليس الوحيد الذي سأعتمد عليه مستقبلا، فأمامي قرابة ستة أشهر، سأحاول توظيف العديد من اللاعبين المحليين، وبعده سنرى إن كنا سنحتفظ بلاعب أو بلاعبين أو بأكثر في التشكيلة، كما أنني سأعاين ميدانيا العديد من المقابلات المحلية، قبل المواجهة الثانية لي على رأس المنتخب الجزائري أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، قبل نهاية السنة الجارية''.
وحاول المدرب حاليلوزيتش، خلال الندوة الصحفية التي عقدها، بعث رسالة مشفرة إلى اللاعبين المحليين، قصد العمل أكثر من أجل ضمان مكانة في المنتخب، قائل: ''أبواب المنتخب الجزائري مفتوحة ليس في وجه اللاعبين الذين يلعبون خارج الجزائر، لكن لكل لاعب بإمكانه إعطاء الإضافة للمنتخب''، مشيرا في نفس الوقت إلى أنه اتفق أمس مع رئيس الاتحادية الجزائرية روراوة، على إنشاء منتخب وطني رديف أو بما يسمى بالمنتخب المحلي، ''سيشرف عليه أحد مساعدي وسيخوض كأس أمم إفريقيا للمحليين القادمة''، على حد تعبير منشط الندوة الذي أضاف ''رغم أن البطولة الجزائرية لم تعد تنجب لاعبين كبارا، لكن سنسعى جاهدين رفقة المديرية الفنية الوطنية على تسطير برنامج على المدى المتوسط والبعيد لمنح الفرصة للاعب المحلي قصد تفجير قدراته والوصول إلى المستوى العالي، فزين الدين زيدان صحيح أنه جزائري، لكنه لم يتكوّن في الجزائر، وبنزيمة وناصري وغيرهم.. فكل هؤلاء اللاعبين الجزائريين خضعوا لتكوين أوروبي''.
بودبوز سيطبق عليه القانون الداخلي
وفي نفس سياق دفاعه عن خياراته، تطرق المدرب الوطني حاليلوزيتش إلى موضوع سبب إبعاده بعض اللاعبين من تربص سيدي موسى، كما هو الحال بالنسبة لبودبوز، حيث قال: ''قبل الحديث عن هذا الموضوع، على الجميع أن يفهم أنه ليست هناك قضية اسمها بودبوز، فقبل إعدادي القائمة، كنت أظن أن لاعب سوشو مصاب، لكن تفاجأت بعدها عندما رأيته يلعب مع فريقه، ومهما يكن فإن بودبوز مجبر على الامتثال للقانون الداخلي للمنتخب وسنتخذ ضده الإجراءات اللازمة، لكن بعد التشاور مع رئيس الفاف وأعضاء الطاقم الفني الوطني.
وأوضح حاليلوزيتش أنه لن يسمح مستقبلا بمثل هذه الأمور مهما كان وزن اللاعب، ''فعلى الجميع أن يفهم أن المنتخب شيء كبير جدا، وحتى إن كان المعني بالأمر مصابا، فعليه أن يحضر للتربص احتراما للمنتخب واحتراما لزملائه في التشكيلة''.
وعلى عكس بودبوز، أكد حاليلوزيتش بشأن الحارس مايكل فابر الذي انضم مؤخرا للونس الفرنسي، أن فابر قام بزيارة المنتخب وقدم اعتذاراته لعدم تمكنه من المشاركة في التربص، لكن لم أقم باستدعائه لأنه لا يلعب كأساسي، فهو الحارس الثاني بعد التونسي، وعليه إذا أراد تقمص الألوان الوطنية، فما عليه إلا أخذ مكانة أساسية في فريقه، وهو شرط لكل اللاعبين وليس لفابر فقط''.
أبواب المنتخب مفتوحة للعيفاوي، عسلة، غيلاس وعبدون
وفي تبريره لعدم استدعائه حارس شبيبة القبائل، مليك عسلة، ومدافع اتحاد العاصمة عبد القادر العيفاوي، رغم أنهما لا يتحمّلان مسؤولية الغياب عن تربص ماركوسيس، بسبب الخطإ الذي ارتكبه الكاتب العام الجديد للمنتخب، الصالح بوطاجين، قال حاليلوزيتش: ''أولا، لا أعرف هذا الثنائي، وثانيا في منصبيهما لدي العديد من اللاعبين، لكن سأحاول التعرف عليهما مستقبلا''، مجددا في ذات السياق، مقولة أن أبواب المنتخب الجزائري مفتوحة للجميع، في إشارة أيضا للثنائي جمال عبدون وغيلاس، قائلا: ''من يستحق مكانة في المنتخب، فسأوجه له الدعوة مهما كان''.
وما يعزز هذا الطرح، أكد المدرب حاليلوزيتش أنه لم يفصل بعد في قضية من ستسند له مهمة قيادة المنتخب فوق الميدان، قائلا ''سأمنح شارة القائد لمن يستحق ذلك''.
وبالرغم من كل هذه المعطيات، ترك المدرب الوطني الانطباع أن المنتخب لن يذهب إلى تانزانيا في ثوب الضحية، بل بالعكس، ''سندافع عن حظوظنا بكل ما أوتينا بقوة''.