قد علم أهل الإسلام ما في تفطير الصائم من الأجر؛ لقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ فَطَّر صَائِمًا فَلَهُ مِثْل أَجْرِه، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيءٌ))؛ أخرجه الإمام أحمد والنسائي والترمذيُّ وابن ماجة.
ومعرفة ما كان عليه السلف في هذا المجال تشحذ الهمم لفعل ما كانوا يفعلون.
فقد كان كثير من السلف يواسون مِنْ إفطارهم، أو يؤثرون به، ويبيتون جَوعَى طَاوِين.
ومن أمثلة ذلك:
- كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يصوم، ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعهم أهلُه عنه، لم يتعَشَّ تلك الليلة.
- وكان إذا جاءه سائلٌ - وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام - وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة، فيصبح صائمًا، ولم يأكل شيئًا.
- وجاء سائلٌ إلى الإمام أحمد - رحمه الله - فدفع إليه رغيفين كان يُعِدُّهما لفطره، ثم طوى، وأصبح صائمًا.
- وكان الإمام الزُّهْرِيّ - رحمه الله - إذا دخل رمضان قال: "إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام".
- وكان الحسن البصري - رحمه الله - يُطعم إخوانه وهو صائم تَطَوُّعًا، ويجلس يروِّحُهم وهم يأكلون.
- وكان عبد الله بن المبارك - رحمه الله - يُطعم إخوانه في السفر الألوان من الحلواء وغيرها، وهو صائم.
- قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: "أُحِبُّ للرجل الزيادة بالجُود في شهر رمضان، اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم.
نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنه رحمةَ، إنه هو الوهاب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.