هو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح، وغيرها من المفطرات - بنية العبادة فريضة أو نافلة - من طُلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، قال تعالى : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة، الآية: 187].
فأباح سبحانه التمتع بهذه الأمور في ليل الصيام إلى الفجر، ثم أمر بالإمساك عنها من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقد جاء في السنة الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذِكْر أمور أخرى يفطر بها الصائم، غير تلك المذكورات في الآية، تأتي الإشارة إليها في موضعها - إن شاء الله - وألحق أهل العلم بها أمورًا من جنسها قياسًا عليها؛ لاتفاقها معها في العِلَّة.
وصيام رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام , وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة، ودليل فرضيته قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} إلى قوله : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة، الآيات: 183-185].
وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ((بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ؛ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ الله؛ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ؛ وإِقَام الصَّلاةِ؛ وإيتاء الزَّكَاةِ؛ وحَجُّ البَيْتِ؛ وَصَوْمُ رَمَضَانَ)). ولمسلم ((وصَوْم رمضان؛ وحَجُّ البيت)) وأحاديث كثيرة بمعناه في الصحيحين؛ وغيرهما من دواوين الإسلام.
وأجمع المسلمون على فرضيته إجماعًا قطعيًّا معلومًا بالضرورة من دين الإسلام؛ فمن أنكر وجوبه فقد كَفَر. فإن العلم بفرضيته من العلم العام، الذي توارثته الأمة خلفًا عن سلفٍ.
ويجب الصوم: على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر سالم من الموانع. لقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة، الآية: 185] وقوله - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين وغيرهما: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ - يعني الهلال - وأَفْطِرُوا لرُؤْيَتِهِ)) الحديث.