بعض النّساء يحضرن أطفالهنّ معهنّ إلى صلاة التّراويح، ولكن لا يقمن بمراقبتهم فيعبثون داخل المسجد ويشوّشون على المصلّين والمصلّيات، فما الحكم في ذلك؟
ينبغي على المسلمين أن يحرصوا على صلاة التراويح مع الإمام، حتّى يكتب لهم قيام رمضان، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر'' أخرجه البخاري ومسلم، فشرطا مغفرة ذنوب القائم لليالي رمضان هما: الإيمان بالله عزّ وجلّ الّذي خلقنا لعبادته والصّيام والقيام من أجل العبادات . واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى وذلك بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، مع الصبر واحتمال المشقة رجاء ما عند الله من الثواب الجزيل . وحُرمة المسجد عظيمة كونه بيت الله، فيه يعبد المؤمنون ربّهم ويذكرونه وينسون بداخله هموم الدنيا وحطامها الزائل، فلا يتحدّثون فيه عن بيع أو شراء ولا يسمع لهم فيه مراء أو جدال، قال تعالى: {في بيوتٍ أَذِنَ اللهُ أن تُرفَع ويُذْكَر فيها اسمُه يٌسبِّح له فيها بالغُدوِّ والآصال × رجال لا تُلهيهم تجارة ولا بيعٌ عن ذِكر الله وإقام الصّلاة وإيتاءِ الزّكاة يخافون يوماً تتقلَّب فيه القلوب والأبصار × ليَجزِيَهُم الله أحسنَ ما عمِلوا ويزيدَهُم من فضله واللهُ يرزق مَن يشاء بغير حساب} النور: 36-38 .
ومن المؤسف أن يتهاون المسلمون في شأن المسجد، فتراهم ربّما رفعوا فيه أصواتهم بالضحك واللّغو والجدال غير المؤسّس على العلم الصحيح . وإحضار الأطفال إلى المسجد وتركهم يعبثون فيه ويلهون، ويقولون كلاماً يزعج المصلّين يعتبر من قبيل ما ذكرنا، وعلى كلّ أمّ أحضرت طفلها معها إلى المسجد أن تضعه بجنبها حتّى تراقبه وتذكّره بحُرمة بيت الله فيتربّى وينشأ على ذلك، أمّا أن تحضر الأم أو الأب الأطفال ليتركوا في مؤخّرة المسجد ويتّخذونها فسحة للعب والمبارزة بقبيح الكلام، فهذا ممنوع شرعاً، وإن اضطر جماعة المصلّين إلى طردهم فليفعلوا ذلك، حتّى يكون ردعاً وزجراً لهم ومحرّك الضمائر وقلوب أوليائهم، وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية رحمه الله .
-الشيخ أبو عبد السلام-