بسم الله الرحمن الرحيم
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: ((يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ)) فَقَالَ: ((أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ: لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ))
وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ، وَأَوْصَى بِهِ الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
(رواه أبو داود في سننه/ كتاب الصلاة/ باب في الاستغفار/ 1522) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب".
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:
أَخَذَ بِيَدِهِ: كَأَنَّهُ عَقَدَ مَحَبَّة وَبَيْعَة مَوَدَّة.
((وَاَللَّه إِنِّي لَأُحِبُّك)): لَامُهُ لِلِابْتِدَاءِ، وَقِيلَ لِلْقَسَمِ.
وَفِيهِ: أَنَّ مَنْ أَحَبَّ أَحَدًا يُسْتَحَبُّ لَهُ إِظْهَار الْمَحَبَّةِ لَهُ.
فَقَالَ: ((أُوصِيك يَا مُعَاذ لَا تَدَعَنَّ)): إِذَا أَرَدْت ثَبَات هَذِهِ الْمَحَبَّة فَلَا تَتْرُكَنَّ.
((فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاة )): أَيْ عَقِبَهَا وَخَلْفَهَا أَوْ فِي آخِرِهَا.
((تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرك وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)):
((ذِكْرك)) مِنْ طَاعَة اللِّسَان.
((وَشُكْرِك)) مِنْ طَاعَة الْجِنَان.
((وَحُسْنِ عِبَادَتك)) مِنْ طَاعَة الْأَرْكَان.
قَالَ الطِّيبِيُّ:
ذِكْر اللَّه مُقَدِّمَة اِنْشِرَاح الصَّدْر
وَشُكْرُهُ وَسِيلَة النِّعَم الْمُسْتَجَابَة
وَحُسْنُ الشَّهَادَة الْمَطْلُوب مِنْهُ التَّجَرُّدُ عَمَّا يَشْغَلُهُ عَنْ اللَّهِ تَعَالَى.